عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {طسم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) لعلّك باخعٌ نفسك ألّا يكونوا مؤمنين (3) إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين (4) وما يأتيهم من ذكرٍ من الرّحمن محدثٍ إلّا كانوا عنه معرضين (5) فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون (6) أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ (7) إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (8) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم (9) }
أمّا الكلام على الحروف المقطّعة في أوائل السّور، فقد تكلّمنا عليه في أوّل تفسير سورة البقرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 135]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تلك آيات الكتاب المبين} أي: هذه آيات القرآن المبين، أي: البيّن الواضح، الّذي يفصل بين الحقّ والباطل، والغيّ والرّشاد). [تفسير ابن كثير: 6/ 135]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لعلّك باخعٌ} أي: مهلكٌ {نفسك} أي: ممّا تحرص [عليهم] وتحزن عليهم {ألا يكونوا مؤمنين}، وهذه تسليةٌ من اللّه لرسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه، في عدم إيمان من لم يؤمن به من الكفّار، كما قال تعالى: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطرٍ:8]، وقال: {فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا} [الكهف:6].
قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وعطيّة، والضّحّاك: {لعلّك باخعٌ نفسك} أي: قاتلٌ نفسك. قال الشّاعر
ألّا أيّهذا الباخع الحزن نفسه = لشيءٍ نحته عن يديه المقادر). [تفسير ابن كثير: 6/ 135]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال اللّه تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين} أي: لو شئنا لأنزلنا آيةً تضطرّهم إلى الإيمان قهرًا، ولكّنا لا نفعل ذلك؛ لأنّا لا نريد من أحدٍ إلّا الإيمان الاختياريّ؛ وقال تعالى: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين} [يونس:99]، وقال: {ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّةً واحدةً ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربّك ولذلك خلقهم} [هودٍ: 118، 119]، فنفذ قدره، ومضت حكمته، وقامت حجّته البالغة على خلقه بإرسال الرسل إليهم، وإنزال الكتب عليهم).[تفسير ابن كثير: 6/ 135]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وما يأتيهم من ذكرٍ من الرّحمن محدثٍ إلا كانوا عنه معرضين} أي: كلّما جاءهم كتابٌ من السّماء أعرض عنه أكثر النّاس، كما قال: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف:103]، وقال: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون} [يس:30]، وقال: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى كلّما جاء أمّةً رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا وجعلناهم أحاديث فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون} [المؤمنون: 44]؛ ولهذا قال تعالى هاهنا: {فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون} أي: فقد كذّبوا بما جاءهم من الحقّ، فسيعلمون نبأ هذا التّكذيب بعد حينٍ، {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشّعراء: 227]). [تفسير ابن كثير: 6/ 136]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ نبّه تعالى على عظمته في سلطانه وجلالة قدره وشأنه، الّذين اجترؤوا على مخالفة رسوله وتكذيب كتابه، وهو القاهر العظيم القادر، الّذي خلق الأرض وأنبت فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ، من زروعٍ وثمارٍ وحيوانٍ.
قال سفيان الثّوريّ، عن رجلٍ، عن الشّعبيّ: النّاس من نبات الأرض، فمن دخل الجنّة فهو كريمٌ، ومن دخل النّار فهو لئيمٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 136]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ في ذلك لآيةً} أي: دلالةً على قدرة الخالق للأشياء، الّذي بسط الأرض ورفع بناء السّماء، ومع هذا ما آمن أكثر النّاس، بل كذّبوا به وبرسله وكتبه، وخالفوا أمره وارتكبوا زواجره). [تفسير ابن كثير: 6/ 136]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّ ربّك لهو العزيز} أي: الّذي عزّ كلّ شيءٍ وقهره وغلبه، {الرّحيم} أي: بخلقه، فلا يعجّل على من عصاه، بل ينظره ويؤجّله ثمّ يأخذه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ.
قال أبو العالية، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، و [محمّد] بن إسحاق: العزيز في نقمته وانتصاره ممّن خالف أمره وعبد غيره.
وقال سعيد بن جبيرٍ: الرّحيم بمن تاب إليه وأناب). [تفسير ابن كثير: 6/ 136]

رد مع اقتباس