عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 12:17 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هل ينظرون إلاّ السّاعة أن تأتيهم بغتةً} يقول: هل ينظر هؤلاء الأحزاب المختلفون في عيسى ابن مريم، القائلون فيه الباطل من القول، إلاّ السّاعة الّتي فيها تقوم القيامة أن تأتيهم فجأةً {وهم لا يشعرون} يقول: وهم لا يعلمون بمجيئها). [جامع البيان: 20/639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 66
أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقوم الساعة والرجلان يحلبان اللقحة والرجلان يطويان الثوب ثم قرأ {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 13/224]

تفسير قوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، في هذه الآية: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [سورة الزخرف: 67] قال: خليلين مؤمنين، وخليلين كافرين، فمات أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله المؤمن، قال: فيقول: يا رب، إن خليلي فلانًا كان يأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، ويأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويخبرني أني ملاقيك فلا تضله بعدي، واهده كما هداني، وأكرمه كما أكرمني، فإذا مات جمع بينهما في الجنة، ويقال لهما: ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول: اللهم كان يأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، ويأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويخبرني أني ملاقيك، فنعم الأخ والخليل والصاحب، قال: ثم يموت أحد الكافرين فيبشر بالنار، فيذكر خليله، فيقول: اللهم خليلي فلان، كان يأمرني بالشر، وينهاني عن الخير، ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويخبرني أني غير ملاقيك، اللهم فأضله كما أضلني، فإذا مات جمع بينهما في النار، فيقال: ليثن كل واحدٍ منكما على صاحبه، قال: فيقول: اللهم كان يأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويخبرني أني غير ملاقيك، فبئس الأخ والخليل والصاحب). [الزهد لابن المبارك: 2/ 740-741]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن يونس عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي في قوله تعالى الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين أن عليا قال خليلان مؤمنان وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني لطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه مثل الذي أريتني وترضى عنه كما رضيت عني فيقال له اذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا وبكيت قليلا قال ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن أحدكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا مات أحد الكافرين فبشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل الذي أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي قال فيموت الكافر الآخر فيجمع بين أرواحهما ثم يقول ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منها لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل). [تفسير عبد الرزاق: 2/199-200]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين (67) يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}.
يقول تعالى ذكره: المتخالّون يوم القيامة على معاصي اللّه في الدّنيا، بعضهم لبعضٍ عدوٌّ، يتبرّأ بعضهم من بعضٍ، إلاّ الّذين كانوا تخالّوا فيها على تقوى اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين} قال: على معصية اللّه في الدّنيا متعادون.
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين} فكلّ خلّةٍ هي عداوةٌ إلاّ خلّة المتّقين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبي إسحاق، أنّ عليًّا، رضي اللّه عنه قال: خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا ربّ إنّ فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشّرّ ويخبرني أنّي ملاقيك، يا ربّ فلا تضلّه بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول: ليثن أحدكما على صاحبه فيقول: يا ربّ إنّه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشّرّ، ويخبرني أنّي ملاقيك، فيقول: نعم الخليل، ونعم الأخ، ونعم الصّاحب؛ قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا ربّ إنّ فلانًا كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشّرّ، وينهاني عن الخير، ويخبرني أنّي غير ملاقيك، فيقول: بئس الأخ، وبئس الخليل، وبئس الصّاحب). [جامع البيان: 20/639-640]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الأخلاء قال يعني في الدنيا على معصية الله يومئذ يعني يوم القيامة بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يعني معادين يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 583-584]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 67 - 71.
أخرج ابن مردويه عن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وقلت الأنساب وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله وذلك قوله: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} ). [الدر المنثور: 13/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال: معصية الله في الدنيا متعادين). [الدر المنثور: 13/224-225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الأخلاء أربعة مؤمنان وكافران فمات أحد المؤمنين فسئل عن خليله فقال: اللهم لم أر خليلا آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر منه اللهم اهده كما هديتني وأمته على ما أمتني عليه ومات أحد الكافرين فسئل عن خليله فقال: اللهم لم أر خليلا آمر بمنكر منه ولا أنهى عن معروف منه اللهم أضله كما أضللتني وأمته على ما أمتني عليه قال: ثم يبعثون يوم القيامة فقال: ليثن بعضكم على بعض فأما المؤمنان فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأحسن الثناء وأما الكافران فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأقبح الثناء). [الدر المنثور: 13/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال: يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال: أجب ربك فينطلق به إلى ربه فلا يحجب عنه فيؤمر به إلى الجنة فيرى منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله في الجنة من الكرامة ويرى منزلته أفضل من منازلهم ويكسى من ثياب الجنة ويوضع على رأسه تاج ويعلقه من ريح الجنة ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ليلة البدر فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا قالوا: اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول أبشر يا فلان فإن الله أعد لك في الجنة كذا وأعد لك في الجنة كذا وكذا فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه فيعرفهم الناس ببياض وجوههم فيقولون هؤلاء أهل الجنة، ويؤتي بالرئيس في الشر فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار فيرى منزله ومنازل أصحابه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله فيها من الهوان ويرى منزلته شرا من منازلهم فيسود وجهه وتزرق عيناه ويوضع على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا تعوذوا بالله منه فيقول ما أعاذكم الله مني أما تذكر يا فلان كذا وكذا فيذكرهم الشر الذي كانوا يجامعونه ويعينونه عليه فما يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل الذي علا وجهه فيعرفهم الناس بسواد وجوههم فيقولون هؤلاء أهل النار). [الدر المنثور: 13/225-227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد وحميد بن زنجويه في ترغيبه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال: خليلان مؤمنان وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال: اللهم إنا خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني فيقال له اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال: ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول: اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل). [الدر المنثور: 13/227-228]

تفسير قوله تعالى: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار الشامي، قال: ينادي منادٍ يوم القيامة: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} [سورة الزخرف: 68-69] فيرجوها الناس أجمعون فيتبعها: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين}، فييأس منها الناس غير المسلمين). [الزهد لابن المبارك: 2/737]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} وفي هذا الكلام محذوفٌ استغني بدلالة ما ذكر عليه ومعنى الكلام: الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين، فإنّهم يقال لهم: يا عبادي لا خوفٌ عليكم اليوم من عقابي، فإنّي قد أمّنتكم منه برضاي عنكم، ولا أنتم تحزنون على فراق الدّنيا فإنّ الّذي قدمتم عليه خيرٌ لكم ممّا فارقتموه منها.

وذكر أنّ النّاس ينادون هذا النّداء يوم القيامة، فيطمع فيها من ليس من أهلها حتّى يسمع قوله: {الّذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} فييأس منها عند ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه قال سمعت أنّ النّاس حين يبعثون ليس منهم أحدٌ إلاّ فزع، فينادي منادٍ: يا عبادي لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، فيرجوها النّاس كلّهم قال: فيتبعها {الّذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} قال: فييأس النّاس منها غير المسلمين). [جامع البيان: 20/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال: سمعت أن الناس حين يبعثون ليس فيهم إلا فزع فينادي مناد {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} فيرجوها الناس كلهم فيتبعها {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} ). [الدر المنثور: 13/228]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار الشامي، قال: ينادي منادٍ يوم القيامة: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} [سورة الزخرف: 68-69] فيرجوها الناس أجمعون فيتبعها: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين}، فييأس منها الناس غير المسلمين). [الزهد لابن المبارك: 2/737](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين (69) ادخلوا الجنّة أنتم وأزواجكم تحبرون}.

وقوله: {الّذين آمنوا بآياتنا} يقول تعالى ذكره: يا عبادي الّذين آمنوا، وهم الّذين صدّقوا بكتاب اللّه ورسله، وعملوا بما جاءتهم به رسلهم، {وكانوا مسلمين} يقول: وكانوا أهل خضوعٍ للّه بقلوبهم، وقبولٍ منهم لما جاءتهم به رسلهم عن ربّهم على دين إبراهيم خليل الرّحمن صلّى اللّه عليه وسلّم، حنفاء لا يهود ولا نصارى، ولا أهل أوثانٍ). [جامع البيان: 20/641-642]

تفسير قوله تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، في قوله: {أنتم وأزواجكم تحبرون} [سورة الزخرف: 70] قال: السماع). [الزهد لابن المبارك: 2/553]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى أنتم وأزواجكم تحبرون قال قيل يا رسول الله ما الحبر قال اللذة والسماع بما شاء الله من ذكره). [تفسير عبد الرزاق: 2/201]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تحبرون قال تنعمون). [تفسير عبد الرزاق: 2/202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ادخلوا الجنّة أنتم وأزواجكم تحبرون} يقول جلّ ثناؤه: ادخلوا الجنّة أنتم أيّها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة اللّه، مسرورين بما أعطاكم اليوم ربّكم.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {تحبرون} وقد ذكرنا ما قد قيل في ذلك فيما مضى، وبيّنّا الصّحيح من القول فيه عندنا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنّا نذكر بعض ما لم يذكر هنالك من أقوال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ادخلوا الجنّة أنتم وأزواجكم تحبرون} أي تنعّمون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {تحبرون} قال: تنعّمون.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {تحبرون} قال: تكرمون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أنتم وأزواجكم تحبرون} قال: تنعّمون). [جامع البيان: 20/642-643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تحبرون} قال: تكرمون والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 13/228]

تفسير قوله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبان عن رجل عن كعب في قوله تعالى يطاف عليهم بصحاف من ذهب قال يطاف عليهم بسبعين ألف صحفة من ذهب في كل صحفة لون وطعم ليس في الأخرى.
قال معمر قال قتادة وألف غلام كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه). [تفسير عبد الرزاق: 2/202]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(والأكواب الأباريق الّتي لا خراطيم لها "). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والأكواب الأباريق الّتي لا خراطيم لها هو قول أبي عبيدة بلفظه وروى الطّبريّ من طريق السّدّيّ قال الأكواب الأباريق الّتي لا آذان لها). [فتح الباري: 8/569]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والأكواب الأباريق الّتي لا خراطيم لها
أشار به إلى قوله تعالى: {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب} الآية. وهو جمع كوبة. وقال الزّمخشريّ: الكوب الكوز بلا عروة). [عمدة القاري: 19/160]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والأكواب) هي (الأباريق التي لا خراطيم لها) وقيل لا عراوي لها ولا خراطيم معًا قال الجواليقي ليتمكن الشارب من أين شاء فإن العروة تمنع من ذلك). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين}
- أخبرنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا عليّ بن مسهرٍ: عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم، قال: جاء رجلٌ من اليهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أتزعم أنّ أهل الجنّة يأكلون ويشربون؟، قال: «إي والّذي نفسي بيده إنّ الرّجل منهم ليعطى قوّة مائة رجلٍ في الأكل والشّرب والجماع والشّهوة»، فقال الرّجل: فإنّ الّذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، وليس في الجنّة أذًى؟، فقال له صلّى الله عليه وسلّم: «حاجة أحدهم رشحٌ يفيض من جلده، فإذا بطنه قد ضمر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/250]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وأنتم فيها خالدون}.
يقول تعالى ذكره: يطاف على هؤلاء الّذين آمنوا بآياته في الدّنيا إذا دخلوا الجنّة في الآخرة بصحافٍ من ذهبٍ، وهي جمعٌ للكثير من الصّحفة، والصّحفة: القصعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {يطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ} قال: القصاع.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يمانٌ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفرٍ، عن شعبة قال: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً، من له قصرٌ فيه سبعون ألف خادمٍ، في يد كلّ خادمٍ صحفةٌ سوى ما في يد صاحبها، لو فتح بابه فضافه أهل الدّنيا لأوسعهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ قال: إنّ أخسّ أهل الجنّة منزلاً من له سبعون ألف خادمٍ، مع كلّ خادمٍ صحفةٌ من ذهبٍ، لو نزل به جميع أهل الأرض لأوسعهم، لا يستعين عليهم بشيءٍ من غيره، وذلك في قول اللّه تبارك وتعالى: {لهم ما يشاءون فيها} ولهم فيها ما تشتهي الأنفس.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي أيّوب الأزديّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: ما أحدٌ من أهل الجنّة إلاّ يسعى عليه ألف غلامٍ، كلّ غلامٍ على عمل ما عليه صاحبه.
