عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1435هـ/4-05-2014م, 11:09 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

كلام عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وقال عبد الله: حدثنا أبو الطاهر، أنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ، فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
ومعنى هذا الحديث – والله أعلم – من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله، الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله – أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، ولم يرد: على شيء مما لم يقرأ أصلا ولم يعلم بوجه آخر). [جمال القراء :1/86](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال عبد الله: حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال، نا محمد قال: نا أبو جعفر، عن ربيع، عن أبي العالية، إنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة (براءة): {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أنها آخر ما أنزل من القرآن، فقال أبي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال عبد الله: حدثنا عمرو بن علي بن بحر، نا أبو داود، نا إبراهيم بن سعيد، نا الزهري، أخبرني عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت حدثه قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وكان عنده عمر فقال: إن هذا أتاني فقال: إن القتل قد استحر بالقراء، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في سائر المواطن، فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه.. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.! فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدره، ورأيت فيه الذي رآه.فقال أبو بكر: إنك شاب – أو رجل عاقل – وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نتهمك، فاكتبه. قال: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي منه. فقلت لهما: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.! قال أبو بكر وعمر: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر وعمر يراجعاني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرهما، ورأيت فيه الذي رأياه.فتتبعت القرآن أنسخه، من الصحف والعسب واللخاف وصدور الرجال، حتى فقدت آية كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} فالتمستها، فوجدتها عند خزيمة بن ثابت، فأثبتها في سورتها. واللخاف: الحجارة الرقاق). [جمال القراء :1/86-87](م)
فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به. يقول الله جل ثناؤه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وأقول: إن أبيا – رحمه الله – إنما كان يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما.
وأما قوله: "وصدور الرجال" فإنه كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر (براءة)، ثم لم يقنع بذلك حتى طلبهما وسأل عنهما غيره فوجدهما عند خزيمة، وإنما طلبهما من غيره مع علمه بهما، ليقف على وجوه القراءة، والله أعلم.
قال عبد الله: حدثنا أبو الطاهر قال، أنا ابن وهب قال، أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة: أن أبا بكر الصديق كان قد جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى، حتى استعان عليه بعمر ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها".
وفي الرواية عن أنس بن مالك: "فلما كان مروان أمير المدينة، أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها، وخشي أن يخالف بعض الكتاب بعضا، فمنعته إياها"
. قال ابن شهاب: "فحدثني سالم بن عبد الله قال: فلما توفيت حفصة، أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة لترسلن بها.. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها وحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.).[جمال القراء:1/87-88](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وروى أبو عبيد عن السدي عن عبد خير قال: أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه.
وعن علي عليه السلام: "رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن). [جمال القراء:1/85]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وحدثني أبو المظفر عبد الخالق الجوهري رحمه الله أنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، أنا أبو عمر عثمان بن محمد بن القاسم البزار المعروف بالأدمي، ثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو أحمد الزبيري، نا سفيان عن السدي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال: "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، وإنه أول من جمع بين اللوحين). [جمال القراء:1/85]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال عبد الله، وحدثنا هارون بن إسحاق، نا عبدة عن هشام عن أبيه، أن أبا بكر هو الذي جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، يقول ختمه).[جمال القراء:1/86]


رد مع اقتباس