عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 07:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها

يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها
في [الكشاف :2/ 66]: «للظروف شأن، وهو تنزلها من الأشياء منزلة أنفسها، لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها، فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها».
وفي [الخصائص: 2/ 398]: «والظرف مما يتسع الأمر فيه ولا تضيق ساحة التعذر له».
وقال [الرضي: 1/ 100]: «وإنما جاز تقديم الخبر ظرفًا لتوسعهم في الظروف مالا يتوسع في غيرها، لأن كل شيء من المحدثات فلا بد أن يكون في زمان أو مكان، فصارت مع كل شيء كقريبه، ولم تكن أجنبية منه، فدخلت حيث لا يدخل غيرها كالمحارم يدخلون حيث لا يدخل الأجنبي، وأجرى الجار مجراه لمناسبة بينهما، إذ كل ظرف في التقدير جار ومجرور، والجار محتاج إلى الفعل أو معناه كاحتياج الظرف».
وجعل العكبري الفصل بالجار والمجرور بين حرف العطف والمعطوف كلا فصلل قال في قوله تعالى:
{وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} [6: 25].
(وقرأ) معطوف على (أكنة)، ولا يعد الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا، لأن الظرف أحد المفاعيل، فيجوز تقديمه وتأخيره. [العكبري: 1/ 134].
الظرف يقنع برائحة الفعل، ولذلك أجازوا أن يتعلق الظرف أو الجار والمجرور بالعلم، كما في قوله تعالى:
1- {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم} [6: 3].
في [الكشاف: 2/ 3]: «(في السموات) متعلق بمعنى اسم الله، كأنه قيل: وهو المعبود فيها».
وفي [البحر: 4/ 72]: «الأولى أن يعمل في المجرور ما تضمنه لفظ (الله) من معنى الألوهية، وإن كان لفظ (الله) علمًا؛ لأن الظرف والمجرور قد يعمل فيهما العلم بما تضمنه من المعنى؛ كما قال:
أنا أبو المنهال بعض الأحيان
فبضع منصوب بما تضمنه (أبو المنهال) كأنه قال: أنا المشهور بعض الأحيان. [العكبري: 1/ 30]، [المغني: 2/ 75]، [الخصائص: 3/ 270]».
2- {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [21: 105].
(من بعد) متعلق بكتبنا، أو ظرف للزبور، لأنه بمعنى المزبور، أي المكتوب. [العكبري: 2/ 72]، أو صفة للزبور. [الجمل :2/ 149].
وتعلق بالاسم الجامد في قوله تعالى:
1- {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} [9: 11].
(في الدين) متعلق بإخوانكم. [العكبري: 2/ 7]، وفي [الخصائص: 2/ 405]: «علق الظرف بما في (أخوا) من معنى الفعل، لأن معناه: هما ينصرانه ويعاونانه».
2- {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} [15: 75].
(للمتوسمين) صفة لآيات. والأجود أن يتعلق بنفس الآيات لأنها بمعنى العلامات. [الجمل: 2/ 544].


رد مع اقتباس