عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولله غيب السماوات والأرض} الآية، أخبر تعالى أن الغيب له يملكه ويعلمه، وقوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} إخبار بالقدرة، وحجة على الكفار، والمعنى على ما قال قتادة وغيره: "ما تكون الساعة وإقامتها في قدرة الله تعالى إلا أن يقول لها: كن"، فلو اتفق أن يقف على ذلك محصل من البشر لكانت من السرعة بحيث يقول: هل هي كلمح البصر أو هي أقرب من ذلك؟، فـ "أو" -على هذا- على بابها في الشك، وقيل: هي للتخيير، و"لمح البصر" هو وقوعه على المرئي، وقوى هذا الإخبار بقوله: {إن الله على كل شيء قدير}، يريد: على كل شيء مقدور، ومن قال: " وما أمر الساعة أي: وما إتيانها ووقوعها بكم، على جهة التخويف من حصولها" -ففيه بعد وتجوز كثير.
[المحرر الوجيز: 5/390]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، ومن ذكره ما ذكر من أشراط الساعة ومهلتها، ووجه التأويل أن القيامة لما كانت آتية ولا بد جعلت من القرب كلمح البصر، كما يقال: ما السنة إلا لحظة، إلا أن قوله: {أو هو أقرب} يرد أيضا هذه المقالة). [المحرر الوجيز: 5/391]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم} الآية تعديد نعمة بينة لا ينكرها عاقل، وهي نعمة معها كفرها وتصريفها في الإشراك بالذي وهبها، فالله تعالى أخبر أنه أخرج ابن آدم لا يعلم شيئا، ثم جعل حواسه التي قد وهبها له في البطن سلما إلى إدراك المعارف ليشكر على ذلك ويؤمن بالمنعم عليه. و"أمهات" أصلها أمات، وزيدت الهاء مبالغة وتأكيدا، كما زادوا الهاء في "أهرقت الماء"، قاله أبو إسحاق. وفي هذا المثل نظر، وقيل غير هذا، وقرأ حمزة، والكسائي: "إمهاتكم" بكسر الهمزة، وقرأ الأعمش: "في بطون مهاتكم" بحذف الهمزة وكسر الميم، وقرأ ابن أبي ليلى بحذف الهمزة وفتح الميم مشددة، قال أبو حاتم: "حذف الهمزة رديء، ولكن قراءة ابن أبي ليلى أصوب"، والترجي الذي في "لعل" هو بحسبها، وهذه الآية تعديد نعم وموضع اعتبار). [المحرر الوجيز: 5/391]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم يروا إلى الطير} الآية، وقرأ طلحة بن مصرف، والأعمش، وابن هرمز: "ألم تروا" بالتاء، وقرأ أهل مكة والمدينة: "ألم يروا" بالياء على الكناية عنهم، واختلف عن الحسن، وعاصم، وأبي عمرو، وعيسى الثقفي. و"الجو": مسافة ما بين السماء والأرض، وقيل: هو ما يلي الأرض منها، وما فوق ذلك هو اللوح، والآية عبرة بينة المعنى، تفسيرها تكلف بحت). [المحرر الوجيز: 5/391]

رد مع اقتباس