الموضوع: سورة الأنفال
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 1 صفر 1434هـ/14-12-2012م, 08:00 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى : {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ):
(
وقد أدخلت الآية السّابعة في النّاسخ والمنسوخ

باب ذكر الآية السّابعة
قال جلّ وعزّ: {فكلوا ممّا غنمتم حلالًا طيّبًا} [الأنفال: 69] فكان هذا ناسخًا لما تقدّم من حكم اللّه جلّ وعزّ في حظر الغنائم لأنّها لم تحلّ لأحدٍ قبل أمّة محمّدٍ عليه السّلام وإنّما كانت تنزل نارٌ من السّماء فتأكلها والدّليل على صحّة هذا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
«لم تحلّ الغنائم لأحدٍ قبلنا»
وفي الحديث أنّهم لمّا أسرعوا إليها أنزل اللّه تعالى: {لولا كتابٌ من اللّه سبق لمسّكم فيما أخذتم عذابٌ عظيمٌ} [الأنفال: 68]
قيل المعنى لولا أنّ اللّه تعالى سبق منه أنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد التّقدّم إليه لعاقبكم قبل، وقيل لولا أنّه سبق من اللّه تعالى أنّه لا يعذّب أحدًا على صغيرةٍ إذا اجتنب الكبائر لعاقبكم وفيه غير هذا قد ذكرته ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/391-392]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {فكلوا ممّا غنمتم حلالاً طيّبًا}:
أدخل المؤلفون للنّاسخ والمنسوخ هذا فيه، وقالوا: هو ناسخٌ لما كان الله حرّم على من كان قبلنا من أكل الغنائم، إنما كانت نارٌ تنزل من السماء فتحرق الغنائم، وقد قال النبي عليه السلام: ((لم تحلّ لأحد قبلنا))، ودلّ على ذلك أنهم لما أسرعوا إلى أكل الغنائم قبل أن ينزل بذلك قرآنٌ عاتبهم الله على ذلك وأباح لهم فعلهم رحمةً منه لهم وتفضّلاً عليهم، فنزل: {لولا كتابٌ من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذابٌ عظيمٌ} [الأنفال: 68]، {فكلوا ممّا غنمتم حلالاً طيّبًا} [الأنفال: 69]، والمعنى: لولا أن الله قضى أن يحلّ لكم الغنائم لعوقبتم على أخذها.
وقيل المعنى: لولا أنه سبق في علم الله ألاّ يعذّب أحدًا إلاّ بعد التقدم إليه لعاقبكم الله على أخذكم الغنائم قبل إباحته إياها لكم.
وقيل معناه: لولا أنه سبق منه المغفرة لأهل بدرٍ لعاقبكم على أخذكم للغنائم.
وقيل معناه: لولا أنه سبق في حكمه أن يغفر الصّغائر لمن اجتنب الكبائر لعاقبكم على أخذكم الغنائم.
قال أبو محمد: وقد كان يجب ألاّ يضاف هذا وشبهه إلى الناسخ والمنسوخ لأنه لم ينسخ قرآنًا، إنما نسخ حكمًا كان في من كان قبلنا، والقرآن كلّه على هذا المعنى ناسخٌ لما كانوا عليه من شرائعهم، ولما أحدثوا بغير شرعٍ من الله لهم). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 304]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس