عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:56 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم} ، إذا قال المؤمنون للمشركين في الدّنيا: {ماذا أنزل ربّكم}.
{قالوا أساطير الأوّلين} وإنّما ارتفعت لأنّهم قالوا لهم أساطير الأوّلين.
وهذه حكايةٌ.
قال قتادة: أي: كذب الأوّلين وباطلهم، وليس يقرّون أنّ اللّه أنزل كتابًا، ويقولون إنّ النّبيّ افتراه من عنده.
سعيدٌ عن قتادة، قال: قال ذلك ناسٌ من مشركي العرب كانوا يتصدّون بالطّريق من أتى نبيّ اللّه، فإذا مرّ بهم من المؤمنين من يريد نبيّ اللّه قالوا: إنّما هو أساطير الأوّلين، أي: كذب الأوّلين وباطلهم.
وفي تفسير الكلبيّ: إنّ المقتسمين الّذين تفرّقوا على أعقاب مكّة أربعة نفرٍ على كلّ طريقٍ، أمرهم بذلك الوليد بن المغيرة فقال: من سألكم عن محمّدٍ من النّاس وقد كان حضر الموسم.
فقال لهم: إنّ النّاس سائلوكم عنه غدًا بعد الموسم، فمن سألكم عنه من النّاس فليقل بعضكم: ساحرٌ، وليقل الآخران: كاهنٌ، وليقل الآخرون: شاعرٌ، وليقل الآخرون: مجنونٌ يهذي من أمّ رأسه.
فإن رجعوا بذا ورضوا بقولكم فذاك، وإلا لقوني عند البيت، فإذا سألوني صدّقتكم كلّكم.
فسمع بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فشقّ عليه، وبعث مع كلّ أربعةٍ أربعةً من أصحابه.
فقال: إذا سألوكم عنّي فكذبوا عليّ، فحدّثوا النّاس بما أقول.
فكان إذا سئل المشركون ما صاحبكم؟ فقالوا: ساحرٌ، فقال الأربعة الّذين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه: انطلقوا، بل هو رسول اللّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأمر بصلة ذي القرابة وبأن يقرى الضّيف، وأن يعبد اللّه، في كلامٍ حسنٍ جميلٍ، فيقول النّاس للمسلمين: واللّه ما تقولون أنتم أحسن ممّا يقول هؤلاء، واللّه لا نرجع حتّى نلقاه، فهو قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم} ، يعني: المشركين {قالوا أساطير الأوّلين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/58]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}
" ما " مبتدأ، و " ذا " في موضع الذي. المعنى ما الذي أنزل ربكم.
وأساطير مرفوعة على الجواب، كأنهم قالوا: الّذي أنزل أساطير الأولين.
أي أكاذيب الأولين، واحدها أسطورة). [معاني القرآن: 3/194]

تفسير قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ليحملوا أوزارهم} آثامهم، في تفسير الحسن والسّدّيّ.
وقال قتادة: ذنوبهم.
وهو واحدٌ.
{كاملةً يوم القيامة} ، يعني: الّذين قالوا: أساطير الأوّلين.
{ومن أوزار} قال قتادة: ومن ذنوب.
{الّذين يضلّونهم} وقال السّدّيّ: ومن آثام الّذين يضلّونهم.
وهو واحدٌ.
{بغير علمٍ ألا ساء ما يزرون} ، أي: بئس ما يحملون، يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الّذين دعوهم إلى الضّلال واتّبعوهم عليه.
وهو كقوله: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الّذين دعوهم إلى الضّلالة فاتّبعوهم عليها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزار الّذين اتّبعوهم شيءٌ.
- أبو الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أيّما داعٍ دعا إلى هدًى فاتّبع فله مثل أجر من اتّبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم، وأيّما داعٍ دعا إلى ضلالةٍ فاتّبع فعليه مثل وزر من اتّبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أوزارهم}: الأوزار هي الآثام، واحدها وزرٌ). [مجاز القرآن: 1/358]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون}
هؤلاء كانوا يصدون من أراد اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا سئلوا عما أتى به - قالوا الذي جاء أساطير الأولين، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنهم يحملون بذلك آثام الذين كفروا بقولهم.. ولا ينقص ذلك من إثم التابع.
وقوله: {ألا ساء ما يزرون}.
" ما " في موضع رفع، كما ترفع بنعم وبئس، المعنى ساء الشيء وزرهم، هذا كما تقول: بئس الشيء). [معاني القرآن: 3/195-194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الوزر في اللغة الحمل الثقيل وقيل للإثم وزر على التمثيل).[معاني القرآن: 4/62]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم}
قال مجاهد يحملون إثم من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء). [معاني القرآن: 4/63-62]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد}، يعني: الّذين أهلك بالرّجفة من الأمم السّالفة، رجفت بهم الأرض.
{فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} تناقضت سقوف منازلهم عليهم.
{وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} سعيدٌ عن قتادة، قال: أتاها أمر اللّه من أصلها، {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} والسّقف: أعالي البيوت، فانكفأت بهم بيوتهم.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: يعني مكر نمرود.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: مكر نمرود بن كنعان الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتى الله بنيانهم من القواعد} مجازه مجاز المثل والتشبيه والقواعد الأساس. إذا استأصلوا شيئاً قالوا هذا الكلام،
وهو مثل؛ القواعد واحدتها قاعدة، والقاعد من النساء التي لا تحيض). [مجاز القرآن: 1/359]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة مجاهد "فخر عليهم السقف" بالإشباع والضم.
وسائر القراء {السقف}؛ بالفتح.
يجوز أن يكون السقف جمع سقف، مثل قولهم: رهن ورهن، ولحد ولحد، وسهم خشن، وأسهم خشن، وفرس ورد، وخيل ورد، وجون وجون؛ وقالوا: أسد وأسد ونمر ونمر.
