عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:40 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}.
يقول تعالى ذكره: أفلم يسيروا هؤلاء المكذّبون بآيات اللّه والجاحدون قدرته في البلاد، فينظروا إلى مصارع ضربائهم من مكذّبي رسل اللّه، الّذين خلوا من قبلهم، كعادٍ، وثمود، وقوم لوطٍ، وشعيبٍ، وأوطانهم ومساكنهم، فيتفكّروا فيها، ويعتبروا بها، ويعلموا بتدبّرهم أمرها، وأمر أهلها سنّة اللّه فيمن كفر، وعبد غيره، وكذّب رسله، فينيبوا من عتوّهم، وكفرهم، ويكون لهم إذا تدبّروا ذلك، واعتبروا به، وأنابوا إلى الحقّ. {قلوبٌ يعقلون بها} حجج اللّه على خلقه، وقدرته على ما شاء. {أو آذانٌ يسمعون بها} يقول: أو آذانٌ تصغي لسماع الحقّ فتعي ذلك، وتميّز بينه وبين الباطل.
وقوله: {فإنّها لا تعمى الأبصار} يقول: فإنّها لا تعمى أبصارهم أن يبصروا بها الأشخاص ويروها، بل يبصرون ذلك بأبصارهم؛ ولكن تعمى قلوبهم الّتي في صدورهم عن إبصار الحقّ ومعرفته.
والهاء في قوله: {فإنّها لا تعمى} هاء عمادٍ، كقول القائل: إنّه عبد اللّه قائمٌ. وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: " فإنّه لا تعمى الأبصار ".
وقيل: {ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور} والقلوب لا تكون إلاّ في الصّدور، توكيدًا للكلام، كما قيل: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} ). [جامع البيان: 16/595-596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن ابن دينار قال: أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اتخذ نعلين من حديد وعصا ثم سح في الأرض فاطلب الآثار والعبر حتى تحفوا النعلان وتنكسر العصا). [الدر المنثور: 10/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فإنها لا تعمى الأبصار} قال: ما هذه الأبصار التي في الرؤوس فإنها جعلها الله منفعة وبلغة وأما البصر النافع فهو في القلب، ذكر لنا أنها نزلت في عبد الله بن زائدة يعني ابن أم مكتوم). [الدر المنثور: 10/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو نصر السجزي في الإبانة في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس الأعمى من يعمى بصره ولكن الأعمى من تعمى بصيرته). [الدر المنثور: 10/505]

