عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 06:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 75 إلى 96]

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}


تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ضرب اللّه مثلا} ، يعني وصف اللّه شبهًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
{عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيءٍ} يعني الوثن.
{ومن رزقناه منّا رزقًا حسنًا} يعني المؤمن.
{فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا} قال: {هل يستوون} ، يعني: هل يستوي هذا الّذي يعبد الوثن الّذي لا يقدر على شيءٍ والّذي يعبد اللّه فيرزقه الرّزق الحسن، أي إنّهما لا يستويان.
ثمّ قال: {الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون} وهم المشركون.
سعيدٌ عن قتادة، قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه للكافر، رزقه اللّه مالا فلم يقدّم فيه خيرًا، ولم يعمل فيه بطاعته.
قال اللّه: {ومن رزقناه منّا رزقًا حسنًا فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا} فهذا المؤمن أعطاه اللّه رزقًا حلالا طيّبًا، فعمل فيه بطاعته، وأخذه بشكرٍ.
قال اللّه: {هل يستوون} مثلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/77]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ضرب اللّه مثلاً عبداً مّملوكاً...}
ضرب مثلا للصنم الذي يعبدون أنه لا يقدر على شيء، {وهو كلٌّ على مولاه} أي يحمله، فقال: هل يستوي هذا الصنم {ومن يأمر بالعدل}
فقال: لا تسوّوا بين الصنم وبين الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 2/111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وضرب اللّه مثلًا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ وهو كلٌّ على مولاه} أي ثقل على مولاه.
أي على وليه وقرابته. مثل ضربه لمن جعل شريكا له من خلقه). [تفسير غريب القرآن: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا}.
هذا مثل ضربه الله لنفسه ولمن عبد دونه، فقال: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} فهذا مثل من جعل إلها دونه أو معه لأنه عاجز مدبّر، مملوك لا يقدر على نفع ولا ضرّ.
ثم قال: {وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ}.
فهذا مثله جل وعز لأنه الواسع الجواد القادر، الرّازق عباده جهرا من حيث يعلمون، وسرا من حيث لا يعلمون.
وقال بعض المفسرين: هو مثل للمؤمن، والكافر. فالعبد: هو الكافر، والمرزوق: هو المؤمن.
والتفسير الأول أعجب إليّ، لأن المثل توسّط كلامين هما لله تعالى أمّا (الأوّل) فقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ}.
فهذا لله ومن عبد من دونه.
وأمّا الآخر فقوله بعد انقضاء المثل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
ولأنه ضرب لهذا المعنى مثلا آخر بعقب هذا الكلام فقال: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} أي: أخرس {لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ}
أي: عيال وثقل على قرابته ووليّه {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ}.
فهذا مثل آلهتهم، لأنها صمّ بكم عمي، ثقل على من عبدها، في خدمتها والتّعبّد لها، وهي لا تأتيه بخير.
ثم قال: {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فجعل هذا المثل لنفسه). [تأويل مشكل القرآن: 384-385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضرب: التّبيين والوصف، قال الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} ، وقال: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} ،
أي لا تصفوه بصفات غيره ولا تشبهوه). [تأويل مشكل القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ضرب اللّه مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منّا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرّا وجهرا هل يستوون الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون}
فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أن الاثنين المتساويين في الخلق إذا كان أحدهما مقتدرا على الإنفاق مالكا والآخر عاجزا لا يقدر على أن ينفق لا يستويان.
فكيف بين الحجارة التي لا تتحرك ولا تعقل وبين الله عزّ وجلّ الذي هو على كل شيء قدير، وهو رازق جميع خلقه، فبين لهم أمر ضلالتهم وبعدهم عن الطريق في عبادتهم الأوثان، ثم زاد في البيان فقال جلّ وعزّ:{وضرب اللّه مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم}. [معاني القرآن: 3/213]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ضرب اللّه مثلاً عبداً مّملوكاً...}
ضرب مثلا للصنم الذي يعبدون أنه لا يقدر على شيء، {وهو كلٌّ على مولاه} أي يحمله، فقال: هل يستوي هذا الصنم {ومن يأمر بالعدل}
فقال: لا تسوّوا بين الصنم وبين الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 2/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا}
هذه الآية مشكلة وفيها أقوال قال مجاهد والضحاك هذا المثل لله جل ذكره ومن عبد من دونه وقال قتادة هذا المثل للمؤمن والكافر
يذهب قتادة إلى أن العبد المملوك هو الكافر لأنه لا ينتفع في الآخرة بشيء من عبادته والى أن معنى ومن رزقناه منا رزقا حسنا المؤمن
وقال بعض أهل اللغة القول الأول أحسن لأنه وقع بين كلامين لا نعلم بين أهل التفسير اختلافا إلا من شذ منهم أنهما لله جل وعز وهما: {فلا تضربوا لله الأمثال}
وبعده: {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه} يعني الوثن لأنه كل على من عنده وثقل والمولى الولي). [معاني القرآن: 4/92-91]

تفسير قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وضرب اللّه مثلا}، يعني: وصف اللّه مثلا، يعني: شبهًا، تفسير السّدّيّ.
{رجلين أحدهما أبكم}، أي: لا يتكلّم، يعني الوثن.
{لا يقدر على شيءٍ وهو كلٌّ على مولاه} عمله بيده، وينفق عليه ويعبده، ويتولاه {وهو كلٌّ على مولاه} ، يعني: على وليّه الّذي يتولاه ويعبده.
{أينما يوجّهه} هذا العابد له، يعني: دعاءه إيّاه.
{لا يأت بخيرٍ هل يستوي} هذا الوثن.
{هو ومن يأمر بالعدل} وهو اللّه.
{وهو على صراطٍ مستقيمٍ} وهو اللّه.
قال يحيى: مثل قوله: {إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ}.
سعيدٌ عن قتادة في قوله: {وضرب اللّه مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ} وهو نحوٌ من صنيعهم بآلهتهم وأحجارهم الّتي يعبدون.
قال اللّه: {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل} وهو اللّه تبارك وتعالى.
وفي تفسير الحسن: إنّه المؤمن الّذي ضرب اللّه مثلا في هذه الآية.
{وهو على صراطٍ مستقيمٍ} يعني المؤمن.
قال يحيى: سمعت غير واحدٍ يذكر أنّ هذا المثل نزل في عثمان بن عفّان). [تفسير القرآن العظيم: 1/78-77]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {وهو كلٌّ على مولاه} أي يحمله، فقال: هل يستوي هذا الصنم {ومن يأمر بالعدل} فقال: لا تسوّوا بين الضم وبين الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 2/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وهو كلٌّ على مولاة} أي عيال على ابن عمّه وكل وليّ له). [مجاز القرآن: 1/364]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وضرب اللّه مثلاً رّجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ وهو كلٌّ على مولاه أينما يوجّههّ لا يأت بخيرٍ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مّستقيمٍ}
وقال: {أينما يوجّههّ لا يأت بخيرٍ} لأنّ (أينّما) من حروف المجازاة). [معاني القرآن: 2/67]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيمٍ} مثل ضربه لنفسه). [تفسير غريب القرآن: 247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وضرب اللّه مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم}
والأبكم المطبق الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل، ثم قال: {وهو كلّ على مولاه} أي على وليّه
{أينما يوجّهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم}.
