عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 10:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 31 إلى آخر السورة]


{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)}
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يجتنبون كبائر الإثم...}.
قرأها يحيى، وأصحاب عبد الله، وذكروا: أنّه الشّرك.
وقوله: {إلاّ اللّمم...} يقول: إلاّ المتقارب من صغير الذنوب، وسمعت العرب تقول: ضربه ما لمم القتل، (ما) صلةٌ يريد: ضربه ضرباً متقارباً للقتل، وسمعت من آخر: ألمّ يفعل ـ في معنى ـ كاد يفعل.
وذكر الكلبيّ بإسناده أنّها النظرة عن غير تعمدٍ، فهي لممٌ وهي مغفورةٌ، فإن أعاد النظر فليس بلممٍ هو ذنبٌ.
وقوله: {إذ أنشأكم مّن الأرض...} يريد: أنشأ أباكم آدم من الأرض.
وقوله: {وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم...}.
يقول: هو أعلم بكم أوّلاً وآخراً؛ فلا تزكّوا أنفسكم لا يقولنّ أحدكم: عملت كذا، أو فعلت كذا، هو أعلم بمن اتقى). [معاني القرآن: 3/100]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذين يجتنبون كبأر الإثم والفواحش إلّا الّلمم} لم يؤذن لهم في اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كف عنه فمجازه: إلاّ أن يلمّ ملمٌّ بشيء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر:
ولدةٍ ليس بها أنيس = إلاّ اليعافير وإلا العيس
اليعافير: الظباء والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال: ليس بها أنيس غير أن ظباء وإبلاً وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء). [مجاز القرآن: 2/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم} وهو جمع جنين، تقديره سرير وأسرة). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلا اللمم}: أن يلم بشيء ليس من الفواحش والكبائر.
{أجنة}: واحدها جنين). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اللّمم}: صغار الذنوب. وهو من «ألمّ بالشيء»: إذا لم يتعمق فيه، ولم يلزمه. ويقال: «الّلمم: أن يلمّ [الرجل] بالذنب، ولا يعود»). [تفسير غريب القرآن: 429]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 290-291](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنّة في بطون أمّهاتكم فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى}
قيل إن اللمم نحو القبلة والنظرة وما أشبه ذلك، وقيل إلا اللمم إلّا أن يكون العبد قد ألمّ بفاحشة ثم تاب.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ ربّك واسع المغفرة} يدل هذا على أن اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية ولم يصرّ ولم يقم على ذلك، وإنما الإلمام في اللغة يوجب أنك تأتي الشيء الوقت ولا تقيم عليه، فهذا - واللّه أعلم - معنى اللمم في هذا الموضع). [معاني القرآن: 5/74-75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({إلا اللمم} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: اللمم: ما لم يكن فيه حد تام، وقالت طائفة: اللمم أن يأتي ذنبا واحدا، ثم يتوب، ولا يعود أبدا). [ياقوتة الصراط: 489]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اللَّمَمَ}: دون الكبائر.
{أَجِنَّةٌ}: جمع جنين). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأكدى...} أي: أعطى قليلاً، ثم أمسك عن النفقة). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأعطى قليلاً وأكدى} معنى "أكدى": قطع، اشتقت من كدية الركية وكدية الرحل وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول: بلغنا كديتها). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وأكدى}: قطع ومنع، وهو مأخوذ من كدية الركية وهو أن يحفر حتى ييأس من الماء فيقال: قد بلغنا كديتها). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأعطى قليلًا وأكدى} أي قطع. وهو من «كدية الرّكيّة».
وهي: الصلاة فيها، وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها، فقطع الحفر.
فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره، أو أعطى ولم يتمّم -: أكدي). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ {أفرأيت الّذي تولّى * وأعطى قليلا وأكدى}
معنى " أكدى " قطع، وأصله من الحفر في البئر يقال للحافر إذا حفر البئر فبلغ إلى حجر لا يمكنه معه الحفر: قد بلغ إلى الكدية، فعند ذلك يقطع الحفر). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (وأكدى) أي: قطع ومنع). [ياقوتة الصراط: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَكْدَى}: أي قطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْدَى}: قطع ومنع). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى...} حاله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى} أي يعرف ما غاب عنه: من أمر الآخرة وغيرها؟!). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى}
معناه فهو يعلم، والرؤية على ضربين:
أحدهما: " رأيت " أبصرت. والآخر: علمت، كما تقول: رأيت زيدا أخاك وصديقك معناه علمت.
