عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى -مسلّيًا للمسلمين عمّا كان وقع في نفوسهم يوم أحد-: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} قيل: معناه: كم من نبيٍّ قتل وقتل معه ربّيّون من أصحابه كثيرٌ. وهذا القول هو اختيار ابن جريرٍ، فإنّه قال: وأمّا الّذين قرؤوا: {قتل معه ربّيّون كثيرٌ} فإنّهم قالوا: إنّما عنى بالقتل النّبيّ وبعض من معه من الرّبّيّين دون جميعهم، وإنّما نفى الوهن والضّعف عمّن بقي من الرّبّيّين ممّن لم يقتل.
قال: ومن قرأ {قاتل} فإنّه اختار ذلك لأنّه قال: لو قتلوا لم يكن لقوله: {فما وهنوا} وجهٌ معروفٌ؛ لأنّهم يستحيل أن يوصفوا بأنّهم لم يهنوا ولم يضعفوا بعد ما قتلوا.
ثمّ اختار قراءة من قرأ {قتل معه ربّيّون كثيرٌ}؛ لأنّ اللّه [تعالى] عاتب بهذه الآيات والّتي قبلها من انهزم يوم أحدٍ، وتركوا القتال أو سمعوا الصّائح يصيح: "إنّ محمّدًا قد قتل". فعذلهم اللّه على فرارهم وتركهم القتال فقال لهم: {أفإن مات أو قتل} أيّها المؤمنون ارتددتم عن دينكم وانقلبتم على أعقابكم؟.
وقيل: وكم من نبيٍّ قتل بين يديه من أصحابه ربّيّون كثيرٌ.
وكلام ابن إسحاق في السّيرة يقتضي قولًا آخر، [فإنّه] قال: أي وكأينٍ من نبيٍّ أصابه القتل، ومعه ربّيّون، أي: جماعاتٌ فما وهنوا بعد نبيّهم، وما ضعفوا عن عدوّهم، وما استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن اللّه وعن دينهم، وذلك الصّبر، {واللّه يحبّ الصّابرين}.
فجعل قوله: {معه ربّيّون كثيرٌ} حالًا وقد نصر هذا القول السّهيليّ وبالغ فيه، وله اتّجاهٌ لقوله: {فما وهنوا لما أصابهم} الآية، وكذلك حكاه الأمويّ في مغازيه، عن كتاب محمّد بن إبراهيم، ولم يقل غيره.
وقرأ بعضهم: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} قال سفيان الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن ابن مسعودٍ {ربّيّون كثيرٌ} أي: ألوفٌ.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والسّدّي، والرّبيع، وعطاءٌ الخراسانيّ: الرّبّيّون: الجموع الكثيرة.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن الحسن: {ربّيّون كثيرٌ} أي: علماء كثيرٌ، وعنه أيضًا: علماء صبرٌ أبرار أتقياء.
وحكى ابن جريرٍ، عن بعض نحاة البصرة: أنّ الرّبّيّين هم الّذين يعبدون الرّبّ، عزّ وجلّ، قال: وردّ بعضهم عليه قال: لو كان كذلك لقيل ربيون، بفتح الرّاء.
وقال ابن زيدٍ: "الرّبّيّون: الأتباع، والرّعيّة، والرّبّابيّون: الولاة.
{فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا} قال قتادة والرّبيع بن أنسٍ: {وما ضعفوا} بقتل نبيّهم {وما استكانوا} يقول: فما ارتدّوا عن نصرتهم ولا عن دينهم، أن قاتلوا على ما قاتل عليه نبيّ اللّه حتّى لحقوا باللّه.
وقال ابن عبّاسٍ {وما استكانوا} تخشّعوا. وقال السّدّي وابن زيدٍ: وما ذلّوا لعدوّهم.
وقال محمّد بن إسحاق، وقتادة والسّدّيّ: أي ما أصابهم ذلك حين قتل نبيّهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/130-131]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه يحبّ الصّابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} أي: لم يكن لهم هجيرى إلّا ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/131]


تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا} أي: النّصر والظّفر والعاقبة {وحسن ثواب الآخرة} أي: جمع لهم ذلك مع هذا، {واللّه يحبّ المحسنين} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/131]

رد مع اقتباس