عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:46 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال تلا علي وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا قال حتى إذا جاءوها وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا فيها فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا كأنما دهنوا بالدهان ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم وغسلت كل قذر فيهم وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وتتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقولون أبشر أعد الله لك كذا وكذا ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول أنت رأيته فيقول نعم فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها ثم ترجع فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ بين أحمر وأصفر وأخضر من كل لون ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة ونمارق مصفوفة وأكواب موضوعة ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك له لألم أن يذهب بصره إنما هو مثل البرق فيقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أنا الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي مثله إلا أنه يزيد وينقص في اللفظ والمعنى واحد). [تفسير عبد الرزاق: 2/176]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وسيق الّذين كفروا إلى جهنّم} يقول: وحشر الّذين كفروا باللّه إلى ناره الّتي أعدّها لهم يوم القيامة جماعاتٍ، جماعةً جماعةً، وحزبًا حزبًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {زمرًا} قال: جماعاتٍ.
وقوله: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} السّبعة {وقال لهم خزنتها} قوّامها: {ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربّكم} يعني: كتاب اللّه المنزل على رسله، وحججه الّتي بعث بها رسله إلى أممهم {وينذرونكم لقاء يومكم هذا} يقول: وينذرونكم ما تلقون في يومكم هذا؛ وقد يحتمل أن يكون معناه: وينذرونكم مصيركم إلى هذا اليوم قالوا: بلى: يقول: قال الّذين كفروا مجيبين لخزنة جهنّم: بلى قد أتتنا الرّسل منّا، فأنذرتنا لقاءنا هذا اليوم {ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} يقول: قالوا: ولكن وجبت كلمة اللّه، أنّ عذابه لأهل الكفر به علينا بكفرنا به.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} بأعمالهم). [جامع البيان: 20/264-265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 71 – 72
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم إذا سيق إليها أهلها تلفحهم بعنق منها لفحة لم تدع لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب). [الدر المنثور: 12/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} قال: بأعمالهم أعمال السوء، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/724-725]

تفسير قوله تعالى: (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قيل ادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبّرين}.
يقول تعالى ذكره: فتقول خزنة جهنّم للّذين كفروا حينئذٍ: {ادخلوا أبواب جهنّم} السّبعة، على قدر منازلكم فيها، {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها لا تنقلون عنها إلى غيرها. {فبئس مثوى المتكبّرين} يقول: فبئس مسكن المتكبّرين على اللّه في الدّنيا أن يوحّدوه ويفردوا له الألوهة جهنّم يوم القيامة). [جامع البيان: 20/265]

تفسير قوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي أنه تلا هذه الآية: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا حتى إذا جاءوها} [ سورة الزمر: 73] وجدوا عينًا بالجنة تنفجر تخرج من عند ساقها عينان، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها، فاغتسلوا بها، فلم تشعث رؤسهم بعدها أبدًا، ولم تغير جلودهم بعدها أبدًا، كأنما دهنوا بالدهن، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم، وغسلت كل قذر فيها، وتتلقاهم على كل باب من أبواب الجنة ملائكة: {سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين}، ثم يتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقول: أبشر أعد الله لك كذا، وأعد لك كذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعا في الدنيا، فتقول: أنت رأيته؟ فيستخفها الفرح، حتى تقوم على أسكفة بابها، ثم يرجع فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ، أخضر، وأصفر، وأحمر من كل لون، ثم يجلس فينظر، فإذا زرابي مبثوثة وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك لأذهب ببصره، إنما هو مثل البرق، ثم يقول: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} [سورة الأعراف: 43] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 572-573]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وسيق الّذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرًا حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين (73) وقالوا الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}.
يقول تعالى ذكره: وحشر الّذين اتّقوا ربّهم بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه في الدّنيا، وأخلصوا له فيها الألوهة، وأفردوا له العبادة، فلم يشركوا في عبادتهم إيّاه شيئًا {إلى الجنّة زمرًا} يعني جماعاتٍ، فكان سوق هؤلاء إلى منازلهم من الجنّة وفدًا على ما قد بيّنّا قبل في سورة (مريم) على نجائب من نجائب الجنّة، وسوق الآخرين إلى النّار دعًّا ووردًا، كما قال اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل وقد ذكر ذلك في أماكنه من هذا الكتاب.