وقوله: {وأكوابٍ} وهي جمع كوبٍ، والكوب: الإبريق المستدير الرّأس، الّذي لا أذن له ولا خرطوم، وإيّاه عنى الأعشى بقوله:
صريفيّةٌ طيّبًا طعمها = لها زبدٌ بين كوبٍ ودنّ
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وأكوابٍ} قال: الأكواب الّتي ليست لها آذانٌ.
ومعنى الكلام: يطاف عليهم فيها بالطّعام في صحافٍ من ذهبٍ، وبالشّراب في أكوابٍ من ذهبٍ، فاستغنى بذكر الصّحاف والأكواب من ذكر الطّعام والشّراب، الّذي يكون فيها لمعرفة السّامعين بمعناه.
(وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين) يقول تعالى ذكره: لهم في الجنّة ما تشتهي نفوسكم أيّها المؤمنون، وتلذّ أعينكم.
{وأنتم فيها خالدون} يقول: وأنتم فيها ماكثون، لا تخرجون منها أبدًا
- كما حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن ابن سابطٍ، أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه إنّي أحبّ الخيل، فهل في الجنّة خيلٌ؟ فقال: إن يدخلك الجنّة إن شاء، فلا تشاء أن تركب فرسًا من ياقوتةٍ حمراء تطير بك في أيّ الجنّة شئت إلاّ فعلت، فقال أعرابيّ: يا رسول اللّه إنّي أحبّ الإبل، فهل في الجنّة إبلٌ؟ فقال: يا أعرابيّ إن يدخلك اللّه الجنّة إن شاء اللّه، ففيها ما اشتهت نفسك، ولذّت عيناك.
- حدّثنا الحسن بن عرفة قال: حدّثنا عمر بن عبد الرّحمن الأبّار، عن محمّد بن سعدٍ الأنصاريّ، عن أبي ظبية السّلفيّ قال: إنّ الشّرب من أهل الجنّة لتظلّهم السّحابة قال: فتقول: ما أمطركم؟ قال: فما يدعو داعٍ من القوم بشيءٍ إلاّ أمطرتهم، حتّى إنّ القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابًا.
- حدّثنا ابن عرفة قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن عليّ بن أبي الوليد قال: قيل لمجاهدٍ في الجنّة سماعٌ؟ قال: إنّ فيها لشجرًا يقال له العيص، له سماعٌ لم يسمع السّامعون إلى مثله.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ قال: أخبرنا معاوية بن صالحٍ قال: ثني سليم بن عامرٍ قال: سمعت أبا أمامة، يقول: إنّ الرّجل من أهل الجنّة ليشتهي الطّائر وهو يطير، فيقع متفلّقًا نضيجًا في كفّه، فيأكل منه حتّى تنتهي نفسه، ثمّ يطير، ويشتهي الشّراب، فيقع الإبريق في يده، ويشرب منه ما يريد، ثمّ يرجع إلى مكانه.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والشّام: ما {تشتهيه} بزيادة هاءٍ، وكذلك ذلك في مصاحفهم، وقرأ ذلك عامّة قرّاء العراق (تشتهي) بغير هاءٍ، وكذلك هو في مصاحفهم.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 20/643-647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف بيد كل واحد صحفتان: واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين). [الدر المنثور: 13/228]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {بصحاف} قال: القصاع). [الدر المنثور: 13/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس كالآخر فيجد للآخر لذته أوله ليس منه أول). [الدر المنثور: 13/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأكواب الجرار من الفضة). [الدر المنثور: 13/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأكواب التي ليس لها آذان). [الدر المنثور: 13/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {وأكواب} قال: القلال التي لا عرا لها، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الهذلي
فلم ينطق الديك حتى ملأت * كوب الذباب له فاستدارا). [الدر المنثور: 13/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {بأكواب} قال: جرار ليس لها عرا وهي بالنبطية كوى). [الدر المنثور: 13/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهون أهل النار عذابا رجل يطأ على جمرة يغلي منها دماغه قال أبو بكر الصديق: وما كان جرمه يا رسول الله قال: كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله رمية بحجر فلا تستحبوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة، وقال: إن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لا يدخل بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمور يغدى عليه كل يوم ويراح بسبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس في الآخر مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا). [الدر المنثور: 13/230-231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة قال: إن الرجل من أهل الجنة يشتهي الطائر وهو يطير فيقع منفلقا نضيجا في كفه فيأكل منه حتى ينتهي ثم يطير ويشتهي الشراب فيقع الإبريق في يده فيشرب منه ما يريد ثم يرجع إلى مكانه). [الدر المنثور: 13/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {وأكواب} قال: هي دون الأباريق بلغنا أنها مدورة الرأس). [الدر المنثور: 13/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم وذكر الجنة فقال: والذي نفسي بيده ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه ثم يخطر على باله طعام آخر فيتحول الطعام الذي في فيه على الذي اشتهى ثم قرأ {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون} ). [الدر المنثور: 