عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
...
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (واللّه جلّ وعلا قد أعلم في محكم تنزيله أنّ كلماته لا يعادلها، ولا يحصيها محصٍ من خلقه ودلّ ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته: وأنّ الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، فقال عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109]، وهذه الآية من الجنس الّذي نقول: مجملةٌ غير مفسّرةٍ، معناها: قل يا محمّد، لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي فكتبت به كلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي، ولو جئنا بمثله مددًا والآية المفسّرة لهذه الآية: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}
فلمّا ذكر اللّه الأقلام في هذه الآية، دلّ - ذوي العقول - بذكر الأقلام أنّه أراد: لو كان ما في الأرض من شجرةٍ أقلامًا يكتب بها كلمات اللّه، وكان البحر مدادًا فنفد ماء البحر لو كان مدادًا لم تنفد كلمات ربّنا وفي قوله: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} أيضًا ذكرٌ مجملٌ، فسّره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية أن لو كتبت بكثرة هذه الأقلام بماء البحر كلمات اللّه، وإنّما أراد لو كان البحر مدادًا كما فسّره في الآية الأخرى وفي قوله جلّ وعلا: {لو كان البحر مدادًا} [الكهف: 109] الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار في هذه الآية، أي على البحار كلّها، واسم البحر قد يقع على البحار كلّها؛ لقوله: {هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر حتّى إذا كنتم في الفلك} [يونس: 22] الآية وكقوله: {والفلك تجري في البحر بأمره} [الحج: 65]، والعلم محيطٌ أنّه لم يرد في هاتين بحرٌ واحدٌ من البحار لأنّ اللّه يسيّر من أراد من عباده في البحار، وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر اللّه، لا أنّها كذا في بحرٍ واحدٍ، وقوله: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} يشبه أن يكون من الجنس الّذي يقال: إنّ السّكت ليس خلاف النّطق، لم يدلّ اللّه بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحرٍ لنفدت كلمات اللّه جلّ اللّه عن أن تنفد كلماته والدّليل على صحّة ما تأوّلت هذه الآية: أنّ اللّه جلّ وعلا: قد أعلم في هذه الآية الأخرى، أن لو جيء بمثل البحر مدادًا لم تنفد لكلمات اللّه، معناه: لو جيء بمثل البحر مدادًا، فكتب به أيضًا كلمات اللّه لم تنفد، واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلّها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع {قل لو كان البحر مدادًا} [الكهف: 109] بحرًا واحدًا، لكان معناه في هذا الموضع أنّه لو كان به بحرًا واحدًا، لو كان مدادًا لكلمات اللّه وجيء بمثله أي ببحرٍ ثانٍ لم تنفد كلمات اللّه فلم يكن في هذه الآية دلالةٌ أنّ المداد لو كان أكثر من بحرين، فيكتب بذلك أجمع كلمات اللّه نفدت كلمات اللّه؛ لأنّ اللّه قد أعلم في الآية الأخرى: أنّ السّبعة الأبحر لو كتب بهنّ جميعًا كلمات اللّه لم تنفد كلمات اللّه. ). [التوحيد: 1/ 396-399]

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (استنباط آيةٍ أخرى من القرآن وهو قوله: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه} [لقمان: 27] والمخلوقات كلّها تنفد وتفنى، وكلمات اللّه لا تفنى، وتصديق ذلك قوله تعالى حين يفنى خلقه: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فيجيب تعالى نفسه: {للّه الواحد القهّار} [إبراهيم: 48]
- وعن قتادة في قوله تعالى: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه} [لقمان: 27] قال: قال المشركون: إنّما هذا كلامٌ يوشك أن ينفد، فأنزل اللّه تعالى ما تسمعون، يقول: لو كان شجر الأرض أقلامًا، ومع البحر سبعة أبحرٍ مدادًا، لتكسّرت الأقلام ونفدت البحور قبل أن تنفد عجائب ربّي وحكمته وكلماته وعلمه.
- وعن الحسن في تفسير هذه الآية: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ} مذ خلق اللّه الدّنيا إلى أن تقوم السّاعة أقلامٌ، والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ لتكسّرت الأقلام، ونفدت البحور، ولم تنفد كلمات اللّه: فعلت كذا صنعت كذا. ذكره عبد الرّحمن قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا يزيد بن زريعٍ قال: حدّثنا أبو رجاءٍ قال: سمعت الحسن قرأ: {ولو أنّما في الأرض} [لقمان: 27] فذكره كما مضى.
- وعن أبي الجوزاء ومطرٍ الورّاق مثله.
- وسأل رجلٌ أبا الهذيل العلّاف المعتزليّ البصريّ عن القرآن، فقال: مخلوقٌ. فقال له: مخلوقٌ يموت أو يخلّد؟
قال: لا، بل يموت.
قال: فمتى يموت القرآن؟
قال: إذا مات من يتلوه فهو موته.
قال: فقد مات من يتلوه وقد ذهبت الدّنيا وتصرّمت وقال اللّه عزّ وجلّ: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فهذا القرآن وقد مات النّاس.
فقال: ما أدري. وبهت.
وذكره عبد الرّحمن قال: حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان قال: سمعت رجلًا سأل أبا الهذيل فذكره.
- أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس قال: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن زيادٍ النّيسابوريّ قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن وهبٍ، عن يونس، عن الزّهريّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " يطوي اللّه الأرض يوم القيامة ويطوي السّماوات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، فأين ملوك الأرض "؟ أخرجه البخاريّ ومسلمٌ جميعًا من حديث ابن وهبٍ.

- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ذكره أحمد بن محمّد بن عثمان أبو عمرٍو الدّمشقيّ قال: حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور قال: أخبرنا أبو رافعٍ المدينيّ إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " يأمر اللّه إسرافيل بنفخة الصّعقة فإذا هم خامدون وجاء ملك الموت فقال: يا ربّ فقد مات أهل السّماء والأرض إلّا من شئت فيقول: من بقي؟ وهو أعلم، قال: يا ربّ بقيت أنت الحيّ الّذي لا تموت وبقي حملة عرشك وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا. فيقول: ليمت جبريل وميكائيل وليمت حملة عرشي.

فيقول اللّه تعالى وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحيّ الّذي لا تموت وبقيت أنا. فيقول: يا ملك الموت أنت خلقٌ من خلقي خلقتك لما رأيت فمت. ثمّ لا يحيى. فإذا لم يبق إلّا اللّه الواحد الصّمد قال اللّه: لا موت على أهل الجنّة، ولا موت على أهل النّار. ثمّ طوى اللّه السّماء والأرض كطيّ السّجلّ للكتاب ثمّ قال: أنا الجبّار لمن الملك اليوم؟ ثمّ قال: لمن الملك اليوم؟ ثلاثًا، ثمّ قال لنفسه: للّه الواحد القهّار.

- أخبرنا أحمد بن عبيدٍ قال: أخبرنا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّرٍ قال: حدّثنا أبو الأشعث قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ قال: ينادي المنادي بين يدي الصّيحة فيسمعها الأحياء والموتى، وينزل اللّه تعالى إلى سماء الدّنيا فيقول: لمن الملك اليوم؟ للّه الواحد القهّار.

قلت: وهذه دلالة نعيم بن حمّادٍ، وإسحاق بن راهويه، وهشام بن عبيد اللّه الرّازيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ صاحب ابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاريّ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 245-248]


قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : (ولأن الله تعالى قال: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}، فلو كانت البحار مدادا يكتب به لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات الله عز وجل كما لا يلحق الفناء علم الله؛ لأن من فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجر ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، وقد نفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن وجهه.). [كتاب الاعتقاد: ؟؟]
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): ( قولُه:(غير مخلوقٍ).
ش: ... وقال اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وتعالى-: (وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) الآيةَ، فهَذَا دليلٌ على أنَّ كلامَ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ؛ لأنَّ كُلَّ مخلوقٍ يَنْفَدُ ويَبِيدُ، وكلماتُه لا تَنفَدُ ولا تَبيدُ، وهَذَا الوصفُ لا يكونُ لمخلوقٍ، فالقُرآنُ كلامُ اللَّهِ ووحْيُه وتنَزْيلُه، فهُوَ غيرُ مخلوقٍ، فمَن زَعَم أنَّ القرآنَ مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ باللَّهِ العظيمِ، كما رُوِيَ ذَلِكَ عن السَّلَفِ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس