عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:24 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}

تفسير قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قول الله عزّ وجل: {إلى صراط العزيز الحميد...}
{اللّه الّذي...}
يخفض في الإعراب ويرفع. الخفض على أن تتبعه (الحميد) والرّفع على الاستئناف لانفصاله من الآية؛ كقوله عزّ وجلّ: {إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة}
إلى آخر الآية، ثم قال {التّائبون} وفي قراءة عبد الله (التائبين) كل ذلك صواب). [معاني القرآن: 2/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ألر) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور.
{كتابٌ أنزلناه إليك} مجازه مستأنف أو مختصر فيه ضمير كقولك: هذا كتاب أنزلناه إليك، وفي آية أخرى: {ألم * ذلك الكتاب} وفي غيرها ما قد أظهر). [مجاز القرآن: 1/335]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد}
(كتاب) مرفوع على خبر الابتداء، المعنى هذا كتاب أنزلناه إليك.
وقال بعضهم كتاب مرتفع بقوله (الر) و (الر) ليست هي الكتاب إنما هي شيء من الكتاب. ألا ترى قوله {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين}.
فإنما الكتاب جملة الآيات وجملة القرآن.
وقوله: {لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم}.
{الظلمات} ما كانوا فيه من الكفر، لأن الكفر غير بين فمثل بالظلمات.
والإيمان بين نيّر فمثل بالنور، والباء متصلة بـ يخرج، المعنى ليخرج الناس بإذن ربّهم، أي بما أذن اللّه لك من تعليمهم، ويجوز أن يكون بإذن ربّهم أنه لا يهتدي مهتد إلا بإذن اللّه ومشيئته، ثم بيّن ما النور فقال:
{إلى صراط العزيز الحميد} {الحميد} خفض من صفة (العزيز) ويجوز الرفع على معنى الحميد اللّه ويرتفع {الحميد} بالابتداء وقولك " اللّه " خبر الابتداء، ويجوز أن يرفع اللّه ويخفض {الحميد} على ما وصفنا.
ويكون اسم اللّه يرتفع بالابتداء). [معاني القرآن: 3/154-153]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله تبارك وتعالى: {الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم}
الظلمات الكفر والنور الإسلام على التمثيل لأن الكفر بمنزلة الظلمة، والإسلام بمنزلة النور
والباء في قوله: {بإذن ربهم} متعلقة بقوله: {لتخرج الناس} والمعنى في قوله: {بإذن ربهم} أنه لا يهتدي أحد إلا بإذن الله
ويجوز أن يكون المعنى بتعليمك إياهم
ثم بين النور فقال إلى صراط العزيز الحميد). [معاني القرآن: 3/514-513]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعمرو بن عبيد وأبو عمرو {إلى صراط العزيز الحميد * الله الذي} خفض.
الأعرج {الله} يكون الرفع على الابتداء؛ على هو الله؛ وهي قراءة أهل المدينة على الرفع). [معاني القرآن لقطرب: 771]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة} يختارون.
{ويبغونها عوجاً} يلتمسون، ويحتالون لها عوجاً، مكسور الأول مفتوح الثاني وذلك في الدّين وغيره، وفي الأرض مما لم يكن قائماً وفي الحائط وفي الرمح وفي السّن عوج وهو مفتوح الحروف). [مجاز القرآن: 1/335]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذين يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة ويصدّون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجاً أولئك في ضلالٍ بعيدٍ}
قال: {يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة} فأوصل الفعل بـ"على" كما قالوا "ضربوه في السيف" يريدون "بالسيف". وذلك أن هذه الحروف يوصل بها كلها وتحذف نحو قول العرب: "نزلت زيداً" تريد "نزلت عليه"). [معاني القرآن: 2/58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يستحبون الحياة الدنيا}: يختارون). [غريب القرآن وتفسيره: 196]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {الّذين يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة ويصدّون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد}
{ويبغونها عوجا}.
أي يطلبون غير سبيل القصد وصراط الله وهو القصد، والعوج في الدين مبني على فعل، وفي العصا عوج بفتح العين.
ونصب (عوجا) على الحال مصدر موضوع في موضع الحال). [معاني القرآن: 3/154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ومعنى قوله تعالى: {ويبغونها عوجا}
ويطلبون غير القصد). [معاني القرآن: 3/514]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَسْتَحِبُّونَ}: يختارون). [العمدة في غريب القرآن: 169]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أرسلنا من رّسولٍ إلاّ بلسان قومه ليبيّن لهم...}
يقول: ليفهمهم وتلزمهم الحجّة. ثم قال عز وجل: {فيضلّ اللّه من يشاء} فرفع لأنّ النيّة فيه الاستئناف لا العطف على ما قبله. ومثله {لنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء}
ومثله في براءة {قاتلوهم يعذّبهم الله بأيدكم} ثم قال {ويتوب الله على من يشاء} فإذا رأيت الفعل منصوباً وبعده فعل قد نسق عليه بواو أو فاء أو ثمّ أو أو فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نسقته عليه. وإن رأيته غير مشاكل لمعناه استأنفته فرفعته.
فمن المنقطع ما أخبرتك به. ومنه قول الله عز وجل: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} رفعت {ويريد الذين} لأنها لا تشاكل {أن يتوب} ألا ترى أن ضمّك إيّاهما لا يجوز، فاستأنفت أو رددته على قوله: {والله يريد} ومثله {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره} فيأبى في موضع رفع لا يجوز إلا ذلك.
ومثله قوله:
والشعر لا يسطيعه من يظلمه = يريد أن يعربه فيعجمه
وكذلك تقول: آتيك أن تأتيني وأكرمك فتردّ (أكرمك) على الفعل الأول لأنه مشاكل له وتقول آتيك أن تأتيني وتحسن إليّ فتجعل (وتحسن) مردوداً على ما شاكلها ويقاس على هذا). [معاني القرآن: 2/68-67]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله عز وجل {من رسول إلا بلسان قومه} وقيس تقول: بلسن قومه؛ وهو الكلام). [معاني القرآن لقطرب: 779]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما أرسلنا من رسول إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم فيضلّ اللّه من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم}
أي بلغة قومه ليعقل عنه قومه، {فيضل اللّه من يشاء}، الرفع هو الوجه وهو الكلام وعليه القراءة، والمعنى إنما وقع الإرسال للبيان لا للإضلال.
ويجوز النصب على وجه بعيد، فيكون {ليبيّن لهم فيضلّ اللّه من يشاء ويهدي}، ويكون سبب الإضلال الصيرورة إليه كما قال: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا}،
أي التقطوه فآل ذلك إلى أن صار لهم عدوا وحزنا، ولم يلتقطوه هم ليكون لهم عدوا وحزنا، وكذلك يكون: (فيضلّ اللّه من يشاء)، أي فيؤول الأمر إلى أن يضلوا فيضلهم اللّه.
والقول الأول هو القول وعليه القراءة). [معاني القرآن: 3/154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}
أي بلغة قومه ليبين لهم أي ليفهمهم لتقوم عليهم الحجة). [معاني القرآن: 3/515-514]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا بلسان قومه} أي: بلغة قومه). [ياقوتة الصراط: 285]


رد مع اقتباس