الموضوع: سورة الإسراء
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1433هـ/9-11-2012م, 07:00 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى {قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى (110)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ):(وقال عز من قائلٍ: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً}.
فنسخ بقوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال} ). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 30]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الثّالثة .قال اللّه جلّ وعزّ: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلًا} [الإسراء: 110]، فيها ثلاثة أقوالٍ :
في رواية الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: " نسختها الآية في سورة الأعراف {واذكر ربّك في نفسك تضرّعًا وخيفةً ودون الجهر من القول} [الأعراف: 205]، قال دون العلانية من القراءة {بالغدوّ والآصال} [الأعراف: 205]، قال: بالغداة والعشيّ {ولا تكن من الغافلين} [الأعراف: 205]، قال عن القراءة في الصّلاة "
وفي رواية سعيد بن جبيرٍ عن، ابن عبّاسٍ: " كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجهر بالقرآن فإذا جهر به سبّ المشركون القرآن ومن جاء به فخفّض صوته حتّى لا يسمعه أحدٌ فنزلت {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلًا} [الإسراء: 110] أي أسمعهم القرآن حتّى يأخذوه عنك "
والقول الثّالث: إنّ المعنى في الدّعاء وأنّ الصّلاة هاهنا الدّعاء هذا قول أبي هريرة، وأبي موسى وعائشة
كما حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا فهدٌ، قال حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا سلّام بن أبي مطيعٍ، قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قالت لي خالتي عائشة يا ابن أختي هل تدري فيم أنزلت هذه الآية {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} [الإسراء: 110] قلت: لا: قالت: «أنزلت في الدّعاء»
قال أبو جعفرٍ: وهذا من أحسن ما قيل في الآية لأنّ فيه هذا التّوقيف عن عائشة، والمعروف في كلام العرب أنّ الصّلاة الدّعاء ولا يقال للقراءة صلاةٌ إلّا على مجازٍ وأيضًا فإنّ العلماء مجمعون على كراهة رفع الصّوت بالدّعاء، وقد قال اللّه: {ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفيةً} [الأعراف: 55]
وأمّا أن تكون الآية منسوخةً بقوله تعالى: {واذكر ربّك في نفسك تضرّعًا وخيفةً} [الأعراف: 205] فبعيدٌ لأنّ هذا عقيب قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون} [الأعراف: 204] فإنّما أمر اللّه تعالى إذا أنصت أن يذكر ربّه في نفسه تضرّعًا وخيفةً من عقابه ولهذا كان هاهنا وخيفةً وثمّ وخفيةً
ومع هذا فقد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في كراهة رفع الصّوت بالدّعاء ما يقوّي هذا
وقد قال ابن جريجٍ في قول اللّه تعالى: {إنّه لا يحبّ المعتدين} [الأعراف: 55] قال: «من الاعتداء رفع الصّوت بالدّعاء والنّداء والصّياح به»
قال أبو جعفرٍ حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن يونس، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير، عن عاصمٍ، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، قال: كنت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ فنزلنا في وهدةٍ من الأرض فرفع النّاس أصواتهم بالتّكبير فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((يا أيّها النّاس اربعوا على أنفسكم إنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا إنّكم تدعون سميعًا قريبًا»ثمّ دعاني وكنت قريبًا منه فقال: «يا عبد اللّه بن قيسٍ ألا أعلّمك كلمةً من كنز الجنّة؟» فقلت: بلى يا رسول اللّه قال: «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه)) ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/498-500]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثالثة: قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن...} إلى قوله:
* {فله الأسماء الحسنى} [110 / الإسراء / 17] نسخت بالآية التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة...} الآية) .[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 44]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} هذا محكم وقوله {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} منسوخ نسخته الآية في سورة الأعراف وهي قوله تعالى {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة} الآية وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا قام إلى الصّلاة سمع المشركون قراءته فيسبون القرآن فنهاه الله تعالى أن يجهر بقراءة القرآن فلا يسمع). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 116]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}:
روي عن ابن عباس أنه قال: هي منسوخةٌ بقوله في الأعراف: {واذكر ربّك في نفسك تضرّعًا وخيفةً ودون الجهر من القول} [الأعراف: 205]، يريد أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم أمر في "سبحان" أن لا يخافت بصلاته، وأمر في "الأعراف" أن يخافت بها. فقال: {واذكر ربك في نفسك تضرّعًا}، وكلا الآيتين مكّي.
