عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:07 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج سمعته يذكر عن مجاهد في قوله تعالى وآثارا في الأرض قال المشي فيها بأرجلهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/183]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشدّ قوّةً وآثارًا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}.
يقول تعالى ذكره: أفلم يسر يا محمّد هؤلاء المجادلوك في آيات اللّه من مشركي قومك في البلاد، فإنّهم أهل سفرٍ إلى الشّأم واليمن رحلتهم في الشّتاء والصّيف فينظروا فيما وطئوا من البلاد إلى وقائعنا بمن أوقعنا به من الأمم قبلهم، ويروا ما أحللنا بهم من بأسنا بتكذيبهم رسلنا، وجحودهم آياتنا، كيف كان عقبى تكذيبهم {كانوا أكثر منهم} يقول: كان أولئك الّذين من قبل هؤلاء المكذّبيك من قريشٍ أكثر عددًا من هؤلاء وأشدّ بطشًا، وأقوى قوّةً، وأبقى في الأرض آثارًا، لأنّهم كانوا ينحتون من الجبال بيوتًا ويتّخذون مصانع.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وآثارًا في الأرض} المشي بأرجلهم.
{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} يقول: فلمّا جاءهم بأسنا وسطوتنا لم يغن عنهم ما كانوا يعملون من البيوت في الجبال، ولم يدفع عنهم ذلك شيئًا، ولكنّهم بادوا جميعًا فهلكوا وقد قيل: إنّ معنى قوله: {فما أغنى عنهم} فأيّ شيءٍ أغنى عنهم؛ وعلى هذا التّأويل يجب أن يكون (ما) الأولى في موضع نصبٍ، والثّانية في موضع رفعٍ. يقول: فلهؤلاء المجادليك من قومك يا محمّد في أولئك معتبرٌ إن اعتبروا، ومتّعظٌ إن اتّعظوا، وإنّ بأسنا إذا حلّ بالقوم المجرمين لم يدفعه دافعٌ، ولم يمنعه مانعٌ، وهو بهم إن لم ينيبوا إلى تصديقك واقعٌ). [جامع البيان: 20/371]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض يعني المشي في الأرض بأرجلهم). [تفسير مجاهد: 266-267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 79 - 85
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قال: أسفاركم لحاجتكم ما كانت، وفي قوله {وآثارا في الأرض} قال: المشي فيها بأرجلهم، وفي قوله {فرحوا بما عندهم من العلم} قال: قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله {وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون} قال: ما جاءت به رسلهم من الحق). [الدر المنثور: 13/77] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم مّا كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاءت هؤلاء الأمم الّذين من قبل قريشٍ المكذّبة رسلها رسلهم الّذين أرسلهم اللّه إليهم بالبيّنات، يعني: بالواضحات من حجج اللّه عزّ وجلّ {فرحوا بما عندهم من العلم} يقول: فرحوا جهلاً منهم بما عندهم من العلم وقالوا: لن نبعث، ولن يعذّبنا اللّه.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {فرحوا بما عندهم من العلم} قال: قولهم: نحن أعلم منهم، لن نعذّب، ولن نبعث.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فرحوا بما عندهم من العلم} بجهالتهم.
وقوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} يقول: وحلّ بهم من عذاب اللّه ما كانوا يستعجلون رسلهم به استهزاءً وسخريةً.
- كما حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} ما جاءتهم به رسلهم من الحقّ). [جامع البيان: 20/372-373]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فرحوا بما عندهم من العلم قال هو قولهم للرسل نحن أعلم منكم لن نبعث ولن نعذب). [تفسير مجاهد: 567]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وحاق بهم أي حل بهم ما كانوا به يستهزئون يعني بما جاءتهم به رسلهم من الحق يقول استهزؤوا به). [تفسير مجاهد: 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 79 - 85
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قال: أسفاركم لحاجتكم ما كانت، وفي قوله {وآثارا في الأرض} قال: المشي فيها بأرجلهم، وفي قوله {فرحوا بما عندهم من العلم} قال: قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله {وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون} قال: ما جاءت به رسلهم من الحق). [الدر المنثور: 13/77] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا باللّه وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا رأت هذه الأمم المكذّبة رسلها بأسنا، يعني عقاب اللّه الّذي وعدتهم به رسلهم قد حلّ بهم.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فلمّا رأوا بأسنا} قال: النّقمات الّتي نزلت بهم.
وقوله {قالوا آمنّا باللّه وحده} يقول: قالوا: أقررنا بتوحيد اللّه، وصدّقنا أنّه لا إله غيره {وكفرنا بما كنّا به مشركين} يقول: قالوا: وجحدنا الآلهة الّتي كنّا قبل وقتنا هذا نشركها في عبادتنا اللّه ونعبدها معه، ونتّخذها آلهةً، فبرئنا منها). [جامع البيان: 20/373]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله سنت الله التي قد خلت في عباده قال سنته أنهم إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده إلى آخر السورة). [تفسير عبد الرزاق: 2/183]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا سنّة اللّه الّتي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون}.
يقول تعالى ذكره: فلم يك ينفعهم تصديقهم في الدّنيا بتوحيد اللّه عند معاينة عقابه قد نزل، وعذابه قد حلّ، لأنّهم صدّقوا حين لا ينفع التّصديق مصدّقًا، إذ كان قد مضى حكم اللّه في السّابق من علمه، أنّ من تاب بعد نزول العذاب به من اللّه على تكذيبه لم تنفعه توبته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا} لمّا رأوا عذاب اللّه في الدّنيا لم ينفعهم الإيمان عند ذلك.
وقوله: {سنة اللّه الّتي قد خلت في عباده} يقول: ترك اللّه تبارك وتعالى إقالتهم، وقبول التّوبة منهم، ومراجعتهم الإيمان باللّه، وتصديق رسلهم بعد معاينتهم بأسه، قد نزل بهم سنّته الّتي قد مضت في خلقه، فلذلك لم يقبلهم ولم يقبل توبتهم في تلك الحال.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {سنّة اللّه الّتي قد خلت في عباده} يقول: كذلك كانت سنة اللّه في الّذين خلوا من قبل إذا عاينوا عذاب اللّه لم ينفعهم إيمانهم عند ذلك.
وقوله: {وخسر هنالك الكافرون} يقول: وهلك عند مجيء بأس اللّه، فغبنت صفقته ووضع في بيعه الآخرة بالدّنيا، والمغفرة بالعذاب، والإيمان بالكفر، الكافرون بربّهم الجاحدون توحيد خالقهم، المتّخذون من دونه آلهةً يعبدونهم من دون بارئهم). [جامع البيان: 20/373-374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قال: من بلد إلى بلد، وفي قوله {سنة الله التي قد خلت في عباده} قال: سننه أنهم كانوا إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم عند ذلك). [الدر المنثور: 13/77] (م)


رد مع اقتباس