عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 11:06 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}
لما أخبرهم تبارك وتعالى أنهم لا يعلمون الحق لإعراضهم أتبع ذلك بإعلامهم أنه ما أرسل رسولا قط إلا أوحى إليه أن الله تعالى فرد صمد، وهذه عقيدة لم تختلف فيها النبوات، وإنما اختلفت في الأحكام. وقرأ حمزة، والكسائي: "نوحي" بنون مضمومة، وقرأ الباقون: "يوحى" بياء مضمومة، واختلف عن عاصم). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عدد الله تعالى بعد ذلك نوعا آخر من كفرهم، وذلك أنهم مع اتخاذهم آلهة كانوا يقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق إلا أنهم قال بعضهم: اتخذ الملائكة بنات، وقال نحو هذه المقالة النصارى في عيسى ابن مريم، واليهود في عزير، فجاءت هذه الآية رادة على جميعهم منبهة عليهم. ثم نزه تعالى نفسه عن مقالة الكفرة، وأضرب عن مقالهم، ونص ما هو الأمر في نفسه بقوله: {بل عباد مكرمون}، وهذه عبارة تشمل الملائكة وعيسى وعزيرا). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يسبقونه بالقول} عبارة عن حسن طاعتهم وعبادتهم ومراعاتهم لامتثال الأمر). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} أي: ما تقدم من أفعالهم وأعمالهم والحوادث التي لها إليهم تنسب، وما تأخر، ثم أخبر أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع لهم، قال بعض المفسرين: لأهل لا إله إلا الله. و"المشفق": البالغ في الخوف المحترق من الفزع على أمر ما). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
المعنى: من يقل منهم كذا أن لو قاله، وليس منهم من قال هذا، وقال بعض المفسرين: المراد بقوله: "ومن يقل…" الآية ... إبليس.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا ضعيف؛ لأن إبليس لم يرو قط أنه ادعى ربوبية.
وقرأ الجمهور: "نجزيه" بفتح النون، وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد: "نجزيه" بضم النون والهاء، ووجهها أن المعنى: نجعلها تكتفي به، من قولك: أجزأني الشيء، ثم خففت الهمزة ياء. وقوله: "كذلك" أي كجزائنا هذا القائل جزاؤنا الظالمين). [المحرر الوجيز: 6/162]

رد مع اقتباس