- وقد حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وسيق الّذين كفروا إلى جهنّم زمرًا}، وفي قوله: {وسيق الّذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرًا} قال: كان سوق أولئك عنفًا وتعبًا ودفعًا وقرأ: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفعون دفعًا وقرأ: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم}، قال: يدفعه وقرأ {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا}، و{نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} ثمّ قال: فهؤلاء وفد اللّه.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا شريك بن عبد اللّه، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قوله: {وسيق الّذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرًا} حتّى إذا انتهوا إلى بابها، إذا هم بشجرةٍ يخرج من أصلها عينان، فعمدوا إلى إحداهما، فشربوا منها كأنّما أمروا بها، فخرج ما في بطونهم من قذرٍ أو أذًى أو قذًى، ثمّ عمدوا إلى الأخرى، فتوضّئوا منها كأنّما أمروا به، فجرت عليهم نضرة النّعيم، فلن تشعث رءوسهم بعدها أبدًا ولن تبلى ثيابهم بعدها، ثمّ دخلوا الجنّة، فتلقّتهم الولدان كأنّهم اللّؤلؤ المكنون، فيقولون: أبشر عبد الله، أعدّ اللّه لك كذا، وأعدّ لك كذا وكذا، ثمّ ينظر إلى تأسيس بنيانه؛ جندل اللّؤلؤ الأحمر والأصفر والأخضر، يتلألأ كأنّه البرق، فلولا أنّ اللّه قضى أن لا يذهب بصره لذهب، ثمّ يأتي بعضهم إلى بعض أزواجه، فيقول: أبشري قد قدم فلان ابن فلانٍ، فيسمّيه باسمه واسم أبيه، فتقول: أنت رأيته، أنت رأيته فيستخفّها الفرح حتّى تقوم، فتجلس على أسكفّة بابها، فيدخل فيتّكئ على سريره، ويقرأ هذه الآية: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه} الآية.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ذكر أبو إسحاق عن الحارث، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه قال: يساقون إلى الجنّة، فينتهون إليها، فيجدون عند بابها شجرةً في أصل ساقها عينان تجريان، فيعمدون إلى إحداهما، فيغتسلون منها، فتجري عليهم نضرة النّعيم، فلن تشعث رءوسهم بعدها أبدًا، ولن تغبّر جلودهم بعدها أبدًا، كأنّما دهنوا بالدّهان؛ ويعمدون إلى الأخرى، فيشربون منها، فيذهب ما في بطونهم من قذًى أو أذًى، ثمّ يأتون باب الجنّة فيستفتحون، فيفتح لهم، فتتلقّاهم خزنة الجنّة فيقولون {سلامٌ عليكم ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون} قال: وتتلقّاهم الولدان المخلّدون، يطيفون بهم كما تطيف ولدان أهل الدّنيا بالحميم إذا جاء من الغيبة، يقولون: أبشر أعدّ اللّه لك كذا، وأعدّ لك كذا، فينطلق أحدهم إلى زوجته، فيبشّرها به، فيقول: قدم فلانٌ باسمه الّذي كان يسمّى به في الدّنيا، وقال: فيستخفّها الفرح حتّى تقوم على أسكفّة بابها، وتقول: أنت رأيته، أنت رأيته؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيجيء حتّى يأتي منزله، فإذا أصوله من جندل اللّؤلؤ من بين أصفر وأحمر وأخضر، قال: فيدخل فإذا الأكواب موضوعةٌ، والنّمارق مصفوفةٌ، والزّرابيّ مبثوثةٌ قال: ثمّ يدخل إلى زوجته من الحور العين، فلولا أنّ اللّه أعدّها له لالتمع بصره من نورها وحسنها؛ قال: فاتّكأ عند ذلك ويقول: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه} قال: فتناديهم الملائكة: {أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، قال: ذكر السّدّيّ نحوه أيضًا، غير أنّه قال: لهو أهدى إلى منزله في الجنّة منه إلى منزله في الدّنيا، ثمّ قرأ السّدّيّ: {ويدخلهم الجنّة عرّفها لهم}.
واختلف أهل العربيّة في موضع جواب إذا الّتي في قوله {حتّى إذا جاءوها} فقال بعض نحويّي البصرة: يقال إنّ قوله {وقال لهم خزنتها} في معنى: قال لهم، كأنّه يلغي الواو، وقد جاء في الشّعر شيءٌ يشبه أن تكون الواو زائدةً، كما قال الشّاعر:
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن = إلاّ توهّم حالمٍ بخيال
فيشبه أن يكون يريد: فإذا ذلك لم يكن، قال: وقال بعضهم: فأضمر الخبر، وإضمار الخبر أيضًا أحسن في الآية، وإضمار الخبر في الكلام كثيرٌ. وقال آخر منهم: هو مكفوفٌ عن خبره، قال: والعرب تفعل مثل هذا؛ قال عبد مناف بن ربعٍ في آخر قصيدةٍ:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائده = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقال الأخطل في آخر القصيدة:
خلا أنّ حيًّا من قريشٍ تفضّلوا = على النّاس أو أنّ الأكارم نهشلا
وقال بعض نحويّي الكوفة: أدخلت في حتّى إذا وفي فلمّا الواو في جوابها وأخرجت، فأمّا من أخرجها فلا شيء فيه، ومن أدخلها شبّه الأوائل بالتّعجّب، فجعل الثّاني نسقًا على الأوّل، وإن كان الثّاني جوابًا كأنّه قال: أتعجّب لهذا وهذا.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: الجواب متروكٌ، وإن كان القول الآخر غير مدفوعٍ، وذلك أنّ قوله: {وقال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين} يدلّ على أنّ في الكلام متروكًا، إذ كان عقيبه {وقالوا الحمد للّه الّذي صدقنا وعده}؛ وإذا كان ذلك كذلك، فمعنى الكلام: حتّى إذا جاءوا وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها: سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين، دخلوها، وقالوا: الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وعني بقوله {سلامٌ عليكم}: أمنةٌ من اللّه لكم أن ينالكم بعد مكروهٌ أو اذًى.
وقوله {طبتم} يقول: طابت أعمالكم في الدّنيا، فطاب اليوم مثواكم.
- وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ،. قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله {طبتم} قال: كنتم طيّبين في طاعة اللّه). [جامع البيان: 20/265-270]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد سلام عليكم طبتم يعني كنتم طيبين بطاعة الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 560-561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 73.
أخرج أحمد، وعبد بن حميد ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت ؟ فأقول: محمد . فيقول: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك). [الدر المنثور: 12/725]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يتمخطون ولا يتغوطون آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشية). [الدر المنثور: 12/725-726]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على صورة أشد كوكب دري في السماء إضاءة). [الدر المنثور: 12/726]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في البعث والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحدهما فشربوا منها فذهب ما في بطونهم من أذى أو قذى وباس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كأنما دهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ثم تلقاهم الولدان يطوفون بهم كما يطيف أهل الدنيا بالحميم فيقولون: ابشر بما أعد الله لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا فتقول: أنت رأيته فيقول: أنا رأيته فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر شيئا من أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق، ولولا أن الله تعالى قدر أنه لا ألم لذهب ببصره، ثم طأطأ برأسه فنظر إلى أزواجه (وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة) (الغاشية 14 - 16) فنظر إلى تلك النعمة ثم اتكأ على أريكة من أريكته ثم قال (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (الأعراف 43)، ثم ينادي مناد: تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا، والله تعالى أعلم، أما قوله تعالى: {وفتحت أبوابها} ). [الدر المنثور: 12/726- 728]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج البخاري ومسلم والطبراني عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون). [الدر المنثور: 12/728]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله فهل يدعى أحد منها كلها قال: نعم وأرجو أن تكون منهم). [الدر المنثور: 12/728-729]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه). [الدر المنثور: 12/729]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: للجنة ثمانية أبواب، باب للمصلين وباب للصائمين وباب للحاجين وباب للمعتمرين وباب للمجاهدين وباب للذاكرين وباب للشاكرين). [الدر المنثور: 12/729]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل عمل أهل من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل). [الدر المنثور: 12/729]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دعي الإنسان بأكبر عمله فإذا كانت الصلاة أفضل دعي بها وإن كان صيامه أفضل دعي به وإن كان الجهاد أفضل دعي به، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أحد يدعى بعملين قال: نعم، أنت). [الدر المنثور: 12/729-730]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والخطيب في المتفق المفترق عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله). [الدر المنثور: 12/730]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعون عاما وليأتين عليهم يوم وأنه لكظيظ). [الدر المنثور: 12/730]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى). [الدر المنثور: 12/730-731]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه أنه خطب فقال: إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لمسيرة أربعين عاما وليأتين على أبواب الجنة يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ). [الدر المنثور: 12/731]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال: ما بين مصراعي الجنة أربعون خريفا للراكب المجد وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام). [الدر المنثور: 12/731]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلمي قال إن الرجل ليوقف على باب الجنة مائة عام بالذنب عمله وأنه ليرى أزواجه وخدمه). [الدر المنثور: 12/731]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبزار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 12/731]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي والدارمي، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الجنة الصلاة). [الدر المنثور: 12/731-732]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي ومسلم وأبو داود، وابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له من الجنة ثمانية أبواب من أيها شاء دخل). [الدر المنثور: 12/732]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والحاكم، وابن حبان عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/733]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير والبيهقي عن عتبة بن عبد الله السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل). [الدر المنثور: 12/733]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان له بنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان فعالهن فتحت له أبواب الجنة). [الدر المنثور: 12/733]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة اتقت ربها وحفظت فرجها فتحت لها ثمانية أبواب الجنة فقيل لها: أدخلي من حيث شئت). [الدر المنثور: 12/733-734]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله بها قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت). [الدر المنثور: 12/734]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {سلام عليكم طبتم} قال: كنتم طيبين بطاعة الله). [الدر المنثور: 12/734]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان وغير واحدٍ، قالوا: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ قال: أخبرني أبو إسحاق، أنّ الأغرّ أبا مسلمٍ، حدّثه عن أبي سعيدٍ، وأبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ينادي منادٍ: إنّ لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإنّ لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدًا، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدًا، وإنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا، فذلك قوله تعالى: {وتلك الجنّة الّتي أورثتموها بما كنتم تعملون}.
وروى ابن المبارك وغيره هذا الحديث عن الثّوريّ، ولم يرفعوه). [سنن الترمذي: 5/227]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقالوا الحمد للّه الّذي صدقنا وعده} يقول وقال الّذين سيقوا زمرًا، وادّخلوها: الشّكر خالصٌ للّه الّذي صدقنا وعده، الّذي كان وعدناه في الدّنيا على طاعته، فحقّقه بإنجازه لنا اليوم، {وأورثنا الأرض} يقول: وجعل أرض الجنّة الّتي كانت لأهل النّار لو كانوا أطاعوا اللّه في الدّنيا، فدخلوها، ميراثًا لنا عنهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأورثنا الأرض} قال: أرض الجنّة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وأورثنا الأرض} أرض الجنّة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأورثنا الأرض} قال: أرض الجنّة وقرأ: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
وقوله: {نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء} يقول: نتّخذ من الجنّة بيتًا، ونسكن منها حيث نحبّ ونشتهي.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء} ننزل منها حيث نشاء.
وقوله: {فنعم أجر العاملين} يقول: فنعم ثواب المطيعين للّه، العاملين له في الدّنيا الجنّة لمن أعطاه اللّه إيّاها في الآخرة). [جامع البيان: 20/270-271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 74 - 75
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأورثنا الأرض} قال: أرض الجنة.
وأخرج هناد عن أبي العالية رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 12/734]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {نتبوأ من الجنة حيث نشاء} قال: انتهت مشيئتهم إلى ما أعطوا). [الدر المنثور: 12/734]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض الجنة قال: هي بيضاء نقية). [الدر المنثور: 12/735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: أرض الجنة رخام من فضة). [الدر المنثور: 12/735]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {حافّين} [الزمر: 75] «أطافوا به» ، مطيفين: «بحفافيه، بجوانبه» ). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حافّين أطافوا به مطيفين بحفافيه بكسر المهملة وفاءين الأولى خفيفةٌ وفي رواية المستمليّ بجانبيه وفي رواية كريمة والأصيليّ بجوانبه وللنّسفيّ بحافّته بجوانبه والصّواب رواية الأكثر وهو كلام أبي عبيدة في قوله وترى الملائكة حافّين من حول العرش طافوا به بحفافيه ورواية المستمليّ بالمعنى). [فتح الباري: 8/549]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حافّين مطيفين بحفافيه بجوانبه
أشار به إلى قوله تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} (الزمر: 75) وفسّر: (حافين) ، بقوله: (مطيفين) من الإطافة وهو الدوران حول الشّيء. قوله: (بحفافية) ، بكسر الحاء المهملة وبالفاء المخففة وبعد الألف فاء أخرى تثنية حفاف وهو الجانب، وفي رواية المستملي: بجانبيه، وفي رواية كريمة والأصيلي بجوانبه أشار إليه بقوله: (بجوانبه) وأشار إلى أن معنى متشابهاً وهو أيضا مثل التّفسير لما قبله، وفي رواية النّسفيّ: بحافته). [عمدة القاري: 19/142]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({حافين}) في قوله تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} [الزمر: 75] أي (أطافوا به) حال كونهم (مطيفين) دائرين (بحفافيه) بكسر الحاء المهملة مصححًا عليها في الفرع كأصله وكذا قال العيني كفتح الباري والبرماوي والكرماني بكسرها وفاءين مفتوحتين مخففتين بينهما ألف تثنية حفات وفي الناصرية بفتح الحاء أي (بجوانبه) قال الليث حف القوم بسيدهم يحفون حفًّا إذا طافوا به ولأبي ذر عن المستملي بجانبيه بدل بحفافيه وسقط بجوانبه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/319]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبّحون بحمد ربّهم وقضي بينهم بالحقّ وقيل الحمد للّه ربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره: وترى يا محمّد الملائكة محدقين من حول عرش الرّحمن، ويعني بالعرش: السّرير.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وترى الملائكة حافّين من حول العرش} محدقين.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وترى الملائكة حافّين من حول العرش} قال: محدقين حول العرش، قال: العرش: السّرير.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول من في قوله: {حافّين من حول العرش} والمعنى: حافّين حول العرش وفي قوله: {ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك} فقال بعض نحويّي البصرة: أدخلت من في هذين الموضعين توكيدًا، واللّه أعلم، كقولك: ما جاءني من أحدٍ.
