عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 7 صفر 1439هـ/27-10-2017م, 10:35 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

ما لا يدخله الاشتقاق:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (ما لا يدخله الاشتقاق:
ومن الكلمات المستعملة في لسان العرب ما ليس بمشتقّ ، كالحروف، والأسماء الأعجمية، وبعض أسماء الذوات والمعاني التي لم يؤخذ معناها من غيرها؛ كالحجر والشجر والصبر والرضا.

وقد تكلموا في اشتقاق بعض الأسماء الأعجمية التي تقارب العربية في نطقها كإبراهيم ويوسف وأيّوب؛ فمن أهل العلم من ذهب إلى أنّها جامدة بناء على الأصل، ومنهم من ذهب إلى أنّها مما تتقارب فيه اللغات مع اختلاف يسير في النطق بحسب كلّ لغة، فما كان كذلك فيرجع إلى أصله العربي فيكون مشتقاً.
- فأمّا إبراهيم فأرجعه بعضهم إلى البرهمة، وهي إدامة النظر، ذكره أبو الحسن الماوردي والكرماني وغيرهم، وهذا مأخوذ من قول بعض أهل اللغة في معنى البرهمة.
قال الخليل بن أحمد: بَرْهَم الرجل إذا فتح عينيه وحدّد النظر قال:
يمزجن بالناصع لوناً مُسْهَما ... ونَظَراً هَوْنَ الهوينا بَرْهَما)ا.هـ.
والبيت للعجاج بن رؤبة.
وقال الأصمعي: (بَرْهم إذا أدام النظر).
وليس في كلام هؤلاء الأعلام أنّ اسم "إبراهيم" مشتق من البرهمة، وإنما هو معنى أخذه بعض المفسّرين لأجل تشابه الألفاظ، وهو خطأ.
وقال جماعة من المفسّرين: هو اسم سرياني، معناه في السريانية "أب رحيم"، ذكر ذلك مقاتل بن سليمان وأبو الحسن الماوردي، واحتجّ له ابن القيّم في جلاء الأفهام بأنّ إبراهيم هو الأب الثالث للعالم بعد آدم ونوح.
وهذا القول غير مستبعد لأن اللغات العائدة إلى أصول واحدة قد تتشابه في نطق بعض الكلمات مع اتحاد المعنى، لكن هذا خارج عن حدّ الاشتقاق.
- وأمّا يوسف فأرجعه بعضهم إلى الأسف وهو الحزن؛ ذكره أبو جعفر الرعيني(ت:779هـ) في كتابه "تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من حروف القرآن" ثمّ ردّه بقوله: (وفي هذا الاشتقاق ما ترى من التكلّف وإساءة الأدب).
- وأمّا "أيّوب" فأرجعه بعضهم إلى الأوب، فقيل: هو فيعول، وقيل: فَعُّول من الأوب، ذكره الزبيدي في تاج العروس.
والقول ما قاله ابن الأنباري في الأضداد إذ قال:("أيوب" يكون أعجميا مجهول الاشتقاق، ويكون عربيا مجرى في حال التعريف والتنكير؛ لأنه يجري مجرى قيوم، من قام يقوم، ويكون فيعولا من آب يؤوب، إذا رجع، قال عبيد بن الأبرص:
وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب)ا.هـ.
والأسماء الأعجمية المحضة غير مشتقة). [طرق التفسير :221 - 222]

رد مع اقتباس