عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا (41) إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا (42) أرأيت من اتّخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (43) أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا (44)}
يخبر تعالى عن استهزاء المشركين بالرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، إذا رأوه، كما قال: {وإذا رآك الّذين كفروا إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36] يعنونه بالعيب والنّقص، وقال هاهنا: {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا}؟ أي: على سبيل التّنقّص والازدراء -قبّحهم اللّه- كما قال: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فأمليت للّذين كفروا ثمّ أخذتهم فكيف كان عقاب} [الرّعد: 32]). [تفسير ابن كثير: 6/ 112-113]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقولهم: {إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} يعنون: أنّه كاد يثنيهم عن عبادة أصنامهم، لولا أن صبروا وتجلّدوا واستمرّوا على عبادتها. قال اللّه تعالى متوعّدًا لهم ومتهدّدًا: {وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى لنبيّه، منبّهًا له أنّ من كتب اللّه عليه الشّقاوة والضّلال، فإنّه لا يهديه أحدٌ إلّا اللّه.
{أرأيت من اتّخذ إلهه هواه} أي: مهما استحسن من شيءٍ ورآه حسنًا في هوى نفسه، كان دينه ومذهبه، كما قال تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطرٍ:8]؛ ولهذا قال هاهنا: {أفأنت تكون عليه وكيلا}. قال ابن عبّاسٍ: كان الرّجل في الجاهليّة يعبد الحجر الأبيض زمانًا، فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثّاني وترك الأوّل). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا} أي: أسوأ حالًا من الأنعام السّارحة، فإنّ تلك تعقل ما خلقت له، وهؤلاء خلقوا لعبادة اللّه وحده لا شريك له، وهم يعبدون غيره ويشركون به، مع قيام الحجّة عليهم، وإرسال الرّسل إليهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

رد مع اقتباس