وقد كان لقائل أن يقول: إن آية "سبحان" نسخت آية الأعراف، وأنه صلى الله عليه وسلم أمر في الأعراف أن يذكر ربّه في نفسه، ثم نسخ ذلك بالآية في سبحان، فأمر ألاّ يخافت، لولا ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة فيسمعه المشركون فيسبّوا القرآن ومن جاء به، فخفض النبي صلى الله عليه وسلم صوته حتى لا يسمعوا، فأمر أن يبتغي بين ذلك سبيلاً، لا مخافتةً ولا جهرًا.
وقد يجوز أن يكون هذا منسوخًا بزوال العلّة التي من أجلها أمر أن لا يجهر بصلاته، لأن ذلك إنما كان لأجل أذى المشركين له وللقرآن إذا سمعوه يقرأ فلما زال ذلك بالهجرة من بين ظهراني المشركين رجعت الصّلاة إلى الجهر بالقراءة فيها، وبيّنت السّنّة أن ذلك في صلاة الليل خاصة والنافلة، فتكون الآية كآيات آخر سورة الممتحنة - وقد مضى ذكرها - وسيأتي ذكر ذلك في موضعه.
وقد روي عن أبي هريرة وأبي موسى وعائشة رضي الله عنهم أن معنى "الصلاة" - في هذا الموضع -: الدعاء، فتكون محكمةً غير منسوخة.
وقد روي النّهي عن النبي عليه السلام في رفع الصوت بالدعاء، فهو مثل الآية في التأويل، وقد قال جلّ ذكره: {ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفيةً} [الأعراف: 55].
وروي عن الحسن أنه قال: معنى {لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}: لا ترائي بها في العلانية، وتخونها في السر، فالمعنى على قوله: لا يجتمع منك الجهر بالصلاة في العلانية وترك فعلها في السر، ولا يجوز أن ينسخ هذا المعنى ).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 341]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}.
روى الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما أنّه قال: نسخت هذه الآية بقوله: {واذكر ربّك في نفسك تضرّعاً وخيفةً ودون الجهر من القول} وقال ابن السّائب: نسخت بقوله: {فاصدع بما تؤمر} وهذا القول ليس بصحيحٍ وليس بين الآيات
تنافٍ ولا وجه للنّسخ.
وبيان هذا أنّ المفسّرين اختلفوا في المراد بقوله: {ولا تجهر بصلاتك} فقال قومٌ: هي الصّلاة الشّرعيّة، لا تجهر بقراءتك فيها ولا تخافت بها.
وقال آخرون الصّلاة: الدّعّاء، فأمر التّوسّط في رفع الصّوت، وذلك لا ينافي التضرع).[نواسخ القرآن: 394]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الرابع: قوله عز وجل: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} الآية [الإسراء: 110]، زعموا أن ابن عباس رحمه الله، قال: (هي منسوخة بقوله عز وجل في "الأعراف": {واذكر ربك في نفسك..} الآية [الأعراف: 205]).
أي: أنه أمر في "سبحان" ألا يخافت بصلاته، وأمر في "الأعراف" بالمخافتة، وقد تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه، يطلق النسخ على غير ما نطلقه نحن عليه، هذا إن صح ذلك عنه.
وقد قال أبو موسى وأبو هريرة وعائشة رضي الله عنهم: (المراد بالصلاة هاهنا الدعاء، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت بالدعاء وقال: ((إنكم لا تنادون أصم))، وقيل: "يا رسول الله: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه" فأنزل الله عز وجل: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية [البقرة: 186]) فالآية على هذا محكمة.
وقال الحسن: المعنى: {ولا تجهر بصلاتك} الآية [الإسراء: 110]، أي: لا تراء بها في العلانية: {ولا تخافت بها} الآية [الإسراء: 110] أي: تهملها وتتركها في السر، ولكن هذا التأويل يبطله قوله عز وجل: {وابتغ بين ذلك سبيلا} الآية [الإسراء: 110] إلا أن يريد أن الإخلاص والمحافظة سبيل بين الرياء والتهاون فتكون الآية على هذا محكمة). [جمال القراء: 1/331]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس