عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذا قيل لكم تفسّحوا...} قرأها الناس: (تفسّحوا)، وقرأ الحسن: (تفاسحوا)، وقرأ أبو عبد الرحمن: في المجالس، وتفاسحوا، وتفسّحوا متقاربان مثل: تظاهرون، وتظّهرون، وتعاهدته وتعهّدته، راءيت ورأّيت، ولا تصاعر ولا تصعّر). [معاني القرآن: 3/141]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا...} قرأ الناس بكسر الشين، وأهل الحجاز يرفعونها، وهما لغتان كقولك: يعكفون ويعكفون، ويعرشون، ويعرشون). [معاني القرآن: 3/141]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تفسّحوا} توسعوا. {وإذا قيل انشزوا} قوموا). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تفسحوا}: توسعوا. {انشزوا}: قوموا). [غريب القرآن وتفسيره: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({تفسّحوا} أي توسّعوا.{انشزوا}: قوموا. و«الناشز» منه. ومنه قيل: نشزت المرأة على زوجها). [تفسير غريب القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا يفسح اللّه لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع اللّه الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات واللّه بما تعملون خبير}
(في المجلس) (تفسّحوا) ويقرأ (في المجالس) وتقرأ (تفاسحوا).
وجاء في التفسير أن المجلس ههنا يعنى به مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل في المجالس مجالس الحرب مثل قوله تعالى: {مقاعد للقتال}.
فأمّا ما أمروا به في مجلس النبي عليه السلام فقيل إن الآية نزلت بسبب عبد اللّه بن شمّاس وكان من أهل الصفّة، وكان من يجلس في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذوي الغنى والشرف كأنهم لا يوسعون لمن هو دونهم، فأمر اللّه المؤمنين بالتواضع وأن يفسحوا في المجلس لمن أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتساوى الناس بالأخذ بالحظ منه.
{وإذا قيل انشزوا فانشزوا} أي إذا قيل انهضوا - قوموا - فانهضوا. وهذا كما قال: {ولا مستأنسين لحديث إنّ ذلكم كان يوذي النبي فيستحي منكم}.
وقيل أيضا {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} أي إذا قيل قوموا لصلاة أو قضاء حقّ أو شهادة فانشزوا.
ويجوز (انشروا فانشروا)، جميعا يقرأ بهما ويرويان عن العرب نشر ينشر وينشز.
وقوله: {يرفع اللّه الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات} والدليل على فضل أهل العلم ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: عبادة العالم يوما واحدا تعدل عبادة العابد الجاهل أربعين سنة). [معاني القرآن: 5/139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({انشُزُوا} أي قوموا. ومنه: نشزت المرأة على زوجها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({انشُزُوا}: قوموا). [العمدة في غريب القرآن: 302]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً...}.كانوا قد أمروا أن يتصدقوا قبل أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه ـ بالدرهم ونحوه، فثقل ذلك عليهم، وقلّ كلامهم رسول الله صلى الله عليه بخلاً بالصدقة، فقال الله: {أأشفقتم...} أي: أبخلتم أن تتصدقوا، فإن فعلتم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فنسخت الزكاة ذلك الدرهم). [معاني القرآن: 3/142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإنّ اللّه غفور رحيم} أي إذا خاليتم الرسول بالسّرّ فقدموا قبل ذلك صدقة وافعلوا ذلك.
وقيل إن سبب ذلك أن الأغنياء كانوا يستخلون النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسارّونه بما يريدون، وكان الفقراء لا يتمكنون من النبي - صلى الله عليه وسلم - تمكنهم ففرض عليهم الصدقة قبل النجوى ليمتنعوا من ذلك، فروي أن عليّا رحمه الله أراد أن يناجي النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق بدينار باعه بعشرة دراهم قبل مناجاته، ثم نسخ ذلك الزكاة فقال -عزّ وجلّ: {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب اللّه عليكم فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون}). [معاني القرآن: 5/139-140]

تفسير قوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب اللّه عليكم فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون} أي أطيعوه في كل أمر، ودخل في ذلك التّفسّح في المجلس لتقارب النّاس في الدّنو من النبي عليه السلام). [معاني القرآن: 5/140]

رد مع اقتباس