ويجوز أن يكون: جمع سقيفة وسقف كقولهم: صحيفة وصحف، ومدينة ومدن.
ويجوز أن يكون أراد الواحد فضمه، فتكون لغة كالكره والكره). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القواعد}: الأساس). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} أي من الأساس. وهذا مثل.
أي أهلكهم كما أهلك من هدم مسكنه من أسفله فخرّ عليه). [تفسير غريب القرآن: 242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}
أي من أساطين البناء التي تعمده.
{فخرّ عليهم السّقف من فوقهم}.
يروى أن ذلك في قصة نمرود بن كنعان، بنى صرحا يمكر به فخر سقفه عليه وعلى أصحابه، وقال بعضهم: هذا مثل، جعلت أعمالهم التي عملوها بمنزلة الباني بناء يسقط عليه فمضرة عملهم عليهم كمضرّة الباني إذا سقط عليه بناؤه). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف} من فوقهم،
وقرأ الأعرج السقف قال مجاهد يعني بهذا نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه ويروي أنه بنى بنيانا عظيما فخر وقد قيل هذا تمثيل أي أهلكهم الله فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه وهلك وقيل أحبط الله أعمالهم فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه والفائدة في قوله تعالى: {من فوقهم} أنه قد يقال سقط على منزل كذا إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه).[معاني القرآن: 4/64-63]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فخر عليهم السقف من فوقهم} قال: وَكَّدَ-ليس بسماع - ليعلمك أنهم كانوا حالين تحته،
والعرب تقول: خر علينا سقف، ووقع علينا حائط، فجاء بقوله: من فوقهم، ليخرج هذا الشك، الذي في كلام العرب، فقال فخر عليهم السقف من فوقهم، أي عليهم وقع، وكانوا تحته فهلكوا، وما افلتوا). [ياقوتة الصراط: 294-293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من القواعد} أي من الأساس. وقيل: هذا مثل في إهلاكهم كما أهلك من تهدم مسكنه من أسفل، فخر عليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 130]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {القَوَاعِدَ}: الأساس). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ يوم القيامة يخزيهم} في النّار بعد عذاب الدّنيا.
{ويقول أين شركائي} ، أي: الّذين زعمتم أنّهم شركائي.
{الّذين كنتم تشاقّون فيهم} تفارقون فيهم، يعني: المحاربة والعداوة.
عادوا اللّه في الأوثان فعبدوها من دونه.
وقال السّدّيّ: {تشاقّون فيهم} ، يعني: تحاجّون فيهم.
{قال الّذين أوتوا العلم} وهم المؤمنون.
{إنّ الخزي اليوم} ، يعني: إنّ الهوان اليوم.
{والسّوء} ، يعني: العذاب.
وهو تفسير السّدّيّ.
{على الكافرين} وهذا الكلام يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/60]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم} أي تحاربون فيهم). [مجاز القرآن: 1/359]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة نافع {أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} بكسر النون، وقد سرنا ما فيه). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تشاقون فيهم}: تحاربون). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم قال الّذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين}
و {تشاقّون فيهم} بكسر النون، وقد فسرنا مثل هذا، وإنّما... شركائي
حكاية لقولهم، واللّه - جل ثناؤه - لا شريك له.
المعنى أين الذين في دعواكم أنهم شركائي). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} المعنى أين الذين كنتم تدعون أنهم شركائي أي أين شركائي على قولكم
والله جل وعز لا شريك له). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُشَاقُّونَ}: تحاربون). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} قال بعضهم: توفّاهم عند الموت.
وقال الحسن: هي وفاةٌ إلى النّار، حشرٌ إلى النّار.
{فألقوا السّلم} تفسير قتادة: استسلموا.
وتفسير الحسن: فأعطوا الإسلام، أسلموا فلم يقبل ذلك منهم.
وقال: إنّ في القيامة مواطن، فمنها موطنٌ يقرّون فيه بأعمالهم الخبيثة وهو قوله: {وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين}،
ومنها موطنٌ يجحدون فيه فقالوا: {ما كنّا نعمل من سوءٍ}.
فقيل لهم: {بلى إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون} في الدّنيا أنّكم مشركون.
وقالوا: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين}.
قال: {انظر كيف كذبوا على أنفسهم} فادّعوا أنّهم لم يكونوا مشركين، {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} من عبادتهم الأوثان، فلم تغن عنهم شيئًا.
وإنّ آخرها موطنًا أن يختم على أفواههم وتكلّم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، يعملون.
وقال السّدّيّ في قوله: {ما كنّا نعمل من سوءٍ}، يعني: من شركٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/61-60]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فألقوا السّلم} أي صالحوا وسالموا والسلم والسلم والسلام واحد). [مجاز القرآن: 1/359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فألقوا السلم}: الاستسلام). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فألقوا السّلم} أي انقادوا واستسلموا والسلّم: الاستسلام). [تفسير غريب القرآن: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء بلى إنّ اللّه عليم بما كنتم تعملون}
{فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء} أي ألقوا الاستسلام، وذكر السّلم، والسّلم الصّلح، - لذكره المشاقة.
وبإزاء المشاقة والمعاداة الصلح.
{ما كنّا نعمل من سوء} أي قالوا: ما كنا نعمل من سوء). [معاني القرآن: 3/196-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فألقوا السلم} أي الاستسلام أي أذعنوا واستسلموا). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {السَّلَمَ}: الاستسلام). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فادخلوا أبواب جهنّم} .
قد فسّرناها قبل هذا الموضع.
{خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين} عن عبادة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/61]


رد مع اقتباس