عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه هو الغنيّ له ما في السّماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطانٍ بهذا أتقولون على اللّه ما لا تعلمون (68) قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون (69) متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون (70)}
يقول تعالى منكرًا على من ادّعى أنّ له ولدًا: {سبحانه هو الغنيّ} أي: تقدّس عن ذلك، هو الغنيّ عن كلّ ما سواه، وكلّ شيءٍ فقيرٌ إليه، {له ما في السّماوات وما في الأرض} أي: فكيف يكون له ولدٌ ممّا خلق، وكلّ شيءٍ مملوكٌ له، عبدٌ له؟! {إن عندكم من سلطانٍ بهذا} أي: ليس عندكم دليلٌ على ما تقولونه من الكذب والبهتان! {أتقولون على اللّه ما لا تعلمون} إنكارٌ ووعيدٌ أكيدٌ، وتهديدٌ شديدٌ، كما قال تعالى: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا لقد جئتم شيئًا إدًّا تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا أن دعوا للرّحمن ولدًا وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا إن كلّ من في السّماوات والأرض إلا آتي الرّحمن عبدًا لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا} [مريم: 88 -95]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 282]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ توعّد تعالى الكاذبين عليه المفترين، ممّن زعم أنّه له ولدًا، بأنّهم لا يفلحون في الدّنيا ولا في الآخرة، فأمّا في الدّنيا فإنّهم إذا استدرجهم وأملى لهم متّعهم قليلًا ثمّ يضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ، كما قال ها هنا: {متاعٌ في الدّنيا} أي: مدّةٌ قريبةٌ، {ثمّ إلينا مرجعهم} أي: يوم القيامة، {ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد} أي: الموجع المؤلم {بما كانوا يكفرون} أي: بسبب كفرهم وافترائهم وكذبهم على اللّه، فيما ادّعوه من الإفك والزّور). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 283]


رد مع اقتباس