الموضوع: مسائل في السحر
عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 6 جمادى الأولى 1435هـ/7-03-2014م, 11:15 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

أقوال العُلماء في حُكم النُّشرة

قالَ علِيُّ بنُ خَلَفٍ ابنُ بَطَّالٍ البَكْرِيُّ القُرْطُبِيُّ (ت:449هـ):(وَقَوْلُهَا لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلاَّ تَنَشَّرْتَ؟) يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ النُّشْرَةِ كَمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ، وَأَنَّهَا كَانَتْ مَعْرُوفَةً عِنْدَهُمْ لِمُدَاوَاةِ السِّحْرِ وَشِبْهِهِ،
وَيَدُلُّ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ:
(( أَمَّا اللهُ فَقَدْ شَفَانِي )) وَتَرْكُهُ الإِنْكَارَ عَلَى عَائِشَةَ عَلَى جَوَازِ اسْتِعْمَالِهِ لَهَا لَوْ لَمْ يَشْفِهِ؛ فَلا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ أَنْكَرَ النُّشْرَةَ). [شرح صحيح البخاري: 9/446]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ السُّهَيْلِيُّ (ت: 581هـ): (وَأَمَّا الفِقْهُ الّذِي أَشَرْنَا إلَيْهِ فَهُوَ إبَاحَةُ النُّشْرَةِ مِنْ قَوْلِ عَائِشَةَ: هَلّا تَنَشَّرْتَ. وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا قَوْلَهَا.
وَذَكَرَ البُخَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ لِلَّذِي يُؤَخَّذُ عَنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: لا بَأْسَ، لَمْ يُنْهَ عَنِ الصَّلاحِ، إنَّمَا نُهِيَ عَنِالفَسَادِ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ كَرِهَ النُّشْرَةَ عَلَى العُمُومِ، وَنَزَعَ بِحَدِيثٍ خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا: أَنَّ النُّشْرَةَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، وَهَذَا - وَاللّهُ أَعْلَمُ - فِي النُّشْرَةِ الّتِي فِيهَا الخَوَاتِمُ وَالعَزَائِمُ وَمَا لا يُفْهَمُ مِنَ الأسْمَاءِ العَجَمِيَّةِ، وَلَوْلا الإِطَالَةُ المُخْرِجَةُ لَنَا عَنْ غَرَضِنَا لَقَدَّرْنَا الرُّخْصَةَ بِالآثَارِ. وَهَذَا القَدْرُ كَافٍ وَاللّهُ المُسْتَعَانُ). [الروض الأنف:2/373]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحٍ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:762هـ): (فَصْلٌ فِي النُّشْرَةِ، وَهُوَ مَاءٌ يُرْقَى وَيُتْرَكُ تَحْتَ السَّمَاءِ وَيُغْسَلُ بِهِ المَرِيضُ ).
قَالَ جَعْفَرٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يُكْرَهُ هَذَا كُلُّهُ. وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو دَاوُدَ فِي المَرَاسِيلِ عَنِالحَسَنِ مَرْفُوعًا أَنَّهَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.
قَالَ القَاضِي أَبُو يَعْلَى: وَرَأَيْتُ فِي مَسَائِلِ الفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ فَقَالَ: ((هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ)). إسْنَادٌ جَيِّدٌ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَفِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبٍ، وَذَكَرَهُ كَمَا سَبَقَ. إبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، ثِقَةٌ، لَعَلَّهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبٍ. رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيبُ.
وَقَالَ بَعْضُهُم: النُّشْرَةُ مَشْهُورَةٌ عِنْدَ أَهْلِ التَّعْزِيمِ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأنَّهَا تُنَشِّرُ عَنْ صَاحِبِهَا؛ أَيْ: تُجْلِي عَنْهُ. وَأَجَازَهَا الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي جَامِعِ المَسَانِيدِ: (النُّشْرَةُ: حَلُّ السِّحْرِ عَنِالمَسْحُورِ، وَلا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلا مَنْ يَعْرِفُ السِّحْرَ، وَقَدْ قَالَ الحَسَنُ: لا يُطْلِقُ السِّحْرَ إلا سَاحِرٌ، إلا أَنَّهُ لا يَجُوزُ ذَلِكَ. وَسُئِلَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ عَنْ حَلِّ العُقَدِ وَالنُّشَرِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَمَّنْ يُطْلِقُ السِّحْرَ عَنِالمَسْحُورِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ) انْتَهَى كَلامُهُ.
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّمَائِمَ، وَالرُّقَى، وَالنُّشَرَ). [الآداب الشرعية: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ): (قَالَ ابْنُالجَوْزِيِّ: النُّشْرَةُ: حَلُّ السِّحْرِ عَنِالمَسْحُورِ، وَلا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا مَنْ يَعْرِفُ السِّحْرَ.
وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ عَمَّنْ يُطْلِقُ السِّحْرَ عَنِالمَسْحُورِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَهَذَا هُوَ المُعْتَمَدُ.
وَيُجَابُ عَنِالحَدِيثِ وَالأثَرِ بِأَنَّ قَوْلَه: (النُّشْرَةُ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) إِشَارَةٌ إِلَى أَصْلِهَا، وَيَخْتَلِفُالحُكْمُ بِالقَصْدِ، فَمَنْ قَصَدَ بِهَا خَيْرًا كَانَ خَيْرًا وَإِلا فَهُوَ شَرٌّ.
ثُمَّ الحَصْرُالمَنْقُولُ عَنِالحَسَنِ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِه؛ لأنَّهُ قَدْ يَنْحَلُّ بِالرُّقَى وَالأدْعِيَةِ وَالتَّعْوِيذِ، وَلَكِنْ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ النُّشْرَةُ نَوْعَيْنِ).
[فتح الباري: 10/244]

رد مع اقتباس