تفسير قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون}
- أخبرنا محمّد بن منصورٍ، حدّثنا الأسود بن عامرٍ، أخبرنا الثّوريّ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يدخل فقراء المسلمين الجنّة قبل أغنيائهم بخمس مائة عامٍ، وهو مقدار نصف يومٍ»
- أخبرنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا محمّد بن شعيبٍ، أنبأني معاوية بن سلامٍ، أنّ أخاه زيد بن سلامٍ أخبره، عن أبي سلامٍ، أنّه أخبره قال: أخبرني الحارث الأشعريّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا بدعوى الجاهليّة فإنّه من جثا جهنّم»، قال رجلٌ: يا رسول الله، وإن صام وصلّى؟، قال: «نعم، وإن صام وصلّى، فادعوا بدعوى الله الّتي سمّاكم الله بها المسلمين، المؤمنين، عباد الله»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/192-193]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ مّمّا تعدّون}.
يقول تعالى ذكره: ويستعجلونك يا محمّد مشركو قومك بما تعدهم من عذاب اللّه على شركهم به، وتكذيبهم إيّاك فيما أتيتهم به من عند اللّه في الدّنيا، ولن يخلف اللّه وعده الّذي وعدك فيهم من إحلال عذابه ونقمته بهم في عاجل الدّنيا. ففعل ذلك، ووفى لهم بما وعدهم، فقتلهم يوم بدرٍ.
واختلف أهل التّأويل في اليوم الّذي قال جلّ ثناؤه: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} أيّ يومٍ هو؟ فقال بعضهم: هو من الأيّام الّتي خلق اللّه فيها السّماوات والأرض.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} قال: " من الأيّام الّتي خلق اللّه فيها السّماوات والأرض ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإنّ يومًا عند ربّك} الآية قال: " هي مثل قوله في {الم تنزيل} سواءٌ هو هو؛ الآية ".
وقال آخرون: بل هو من أيّام الآخرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " مقدار الحساب يوم القيامة ألف سنةٍ ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا سعيدٌ الجريريّ، عن أبي نضرة، عن سمير بن نهارٍ، قال: قال أبو هريرة: " يدخل فقراء المسلمين الجنّة قبل الأغنياء بمقدار نصف يومٍ. قلت: وما نصف يومٍ؟ قال: أو ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قال: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثني عبد الرّحمن قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ} قال: " من أيّام الآخرة ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، أنّه قال في هذه الآية: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} قال: " هذه أيّام الآخرة. وفي قوله: {ثمّ يعرج إليه في يومٍ كان مقداره ألف سنةٍ ممّا تعدّون} قال: يوم القيامة؛ وقرأ: {إنّهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا} ".
وقد اختلف في وجه صرف الكلام من الخبر عن استعجال الّذين استعجلوا العذاب إلى الخبر عن طول اليوم عند اللّه، فقال بعضهم: إنّ القوم استعجلوا العذاب في الدّنيا، فأنزل اللّه: {ولن يخلف اللّه وعده} في أن ينزل ما وعدهم من العذاب في الدّنيا. وإنّ يومًا عند ربّك من عذابهم في الدّنيا والآخرة كألف سنةٍ ممّا تعدّون في الدّنيا.
وقال آخرون: قيل ذلك كذلك إعلامًا من اللّه مستعجليه العذاب أنّه لا يعجل، ولكنّه يمهل إلى أجلٍ أجّله، وأنّ البطيء عندهم قريبٌ عنده، فقال لهم: مقدار اليوم عندي ألف سنةٍ ممّا تعدّونه أنتم أيّها القوم من أيّامكم، وهو عندكم بطيءٌ، وهو عندي قريبٌ.
وقال آخرون: معنى ذلك: وإنّ يومًا من الثّقل وما يخاف كألف سنةٍ.
والقول الثّاني عندي أشبه بالحقّ في ذلك؛ وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عن استعجال المشركين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالعذاب، ثمّ أخبر عن مبلغ قدر اليوم عنده، ثمّ أتبع ذلك قوله: {وكأيّن من قريةٍ أمليت لها وهي ظالمةٌ} فأخبر عن إملائه أهل القرية الظّالمة، وتركه معاجلتهم بالعذاب، فبيّن بذلك أنّه عنى بقوله: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} نفي العجلة عن نفسه، ووصفها بالأناة والانتظار.
وإذ كان ذلك كذلك، كان تأويل الكلام: وإنّ يومًا من الأيّام الّتي عند اللّه يوم القيامة، يومٌ واحدٌ، كألف سنةٍ من عددكم، وليس ذلك عنده ببعيدٍ، وهو عندكم بعيدٌ؛ فلذلك لا يعجّل بعقوبة من أراد عقوبته حتّى يبلغ غاية مدّته). [جامع البيان: 16/596-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون * وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمه ثم أخذتها وإلي المصير.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ويستعجلونك بالعذاب} قال: قال ناس من جهلة هذه الأمة {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} ). [الدر المنثور: 10/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} قال: من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض). [الدر المنثور: 10/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم قال: ما طول ذلك اليوم على المؤمن إلا كما بين الأولى والعصر). [الدر المنثور: 10/505-506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى منها ستة آلاف). [الدر المنثور: 10/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الأمل عن سعيد بن جبير قال: إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة). [الدر المنثور: 10/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين عن رجل من أهل الكتاب أسلم قال: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} وجعل أجل الدنيا ستة أيام وجعل الساعة في اليوم السابع فقد مضت الستة الأيام وأنتم في اليوم السابع فمثل ذلك مثل الحامل إذا دخلت في شهرها ففي أية ساعة ولدت كان تماما). [الدر المنثور: 10/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن سلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل الأغنياء من المسلمين بنصف يوم، قيل: وما نصف اليوم قال خمسمائة عام وتلا {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ). [الدر المنثور: 10/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق ضمير بن نهار قال: قال أبو هريرة يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، قلت: وما مقدار نصف يوم قال: أو ما تقرأ القرآن {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ). [الدر المنثور: 10/506-507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ضمير بن نهار عن أبي هريرة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وتلا {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ). [الدر المنثور: 10/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى على جنازة فانصرف قبل أن يفرغ منها كان له قيراط فإن انتظر حتى يفرغ منها كان له قيراطان والقيراط مثل أحد في ميزانه يوم القيامة ثم قال ابن عباس: حق لعظمة ربنا أن يكون قيراطه مثل أحد ويومه كألف سنة). [الدر المنثور: 10/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي والديلمي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة وذلك قول الله {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ). [الدر المنثور: 10/507]

تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكأيّن من قريةٍ أمليت لها وهي ظالمةٌ ثمّ أخذتها وإليّ المصير}.
يقول تعالى ذكره: {وكأيّن من قريةٍ أمليت لها} يقول: أمهلتهم، وأخّرت عذابهم، وهم باللّه مشركون، ولأمره مخالفون وذلك كان ظلمهم الّذي وصفهم اللّه به جلّ ثناؤه فلم أعجل بعذابهم. {ثمّ أخذتها} يقول: ثمّ أخذتها بالعذاب، فعذّبتها في الدّنيا بإحلال عقوبتنا بهم. {وإليّ المصير} يقول: وإليّ مصيرهم أيضًا بعد هلاكهم، فيلقون من العذاب حينئذٍ ما لا انقطاع له؛ يقول تعالى ذكره: فكذلك حال مستعجليك بالعذاب من مشركي قومك، وإن أمليت لهم إلى آجالهم الّتي أجّلتها لهم، فإنّي آخذهم بالعذاب، فقاتلهم بالسّيف، ثمّ إليّ مصيرهم بعد ذلك، فموجعهم إذن عقوبةً على ما قدّموا من آثامهم). [جامع البيان: 16/599]


رد مع اقتباس