عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكأيّنٍ من دابّةٍ لا تحمل رزقها اللّه يرزقها وإيّاكم وهو السّميع العليم}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به، وبرسوله من أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: هاجروا وجاهدوا في اللّه أيّها المؤمنون أعداءه، ولا تخافوا عيلةً ولا إقتارًا، فكم من دابّةٍ ذات حاجةٍ إلى غذاءٍ ومطعمٍ ومشربٍ لا تحمل رزقها، يعني: غذاءها لا تحمله، فترفعه في يومها لغدها لعجزها عن ذلك {اللّه يرزقها وإيّاكم} يومًا بيومٍ {وهو السّميع} لأقوالكم: نخشى بفراقنا أوطاننا العيلة {العليم} ما في أنفسكم، وما إليه صائرٌ أمركم، وأمر عدوّكم من إذلال اللّه إيّاهم، ونصرتكم عليهم، وغير ذلك من أموركم، لا يخفى عليه شيءٌ من أمور خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وكأيّنٍ من دابّةٍ لا تحمل رزقها} قال: الطّير والبهائم لا تحمل الرّزق.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران، عن أبي مجلزٍ، في هذه الآية {وكأيّنٍ من دابّةٍ لا تحمل رزقها اللّه يرزقها وإيّاكم} قال: من الدّوابّ ما لا يستطيع أن يدّخر لغدٍ، يوفّق لرزقه كلّ يومٍ حتّى يموت.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن عليّ بن الأقمر، {وكأيّنٍ من دابّةٍ لا تحمل رزقها} قال: لا تدّخر شيئًا لغدٍ). [جامع البيان: 18/437-438]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وكأيّن من دابّةٍ لا تحمل رزقها اللّه يرزقها وإياكم
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّزّاق الهرويّ، يزيد بن هارون، ثنا الجرّاح بن المنهال الجزويّ، عن الزّهريّ، عن ابن عمر قال: خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وحين دخلنا على بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من الثّمر ويأكل فقال لي: يا عمر مالك لا تأكل. قال: قلت: يا رسول اللّه، لا أستسيغه. قال: لأكل أشتهيه وهذه صبح رابعةٍ لم أذق طعامًا ولم أجده وإن شئت لدعوت ربّي فأعطاني مثل ملك قيصر وكسرى، فكيف بك يا بن عمر إذا بقيت في قومٍ يخبّئون رزق سنتهم ويضعف اليقين. فو الله ما برحنا مكاننا حتّى نزلت وكأيّن من دابّةٍ لا تحمل رزقها). [تفسير القرآن العظيم: 9/3078]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكأين من دآبة لا تحمل رزقها الله يرزقها قال منها البهائم والطير لا تحمل رزقها). [تفسير مجاهد: 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم * ولئن سألتم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم * ولئن سألتم من نزل من السماء ماءا فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون.
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي، وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال يا ابن عمر مالك لا تأكل قلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبؤون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال: فو الله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت {وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات إلا وإني لا أكنز دينارا ولا درهما ولا أدخر رزقا لغد). [الدر المنثور: 11/567-568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وكأين من دابة لا تحمل رزقها} قال: الطير والبهائم). [الدر المنثور: 11/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن الأقمر في قوله {وكأين من دابة لا تحمل رزقها} قال: لا تظفر شيئا لغد). [الدر المنثور: 11/568-569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن أبي مجلز في الآية قال: من الدواب لا يستطيع أن يدخر لغد يوفق رزقه كل يوم حتى يموت). [الدر المنثور: 11/569]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض وسخّر الشّمس والقمر ليقولنّ اللّه فأنّى يؤفكون}.
يقول تعالى ذكره: ولئن سألت يا محمّد هؤلاء المشركين باللّه: من خلق السّماوات والأرض فسوّاهنّ، وسخّر الشّمس والقمر لعباده، يجريان دائبين لمصالح خلق اللّه، ليقولنّ: الّذي خلق ذلك وفعله اللّه {فأنّى يؤفكون} يقول جلّ ثناؤه: فأنّى يصرفون عمّن صنع ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له؟
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأنّى يؤفكون} أي يعدلون). [جامع البيان: 18/438]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولئن سألتهم من خلق السّماوات والأرض وسخّر الشّمس والقمر ليقولنّ اللّه فأنّى يؤفكون (61)
نحن نرزقها وإيّاكم وهو السّميع العليم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه لم يأمرني بكنز الدّنيا ولا باتّباع الشّهوات يريد به حياةً باقيةً، وإنّ الحياة بيد اللّه تبارك وتعالى، ألا وإنّي لا أكنز دينارًا أو درهمًا ولا أخبّئ رزقًا بعد.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وكأيّن من دابّةٍ لا تحمل قال: والبهائم لا تحمل رزقًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر وعثمان أنبأ ابن أبي شيبة قالا: ثنا، عن سفيان، عن ابن المعتمر وكأيّن من دابّةٍ لا تحمل رزقها قال: لا شيء لغدٍ.
