عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 06:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (مَنْ) بعد العلم تحتمل الاستفهامية والموصولة

(مَنْ) بعد العلم تحتمل الاستفهامية والموصولة
في آيات كثيرة تحتمل (من) الواقعة بعد العلم أن تكون اسم استفهام مبتدأ والفعل معلق عن العمل، وأن تكون اسم موصول مفعولاً للعلم عند البصريين والكوفيين، وذلك كقوله تعالى:
1- {إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار} [6: 135].
(من) اسم موصول مفعول به، أو اسم استفهام مبتدأ، خبره (تكون) والفعل معلق، والجملة في موضع المفعول إن كان (يعملون) معدى إلى واحد، أو في موضع المفعولين إن كان يتعدى إلى مفعولين. [البحر:4/226]، [معاني القرآن:2/376]، [الكشاف:1/41]، [البيان:1/342]، [العكبري:1/146].
2- {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم} [11: 39، 39: 39-40].
في [البحر:5/222]: «وقيل: (من) استفهام في موضع رفع مبتدأ، و(يأتيه) الخبر، والجملة سدت مسد المفعولين».
3- {إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب} [11: 93].
جوز الفراء والزمخشري في (من يأتيه) أن تكون موصولة مفعولة واستفهامية في موضع رفع. [البحر:5/257]، [معاني القرآن:2/26-27]، [الكشاف:2/232].
4- {إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك} [34: 21].
(من) موصولة أو استفهامية. [العكبري:2/102].
5- {فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} [20: 135].
في [معاني القرآن:2/197]: «(من) و(ومن) في موضع رفع، وكل ما في القرآن مثله فهو مرفوع إذا كان بعده رافع، مثل قوله: {فستعلمون من هو في ضلال مبين} [67: 29]. ولو نصب كان صوابا يكون بمنزلة قول الله: {والله يعلم المفسد من المصلح} [2: 220].
وفي [البيان:2/165]: «(من) استفهامية في موضع رفع لأنها مبتدأ. و(أصحاب الصراط) خبره. ولا يجوز أن تكون (من) اسما موصولا بمعنى الذي؛ لأنه ليس في الكلام الذي بعدها عائد يعود إليه، والجملة في موضع نصب (يستعلمون)».
أجاز الفراء الموصولة؛ لأن الكوفيين لا يشترطون في حذف عائد الموصول المرفوع استطالة الصلة. [البحر:6/292]. [العكبري:2/68].
6- {فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا} [19: 75].
في [العكبري:2/61]: «(من هو) فيه وجهان: أحدهما: هي بمعنى الذي (هو شر) صلتها. وموضع (من) نصب بيعلمون.
الثاني: هي استفهام و(هو) فصل، وليست مبتدأ».
انظر [البحر:6/212]، [الجمل:3/76].
7- {فستعلمون من هو في ضلال مبين} [67: 29].
اقتصر الجمل على الاستفهام [4/374].
8- {وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا} [25: 42].
على جعل (من) اسم موصول يكون حذف العائد لاستطالة الصلة. [البحر:6/500-501]، [النهر:498]. اقتصر العكبري على الاستفهام [2/85].
9- {فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا} [72: 24].
[البحر:8/355]، [الجمل:4/416].
جوز العكبري أن تكون (من) اسم موصول واستفهام في قوله تعالى:
{قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين} [21: 59].
(من فعل) استفهام، فيكون (إنه) استئنافًا، وإن كانت (من) اسم موصول كان (إنه) وما بعده الخبر. [العكبري:2/70].
اقتصر أبو حيان على الاستفهام. [البحر:6/323].
ضعف العكبري وأبو حيان أن تكون (من) اسم استفهام في قوله تعالى:
{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [2: 143].
في [البحر:1/424]: «إذا علق (نعلم) لم يبق لقوله (ممن ينقلب) ما يتعلق به؛ لأن ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله. ولا يصح تعلقه بقوله (يتبع) الذي هو خبر عن (من) الاستفهامية لأن معنى ليس على ذلك، وإنما المعنى على أن يتعلق بـ(نعلم) ». [العكبري:1/37].
جوز العكبري أن تكون (من) اسم موصول واسم استفهام في قوله تعالى:
{واستفزز من استطعت منهم بصوتك} [17: 64].
على جعل (من) استفهامية تكون مفعولاً مقدما لاستطعت. [العكبري:2/50].
وقال أبو حيان: هذا ليس بظاهر لأن مفعول (استطعت) محذوف. تقديره: من استطعت أن تستفزه. [البحر:6/58]، [النهر:56].
أبو حيان يرى أن (من) بعد أفعل التفضيل من العلم لا تكون استفهامية كقوله تعالى:
1- {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله} [6: 117].
في [البحر:4/210]: «وقال الكسائي والمبرد والزجاج ومكي: (من) في موضع رفع، وهي استفهامية، والخبر (يضل) والجملة في موضع نصب بأعلم وهذا ضعيف. لأن التعليق فرع عن جواز العمل، و(أفعل) التفضيل لا يعمل في المفعول به فلا يعلق عنه. والكوفيون يجيزون إعمال (أفعل) التفضيل في المفعول به». انظر [معاني القرآن:1/352] والعكبري.
في [البيان:1/336-337]: «(من) في موضع نصب بفعل مقدر دل عليه (أعلم) ...
ولا يجوز أن يكون في موضع جر لأنه يستحيل المعنى ويصير التقدير: إن ربك هو أعلم الضالين، لأن (أفعل) إنما يضاف إلى ما هو بعض له، وذلك كفر محال».
2- {قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين} [28: 85]
في [البحر:7/136]: «(من) منصوب بإضمار فعل، أي يعلم من جاء بالهدى. ومن أجاز أن يأتي (أفعل) بمعنى فاعل، وأجاز أن ينصب به، إذ يؤوله بمعنى (فاعل) جاز أن ينصب به، إذ يؤوله بمعنى عالم ويعطيه حكمه في العمل». انظر [العكبري:2/94].
وفي [البيان:2/239]: «(من) في موضع نصب بفعل مقدر دل عليه (أعلم) وتقديره: يعلم من جاء بالهدى، كقوله تعالى: {أعلم من يضل عن سبيله}
[6: 117].
ووجب التقدير لامتناع الإضافة، ولأن (أعلم) لا يعمل في المفعول».


رد مع اقتباس