أي هل يستوي القادر التام التمييز والعاجز الذي لا يحس ولا يأتي بخير، فكيف يسوون بين اللّه وبين الأحجار). [معاني القرآن: 3/214-213]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه} يعني الوثن لأنه كل على من عنده وثقل والمولى الولي). [معاني القرآن: 4/92] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم} يعني نفسه جل وعز وكذا،
قال قتادة الله جل وعز يأمرنا بالعدل وهو على صراط مستقيم والمعنى على هذا في قوله جل وعز: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا} أنه يعني به ما عبد من دونه لأنه لا يملك ضرا ولا نفعا ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا وهذا لله جل وعز لأنه الجواد الرزاق للإنسان من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم
وروى عن ابن عباس وهذا لفظه المروي عنه قال نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق منه سرا وجهرا ومولاه أبو الجواب الذي كان ينهاه وقيل نزلت في رجلين وضرب الله مثلا رجلين الأبكم منهما الكل على مولا أسيد بن أبي العاص والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رحمة الله عليه كان عثمان يكفل مولاه فعثمان الذي ينفق بالعدل وهو على صراط مستقيم والآخر الأبكم وقال الحسن عبدا مملوكا هو الصنم
وأولى الأقوال في هذا قول ابن عباس رواه عنه حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس فبين ابن عباس رحمه الله أن هذه الآية نزلت في عبد بعينه لم يكن له مال ولا يقال في كل عبد لا يقدر على شيء فنزلت فيه وفي سيد كان له مال ينفق منه وأن الآية الأخرى نزلت في رجل بعينه لم يكن له مال وكان كلا على مولاه أي ابن عمه أو قريبه وضرب الله هذه الأمثال ليعلم أنه إله واحد وأنه لا ينبغي أن يشبه به غيره ولا يصح قول من قال إنه صنم لأن الصنم لا يقع عليه اسم عبد). [معاني القرآن: 4/94-92]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أحدهما أبكم} قال: الأبكم: الذي لا يفهم ما تقول له، والأكمه الذي يولد أعمى). [ياقوتة الصراط: 297]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وهو كل على مولاه} قال: الكل: الثقل، ومولاه - هاهنا: مالكه وصاحبه، يعني: الصنم هاهنا، لأنه يحتاج أن يحمله في النقل). [ياقوتة الصراط: 297]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وللّه غيب السّموات والأرض} يعلم غيب السّموات ويعلم غيب الأرض.
{وما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} ، يعني: بل هو أقرب من لمح البصر.
ولمح البصر أنّه يلمح مسيرة خمس مائة عامٍ، يلمح إلى السّماء، يعني: سرعة البصر.
{إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/78]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أو}: تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت
فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:

قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 545-543] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وللّه غيب السّماوات والأرض وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيء قدير }
ومعناه - واللّه أعلم -: وللّه علم غيب السّماوات والأرض
{وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر}.
والساعة اسم لإماتة الخلق وإحيائهم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن البعث والإحياء في قدرته ومشيئته {كلمح البصر أو هو أقرب} ليس يريد أنّ الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر، ولكنه يصف سرعة القدرة على الإتيان بها). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولله غيب السماوات والأرض} أي علم ما غاب فيهما عن العباد ثم قال: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} قال قتادة هو أن يقول جل وعز كن فذلك كلمح البصر أو هو أقرب وقال غيره المعنى أو هو أقرب عندكم ولم يرد أنها على هذا القرب وإنما أراد أن يعرفنا قدرته). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة} قبل أن يخرجكم، والعرب تقدّم وتؤخّر، قال الأخطل:
ضخمٌ تعلّق أشناق الدّيات به= إذا المئون أمرّت فوقه حملا
الشّنق: ما بين الفريضتين؛ والمئون: أعظم من الشّنق فبدأ بالأقل قبل الأعظم.
{السّمع} لفظه لفظ الواحد. وهو في موضع الجميع، كقولك: الأسماع، وفي آية أخرى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} وهي قبل القراءة). [مجاز القرآن: 1/365-364]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
و {إمّهاتكم} - بالكسر -، والأصل في الأمّهات " أمّات، ولكن الهاء زيدت مؤكدة كما زادوا هاء في قولهم أهرقت الماء، وإنما أصله أرقت الماء.
والأفئدة جمع فؤاد مثل غراب وأغربة.
ولم يجمع فؤاد على أكثر العدد، لم يقل فئدان، مثل غراب، وغربان.
ثم دلهم - سبحانه - على قدرته على أمر السّاعة بما شاهدوا من تدبيره فقال -:
{ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} . [معاني القرآن: 3/214]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء}، أي: متحلّقاتٍ في كبد السّماء، فيما بين السّماء والأرض،
وهي كلمةٌ عربيّةٌ كقوله: {وفرعها في السّماء} يعني بذلك طولها، كذلك الطّير متحلّقةٌ.
سعيدٌ عن قتادة قال: {في جوّ السّماء} في كبد السّماء.
قال: {ما يمسكهنّ إلا اللّه} يبيّن قدرته للمشركين يقول: هل تصنع آلهتكم شيئًا من هذا؟ {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جوّ السّماءٍ} أي الهواء، قال:
ويل أمّها من هواءٍ الجّو طالبّة= ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب).
[مجاز القرآن: 1/365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جو السماء}: الجو الهواء). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }
{جوّ السّماء} الهواء البعيد من الأرض، وأبعد منه من الأرض السكاك.
ومثل السّكاك اللوح، وواحد السّكاك سكاكة). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء} الجو الهواء البعيد وأبعد منه السكاك الواحدة سكاكة).
[معاني القرآن: 4/95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الجَوُّ}: ما بين السماء والأرض). [العمدة في غريب القرآن: 178]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه جعل لكم من بيوتكم سكنًا} تسكنون فيه.
تفسير مجاهدٍ.
{وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا} يعني من الشّعر والصّوف.
{تستخفّونها يوم ظعنكم} حين ظعنكم.
تفسير السّدّيّ.
يعني: في سفركم.
{ويوم} وحين.
{إقامتكم} ، يعني: قراركم في غير سفرٍ.
{ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا} والأثاث المتاع في تفسير الحسن.
وقال مجاهدٌ: الأثاث: الغناء.
والمتاع إلى حينٍ.
وقال الأعمش: الأثاث: المال، وهو واحدٌ.
{ومتاعًا} تستمعون به إلى حين الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعل لكم مّن جلود الأنعام...} يعني الفساطيط للسفر، وبيوت العرب التي من الصوف والشعر.
والظعن يثقّل في القراءة ويخفّف؛ لأن ثانيه عين، والعرب تفعل ذلك بما كان ثانيه أحد الستة الأحرف مثل الشعر والبحر والنهر. أنشدني بعض العرب:
له نعل لا تطّبي الكلب ريحها = وإن وضعت بين المجالس شمّت
وقوله: {أثاثاً ومتاعاً} المتاع إلى حين يقول يكتفون بأصوافها إلى أن يموتوا. ويقال إلى الحين بعد الحين). [معاني القرآن: 2/112-111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (وقوله {أثاثاً} أي متاعاً،
قال محمد بن نمير الثّقفيّ:
أهاجتك الظّمائن يوم بانوا= بذي الرّئ الجميل من الأثاث
والرئ الكسوة الظاهرة وما ظهر). [مجاز القرآن: 1/366-365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {والأثاث}: المتاع). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً} يعني قباب الأدم وغيرها {تستخفّونها} في الحمل.
{يوم ظعنكم}: يوم سفركم {ويوم إقامتكم}.
والأثاث: متاع البيت من الفرش والأكسية. قال أبو زيد: واحد الأثاث: أثاثة). [تفسير غريب القرآن: 247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفّونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين} أي موضعا تسكنون فيه.
{وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا}.
والأنعام اسم للإبل والبقر والغنم
وقوله: {تستخفّونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}.
معنى تستخفونها، أي يخف عليكم حملها في أسفاركم وإقامتكم.
ويقرأ {يوم ظعنكم}، وظعنكم.
{ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين}.
الأوبار للإبل، والأصواف للضأن، والأشعار للمعز.
والأثاث متاع البيت، ويقال لمتاع البيت أيضا، الأهرة، ويقال: قد أثّ يئيث أثّا إذا صار ذا أثاث). [معاني القرآن: 3/215-214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} أي موضعا تسكنون فيه). [معاني القرآن: 4/96-95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا} يعني بيوت الأدم وما أشبهها والأنعام الإبل والبقر والغنم).
[معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم} أي يخف عليكم حملها في سفركم وإقامتكم). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين} فالأصواف للضأن والأوبار للإبل والأشعار للمعز قال قتادة الأثاث المال
وقال الضحاك الأثاث المال والزينة
والأثاث عند أهل اللغة متاع البيت نحو الفرش والأكسية
وقد أث يئث أثا إذ صار ذا أثاث قال أبو زيد واحد الأثاث أثاثه ثم قال تعالى: {ومتاعا إلى حين} روى معمر عن قتادة إلى أجل وبلغة). [معاني القرآن: 4/97-96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ظعنكم} أي سفركم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 132]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَثَاثُ}: المتاع). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالا}
قال قتادة: من الشّجر وغيرها.
