عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:50 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والعامل في "يوم" هو"واقع" (1) ، ويجوز أن يكون العامل فيه "دافع" (1)، والأول أبين، قال مكي: لا يعمل فيه "دافع"،
قوله تعالى: "تمور" معناه: تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة، والغبار الموار: الذي يجتمع ويذهب ويجيء بالريح، ثم هو كله إلى الذهاب، ومنه قول الأعرابي:
"وغادرت التراب مورا" يصف سنة قحط، وأنشد معمر بن المثنى:
... ... ... ... ..... مور السحابة لا ريث ولا عجل
أراد مضيها. وقال الضحاك: "تمور"; تموج، وقال مجاهد: تدور، وقال ابن عباس رضي الله عنه تشقق، وهذه كلها تفاسير بالمعنى; لأن السماء العالية يعتريها هذا كله). [المحرر الوجيز: 8/ 88-89]

تفسير قوله تعالى: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وسير الجبال هو في أول الأمر ثم تتفتت أثناء السير حتى تصير آخرا كالعهن المنفوش). [المحرر الوجيز: 8/ 89]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والفاء في قوله تعالى: "فويل" عاطفة جملة على جملة، وهي تتضمن ربط المعنى وتأكيده وإثبات الويل للمكذبين، و"الويل": السوء والمشقة والهم الأطول، ويروى أن في جهنم واديا يسمى: ويلا .
و"الخوض": التخبط في الأباطيل، يشبه بخوض الماء، ومنه قوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}،
و"يوم" الثاني بدل من "يومئذ"، و"يدعون" قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: معناه: يدفعون في أعناقهم بشدة وإهانة وتعتعة، ومنه قوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم}،
وفي الكلام محذوف مختصر، تقديره: يقال لهم: "هذه النار"، وإخبارهم بهذا على جهة التوبيخ والتقريع.
وقرأ أبو رجاء العطاردي،: "يوم يدعون" من الدعاء، بسكون الدال وفتح العين).[المحرر الوجيز: 8/ 89]

تفسير قوله تعالى: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون * إن المتقين في جنات ونعيم * فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم * كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون * متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين}
لما قيل لهم: "هذه النار" وقفوا بعد ذلك على الجهتين التي يمكن منهما دخول الشك في أنها النار، وهما: إما أن يكون ثم سحر يلبس ذات المرئي، وإما أن يكون في بصر الناظر اختلال،
وأمرهم بصليها على جهة التقريع، ثم قيل لهم على جهة قطع رجائهم: {فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم} أي: عذابكم حتم، فسواء جزعكم وصبركم، لا بد من جزاء أعمالكم). [المحرر الوجيز: 8/ 89-90]



(1) يريد قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 7-8]


رد مع اقتباس