عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 01:57 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله: {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم}
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو تراب القهستاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كل شيء نزل فيه (يا أَيُّها الناسٌ) فهو مكي و(يا أيها الذين آمنوا) فهو مدني يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا) خطاب أهل المدينة فقوله: {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم} خطاب لمشركي مكة إلى قوله: {وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا} وهذه الآية نازلة في المؤمنين وذلك أن الله تعالى لما ذكر جزاء الكافرين بقوله: {النارُ الَّتي وَقودُها الناسُ وَالحِجارةُ أُعِدَت لِلكافِرينَ} ذكر جزاء المؤمنين). [أسباب النزول: 20-21]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الناس}
ساق الواحدي سندا صحيحا إلى الأعمش عن إبراهيم هو النخعي عن علقمة هو ابن قيس أحد كبار التابعين قال كل شيء نزل فيه (يا أيها الناس) فهو مكي وكل شيء نزل فيه (يا أيها الذين آمنوا) فهو مدني.
قلت: وقد وصله بذكر ابن مسعود فيه البزاز والحاكم وابن مردويه قال الواحدي: أراد أن يا أيها الناس خطاب لأهل مكة ويا أيها الذين آمنوا خطاب لأهل المدينة فقوله تعالى {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} خطاب لمشركي أهل مكة إلى قوله أعدت للكافرين. انتهى.
وقال القرطبي: قال علقمة ومجاهد: كل آية أولها (يا أيها الناس) نزلت بمكة وكل آية أولها (يا أيها الذين آمنوا) نزلت بالمدينة.
وقال أبو حيان: روي عن ابن عباس وعلقمة ومجاهد إنهم قالوا: كل شيء نزل فيه (يا أيها الناس) فهو مكي وكل شيء نزل فيه (يا أيها الذين آمنوا) مدني.
وحكى الماوردي في المراد بالناس هنا قولين:
أحدهما: إنه على العموم في أهل الكفر قال وبه جزم مقاتل.
والثاني: إنه على أعم من ذلك ويتناول المؤمنين أيضا والمطلوب منهم الدوام على ذلك. انتهى.
وما نقله عن مقاتل وجد في تفسيره رواية الهذيل بن حبيب عنه ما يخالفه.
وقال أبو حيان (يا أيها الناس) هنا خطاب لجميع من يعقل قاله ابن عباس وقيل لليهود خاصة قاله الحسن ومجاهد. وزاد مقاتل "والمنافقين". وعن السدي لمشركي أهل مكة وغيرهم من الكفار. انتهى.
والذي نقله عن مقاتل هو الموجود في تفسيره من رواية الهذيل عنه وقد استشكل ما نقل عن علقمة وغيره مع اختلاف العبارة ففرق بين قول من قال "(يا أيها الناس) مكي" وبين قول من قال "خوطب به أهل مكة"؛ لأن الأول أخص من الثاني لأن الذي وقع عليه الاتفاق في الاصطلاح بالمكي والمدني إن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة كالطائف وبطن نخل وعرفة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي في غزواته حتى مكة وأرض الطائف وتبوك وغيرها، وإذا تقرر ذلك فالذي قال "(يا أيها الناس) مكي" يقتضي اختصاصه بما قبل الهجرة فلا يدخل فيه المنافقون لأنه إنما حدث بعد الهجرة جزما، وأما اليهود فمحتمل. والذي قال "(يا أيها الناس) خوطب به أهل مكة" يعم ما قبل الهجرة وما بعدها لكنه يخص أهل مكة دون غيرهم من المشركين.
و إشكال القرطبي حيث قال: إن البقرة مدنية باتفاق، وكذلك سورة النساء وقد وقع فيهما (يا أيها الناس) لا يرد إلا على العبارة الأولى، وكذا قول أبي حيان الضابط في المدني - صحيح.
وأما المكي - فيحمل على الأغلب، وقد قيد الجعبري كلام علقمة بما لم أره في كلام غيره). [العجاب في بيان الأسباب: 1/240-244]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس