عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:20 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ضرب اللّه مثلا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيءٍ ومن رزقناه منّا رزقًا حسنًا فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا هل يستوون الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون (75)}
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: هذا مثلٌ ضربه اللّه للكافر والمؤمن: وكذا قال قتادة، واختاره ابن جريرٍ.
والعبد المملوك الّذي لا يقدر على شيءٍ مثل الكافر والمرزوق الرّزق الحسن، فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا، هو المؤمن.
وقال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: هو مثلٌ مضروبٌ للوثن وللحقّ تعالى، فهل يستوي هذا وهذا؟
ولـمّا كان الفرق ما بينهما بيّنًا واضحًا ظاهرًا لا يجهله إلّا كلّ غبيٍّ، قال [اللّه] تعالى: {الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون} [ثمّ قال اللّه تعالى]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 588]

تفسير قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وضرب اللّه مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ وهو كلٌّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخيرٍ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيمٍ (76)}
قال مجاهدٌ: وهذا أيضًا المراد به الوثن والحقّ تعالى، يعني: أنّ الوثن أبكم لا يتكلم ولا ينطق بخيرٍ ولا بشيءٍ، ولا يقدر على شيءٍ بالكلّيّة، فلا مقال، ولا فعال، وهو مع هذا {كلٌّ} أي: عيالٌ وكلفةٌ على مولاه، {أينما يوجّهه} أي: يبعثه {لا يأت بخيرٍ} ولا ينجح مسعاه {هل يستوي} من هذه صفاته، {ومن يأمر بالعدل} أي: بالقسط، فقاله حقٌّ وفعاله مستقيمةٌ {وهو على صراطٍ مستقيمٍ} وبهذا قال السّدّيّ، وقتادة وعطاءٌ الخراسانيّ. واختار هذا القول ابن جريرٍ.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: هو مثلٌ للكافر والمؤمن أيضًا، كما تقدّم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسن بن الصّبّاح البزّار، حدّثنا يحيى بن إسحاق، السّيلحيني، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم، عن عكرمة، عن يعلى بن أميّة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ضرب اللّه مثلا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيءٍ} نزلت في رجلٍ من قريشٍ وعبده. وفي قوله: {[وضرب اللّه] مثلا رجلين أحدهما أبكم [لا يقدر على شيءٍ]} إلى قوله: {وهو على صراطٍ مستقيمٍ} قال: هو عثمان بن عفّان. قال: والأبكم الّذي أينما يوجّهه لا يأت بخيرٍ قال هو: مولًى لعثمان بن عفّان، كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المئونة، وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه وينهاه عن الصّدقة والمعروف، فنزلت فيهما). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 588-589]

رد مع اقتباس