عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:13 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى من صلصل من حمإ مسنون قال الصلصال الطين اليابس يسمع له صلصلة ثم يكون حمأ مسنونا قد أسن قال منتنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/348-349]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حمإٍ} [الحجر: 26] : «جماعة حمأةٍ، وهو الطّين المتغيّر، والمسنون المصبوب»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بروجًا منازلٌ للشّمس والقمر لواقح ملافح حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب كذا ثبت لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد تقدّم مع شرحه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/380] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب
أشار به إلى قوله تعالى: {لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون} (الحجر: 33) وذكر أن: حمأ، جمع حمأ ثمّ فسرها بالطين المتغيّر، وفسّر المسنون بقوله: المصبوب، وهكذا فسره أبو عبيدة، وعن ابن عبّاس: المسنون التّراب المبتل المنتن وأصله من قول العرب: سننت الحجر على الحجر إذا صللته به، وما يخرج من بين الحجرين، يقال له: السنين والسنانة، ومنه: المسن. قوله: {من صلصال} وهو الطين اليابس إذا نقرته سمعت له صلصلة أي: صوتا من يبسه قبل أن تمسه النّار، فإذا مسته النّار فهو: فخار، وعن مجاهد: هو الطين المنتن، واختاره الكسائي من: صل اللّحم وأصلّ: إذا أنتن). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: من ({حمأ}) هو (جماعة حمأة) بفتح الحاء وسكون الميم (وهو الطين المتغير) الذي اسودّ من طول مجاورة الماء.
(والمسنون) هو (المصبوب) لييبس كأنه أفرغ الحمأ فصور فيه تمثال إنسان أجوف فيبس حتى إذا نقر صلصل ثم غيره بعد ذلك طورًا بعد طور حتى سواه ونفخ فيه من روحه). [إرشاد الساري: 7/192]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (والمسنون المصبوب) من سنّ الماء صبه، أي: المفرغ على هيئة الإنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في القوالب). [حاشية السندي على البخاري: 3/56]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {من حمإٍ مسنونٍ} المسنون: المنتن). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 51]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا آدم وهو الإنسان من صلصالٍ.
واختلف أهل التّأويل في معنى الصّلصال، فقال بعضهم: هو الطّين اليابس لم تصبه نارٌ، فإذا نقرته صلّ فسمعت له صلصلةٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، قالا: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " خلق آدم من صلصالٍ ومن حمإٍ ومن طينٍ لازبٍ وأمّا اللاّزب: فالجيّد، وأمّا الحمأ: فالحمأة، وأمّا الصّلصال: فالتّراب المدقّق، وإنّما سمّي إنسانًا لأنّه عهد إليه فنسي "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ} قال: " والصّلصال: التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {من صلصالٍ من حمإ مسنونٍ} قال: " الصّلصال: الطّين اليابس يسمع له صلصلةٌ "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن الحسن بن صالحٍ، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {من صلصالٍ} قال: " الصّلصال: الماء يقع على الأرض الطّيّبة ثمّ يحسر عنها، فتشّقّق، ثمّ تصير مثل الخزف الرّقاق "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " خلق الإنسان من ثلاثةٍ: من طينٍ لازبٍ، وصلصالٍ، وحمإٍ مسنونٍ والطّين اللاّزب: اللاّزق الجيّد، والصّلصال: المدقّوق الّذي يصنع منه الفخّار، والمسنون: الطّين فيه الحمأة "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ} قال: " هو التّراب اليابس الّذي يبلّ بعد يبسه "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الصّلصال: الّذي يصلصل، مثل الخزف من الطّين الطّيّب "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: " الصّلصال: طينٌ صلبٌ يخالطه الكثيب "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من صلصالٍ} قال: " التّراب اليابس ".
وقال آخرون: الصّلصال: المنتن، وكأنّهم وجّهوا ذلك إلى أنّه من قولهم: صلّ اللّحم وأصلّ: إذا أنتن، يقال في ذلك باللّغتين كليهما: يفعل وأفعل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من صلصالٍ} " الصّلصال: المنتن ".
