عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:12 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين (49)}
يقول تعالى: ومن المنافقين من يقول لك يا محمّد: {ائذن لي} في القعود {ولا تفتنّي} بالخروج معك، بسبب الجواري من نساء الرّوم، قال اللّه تعالى: {ألا في الفتنة سقطوا} أي: قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا. كما قال محمّد بن إسحاق، عن الزّهريّ، ويزيد بن رومان، وعبد اللّه بن أبي بكرٍ، وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم قالوا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يومٍ، وهو في جهازه، للجدّ بن قيسٍ أخي بني سلمة: "هل لك يا جدّ العام في جلاد بني الأصفر؟ " فقال: يا رسول الله، أو تأذن لي ولا تفتنّي، فواللّه لقد عرف قومي ما رجلٌ أشدّ عجبًا بالنّساء منّي، وإنّي أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر لا أصبر عنهنّ. فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: "قد أذنت لك". ففي الجدّ بن قيسٍ نزلت هذه: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي} الآية، أي: إن كان إنّما يخشى من نساء بني الأصفر وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة بتخلّفه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والرّغبة بنفسه عن نفسه، أعظم
وهكذا روي عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وغير واحدٍ: أنّها نزلت في الجدّ بن قيسٍ. وقد كان الجدّ بن قيسٍ هذا من أشراف بني سلمة، وفي الصّحيح: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال لهم: "من سيّدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: الجدّ بن قيسٍ، على أنّا نبخّله فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وأيّ داءٍ أدوأ من البخل، ولكن سيّدكم الفتى الأبيض الجعد بشر بن البراء بن معرور".
وقوله تعالى: {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} أي: لا محيد لهم عنها، ولا محيص، ولا مهرب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 161]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إن تصبك حسنةٌ تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولّوا وهم فرحون (50) قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا هو مولانا وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون (51)}
يعلم تبارك وتعالى نبيّه بعداوة هؤلاء له؛ لأنّه مهما أصابه من {حسنةٌ} أي: فتح ونصر وظفر على الأعداء، ممّا يسرّه ويسرّ أصحابه، ساءهم ذلك، {وإن تصبك مصيبةٌ يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} أي: قد احترزنا من متابعته من قبل هذا، {ويتولّوا وهم فرحون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 161-162]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فأرشد اللّه تعالى رسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه، إلى جوابهم في عداوتهم هذه التّامّة، فقال: {قل} أي: لهم {لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا} أي: نحن تحت مشيئة اللّه، وقدره، {هو مولانا} أي: سيّدنا وملجؤنا {وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون} أي: ونحن متوكّلون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 162]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل هل تربّصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم اللّه بعذابٍ من عنده أو بأيدينا فتربّصوا إنّا معكم متربّصون (52) قل أنفقوا طوعًا أو كرهًا لن يتقبّل منكم إنّكم كنتم قومًا فاسقين (53) وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنّهم كفروا باللّه وبرسوله ولا يأتون الصّلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (54)}
يقول تعالى: {قل} لهم يا محمّد: {هل تربّصون بنا}؟ أي: تنتظرون بنا {إلا إحدى الحسنيين} شهادة أو ظفرٌ بكم. قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وغيرهم. {ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم اللّه بعذابٍ من عنده أو بأيدينا} أي: ننتظر بكم هذا أو هذا، إمّا أن يصيبكم اللّه بقارعةٍ من عنده أو بأيدينا، بسبيٍ أو بقتلٍ، {فتربّصوا إنّا معكم متربّصون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 162]


رد مع اقتباس