13/231-232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال: الرمانة من رمان الجنة يجتمع عليها بشر كثير يأكلون منها فإن جرى على ذكر أحدهم شيء وجده في موضع يده حيث يأكل). [الدر المنثور: 13/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار، وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك ستنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا). [الدر المنثور: 13/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ميمونة: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير). [الدر المنثور: 13/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أخس أهل الجنة منزلا له سبعون ألف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب لو نزل به أهل الأرض جميعا لأوصلهم لا يستعين عليهم بشيء من عند غيره، وذلك في قول الله {وفيها ما تشتهيه الأنفس} ). [الدر المنثور: 13/232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل في الجنة ولد قال: إن شاؤوا). [الدر المنثور: 13/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وهناد والدارمي، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن حبان والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله إن الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل الجنة فقال: إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة: كما يشتهي). [الدر المنثور: 13/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جريرعن ابن سابط قال: قال رجل يا رسول الله: أفي الجنة خيل فإني أحب الخيل قال: إن يدخلك الله الجنة ما من شيء شئت إلا فعلت فقال الأعرابي: أفي الجنة إبل فإني أحب الإبل فقال يا أعرابي: إن أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك). [الدر المنثور: 13/233-234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي، وابن مردويه عن بريدة قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: هل في الجنة خيل فإنها تعجبني قال: إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك في الجنة حيث شئت فقال له رجل: إن الإبل تعجبني فهل في الجنة من إبل فقال: يا عبد الله إن أدخلت الجنة فلك فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك). [الدر المنثور: 13/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن كثير بن مرة الحضرمي قال: إن السحابة لتمر بأهل الجنة فتقول ما أمطركم). [الدر المنثور: 13/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال: إن الرسول يجيء إلى الشجرة من شجر الجنة فيقول: إن ربي يأمرك أن تفتقى لهذا ما شاء فإن الرسول ليجيء إلى الرجل من أهل الجنة فينشر عليه الحلة فيقول: قد رأيت الحلل فما رأيت مثل هذه). [الدر المنثور: 13/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن قيس قال: إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الثمرة فتجيء حتى تسيل في فيه وإنها في أصلها في الشجرة). [الدر المنثور: 13/235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبد الرحمن بن سابط قال: إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعمائة بكر وثمانية آلاف ثيب ما منهن واحدة إلا يعانقها عمر الدنيا كلها لا يوجد واحد منهما من صاحبه وإنه لتوضع مائدته فما تنقضي منها نهمته عمر الدنيا كلها وإنه ليأتيه الملك بتحية من ربه وبين أصبعيه مائة أو سبعون حلة فيقول ما أتاني من ربي شيء أعجب إلي من هذه فيقول: أيعجبك هذا فيقول: نعم فيقول الملك: لأدنى شجرة بالجنة تلوني لفلان من هذا ما اشتهت نفسه). [الدر المنثور: 13/235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي ظبية السلمي قال: إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول: ما أمطركم فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم حتى أن القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا). [الدر المنثور: 13/235-236]

تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك الجنّة الّتي أورثتموها بما كنتم تعملون (72) لكم فيها فاكهةٌ كثيرةٌ منها تأكلون}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهم: وهذه الجنّة الّتي أورثكموها اللّه عن أهل النّار الّذين أدخلهم جهنّم بما كنتم في الدّنيا تعملون من الخيرات). [جامع البيان: 20/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 72 – 89
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} ). [الدر المنثور: 13/236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السري، وعبد بن حميد في الزهد عن عبد الله بن مسعود قال: تجوزون الصراط بعفو الله وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل بأعمالكم). [الدر المنثور: 13/236]

تفسير قوله تعالى: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {لكم فيها} يقول: لكم في الجنّة فاكهةٌ كثيرةٌ من كلّ نوعٍ {منها تأكلون} يقول: من الفاكهة تأكلون ما اشتهيتم). [جامع البيان: 20/647]


رد مع اقتباس