ألا ترى أن المكفوف يقول: رأيت زيدا عاقلا، فلو كان من رؤية العين لم يجز). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {أم لم ينبّأ...} المعنى: ألم). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم...}
أي أم لم يخبر، ثم أعلم ما في الصحف). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ). [معاني القرآن: 3/101](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وإبراهيم الّذي وفّى} أي بلّغ). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الّذي وفّى}
أي قضى، يقال إن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وفّى ما أمر به، وما امتحن به من ذبح ولده، فعزم على ذلك حتى فداه اللّه بالذبح وامتحن بالصبر على عداوة قومه حين أجّجت له النار فطرح فيها، وأمر أيضا - بالاختتان فاختتن، وقيل وفّى وهي أبلغ من وفى لأن الذي امتحن به من أعظم المحن). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الَّذِي وَفَّى}: أي بلغ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ ـ أن ليست تزر وازرةٌ وزر أخرى، لا تحتمل الوازرة ذنب غيرها). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى * ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}
وقال: {وإبراهيم الّذي وفّى} {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فقوله: {أن لا تزر} بدل من قوله: {بما في صحف موسى} أي: بأن لا تزر). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وموضع {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}
خفض، المعنى أم لم ينبأ بأن لا تزر وازرة وزر أخرى.
و " أن " ههنا بدل من (ما) ويجوز أن تكون " أن " في موضع رفع على إضمار " هو " كأنه لما قيل: بما في صحف موسى قيل: ما هو؛ قيل هو {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}.
ومعناه ولا تؤخذ نفس بإثم غيرها.
وكذلك قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى} أي ما عمل لآخرته). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}
أي هذا أيضا مما في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
ومعناه: ليس للإنسان إلّا جزاء سعيه، إن عمل خيرا جزي خيرا.
وإن عمل شرّا جزي شرّا..
وتزر من وزر يزر إذا كسب وزرا وهو الإثم). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّ سعيه سوف يرى} عمله). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ سعيه}: عمله {سوف يرى} أي يعلم). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وأنّ سعيه سوف يرى}
إن قال قائل: إن الله عزّ وجلّ يرى عمل كل عامل ويعلمه، فما معنى (سوف يرى)؟
فالمعنى أنه يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي يرى في ميزانه عمله). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ثمّ يجزاه}: يجزى به). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى}
أي يجزي عمله أوفى جزاء. وجائز أن تقرأ سوف يرى، والأجود يرى.
لأن قولك إنّ زيدا سوف أكرم، فيه ضعف لأن إنّ عاملة وأكرم عاملة، فلا يجوز أن ينتصب الاسم من وجهين، ولكن يجوز على إضمار الهاء، على معنى سوف يراه، أو على إضمار الهاء في " أن " تقول: إن زيدا سأكرم، على أنه زيد سأكرم). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّ إلى ربّك المنتهى...}.
قراءة الناس ـ (وأنّ)، ولو قرئ، إنّ بالكسر على الاستئناف كان صواباً...
- حدثني الحسن بن عياشٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن قيس: أنّه قرأ ما في النجم، وما في الجنّ، (وأنّ) بفتح إنّ...
- حدثني قيسٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بمثل ذلك). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وأنّ إلى ربّك المنتهى}
أي إليه المرجع، وهذا كله في صحف إبراهيم وموسى). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه هو أضحك وأبكى...}.
أضحك أهل الجنة بدخول الجنة، وأبكى أهل النار بدخول النار.
والعرب تقوله في كلامها إذا عيب على أحدهم الجزع والبكاء يقول: إنّ الله أضحك، وأبكى. يذهبون به إلى أفاعيل أهل الدنيا). [معاني القرآن: 3/101]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من نطفةٍ إذا تمنى} إذا تخلق وتقدر، ويقال: ما تدري ما يمنى لك الماني ما يقدر لك القادر). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {إذا تمنى}: تخلق وتقدر. يقال إنك لا تدري ما يمني لك الماني أي ما يقدر لك المقدر). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({من نطفةٍ إذا تمنى} أي تقدر وتخلق. يقال: ما تدري ما يمني لك الماني، أي ما يقدّر لك اللّه). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُمْنَى}: تخلق). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّ عليه النّشأة الأخرى} يحيي الموتى). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({النشأة الأخرى}: إحياء الموتى). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ عليه النّشأة الأخرى} أي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّشْأَة}: إحياء الموتى). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه هو أغنى...} رضّى الفقير بما أغناه به {وأقنى} من القنية والنشب). [معاني القرآن: 3/102]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى} أغنى أقواماً وجعل لهم قنية أصل مالٍ). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أغنى وأقنى}: أغنى أقواما وجعل لهم قنية: أصول أموال. وقال بعضهم أنمى وقال بعضهم أرضى). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى} [أي اعطى ما يقتني]: من القنية والنّشب. يقال: أقنيت كذا، [وأقنانية اللّه] ). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى}
قيل في (أقنى) قولان:
أحدهما: (أقنى) هو أرضى.
والآخر: (أقنى) جعل له قنية، أي جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا.
ومن هذا قولك: قد اقتنيت كذا وكذا، أي عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي). [معاني القرآن: 5/76]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (وأنه هو أغنى وأقنى) أغنى، أي: أعطى ما يكفي، وأقنى، أي: أعطى ما يدخر). [ياقوتة الصراط: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَقْنَى}: جعله يقتني وأعطاه ذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وأَقْنَى}: جعل لهم أصول مال). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ الشّعرى...} الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّه هو ربّ الشّعرى}: الكوكب [المضيء الذي يطلع] بعد الجوزاء. وكان ناس في الجاهلية يعبدونها). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وأنّه هو ربّ الشّعرى}
(الشعرى) كوكب خلف الجوزاء، وهو أحد كوكبي ذراع الأسد، وكان قوم من العرب يعبدون الشعرى، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أنه ربّها وأنه خالقها، وهو المعبود - عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/76-77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الشِّعْرَى}: كوكب). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه أهلك عاداً الأولى...}.
قرأ الأعمش وعاصمٌ (عاداً) يخفضان النون، وذكر القاسم بن معن: أنّ الأعمش قرأ (عاد لّولى)، فجزم النون، ولم يهمز (الأولى).
وهي قراءة أهل المدينة: جزموا النون لمّا تحرّكت الّلام، وخفضها من خفضها لأن البناء على جزم اللام التي مع الألف في ـ الأولى والعرب تقول: قم لآن، وقم الآن، وصم الاثنين وصم لثنين على ما فسرت لك.
وقوله: {عاداً الأولى} بغير همز: قوم هودٍ خاصةً بقيت منهم بقيةٌ نجوا مع لوطٍ، فسمّى أصحاب هودٍ عادا الأولى). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنّه أهلك عادا الأولى} هؤلاء هم قوم هود، وهم أولى عاد.
فأما الأولى ففيها ثلاث لغات:
بسكون اللام وإثبات الهمزة، وهي أجود اللغات والتي تليها في الجودة " الأولى " - بضم اللام وطرح الهمزة، وكان يجب في القياس إذا تحركت اللام أن تسقط ألف الوصل، لأن ألف الوصل اجتلبت لسكون اللام، ولكن جاز ثبوتها لأن ألف لام المعرفة لا تسقط مع ألف الاستفهام "، فخالفت ألفات الوصل.
ومن العرب من يقول: لولي - يريد الأولى - فطرح الهمزة لتحرك اللام.
وقد قرئ (عادا لّولى). على هذه اللغة، وأدغم التنوين في اللام.
والأكثر عادا الأولى بكسر التنوين). [معاني القرآن: 5/77]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وثمودا فما أبقى...}.
ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله (وثمود فما أبقى) بغير ألفٍ وهي تجرى في النصب في كل التنزيل إلاّ قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فإنّ هذه ليس فيها ألفٌ فترك إجراؤها). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وثمود فما أبقى}
ثمود نسق على عاد، ولا يجوز أن ينصب بقوله (فما أبقى) لأنّ ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، لا تقول: زيدا فضربت.
فكيف وقد أتت "ما" بعد الفاء.
وأكثر النحويين لا ينصب ما قبل الفاء بما بعدها.
والمعنى وأهلك ثمود فما أبقاهم). [معاني القرآن: 5/77]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والمؤتفكة أهوى...}.
يريد: وأهوى المؤتفكة؛ لأنّ جبريل ـ عليه السلام ـ احتمل قريات قوم لوط حتى رفعها إلى السماء، ثم أهواها وأتبعهم الله بالحجارة، فذلك قوله: {فغشّاها ما غشّى} من الحجارة). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والمؤتفكة أهوى} المؤتفكة المخسوف بها). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المؤتفكة}: المخسوف بها). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والمؤتفكة}: مدينة قوم لوط، لأنها ائتفكت [بهم]، أي انقلبت. {أهوى}: أسقط. يقال: هوى، إذا سقط. وأهواه اللّه، أي أسقطه). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والمؤتفكة أهوى}
المؤتفكة المخسوف بها، أي ائتفكت بأهلها، ومعنى أهوى، أي رفعت حين خسف بهم إلى نحو السماء حتى سمع من في السماء أصوات أهل مدينة قوم لوط ثم أهويت أي ألقيت في الهاوية). [معاني القرآن: 5/77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَالْمُؤْتَفِكَةَ}: مدينة قوم لوط "عليه السلام" ائتفكت أي انقلبت على أهلها
{أَهْوَى}: أي أسقط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُؤْتَفِكَةَ}: المخوف بها). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فغشّاها ما غشّى} من الحجارة). [معاني القرآن: 3/103](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فغشّاها}: من العذاب والحجارة، ما غشّى). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فغشّاها ما غشّى} معناه فغشاها اللّه -عزّ وجلّ- من العذاب ما غشّى). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى...}.
يقول: فبأيّ نعم ربّك تكذب أنها ليست منه، وكذلك قوله: {فتماروا بالنّذر}). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى}
هذا - واللّه أعلم - خطاب للإنسان. لما عدّد عليه مما فعله الله به، مما يدل على وحدانيته.
كان المعنى أيها الإنسان فبأيّ نعم ربّك التي تدلّك على أنه واحد تتشكّك؟، لأن [المراد به الشكّ] ). [معاني القرآن: 5/78]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({فبأي آلاء ربك تتمارى} الآلاء: النعم، واحدها: إلي، والى، والي). [ياقوتة الصراط: 491]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا نذيرٌ...}. يعني: محمداً صلى الله عليه.
{مّن النّذر الأولى...} يقول القائل: كيف قال لمحمدٍ: من النذر الأولى، وهو آخرهم؟، فهذا في الكلام كما تقول: هذا واحدٌ من بني آدم وإن كان آخرهم أو أولهم، ويقال: هذا نذيرٌ من النّذر الأولى في الّلوح المحفوظ). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هذا نذيرٌ} يعني: محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم، {من النّذر الأولى} يعني من الأنبياء المتقدمين). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا نذير من النّذر الأولى}
أي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجراه في الإنذار مجرى من تقدّمة من الأنبياء، صلوات اللّه عليهم، وجائز أن يكون في معنى هذا إنذار لكم، كما أنذر من قبلكم وقد أعلمتم بما قص الله عليكم من حال من كذب بالرسل، وما وقع بهم من الإهلاك). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أزفت الآزفة} قربت القيامة). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أزفت الآزفة} أي دنت القيامة). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {أزفت الآزفة}: أي دنت القيامة). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أزفت الآزفة} أي قربت القيامة). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {(أزفت الآزفة}
معناه قرب القريبة، تقول: قد أزف الشيء إذا قرب ودنا، وهذا مثل {اقتربت السّاعة}). [معاني القرآن: 5/78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْآزِفَةُ}: يوم القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ...}.
يقول: ليس يعلمها كاشفٌ دون الله ـ أي لا يعلم علمها غير ربيّ، وتأنيث (الكاشفة) كقولك: ما لفلانٍ باقيةٌ. أي بقاءٌ والعافية والعاقبة، وليس له ناهيةٌ، كل هذا في معنى المصدر). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ليس لها من دون الله كاشفة}: أي كشف، وكذلك {لا يسمع فيها لاغية}). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ}: ليس لعلمها كاشف ومبين دون اللّه ومثله: {لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}.
وتأنيث «كاشفة» كما قال: {فهل ترى لهم من باقيةٍ} أي بقاء. و[كما قيل]: العاقبة، وليست له ناهية). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {ليس لها من دون اللّه كاشفة}
معناه لا يكشف علمها متى تكون أحد إلا الله عزّ وجلّ، كما قال عزّ وجلّ: {لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أفمن هذا الحديث تعجبون}
أي مما يتلى عليكم من كتاب اللّه، {تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون}.
تفسيره: لاهون). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنتم سامدون...} لاهون). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وأنتم سامدون " لاهون، يقال: دع عنك سمودك). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سامدون}: لا هون. يقال دع عنك سمودك). [غريب القرآن وتفسيره: 357]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنتم سامدون}: لأهون ، ببعض اللغات. يقال للجارية: اسمدي لنا، أي غني لنا). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنتم سامدون} تفسيره: لاهون). [معاني القرآن: 5/78] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَامِدُونَ}: أي لاهون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَامِدُونَ}: لاهون). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاسجدوا للّه واعبدوا}
معناه فاسجدوا للّه الذي خلق ا لسماوات والأرضين، ولا تعبدوا اللّات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، والشّعرى، لأنه قد جرى ذكر معبوداتهم في هذه السورة). [معاني القرآن: 5/79]


رد مع اقتباس