عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 10:19 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض...}
كان ينبغي في العربية أن يقال: وقالوا لإخوانهم إذ ضربوا في الأرض، لأنه ماض؛ كما تقول: ضربتك إذ قمت، ولا تقول ضربتك إذا قمت. وذلك جائز، والذي في كتاب الله عربيّ حسن؛ لأن القول وإن كان ماضيا في اللفظ فهو في معنى الاستقبال؛ لأن {الذين} يذهب بها إلى معنى الجزاء من من وما، فأنت تقول للرجل: أحبب من أحبّك، وأحبب كلّ رجل أحبّك، فيكون الفعل ماضيا وهو يصلح للمستقبل؛ إذ كان أصحابه غير موقّتين، فلو وقّته لم يجز، من ذلك أن تقول: لأضربن هذا الذي ضربك إذ سلّمت عليك، لأنك قد وقّته فسقط عنه مذهب الجزاء، وتقول: لا تضرب إلا الذي ضربك إذا سلمت عليه، فتقول (إذا) لأنك لم توقته.
وكذلك قوله: {إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله} فقال
{ويصدّون} فردّها على {كفروا} لأنها غير موقّتة.
وكذلك قوله: {إلاّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} المعنى: إلا الذين يتوبون من قبل أن تقدروا عليهم. والله أعلم.
وكذلك قوله: {إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحا} معناه: إلا من يتوب ويعمل صالحا، وقال الشاعر:

فإني لآتيكم تشكّر ما مضى * من الأمر واستيجاب ما كان في غد
يريد به: المستقبل لذلك قال (كان في غد) ولو كان ماضيا لقال: ما كان في أمس، ولم يجز ما كان في غد. وأمّا قول الكميت:
ما ذاق بؤس معيشةٍ ونعيمها * فيما مضى أحدٌ إذا لم يعشق
فمن ذلك؛ إنما أراد: لم يذقها فيما مضى ولن يذوقها فيما يستقبل إذا كان لم يعشق، وتقول: ما هلك امرؤ عرف قدره، فلو أدخلت في هذا (إذا) كانت أجود من (إذ)؛ لأنك لم تخبر بذلك عن واحد فيكون بإذا، وإنما جعلته كالدأب فجرى الماضي والمستقبل.
ومن ذلك أن يقول الرجل للرجل: كنت صابرا إذا ضربتك؛ لأن المعنى: كنت كلّما ضربت تصبر، فإذا قلت: كنت صابرا إذ ضربت، فإنما أخبرت عن صبره في ضربٍ واحد). [معاني القرآن: 1/243-244]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ضربوا في الأرض} يقال: ضربت في الأرض، أي: تباعدت.
{أو كانوا غزّىً} لا يدخلها رفع ولا جرّ لأن واحدها: غازٍ، فخرجت مخرج قائل وقوّل، فعّل، وقال رؤبة:
وقوّلٍ إلاّ ده فلا ده
يقول: إن لم يكن هذا فلا ذا.
ومثل هذا قولهم: إن لم تتركه هذا اليوم فلا تتركه أبداً، وإن لم يكن ذاك الآن لم يكن أبداً.

{حسرةً} الحسرة: الندامة). [مجاز القرآن: 1/106-107]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزًّى لّو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل اللّه ذلك حسرةً في قلوبهم واللّه يحيي ويميت واللّه بما تعملون بصيرٌ}
قال تعالى: {أو كانوا غزًّى لّو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} وواحد "الغزّى" "غاز" مثل "شاهد" و"شهّد"). [معاني القرآن: 1/186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({إذا ضربوا في الأرض}: تباعدوا.
{كانوا غزا}: جمع واحدا غاز). [غريب القرآن وتفسيره: 111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ضربوا في الأرض} تباعدوا.
و(غزّى) جمع غاز، مثل صائم وصوّم. ونائم ونوّم. وعاف وعفّى). [تفسير غريب القرآن: 114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم واللّه يحيي ويميت واللّه بما تعملون بصير}
{أو كانوا غزّى} القراءة وما ثبت في المصحف على: القصر، وفعّل جمع فاعل نحو ضارب، وضرّب، وشاهد وشهد، ويقع على فعّال نحو حارب وحراب، وضارب وضرّاب،وغزّاء. يجوز إلا أنه لا يكون في القراءة لأنه ممدود.
وقوله عزّ وجلّ: {ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم} أي: ليجعل ظنهم أنهم لو لم يحضروا - وإذا لم يحضروا الحرب اندفع عنهم ما كتب عليهم. فحسرتهم فيما ينالهم أشد.
{واللّه يحيي ويميت} أي: ليس الإنسان يمنعه تحرزه من إتيان أجله على ما سبق في علم الله). [معاني القرآن: 1/481-482]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}
روى عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هذا قول المنافق عبد الله بن أبي). [معاني القرآن: 1/500]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ} تباعدوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 53]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ضَرَبُواْ}: أبعدوا. {غُزًّا}: جمع غاز). [العمدة في غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم لمغفرةٌ مّن اللّه ورحمةٌ خيرٌ مّمّا يجمعون}
قال تعالى: {ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم} الآية، فإن قيل كيف يكون {لمغفرةٌ مّن اللّه} جواب ذلك الأول؟ فكأنه حين قال: {ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم} تذكر لهم مغفرة ورحمة إذ كان ذلك في السبيل فقال: {لمغفرةٌ} يقول: "لتلك المغفرة {خيرٌ ممّا تجمعون}"). [معاني القرآن: 1/186]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولئن مّتّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون}
قال: {ولئن مّتّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون} وإن شئت قلت {قتّلتم}). [معاني القرآن: 1/186-187]

رد مع اقتباس