عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 07:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون * أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون * قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة وما يقال لهم، عقب ذلك بذكر حال الكفرة من الخلود في النار والإبلاس، ليبين الفرق ولتتضح الأمور التي منها النذارة، و"المجرمون" في هذه الآية: الكفار، بدليل الخلود وما تتضمنه ألفاظ الآية من مخاطبة مالك وغير ذلك، و"المبلس": المبعد اليائس من الخير، قاله قتادة وغيره، وقرأ ابن مسعود: "وهم فيها مبلسون" أي في جهنم). [المحرر الوجيز: 7/ 562-563]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما ظلمناهم} أي: ما وضعنا العذاب فيمن لا يستحقه، ولكن هم ظلموا في أن وضعوا العبادة فيمن لا يستوجبها، ووضعوا الكفر والتفريط في جنب الله تعالى، وقرأ الجمهور: "كانوا هم الظالمين" على الفصل، وقرأ ابن مسعود: "كانوا هم الظالمون" على الابتداء والخبر، وأن تكون الجملة خبر "كان"). [المحرر الوجيز: 7/ 563]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى عن أهل النار أنهم ينادون مالك خازن النار، فيقولون -على معنى الرغبة التي هي في صيغة الأمر-: "ليقض علينا ربك" أي: ليمتنا مدة حتى لا يتكرر عذابنا، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر: "يا مالك " بالكاف، وهي قراءة الجمهور، وقرأ ابن مسعود، ويحيى، والأعمش: "يا مال" بالترخيم، ورويت عن علي رضى الله عنه، ورواها أبو الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. و"القضاء" -في هذه الآية- بمعنى الموت، كقوله تعالى: {فوكزه موسى فقضى عليه}، وروي في تفسيرها عن ابن عباس رضى الله عنهما أن مالكا يقيم بعد سؤالهم ألف سنة، وقيل: ثمانين سنة، وقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: أربعين سنة، ثم يقول لهم: إنكم ماكثون). [المحرر الوجيز: 7/ 563]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لقد جئناكم} الآية، يحتمل أن يكون من قول مالك لأهل النار، ويكون قوله: "جئناكم" على حد ما يدخل أحد -حمله الرئيس كتابه- نفسه في فعل الرئيس، فيقول: غلبناكم وفعلنا بكم ونحو هذا، ثم ينقطع كلام مالك في قوله: "كارهون"، ويحتمل أن يكون قوله تعالى: "لقد جئناكم" من قول الله تعالى لقريش بعقب حكاية أمر الكفار مع مالك، وفي هذا توعد وتخويف فصيح، بمعنى: انظروا كيف يكون حالكم، ثم تتصل الآية -على هذا- بما بعدها من أمر قريش). [المحرر الوجيز: 7/ 563]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أم أبرموا أمرا} يريد: هل أحكموا أمرا من أمور مكرهم وتدبيرهم على محمد صلى الله عليه وسلم كما فعلوا في اجتماعهم على مثله في دار الندوة إلى غير ذلك، و"أم" في هذه الآية: المنقطعة، وقوله تعالى: "فإنا مبرمون"، أي: فإنا محكمو نصره وحمايته، والإبرام: أن تجمع خيطين ثم تفتلهما فتلا متقنا، والبريم: خيط فيه لونان). [المحرر الوجيز: 7/ 564]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أم يحسبون} الآية، قال محمد بن كعب القرظي: نزلت لأن كثيرا من العرب كانوا يعتقدون أن الله تعالى لا يسمع السرار، ومنه حديث الثقفي والقرشيين الذين سمعهم ابن مسعود رضى الله عنه يقولون عند الكعبة: أترى الله يسمعنا؟ فقال أحدهم: يسمع إذا جهرنا ولا يسمع إذا أخفينا ... الحديث، فأخبر الله تعالى في هذه الآية أنه يسمع -أي يدرك- السر والنجوى، وأن رسله الحفظة من الملائكة يكتبون أعمال البشر مع ذلك، وتعد للجزاء يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 564]

رد مع اقتباس