قوله تعالى: من خلق السماوات والأرض... ليقولن اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ العجليّ، ثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: تسألهم من خلقهم ومن خلق السّموات والأرض، فيقولون: اللّه، فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره.
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن سوّارٍ، ثنا النّضر بن عربيٍّ قال: يقال لهم، من ربّكم؟ فيقولون: اللّه ومن يدبّر السّموات والأرض؟ فيقولون: اللّه. ثمّ هم من بعد ذلك مشركون. يقولون: إنّ للّه ولدًا، ويقولون: إنّ اللّه ثالث ثلاثةٍ.
قوله تعالى: فأنّى يؤفكون
[الوجه الأول]
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ، فيما كتب إليّ ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: فأنّى يؤفكون قال: من أين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: فأنّى يؤفكون قال: كيف يؤفكون يكذّبون.
الوجه الثّاني
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: يؤفكون قال: أي يعدلون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3079]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة {فأنى يؤفكون} قال: يعدلون). [الدر المنثور: 11/569]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: اللّه يوسّع من رزقه لمن يشاء من خلقه، ويضيّق فيقتّر لمن يشاء منهم. يقول: فأرزاقكم وقسمتها بينكم أيّها النّاس بيدي، دون كلّ أحدٍ سواي؛ أبسط لمن شئت منها، وأقتّر على من شئت، فلا يخلّفنّكم عن الهجرة وجهاد عدوّكم خوف العيلة {إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ} يقول: إنّ اللّه عليمٌ بمصالحكم، ومن لا يصلح له إلاّ البسط في الرّزق، ومن لا يصلح له إلاّ التّقتير عليه، وهو عالمٌ بذلك). [جامع البيان: 18/438]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (62)
قوله تعالي: الله يبسط الرزق
تقدّم تفسير اللّه بأنّه الاسم الأعظم.
قوله تعالى: يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده
- حدّثنا يوسف بن موسى المرّوذيّ، ثنا مسكينٌ أبو فاطمة، عن حوشبٍ، عن سفيان قوله: يبسط الرّزق لمن يشاء قال: يبسط لهذا مكرًا به، ويقدر هذا نظرا له.
قوله تعالى: ويقدر له
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عقبة بن خالدٍ، ثنا حرث بن السّائب قال: سمعت الحسن يقول: اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر قال: يخير له.
الوجه الثّاني
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول: قوله: يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر قال: يقدر: يقل، وكذا لكلّ شيءٍ في القرآن يقدر كذلك.
قوله تعالى: إنّ اللّه بكل شيء
تقدم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3080]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من نزّل من السّماء ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولنّ اللّه قل الحمد للّه بل أكثرهم لا يعقلون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولئن سألت يا محمّد هؤلاء المشركين باللّه من قومك: من نزّل من السّماء ماءً، وهو المطر الّذي ينزّله اللّه من السّحاب {فأحيا به الأرض} يقول: فأحيا بالماء الّذي أنزله من السّماء الأرض، وإحياؤها: إنباته النّبات فيها {من بعد موتها} من بعد جدوبها وقحوطها.
وقوله: {ليقولنّ اللّه} يقول: ليقولنّ: الّذي فعل ذلك اللّه الّذي له عبادة كلّ شيءٍ، وقوله: {قل الحمد للّه} يقول: وإذا قالوا ذلك، فقل الحمد للّه {بل أكثرهم لا يعقلون} يقول: بل أكثر هؤلاء المشركين باللّه لا يعقلون ما لهم فيه النّفع من أمر دينهم، وما فيه الضّرّ، فهم لجهلهم يحسبون أنّهم لعبادتهم الآلهة دون اللّه، ينالون بها عند اللّه زلفةً وقربةً، ولا يعلمون أنّهم بذلك هالكون مستوجبون الخلود في النّار). [جامع البيان: 18/439]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالي: ولئن سألتهم
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: قل الحمد للّه بل أكثرهم
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3080]


رد مع اقتباس