والّذي هو أولى بتأويل الآية أن يكون الصّلصال في هذا الموضع الّذي له صوتٌ من الصّلصلة، وذلك أنّ اللّه تعالى وصفه في موضعٍ آخر فقال: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار}، فشبّهه تعالى ذكره بأنّه كان كالفخّار في يبسه، ولو كان معناه في ذلك المنتن لم يشبّهه بالفخّار، لأنّ الفخّار ليس بمنتنٍ، فيشبّه به في النّتن غيره
وأمّا قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} فإنّ الحمأ: جمع حمأةٍ، وهو الطّين المتغيّر إلى السّواد.
وقوله: {مسنونٌ} يعني: المتغيّر.
واختلف أهل العلم بكلام العرب في معنى قوله: {مسنونٍ} فكان بعض نحويّي البصريّين يقول: عني به: حمأٌ مصوّرٌ تامٌّ، وذكر عن العرب أنّهم قالوا: سنّ على مثال سنّة الوجه: أي صورته قال: وكأنّ سنّة الشّيء من ذلك: أي مثاله الّذي وضع عليه. قال: وليس من الآسن المتغيّر، لأنّه من سنن مضاعفٌ.
وقال آخر منهم: هو الحمأ المصبوب. قال: والمسنون المصبوب: قال وهو من قولهم: سننت الماء على الوجه وغيره إذا صببته.
وكان بعض أهل الكوفة يقول: هو المتغيّر، قال: كأنّه أخذ من سننت الحجر على الحجر، وذلك أن يحكّ أحدهما بالآخر، يقال منه: سننته أسنّه سنًّا فهو مسنونٌ، قال: ويقال للّذي يخرج من بينهما: سنين، ويكون ذلك منتنًا، وقال: منه سميّ المسنّ، لأنّ الحديد يسنّ عليه.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم قالوا في ذلك نحو ما قلنا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الحمأ: النتنة "
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الّذي قد أنتن "
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " منتنٌ "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " هو التّراب المبتلّ المنتن، فجعل صلصالاً كالفخّار "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " منتنٌ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {من حمإٍ مسنونٍ} " والحمأ المسنون: الّذي قد تغيّر وأنتن "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ،عن قتادة: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " قد أسن، قال: منتنةٌ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " من طينٍ لازبٍ، وهو اللاّزق من الكثيب، وهو الرّمل "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الحمأ المنتن ".
وقال آخرون منهم في ذلك: هو الطّين الرّطب
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} يقول: " من طينٍ رطبٍ "). [جامع البيان: 14/56-62]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الصلصال الطين والحمأ المسنون المنتن). [تفسير مجاهد: 341]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن مسلم الأعور عن مجاهد قال الصلصال الماء الطيب من المطر وغيره يستنقع في الأرض فيصير طينا مثل الخزف فيتصلصل). [تفسير مجاهد: 341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 26.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق الله الإنسان من ثلاث: من طين لازب وصلصال وحمأ مسنون، فالطين اللازب اللازم الجيد، والصلصال المرقق الذي يصنع منه الفخار، والحمأ المسنون الطين فيه الحمأة). [الدر المنثور: 8/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من صلصال} قال: الصلصال الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسر عنها فتيبس ثم تصير مثل الخزف الرقاق). [الدر المنثور: 8/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال هو التراب اليابس الذي يبل بعد يبسه). [الدر المنثور: 8/610-611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال طين خلط برمل). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال الذي إذا ضربته صلصل). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: الصلصال التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال الطين تعصره بيدك فيخرج الماء من بين أصابعك). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حمإ مسنون} قال: من طين رطب). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حمإ مسنون} قال: من طين منتن). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله {من حمإ مسنون} قال: الحمأة السوداء وهي الثاط أيضا، والمسنون المصور، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أغر كأن البدر مسنة وجهه * جلا الغيم عنه ضوءه فتبددا). [الدر المنثور: 8/611-612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق آدم من أديم الأرض فألقي على الأرض حتى صار طينا لازبا وهو الطين الملتزق ثم ترك حتى صار حمأ مسنونا وهو المنتن ثم خلقه الله بيده فكان أربعين يوما مصورا حتى يبس فصار صلصالا كالفخار إذا ضرب عليه صلصل، فذلك الصلصال والفخار مثل ذلك والله أعلم). [الدر المنثور: 8/612]

تفسير قوله تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}.
