عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت عادٌ المرسلين (123) إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتّقون (124) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ (125) فاتّقوا اللّه وأطيعون (126) وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين (127) أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون (128) وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون (129) وإذا بطشتم بطشتم جبّارين (130) فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ (135)}.
وهذا إخبارٌ من [اللّه تعالى عن] عبده ورسوله هودٍ، عليه السّلام، أنّه دعا قومه عادًا، وكانوا قومًا يسكنون الأحقاف، وهي: جبال الرّمل قريبًا من بلاد حضرموت متاخمةً لبلاد اليمن، وكان زمانهم بعد قوم نوحٍ، [كما قال في "سورة الأعراف": {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوحٍ] وزادكم في الخلق بصطةً} [الأعراف:69] وذلك أنّهم كانوا في غايةٍ من قوّة التّركيب، والقوّة والبطش الشّديد، والطّول المديد، والأرزاق الدّارّة، والأموال والجنّات والعيون، والأبناء والزّروع والثّمار، وكانوا مع ذلك يعبدون غير اللّه معه، فبعث اللّه إليهم رجلًا منهم رسولا وبشيرًا ونذيرًا، فدعاهم إلى اللّه وحده، وحذّرهم نقمته وعذابه في مخالفته، فقال لهم كما قال نوحٌ لقومه، إلى أن قال: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون}، اختلف المفسّرون في الرّيع بما حاصله: أنّه المكان المرتفع عند جوادّ الطّرق المشهورة. تبنون هناك بناءً محكمًا باهرًا هائلًا؛ ولهذا قال: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً} أي: معلمًا بناءً مشهورًا، تعبثون، وإنّما تفعلون ذلك عبثًا لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرّد اللّعب واللّهو وإظهار القوّة؛ ولهذا أنكر عليهم نبيّهم، عليه السّلام، ذلك؛ لأنّه تضييعٌ للزّمان وإتعابٌ للأبدان في غير فائدةٍ، واشتغالٌ بما لا يجدي في الدّنيا ولا في الآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}. قال مجاهدٌ: المصانع: البروج المشيّدة، والبنيان المخلّد. وفي روايةٍ عنه: بروج الحمام.
وقال قتادة: هي مأخذ الماء. قال قتادة: وقرأ بعض القرّاء: وتتّخذون مصانع كأنّكم خالدون".
وفي القراءة المشهورة: {لعلّكم تخلدون} أي: لكي تقيموا فيها أبدًا، وليس ذلك بحاصلٍ لكم، بل زائلٌ عنكم، كما زال عمّن كان قبلكم.
وقال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: حدّثنا أبي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد، حدّثنا ابن عجلان، حدّثني عون بن عبد اللّه بن عتبة، أنّ أبا الدّرداء، رضي اللّه عنه، لمّا رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشّجر، قام في مسجدهم فنادى: يا أهل دمشق، فاجتمعوا إليه، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ألا تستحيون! ألا تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، إنّه كانت قبلكم قرونٌ، يجمعون فيرعون، ويبنون فيوثقون، ويأملون فيطيلون، فأصبح أملهم غرورًا، وأصبح جمعهم بورًا، وأصبحت مساكنهم قبورًا، ألا إنّ عادًا ملكت ما بين عدن وعمان خيلًا وركابًا، فمن يشتري منّي ميراث عادٍ بدرهمين؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 152-153]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين} وصفهم بالقوّة والغلظة والجبروت). [تفسير ابن كثير: 6/ 153]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({فاتّقوا اللّه وأطيعون} أي: اعبدوا ربّكم، وأطيعوا رسولكم). [تفسير ابن كثير: 6/ 153]

رد مع اقتباس