عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 02:51 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) }

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المدائني قال: أقبل واصل بن عطاء في رفقة فلقيهم ناس من الخوارج، فقالوا لهم: من أنتم؟ قال لهم واصل: مستجيرون حتّى نسمع كلام اللّه، فاعرضوا عليّنا. فعرضوا عليهم فقال واصل: قد قبلنا. قالوا: فامضوا راشدين. قال واصل: ما ذلك لكم حتى تبلغونا مأمننا. قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام اللّه ثم أبلغه مأمنه} فأبلغونا مأمننا. فجاءوا معهم حتى بلغوا مأمنهم). [عيون الأخبار: 2/196]

تفسير قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والإل العهد والذمة). [إصلاح المنطق: 20]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال غير قطرب: من حروف الأضداد الجبر،
يقال: جبر للملك، وجبر للعبد؛ قال ابن أحمر:
فاسلم براووق حبيت به = وانعم صباحا أيها الجبر
أراد: أيها الملك.
وقولهم: جبرئيل، معناه عبد الله، فالجبر العبد، والإيل والإل الربوبية.
وكان ابن يعمر يقرأ: (جبرئل)، بتشديد اللام.
وقال بعض المفسرين: الإل هو الله جل اسمه، واحتج بقول الله جل وعز: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة}، قال: معناه لا يرقبون الله ولا ذمته.
ويحكى عن أبي بكر الصديق رحمه الله أن المسلمين لما قدموا عليه من قتال مسيلمة استقرأهم بعض قرآنه، فلما قرءوا عليه عجب، وقال: إن هذا كلام لم يخرج من إل، أي من ربوبية.
ويقال: الإل: القرابة، والذمة: العهد، ويقال: الإل: الحلف، والذمة: العهد.
وقال أبو عبيدة: الإل: العهد، والذمة: التذمم ممن لا عهد له، قال الشاعر:

لعمرك إن إلك من قريش = كإل السقب من رأل النعام
أراد بـ (الإل) القرابة. وقال الآخر:

إن الوشاة كثير إن أطعتهم = لا يرقبون بنا إلا ولا ذمما
وقال الآخر:
إن يمت لا يمت فقيدا وإن يحـ = ـي فلا ذو إل ولا ذو ذمام
وقال الآخر:
قد كان عهدي ببني قيس وهم = لا يضعون قدما على قدم
ولا يحلون بإل في حرم
أراد: ولا يحلون بحلف وعهد لعزهم. ومعنى قوله:
لا يضعون قدما على قدم
لا يكونون أتباعا فيضعون أقدامهم على أقدام الناس.
وقال بعض المفسرين: جبرائيل معناه عبد الله، وإسرافيل معناه عبد الرحمن، وكل اسم فيه (إيل)، فهو معبد لله عز وجل). [كتاب الأضداد: 394-396]

تفسير قوله تعالى: {اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) }

تفسير قوله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: إنما هو جبرئيل وميكائيل كقولك: عبد الله وعبد الرحمن.
قال: حدثناه أبو معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: إنما هو جبرئيل وميكائيل، كقولك عبد الله وعبد الرحمن.
وغير أبي معاوية يرفعه، ولم يرفعه أبو معاوية.
قال الأصمعي: معنى إيل معني الربوية فأضيف جبر وميكا إليه، فقال: جبرئيل وميكائيل.
وقال أبو عمرو: جبر هو الرجل.
فكأن معناه عبد إيل رجل إيل مضاف إليه. فهذا تأويل قوله: عبد الرحمن وعبد الله.
قال: حدثني عفان بن عبد الوارث عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها: جبرإل، ويقول: جبر هو عبد وإل هو الله.
قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي والأشجعي عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة}. إلا قال الله.
قال: وحدثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن الشعبي في قوله: {لا يرقبون في مؤمن إلا}.
قال: الإل: إما الله وإما كذا وكذا، أظنه قال: العهد.
ويروى عن ابن إسحاق أن وفد بني حنيفة لما قدموا على أبي بكر رضي الله عنه بعد مقتل مسيلمة ذكر لهم أبو بكر قراءة مسيلمة فقال: إن هذا الكلام لم يخرج من إل.
كأنه يعني الربوبية.
قال: والإل في غير هذين الموضعين القرابة، وأنشد لحسان بن ثابت الأنصاري:
لعمرك إن إلك من قريش = كإل السقب من رأل النعام
فالإل ثلاثة أشياء: الله جل ثناؤه، والعهد، والقرابة). [غريب الحديث: 3/81-85]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لما قدم وفد اليمامة بعد مقتل مسيلمة قال لهم: ما كان صاحبكم يقول؟ فاستعفوه من ذلك، فقال: لتقولن، فقالوا: كان يقول: يا ضفدع نقي كم تنقين، لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدرين ... في كلام من هذا كثير، فقال أبو بكر: ويحكم إن هذا الكلام لم يخرج من إل ولا بر فأين ذهب بكم.
قوله من إل: يعني من رب.
ويروى عن الشعبي أنه قال في قوله سبحانه وتعالى: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} قال: الله، أو قال: ربا.
ومما يبين هذا قوله: جبرئل وميكائيل، إنما أضيف جبر وميكا إلى إل وهو شبيه بقول ابن عباس: إنما هو كقولك: عبد الله وعبد الرحمن في جبرئل وميكائل). [غريب الحديث: 4/127-128]

رد مع اقتباس