عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 08:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 11]

{طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}

تفسير قوله تعالى: {طسم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله تعالى: {طسم {1} تلك آيات الكتاب المبين {2}} [القصص: 1-2] وقد فسّرناه في طسم الشّعراء). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" ط " ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن : مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه في المعنى :

مجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {طسم}
قد تقدم ما ذكر في هذا ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طسم}
قال قتادة : طسم : اسم من أسماء القرآن). [معاني القرآن: 5/155]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ تلك آيات الكتاب }: مجازها: هذه آيات القرآن بمنزلة قوله:{ ألم ذلك الكتاب } مجازه: هذا القرآن،
وقد فرغنا من تلخيصه في موضعه، وفي غير موضعٍ). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تلك آيات الكتاب المبين}
يقال: بأن الشيء، وأبان في معنى واحد، ويقال: بان الشيء وأبنته أنا.
فمعنى مبين : مبين خبره، وبركته، ومبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام.
ومبين أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حق ؛ لأنه لا يقدر أحد بمثله، ومبين قصص الأنبياء ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين}
أي : المبين بركته وخيره , والمبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام، وقصص الأنبياء صلوات الله عليهم، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ويقال : أبان الشيء، وبان وأبان: اتضح ). [معاني القرآن: 5/155]

تفسير قوله تعالى:{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {نتلوا عليك من نبإ موسى} [القصص: 3] من خبر موسى.
{وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} [القصص: 3] لقومٍ يصدّقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({من نبأ موسى }: أي : من خبر موسى , قال الربيع بن زياد العبسي:

إنّي أرقت فلم أغمّض حار= جزعاً من النباء الجليل السّاري
جزعاً: أي : فزعاً.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من نبأ موسى}: من خبر موسى). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {من نبأ موسى}: أي: من خبره.
{وجعل أهلها شيعاً} أي : فرقا وأصنافا في الخدمة.
{يستضعف طائفةً منهم} يعني: بني إسرائيل.). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقوم يؤمنون}
أي: من خبر موسى، وخبر فرعون.
قوله: {لقوم يؤمنون} معناه : يصدقون.). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق}
النبأ : الخبر.). [معاني القرآن: 5/155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({مِن نَّبَأِ}: خبر ). [العمدة في غريب القرآن: 232]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض} [القصص: 4] قال قتادة: بغى في الأرض.
قال السّدّيّ: يعني: أرض مصر.
قال: {وجعل أهلها شيعًا} [القصص: 4] قال قتادة: أي: فرقًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/577]
وقال السّدّيّ: يقول: أحزابًا فرقًا القبط، وفرقًا بني إسرائيل، يقهرهم.
وقال قتادة: يستضعفهم فيذبّح طائفةً، ويستحيي طائفةً، ويعذّب طائفةً، ويستعبد طائفةً، يعني: بني إسرائيل الّذي كانوا بمصر في يدي فرعون، والطّائفة الّتي يذبّح الأبناء، والطّائفة الّتي يستحيي النّساء فلا يقتلهنّ.
وقال السّدّيّ: {وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً منهم} [القصص: 4] يعني يقهر طائفةً منهم وهم بنو إسرائيل فيستعبدهم.
{إنّه كان من المفسدين} [القصص: 4] في الأرض بشركه وعمله السّوء). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض }:أي: عظم، وشرف، وغلب عليها، وطغى.
{وجعل أهلها شيعاً }: أي : فرقاً متفرقين، قال الأعشى:
وبلدةٍ يكره الجوّاب دلجتها= حتى تراه عليها يبتغي الشّيعا
أي: الأصحاب، والجماعات في تفرقة.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {علا في الأرض}: ظهر وغلب.
{شيعا}: فرقا). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين}
{إنّ فرعون علا في الأرض} معناه: طغى.
{وجعل أهلها شيعاً} معنى شيع : فرق، أي: جعل كل فرقة يشيع بعضها بعضا في فعلها.
وقوله عزّ وجلّ: {يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم}
معنى نسائهم ههنا : أنه كان يستحيي بناتهم، وإنما كان يعمل ذلك ؛ لأنه قال له بعض الكهنة إن مولودا يولد في ذلك الحين يكون سبب ذهاب ملكك، فالعجب من حمق فرعون، إن كان الكاهن عنده صادقا فما ينفع القتل، وإن كان كاذباً، فما معنى القتل؟! ). [معاني القرآن: 4/131-132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن فرعون علا في الأرض}
قال السدي : أي تجبر .
ثم قال جل وعز: {وجعل أهلها شيعا}
قال مجاهد : أي: فرقهم.
قال السدي :أي : فرقهم في الأعمال القذرة .
وقال قتادة :{شيعاً}: أي : ذبح بعضهم، واستحيا بعضهم، وقتل بعضهم .
والشيع عند أهل اللغة : جمع شيعة، والشيعة الفرقة التي بعضها مساعد لبعض، ومؤازر). [معاني القرآن: 5/156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({عَلَا}: ظهر، {شِيَعًا}: فرقاً ). [العمدة في غريب القرآن: 232]

