عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:15 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وللّه ما في السّموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه غفورٌ رحيمٌ}
يعني بذلك تعالى ذكره: ليس لك يا محمّد من الأمر شيءٌ، وللّه جميع ما بين أقطار السّماوات والأرض من مشرق الشّمس إلى مغربها دونك ودونهم، يحكم فيهم بما شاء، ويقضي فيهم ما أحبّ، فيتوب على من أحبّ من خلقه العاصين أمره ونهيه، ثمّ يغفر له ويعاقب من شاء منهم على جرمه، فينتقم منه، وهو الغفور الّذي يستر ذنوب من أحبّ أن يستر عليه ذنوبه من خلقه بتفضله عليهم بالعفو والصّفح، والرّحيم بهم في تركه عقوبتهم عاجلاً على عظيم ما يأتون من المآثم.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {واللّه غفورٌ رحيمٌ} أي يغفر الذّنوب، ويرحم العباد على ما فيهم). [جامع البيان: 6/49]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وللّه ما في السّماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه غفورٌ رحيمٌ (129)
قوله تعالى: ولله ما في السّماوات وما في الأرض
- حدّثنا عليّ بن طاهرٍ، ثنا محمّد بن العلاء يعني أبا كريبٍ، ثنا عثمان بن سعيدٍ يعني الزّيّات، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: قال جبريل عليه السّلام: يا محمّد للّه الخلق كلّه، والسّموات كلّهنّ ومن فيهنّ، والأرضون كلّهنّ ومن فيهنّ، ومن بينهنّ ممّا يعلم وممّا لا يعلم.
قوله تعالى: يغفر لمن يشاء
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن مهديٍّ، ثنا يحيى بن يعلى، عن منصورٍ أو ليثٍ عن مجاهدٍ: في قوله: يغفر لمن يشاء قال: يغفر لمن يشاء الكثير من الذّنوب.
وروي عن سفيان الثّوريّ مثله.
قوله تعالى: ويعذّب من يشاء
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ويعذّب من يشاء قال: وأمّا أهل الشّكّ والرّيب فيخبرهم بما أخفوا من تكذيبٍ.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن مهديٍّ، ثنا يحيى بن يعلى، عن منصورٍ أو ليثٍ عن مجاهد قوله: ويعذّب من يشاء على الصّغيرة. وروي عن الثّوريّ مثله.
قوله تعالى: واللّه غفورٌ رحيمٌ
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا زنيجٌ ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: واللّه غفورٌ رحيمٌ أي يغفر الذّنب.
- قوله تعالى: رحيمٌ
وبه قال ابن إسحاق: قوله: رحيمٌ قال يرحم العباد على ما فيهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/758]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} قال: نزلت في ثقيفٍ وابن المغيرة قال: كان رجلٌ يبيع البيع إلى أجلٍ فيحلّ الأجل فيقول أخّر عنّي وأزيدك فنزلت هذه الآية [الآية: 130]). [تفسير الثوري: 80]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله عزّ وجلّ: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: ربا الجاهليّة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 78]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: يا أيّها الّذين آمنوا باللّه ورسوله، لا تأكلوا الرّبا في إسلامكم، بعد إذ هداكم له، كما كنتم تأكلونه في جاهليّتكم، وكان أكلهم ذلك في جاهليّتهم أنّ الرّجل منهم كان يكون له على الرّجل مالٌ إلى أجلٍ، فإذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه، فيقول له الّذي عليه المال: أخّر عنى دينك وأزيدك على مالك فيفعلان ذلك، فذلك هو الرّبا أضعافًا مضاعفةً، فنهاهم اللّه عزّ وجلّ في إسلامهم عنه.
- كما: حدّثنا محمّد بن بشار، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قال: كانت ثقيفٌ تداين في بني المغيرة في الجاهليّة، فإذا حلّ الأجل، قالوا: نزيدكم وتؤخّرون فنزلت: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} أي لا تأكلوا في الإسلام إذ هداكم له، ما كنتم تأكلون إذ أنتم على غيره ممّا لا يحلّ لكم في دينكم.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: ربا الجاهليّة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: كان أبي يقول: إنّما كان الرّبا في الجاهليّة في التّضعيف وفي السّنّ يكون للرّجل فضل دينٍ، فيأتيه إذا جلّ الأجل، فيقول له: تقضيني أو تربي؟ فإن كان عنده شيءٌ يقضيه قضى، وإلاّ حوّله إلى السّنّ الّتي فوق ذلك، إن كانت ابنة مخاضٍ يجعلها ابنة لبونٍ في السّنة الثّانية، ثمّ حقّةً، ثمّ جذعةً ثمّ رباعيًا، ثمّ هكذا إلى فوق، وفي العين يأتيه، فإن لم يكن عنده أضعفه في العام القابل، فإن لم يكن عنده أضعفه أيضًا، فتكون مائةٌ فيجعلها إلى قابلٍ مائتين، فإن لم يكن عنده جعلها أربعمائةٍ، يضعفها له كلّ سنةٍ، أو يقضيه، قال: فهذا قوله: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً}.
وأمّا قوله: {واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون} فإنّه يعني: واتّقوا اللّه أيّها المؤمنون في أمر الرّبا فلا تأكلوه، وفي غيره ممّا أمركم به، أو نهاكم عنه، وأطيعوه فيه لعلّكم تفلحون، يقول: لتنجحوا فتنجوا من عقابه، وتدركوا ما رغّبكم فيه من ثوابه، والخلود في جنانه.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون} أي فأطيعوا اللّه لعلّكم أن تنجوا ممّا حذّركم من عذابه، وتدركوا ما رغّبكم فيه من ثوابه). [جامع البيان: 6/49-51]

قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون (130)
قوله تعالى: لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفة
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان ، عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ قال: كانوا يتبايعون إلى أجلٍ فنزلت: لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفةً
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ
في قوله: يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفةً ربا الجاهليّة
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد عبد الرحم، ن ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفةً قال:
نهى اللّه تعالى عن الرّبا كأشدّ النّهي (....) فاتّقوا الرّبا والرّيبة وكان يقول:
الرّبا من الكبائر.
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المرّوذيّ ثنا شيبان، عن قتادة قوله: يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفةً قال: إيّاكم وما خالط هذه البيوع من الرّبا فإنّ اللّه قد أوسع الحلال وأكثره وأطابه، ولا يلجئنّكم إلى المعصية فاقةٌ.
قوله تعالى: أضعافاً مضاعفةً
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى: يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفةً وذلك أنّ الرّجل كان يكون له على الرّجل مالٌ فإذا حلّ لأجلٍ طلبه من صاحبه، فيقول المطلوب أخّر عنّي وأزيدك في مالك، فيفعلان ذلك فذلك الرّبا أضعافاً مضاعفةً، فوعظهم اللّه تعالى وروي عن مقاتل بن حيّان نحو ذلك.
قوله تعالى: واتّقوا اللّه
- وبه عن سعيد بن جبيرٍ واتّقوا اللّه في أمر الرّبا فلا تأكلوا.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا، محمّد بن عمرو، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق في قوله: واتّقوا اللّه أي أطيعوا اللّه.
قوله تعالى: لعلّكم تفلحون
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ عن سعيدٍ في قوله: لعلّكم تفلحون يعني لكي تفلحون.
قوله تعالى: تفلحون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق لعلّكم تفلحون أي لعلّكم أن تنجوا ممّا حذّركم به من عذابه، وتدركوا ما رغّبكم فيه من ثوابه). [تفسير القرآن العظيم: 2/759-760]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة قال يعني به ربا الجاهلية). [تفسير مجاهد: 134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 130 - 132.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كانوا يتبايعون إلى الأجل، فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني المغيرة في الجاهلية فإذا حل الأجل قالوا: نزيدكم وتؤخرون عنا، فنزلت {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الرجل كان يكون له على الرجل المال فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب: أخر عني وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك، فذلك {الربا أضعافا مضاعفة} فوعظهم الله {واتقوا الله} في أمر الربا فلا تأكلوا {لعلكم تفلحون} لكي تفلحوا {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين {وأطيعوا الله والرسول} يعني في تحريم الربا {لعلكم ترحمون} يعني لكي ترحموا فلا تعذبون). [الدر المنثور: 3/763-764]

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين}
يقول تعالى ذكره للمؤمنين: واتّقوا أيّها المؤمنون النّار أن تصلوها بأكلكم الرّبا بعد نهيي إيّاكم عنه الّتي أعددتها لمن كفر بي، فتدخلوا مداخلهم بعد إيمانكم بي بخلافكم أمري، وترككم طاعتي.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين} الّتي جعلت دارًا لمن كفر بي). [جامع البيان: 6/51]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين (131) وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون (132)
قوله تعالى: واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا يونس بن محمد، ثنا القاسم ابن الفضل الحدّانيّ، عن معاوية بن قرّة: كان النّاس يتأوّلون هذه الآية واتّقوا النّار الّتي أعدت للكافرين اتّقوا أن لا أعذّبكم بذنوبكم في النّار الّتي أعددتها للكافرين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى: واتّقوا النّار الّتي أعدت للكافرين فخوّف آكل الرّبا من المؤمنين بالنّار الّتي أعدت للكافرين.
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان واتّقوا النّار الّتي أعدت للكافرين يقول من أكل الرّبا فلم ينته فله النّار.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة عن محمّد بن إسحاق واتّقوا النّار الّتي أعدت للكافرين أي الّتي جعلت داراً لمن كفر بي). [تفسير القرآن العظيم: 2/760-761]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 130 - 132.
...
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الرجل كان يكون له على الرجل المال فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب: أخر عني وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك، فذلك {الربا أضعافا مضاعفة} فوعظهم الله {واتقوا الله} في أمر الربا فلا تأكلوا {لعلكم تفلحون} لكي تفلحوا {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين {وأطيعوا الله والرسول} يعني في تحريم الربا {لعلكم ترحمون} يعني لكي ترحموا فلا تعذبون). [الدر المنثور: 3/763-764] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرة قال: كان الناس يتأولون هذه الآية {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين). [الدر المنثور: 3/763-764]

تفسير قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: وأطيعوا اللّه أيّها المؤمنون فيما نهاكم عنه من أكل الرّبا وغيره من الأشياء، وفيما أمركم به والرّسول يقول: أطيعوا الرّسول أيضًا كذلك لعلّكم ترحمون، يقول: لترحموا فلا تعذّبوا.
وقد قيل: إنّ ذلك معاتبةٌ من اللّه عزّ وجلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّذين خالفوا أمره يوم أحدٍ، فأخلّوا بمراكزهم الّتي أمروا بالثّبات عليها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون} معاتبةٌ للّذين عصوا رسوله حين أمرهم بما أمرهم به في ذلك اليوم وفي غيره، يعني في يوم أحدٍ). [جامع البيان: 6/51-52]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وأطيعوا اللّه والرّسول
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحى بن عبد الله بن بكير ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى: وأطيعوا اللّه والرّسول يعني في تحريم الرّبا.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق:
وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون معاتبةٌ للّذين عصوا رسوله حين أمرهم بما أمرهم به في ذلك اليوم وفي غيره.
قوله تعالى: لعلّكم ترحمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى: لعلّكم يعني لكي ترحمون فلا تعذّبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/760-761]


رد مع اقتباس