عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنّه كان بكم رحيمًا (66)}.
يخبر تعالى عن لطفه بخلقه في تسخيره لعباده الفلك في البحر، وتسهيلها لمصالح عباده لابتغائهم من فضله في التّجارة من إقليمٍ إلى إقليمٍ؛ ولهذا قال: {إنّه كان بكم رحيمًا} أي: إنّما فعل هذا بكم من فضله عليكم، ورحمته بكم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 95]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم وكان الإنسان كفورًا (67)}
أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلًا (68) أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا (69)
يخبر تعالى أنّه إذا مسّ النّاس ضرٌّ، دعوه منيبين إليه، مخلصين له الدّين؛ ولهذا قال: {وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه} أي: ذهب عن قلوبكم كلّ ما تعبدون غير اللّه، كما اتّفق لعكرمة بن أبي جهلٍ لمّا ذهب فارًّا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين فتح مكّة، فذهب هاربًا، فركب في البحر ليدخل الحبشة، فجاءتهم ريحٌ عاصفٌ، فقال القوم بعضهم لبعضٍ: إنّه لا يغني عنكم إلّا أن تدعو اللّه وحده. فقال عكرمة في نفسه: واللّه لئن كان لا ينفع في البحر غيره، فإنّه لا ينفع في البرّ غيره، اللّهمّ لك عليّ عهدٌ، لئن أخرجتني منه لأذهبنّ فأضعن يدي في يديه، فلأجدنّه رءوفًا رحيمًا. فخرجوا من البحر، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأسلم وحسن إسلامه، رضي اللّه عنه وأرضاه.
وقوله: {فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم} أي: نسيتم ما عرفتم من توحيده في البحر، وأعرضتم عن دعائه وحده لا شريك له.
{وكان الإنسان كفورًا} أي: سجيّته هذا، ينسى النّعم ويجحدها، إلّا من عصم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 95-96]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا (68)}
يقول تعالى: أفحسبتم أن نخرجكم إلى البرّ أمنتم من انتقامه وعذابه!
{أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا}، وهو: المطر الّذي فيه حجارةٌ. قاله مجاهدٌ، وغير واحدٍ، كما قال تعالى: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلا آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ} [القمر: 34] وقد قال في الآية الأخرى: {وأمطرنا عليها حجارةً من سجّيلٍ} [هودٍ: 82] وقال: {أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير} [الملك: 16، 17].
وقوله: {ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا} أي: ناصرًا يردّ ذلك عنكم، وينقذكم منه [واللّه سبحانه وتعالى أعلم] ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 96]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا (69)}.
يقول تعالى: {أم أمنتم} أيّها المعرضون عنّا بعدما اعترفوا بتوحيدنا في البحر، وخرجوا إلى البرّ {أن يعيدكم} في البحر مرّةً ثانيةً {فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح} أي: يقصف الصّواري ويغرق المراكب.
قال ابن عبّاسٍ وغيره: القاصف: ريح البحار الّتي تكسر المراكب وتغرقها.
وقوله: {فيغرقكم بما كفرتم} أي: بسبب كفركم وإعراضكم عن اللّه تعالى.
وقوله: {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} قال ابن عبّاسٍ: نصيرًا.
وقال مجاهدٌ: نصيرًا ثائرًا، أي: يأخذ بثأركم بعدكم.
وقال قتادة: ولا نخاف أحدًا يتبعنا بشيءٍ من ذلك).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 96-97]

رد مع اقتباس