تفسير قوله تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونريد} [القصص: 5]، أي: كان يفعل هذا فرعون يومئذٍ، ونحن نريد.
{أن نمنّ على الّذين استضعفوا} [القصص: 5]، يعني: قهروا.
{في الأرض} [النمل: 87] أي أرض مصر في تفسير قتادة والسّدّيّ، يعني: بني إسرائيل.
{ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5] يهتدى بهم، أي: أئمّةً في الدّين.
وقال قتادة: {ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5]، أي: ولاة الأمر.
قال: {ونجعلهم الوارثين} [القصص: 5]، أي: يرثون الأرض بعد فرعون وقومه، ففعل اللّه ذلك بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ( {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين}

وقال: {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض} على قوله: {يستضعف طائفةً مّنهم يذبّح أبناءهم}، ونحن : {نريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض}:
أي: فعل هذا فرعون، ونحن {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا} ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونجعلهم الوارثين}: للأرض ). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين}
يعني : بني إسرائيل الذين استضعفهم فرعون.
{ونجعلهم أئمّة} أي : نجعلهم ولاة يؤتمّ بهم.
{ونجعلهم الوارثين} أي: يرثون فرعون وملكه ). [معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض}: يعني : بني إسرائيل صلى الله عليه،
{ونجعلهم أئمة}: أي : ولاة، ونجعلهم الوارثين، أي: الوارثين فرعون، وملأه.). [معاني القرآن: 5/156-157]

تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونمكّن لهم في الأرض} [القصص: 6] أرض مصر، وهو تبعٌ للكلام الأوّل: {ونريد أن نمنّ} [القصص: 5].
قال: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم} [القصص: 6] من بني إسرائيل.
{ما كانوا يحذرون} [القصص: 6]
[تفسير القرآن العظيم: 2/578]
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ حازرًا حزر لفرعون فقال له: إنّه يولد في هذا العام غلامٌ يسلبك ملكك، فتتبّع أبناءهم يقتلهم ويستحيي نساءهم، فلا يقتلهنّ حذرًا ممّا قيل له). [تفسير القرآن العظيم: 2/579]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ويري فرعون وهامان وجنودهما...}
هكذا قراءة أصحاب عبد الله بالياء والرفع
والناس بعد يقرءونها بالنّون: {ونري فرعون وهامان وجنودهما} بالنصب. ولو قرئت بالياء ونصب فرعون، يريد:{ويري الله فرعون} كان الفعل لله، ولم أسمع أحداً قرأ بها ).
[معاني القرآن: 2/302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}القراءة النصب، نمكن , ونري, ويجوز الرفع. ونمكن لهم في الأرض، ونري - بإسكان الياء، فمن نصب عطف على نمنّ، فكان المعنى : وأن نمكن، وأن نري، ومن رفع فعلى معنى: ونحن نمكن.
وقرئت: {ويرى فرعون وهامان وجنودهما}, فيرى يكون في موضع نصب على العطف : على نمكن، ويجوز أن يكون في موضع رفع على : وسيرى فرعون وهامان وجنودهما).
[معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}
قال قتادة : كان حاز لفرعون، والحازي : المنجم، قال له : إنه يولد في هذه السنة مولود يذهب بملكك، فأمر فرعون بقتل الولدان في تلك السنة .
قال : فذلك قول الله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} ). [معاني القرآن: 5/157]


تفسير قوله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأوحينا إلى أمّ موسى} [القصص: 7].
قال قتادة: وحي إلهامٍ، فقذف في قلبها، ألهمته، ليس بوحي النّبوّة.
{أن أرضعيه} [القصص: 7] أن أرضعي موسى.
{فإذا خفت عليه} [القصص: 7] الطّلب.
{فألقيه في اليمّ} [القصص: 7]، أي: البحر.
{ولا تخافي} [القصص: 7] عليه الضّيعة.
{ولا تحزني} [القصص: 7] أن يقتل.
{إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين} [القصص: 7] قال قتادة: فجعلته في تابوتٍ ثمّ قذفته في البحر.
{فالتقطه آل فرعون} [القصص: 8] قال يحيى: لا أعلم إلا أنّه بلغني أنّ الغسّالات على النّيل التقطته). [تفسير القرآن العظيم: 2/579]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وأوحينا إلى أمّ موسى}: أي: ألقينا في قلبها, ومثله: {وإذ أوحيت إلى الحواريّين}

{فألقيه في اليمّ} أي: في البحر). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوحينا إلى أمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين }
قيل : إن الوحي ههنا ألقاء اللّه في قلبها، وما بعد هذا يدل - واللّه أعلم - أنه وحى من اللّه عز وجل على جهة الإعلام للضمان لها.
{إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين}:ويدل عليه {ولتعلم أنّ وعد اللّه حقّ}
وقد قيل : إن الوحي ههنا الإلهام، وجائز أن يلقي الله في قلبها أنه مردود إليها، وأنه يكون مرسلاً، ولكن الإعلام أبين في هذا.
أعني: أن يكون الوحي ههنا إعلاماً, وأصل الوحي في اللغة كلها: إعلام في خفي، فلذلك صار الإلهام يسمّى : وحياً.
وقوله: {فألقيه في اليمّ)}:اليم : البحر.). [معاني القرآن: 4/132-133]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم}
روى معمر , عن قتادة قال: قذف في نفسها , وقيل : هي رؤيا رأتها .
وقال غيره : بل كان ضماناًمن الله عز وجل .
قال أبو جعفر : والوحي في اللغة إعلام في خفاء , فلذلك جاز أن يقال للإلهام وحي ،كما قال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل}، وقال: {وإذ أوحيت إلى الحواريين}
والقول الثالث يدل على صحته : قوله تعالى: {إنا رادوه إليك}، وقوله جل وعز: {ولتعلم أن وعد الله حق}، واليم: البحر). [معاني القرآن: 5/157-158]

تفسير قوله تعالى:{فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال قتادة: {ليكون لهم عدوًّا وحزنًا} [القصص: 8]، أي: ليكون لهم عدوًّا في دينهم وحزنًا لهم يحزنهم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/579]
قال: {إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص: 8] مشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/580]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {عدوّاً وحزناً...}

هذه لأصحاب عبد الله , والعوامّ : {حزنًا}, وكأن الحزن : الاسم، والغمّ، وما أشبهه، وكأنّ الحزن مصدر، وهما بمنزلة العدم والعدم ). [معاني القرآن: 2/302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًّا وحزناً}: لم يلتقطوه في وقتهم ذاك لهذه العلة, وإنّما التقطوه: ليكون لهم ولدا بالتّبني، فكان عدوّا، وحزناً، فاختصر الكلام ). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}
{وحزناً}، ويجوز {وحزناً}، ومعنى {ليكون لهم عدوّا} أي: ليصير الأمر إلى ذلك ؛ لا أنهم طلبوه، وأخذوه لهذا كما تقول للذي كسب مالاً، فأدّى ذلك إلى الهلاك:
إنما كسب فلان لحتفه، وهو لم يطلب المال للحتف.
ومثله: فللموت ما تلد الوالدة، أي: فهي لم تلده طلبا أن يموت ولدها، ولكن المصير إلى ذلك.). [معاني القرآن: 4/133]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}
لما كان التقاطهم إياه يئول إلى هذا، قيل : التقطوه له كما يقال لمن كسب ماله فأوبقه، إنما كسبه ليهلكه، وهذا مذهب الخليل، وسيبويه، ومن يرضى قوله من النحويين،
وهو كثير في كلام العرب ). [معاني القرآن: 5/158-159]

تفسير قوله تعالى:{وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالت امرأة فرعون قرّت عينٍ لي ولك} [القصص: 9] تقوله لفرعون.
قال قتادة: تعني بذلك موسى، ألقيت عليه رحمتها حين أبصرته.
{لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا وهم لا يشعرون} [القصص: 9] أنّ هلاكهم على يديه وفي زمانه). [تفسير القرآن العظيم: 2/580]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وقالت امرأة فرعون قرّة عينٍ لّي ولك...}

رفعت {قرّة عينٍ} بإضمار (هو) , ومثله في القرآن كثير يرفع بالضمير.
وقوله: {لا تقتلوه} , وفي قراءة عبد الله: {لا تقتلوه قرّة عين لي ولك}، وإنما ذكرت هذا لأني سمعت الذي يقال له ابن مروان السّدّيّ يذكر، عن الكلبيّ، عن أبي صالح،
عن ابن عبّاس أنه قال: إنها قالت : (قرة عينٍ لّي ولك لا)، وهو لحنٌ، ويقوّيك على ردّه قراءة عبد الله.
وقوله: {وهم لا يشعرون} يعني: بني إسرائيل,فهذا وجه، ويجوز أن يكون هذا من قول الله، هم لا يشعرون بأن موسى:هو الذي يسلبهم ملكهم ).[معاني القرآن: 2/303]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وقالت امرأة فرعون قرّة عينٍ لي ولك } ومجازه : مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: هذا قرة عين لي ولك،
وعلى هذا التفسير وقعت {قرة عين} ). [مجاز القرآن: 2/98]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقالت امرأت فرعون قرّت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدا وهم لا يشعرون}
رفع قرة عين على إضمار هو قرة عين لي ولك، وهذا وقف التمام، ويقبح رفعه على الابتداء , وأن يكون الخبر :{لا تقتلوه}، فيكون كأنه قد عرف: أنه قرة عين له, ويجوز رفعه على الابتداء على بعد على معنى: إذا كان قرة عين لي ولك , فلا تقتله، ويجوز النصب ولكن لا تقرأ به لأنه لم يأت فيه رواية قراءة، والنصب على معنى : لا تقتلوا قرة لي ولك، لا تقتلوه، كما تقول : زيدا لا تضربه.). [معاني القرآن: 4/133-134]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك}
هذا تمام الكلام , والدليل على ذلك :أنه في قراءة عبد الله بن مسعود :{وقالت امرأة فرعون لا تقتلوه قرة عين لي ولك }
ومعنى قرة عين : قرت عينه من القر، وهو البرد، أي: لم تسخن بالبكاء .
وقيل: قرت من قر في المكان، أي:لم تبك.). [معاني القرآن: 5/159]

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغًا} [القصص: 10] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: فرغ من كلّ شيءٍ غير ذكر موسى لا تذكر غيره.
وقال قتادة: أي: لاهيًا من كلّ شيءٍ إلا ذكر موسى.
{إن كادت لتبدي به} [القصص: 10] قال قتادة: أي: لتبيّن أنّه ابنها من شدّة وجدها.
قال: {لولا أن ربطنا على قلبها} [القصص: 10] قال قتادة: بالإيمان.
{لتكون من المؤمنين} [القصص: 10] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/580]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً...}

قد فرغ لهمّه، فليس يخلط همّ موسى شيء .
وقوله: {إن كادت لتبدي به}، يعني باسم موسى: أنه ابنها، وذلك أن صدرها ضاق بقول آل فرعون: هو ابن فرعون، فكادت تبدي به، أي : تظهره،
وفي قراءة عبد الله: {إن كادت لتشعر به}.
... حدثني ابن أبي يحيى بإسنادٍ له : أن فضالة بن عبيد الأنصاريّ من أصحاب النبي عليه السّلام
قرأ :{وأصبح فؤاد أمّ موسى فزعاً}: من الفزع ). [معاني القرآن: 2/303]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً }: مجازه: فارغاً من الحزن، لعلها : أنه لم يغرق، منه قولهم دم فرغٌ، أي: لا قود فيه،
ولا دية فيه ). [مجاز القرآن: 2/98]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن رّبطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}
وقال: {فارغاً إن كادت لتبدي به}، أي: فارغاً من الوحي , إذ تخوّفت على موسى، وإن كادت لتبدي بالوحي، أي: تظهره ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}: قال بعضهم فارغا خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى. وقالوا فارغا بائسا والله أعلم. ويقال للرجل إذا فاتته الحاجة قد فرغت الآن). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً}
قال أبو عبيدة: فارغا من الحزن, لعلمها أنه لم يقتل, أو قال: لم يغرق، وهذا من أعجب التفاسير،كيف يكون فؤادها من الحزن فارغا في وقتها ذاك،
واللّه سبحانه يقول: {لولا أن ربطنا على قلبها}؟! وهل يربط إلا على قلب الجازع والمحزون؟! .
والعرب تقول للخائف، والجبان: «فؤاده هواء»، لأنه لا يعي عزماً، ولا صبراً، قال اللّه: {وأفئدتهم هواءٌ}
وقد خالفه المفسرون إلى الصواب، فقالوا أصبح فارغا من كل شيء إلا من أمر موسى، كأنها لم تهتمّ بشيء - مما يتهم به الحيّ - إلا أمر ولدها.). [تفسير غريب القرآن: 329]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...
وقال: {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ}، أي بموسى: أنه ابنها). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}
المعنى: أصبح فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى، وقيل : إلا من الهمّ بموسى، المعنى واحد.
{إن كادت لتبدي به}:المعنى : إن كادت لتظهر : أنه ابنها، وقد قرئت:{ فرغاً}, والأكثر :{فارغاً}
{لولا أن ربطنا غلى قلبها}: معناه : لولا ربطنا على قلبها، والربط على القلب: إلهام الصبر، وتشديده، وتقويته.). [معاني القرآن: 4/134]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}
قال أبو جعفر فيه أربعة أقوال:
أ- منها ما حدثنا أحمد بن محمد البراثي قال: حدثنا عمرو بن الهيثم، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أب، عن عمرو بن ميمون،
عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}. قال : فرغ من كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى صلى الله عليه وسلم .
ب- قال أبو جعفر : وكذا قال ابن عباس، وأبو عبيدة، وأبو عمران الجوني، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والضحاك.
ج- وقال الكسائي :{فارغًا }:أي: ناسياً ذاهلاً، كما يقال لمن لم تقض حاجته فرغ، وللميت قد فرغ، وأنكر الكسائي أن يكون المعنى : فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى، وليس المعنى عليه .
وقال الأخفش سعيد : {وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً} من الوحي، {إن كادت لتبدي به} أي :بالوحي.
د- وقال أبو عبيدة:{وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً} أي : من الحزن ؛ لما علمت أنه لم يغرق.
قال أبو جعفر : أصح هذه الأقوال الأول، والذين قالوه : أعلم بكتاب الله جل وعز، وإذا كان فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسى، فهو فارغ من الوحي،
وقولهم: قد فرغ الميت من هذا، أي : فرغ مما يجب عليه أن يعلمه.
وقول أبي عبيدة : فارغاً من الغم غلط قبيح ؛ لأن بعده: {إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} .
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : كادت تقول: واإبناه .
قال أبو جعفر :ومعنى :{ربطنا}: شددنا، وقوينا.
قال قتادة : لولا أن ربطنا على قلبها , أي : ربطنا على قلبها بالإيمان.). [معاني القرآن: 5/159-162]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({فارغاً}.
قال ثعلب: اختلف الناس في قوله جل وعز: فارغا، فقالت طائفة: فرغ من كل شيء إلا من حزنها عليه, وقالت طائفة: فرغ فؤادها من خوفها عليه، لوعد الله لها أن يرده إليها،
من قوله: {إنا رادوه إليك}
قال أبو العباس: وعلى هذا العمل، قيل له، فقوله عز وجل:{إن كادت لتبدي به}، بأي شيء كادت تبدي به؟ قال: كادت تقول: ما في قلبي إلا حزنه، وكادت تقول: قد فرغ قلبي من حزنه، لوعد ربي إياي أن يرده إلي.
قال: ولو أبدت أحد القولين لقتل موسى صلى الله عليه وسلم، ولكن الله عز وجل أمسك لسانها عن أن تبدي ما في قلبها، ليبلغ موسى ما أراده.). [ياقوتة الصراط: 397-398]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}: من الحزن، لعلمها أنه لم يقتل, وقيل: فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسي ).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {فَارِغًا}: خالياً). [العمدة في غريب القرآن: 232]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالت لأخته} [القصص: 11] قالت أمّ موسى لأخت موسى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/580]
{قصّيه} [القصص: 11] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: قصّي أثره.
قال اللّه {فبصرت به عن جنبٍ} [القصص: 11]، أي: عن ناحيةٍ.
{وهم لا يشعرون} [القصص: 11] أنّها أخته، جعلت تنظر إليه وكأنّها لا تريده.
وقال مجاهدٌ: {فبصرت به عن جنبٍ} [القصص: 11] من بعيدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/581]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وقالت لأخته قصّيه...}

قصّي أثره، {فبصرت به عن جنبٍ}، يقول: كانت على شاطئ البحر حتّى رأت آل فرعون قد التقطوه، وقوله: {وهم لا يشعرون} : يعني: آل فرعون لا يشعرون بأخته ).
[معاني القرآن: 2/303]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وقالت لأخته قصّيه}: أي ابتغى إثره، يقال: قصصت آثار القوم.
{فبصرت به عن جنبٍ }, وأبصرته ، لغتان.
{عن جنب }: عن بعد، وتجنب، ويقال: ما تأتينا إلا عن جنب، وعن جنابة، قال علقمة بن عبدة:
فلا تحرمنّي مني نائلاً عن جنابةٍ=فإني امرؤ وسط القباب غريب
وقال الحطيئة:
والله يا معشرٌ لاموا امرءًا جنباً= في آل لأي شمّاسٍ لأكياس).
[مجاز القرآن: 2/98-99]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقالت لأخته قصّيه فبصرت به عن جنبٍ وهم لا يشعرون}
وقال:{وقالت لأخته قصّيه}: أي: قصّي أثره.). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قصيه}: اتبعي أثره.
{فبصرت به}: أبصرته. [غريب القرآن وتفسيره: 289]
{عن جنب}: عن بعد). [غريب القرآن وتفسيره: 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وقالت لأخته قصّيه } : أي: قصّي أثره، واتّبعيه.
{فبصرت به عن جنبٍ} أي : عن بعد منها عنه، وإعراض: لئلا يفطنوا لها، و«المجانية» من هذا .
{وهم لا يشعرون} بها ). [تفسير غريب القرآن: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالت لأخته قصّيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون}: بمعنى : اتبعي أثره.
{فبصرت به عن جنب} معناه : فاتبعته، فبصرت به عن جنب , أي: عن بعد تبصر , ولا توهم أنها تراه، يقال: بصرت به جنب، وعن جنابة إذا نظرت إليه عن بعد.
قال الشاعر:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة= فإني امرؤ وسط القباب
أي : لا تحرمني نائلا عن بعد، وإن كنت بعيدا منك.). [معاني القرآن: 4/134]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالت لأخته قصيه}
قال مجاهد: أي: اتبعي أثره.
وقال ابن عباس : أي: قصي أثره , واطلبيه .
ثم قال جل وعز: {فبصرت به عن جنب}
قال مجاهد : أي : عن بعد , ومنه الأجنبي , قال الشاعر:
فلا تحرمني نائلا عن جنابة = فإني امرؤ وسط القباب غريب
والمعنى: تبصرته من بعيد لئلا يفطنوا بها
وقال أبو عمرو : وقال بعض المفسرين: فبصرت به عن جنب، أي : عن شوق، قال: وهي لغة الجذام، يقولون: جنبت إلى لقائك، أي: اشتقت
ثم قال {وهم لا يشعرون}: أي: لا يشعرون أنها أخته ). [معاني القرآن: 5/162-163]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{قصيه}: أي: تبصريه. (عن جنب) أي: عن ناحية، {وهم لا يشعرون}، أي: وهم لا يعلمون بك ).
[ياقوتة الصراط: 399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ} أي: عن بعد منها عنه ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({قُصِّيهِ}: اتبعي أثره، {عَن جُنُبٍ} : بعد ). [العمدة في غريب القرآن: 232]


رد مع اقتباس