وقال غيره: (قبل) و(حول) وما أشبههما ظروفٌ تدخل فيها (من) وتخرج، نحو: أتيتك قبل زيدٍ، ومن قبل زيدٍ، وطفنا حولك ومن حولك، وليس ذلك من نوع ما جاءني من أحدٍ، لأنّ موضع من في قولهم: ما جاءني من أحدٍ رفعٌ، وهو اسمٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّ {من} في هذه الأماكن، أعني في قوله: {من حول العرش}، و{من قبلك}، وما أشبه ذلك، وإن كانت دخلت على الظّروف فإنّها بمعنى التّوكيد.
وقوله: {يسبّحون بحمد ربّهم} يقول: يصلّون حول عرش اللّه شكرًا له؛ والعرب تدخل الباء أحيانًا في التّسبيح، وتحذفها أحيانًا، فتقول: سبّح بحمد اللّه، وسبّح حمد اللّه، كما قال جلّ ثناؤه: {سبّح اسم ربّك الأعلى}، وقال في موضعٍ آخر: {فسبّح باسم ربّك العظيم}.
وقوله: {وقضي بينهم بالحقّ} يقول: وقضى اللّه بين النّبيّين الّذين جيء بهم، والشّهداء وأممها بالعدل، فأسكن أهل الإيمان باللّه، وبما جاءت به رسله الجنّة، وأهل الكفر به، وممّا جاءت به رسله النّار.
{وقيل الحمد للّه ربّ العالمين} يقول: وختمت خاتمة القضاء بينهم بالشّكر للّذي ابتدأ خلقهم الّذي له الألوهيّة، وملك جميع ما في السّموات والأرض من الخلق من ملكٍ وجنٍّ وإنسٍ، وغير ذلك من أصناف الخلق.
- وكان قتادة يقول في ذلك ما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يسبّحون بحمد ربّهم} الآية كلّها قال: فتح أوّل الخلق بالحمد للّه، فقال: الحمد للّه الّذي خلق السّموات والأرض، وختم بالحمد فقال: {وقضي بينهم بالحقّ وقيل الحمد للّه ربّ العالمين} ). [جامع البيان: 20/271-273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه {وترى الملائكة حافين من حول العرش} قال: مديرين). [الدر المنثور: 12/735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وترى الملائكة حافين من حول العرش} قال: محدقين به). [الدر المنثور: 12/735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن كعب رضي الله عنه قال: جبل الخليل والطور والجودي يكون كل واحد منهم يوم القيامة لؤلؤة بيضاء تضيء ما بين السماء والأرض، يعني يرجعن إلى بيت المقدس حتى يجعلن في زواياه ويضع عليها كرسيه حتى يقضي بين أهل الجنة والنار {الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق} ). [الدر المنثور: 12/735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} قال: افتتح أول الخلق بالحمد وختم بالحمد فتح بقوله {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض} وختم بقوله {وقيل الحمد لله رب العالمين} ). [الدر المنثور: 12/735-736]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن وهب رضي الله عنه قال: من أراد أن يعرف قضاء الله في خلقه فليقرأ آخر سورة الزمر). [الدر المنثور: 12/736]


رد مع اقتباس