يقول تعالى ذكره: {والجانّ}، وقد بيّنّا فيما مضى معنى الجانّ ولم قيل له جانٌّ وعني بالجانّ ههنا: إبليس أبا الجنّ يقول تعالى ذكره: وإبليس خلقناه من قبل الإنسان من نار السّموم.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والجانّ خلقناه من قبل} " وهو إبليس، خلق قبل آدم، وإنّما خلق آدم آخر الخلق، فحسده عدوّ اللّه إبليس على ما أعطاه اللّه من الكرامة، فقال: أنا ناريٌّ، وهذا طينيٌّ، فكانت السّجدة لآدم والطّاعة للّه تعالى ذكره، فقال: {اخرج منها فإنّك رجيمٌ}.
واختلف أهل التّأويل في معنى: {نار السّموم} فقال بعضهم: هي السّموم الحارّة الّتي تقتل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " السّموم: الحارّة الّتي تقتل "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " هي السّموم الّتي تقتل، {فأصابها إعصارٌ فيه نارٌ فاحترقت}، قال: هي السّموم الّتي تقتل ".
وقال آخرون: يعني بذلك من لهب النّار
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " من لهبٍ من نار السّموم "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان، بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: " كان إبليس من حيٍّ من أحياء الملائكة يقال لهم الجنّ، خلقوا من نار السّموم من بين الملائكة، قال: وخلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن من مارجٍ من نارٍ "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: دخلت على عمرو بن الأصمّ أعوده، فقال: ألا أحدّثك حديثًا سمعته من عبد اللّه؟ سمعت عبد اللّه، يقول: " هذه السّموم جزءٌ من سبعين جزءًا من السّموم الّتي خرج منها الجانّ " قال: وتلا: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} "
وكان بعض أهل العربيّة يقول: السّموم باللّيل والنّهار، وقال بعضهم: الحرور بالنّهار، والسّموم باللّيل، يقال: سمّ يومنا يسمّ سمومًا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ قال: سمعت وهب بن منبّهٍ، وسئل عن الجنّ ما هم، وهل يأكلون أو يشربون، أو يموتون، أو يتناكحون؟ قال: " هم أجناسٌ، فأمّا خالص الجنّ فهم ريحٌ لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يموتون، ولا يتوالدون، ومنهم أجناسٌ يأكلون، ويشربون، ويتناكحون، ويموتون، وهي هذه الّتي منها السّعالي والغول وأشباه ذلك "). [جامع البيان: 14/62-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 27 - 35.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الجان مسيخ الجن كما القردة والخنازير مسيخ الإنس). [الدر المنثور: 8/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والجان خلقناه من قبل} وهو إبليس خلق من قبل آدم). [الدر المنثور: 8/612-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال: وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} قال: من أحسن الناس). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من نار السموم} الحارة التي تقتل). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي والفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {السموم} التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ثم قرأ {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} ). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من سبعين جزءا من النبوة وهذه النار جزء من سبعين جزءا من نار السموم التي خلق منها الجان وتلا هذه الآية {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} ). [الدر المنثور: 8/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال: خلق الجان والشياطين من نار الشمس). [الدر المنثور: 8/614]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {و} اذكر يا محمّد {إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28)} ). [جامع البيان: 14/65]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فإذا سوّيته} يقول: فإذا صوّرته فعدلت صورته {ونفخت فيه من روحي} فصار بشرًا حيًّا، {فقعوا له ساجدين} سجود تحيّةٍ وتكرمةٍ لا سجود عبادةٍ، وقد؛
- حدّثني جعفر بن مكرمٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا خلق اللّه الملائكة قال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فقالوا: لا نفعل، فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، وخلق ملائكةً أخرى، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، قال: فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً أخرى، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، قال: فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فقالوا: سمعنا وأطعنا، إلاّ إبليس كان من الكافرين الأوّلين "). [جامع البيان: 14/65-66]

تفسير قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66] (م)


رد مع اقتباس