قال يحيى: يعني: المنازل تظلّكم من الشّمس والمطر، وجعل لكم ظلالا من الشّجر.
{وجعل لكم من الجبال أكنانًا} قال قتادة: يسكن فيها.
قال غيرانًا تكنّكم أيضًا من الحرّ والبرد والرّيح والأمطار، يعني الغيران الّتي تكون في الجبال.
{وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ} قال قتادة: من القطن، والكتّان، والصّوف.
وقد قال في أوّل السّورة: {لكم فيها دفءٌ} من البرد.
قال: {وسرابيل تقيكم بأسكم} قال قتادة: من هذا الحديد.
يعني: دروع الحديد تقيكم القتال.
{كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون} لكي تسلموا.
قال: إن أسلمتم تمّت عليكم النّعمة بالجنّة، وإن لم تسلموا لم يتمّ نعمته عليكم.
قال يحيى: بلغني أنّ ابن عبّاسٍ كان يقرؤها: لعلّكم تسلمون، أي: من الجراح، يعني: في لبس الدّروع.
قال قتادة: وكانت هذه السّورة تسمّى سورة النّعم). [تفسير القرآن العظيم: 1/80-79]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سرابيل تقيكم الحرّ...}.
ولم يقل: البرد، وهي تقي الحرّ والبرد، فترك لأن معناه معلوم - والله أعلم - كقول الشاعر:
وما أدري إذا يمّمت وجهاً = أريد الخير أيّهما يليني
يريد أي الخير والشر يليني لأنه إذا أرد الخير فهو يتّقي الشرّ وقوله: {لعلّكم تسلمون} وبلغنا عن ابن عباس أنه قرأ {لعلكم تسلمون} من الجراحات). [معاني القرآن: 2/112]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعل لكم من الجبال أكناناً} واحدها: كنّ.
{سرابيل تقيكم الحرّ} أي قمصاً، وسرابيل تقيكم بأسكم) أي دروعاً
وقال كعب بن زهير:
شمّ العرانين أبطال لبوسهم= من نسج داود في الهيجاء سرابيل).
[مجاز القرآن: 1/366]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واللّه جعل لكم مّمّا خلق ظلالاً وجعل لكم مّن الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون}
وقال: {مّن الجبال أكناناً} وواحده: "الكنّ"). [معاني القرآن: 2/67]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سرابيل تقيكم الحر}: قمص.
{وسرابيل تقيكم بأسكم}: الدروع). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالًا} أي ظلال الشجر والجبال.
والسرابيل: القمص.
{تقيكم الحرّ} أراد تقيكم الحر والبرد. فاكتفى بذكر أحدهما إذا كان يدل على الآخر. كذلك قال الفراء.
{وسرابيل تقيكم بأسكم} يعني الدّروع تقيكم بأس الحرب). [تفسير غريب القرآن: 248]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه جعل لكم ممّا خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون} أي جعل لكم من الشجر ما تستظلون به
{وجعل لكم من الجبال أكنانا} واحد الأكنان كن، على وزن حمل وأحمال، ولا يجوز أن يكون واحدها كنانا، لأن جمع الكنان أكنة. أي جعل لكم ما يكنكم.
{وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ} كل ما لبسته فهو سربال. من قميص أو درع أو جوشنن أو غيره، قال الله عزّ وجلّ: {سرابيلهم من قطران}، وقال {تقيكم الحرّ} ولم يقل تقيكم البرد لأن ما وقى من الحر وقى من البرد.
وقوله: {وسرابيل تقيكم بأسكم} أي جعل لكم دروعا تتقون بها في الحروب من بأس الحديد وغيره.
وقوله: {كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون}.
أكثر القراء تسلمون، ويقرأ لعلكم تسلمون، أي لعلكم إذا لبستم الدروع في الحرب سلمتم من الجراح، ثم قال بعد أن - بيّن لهم الآيات:
{فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} ). [معاني القرآن: 3/216-215]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والله جعل لكم مما خلق ظلالا} يعني ظلالا الشجر والله أعلم). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وجعل لكم من الجبال أكنانا} أي ما يكنكم الواحد كن). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} روى معمر عن قتادة قال يعني قمص الكتان). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وسرابيل تقيكم بأسكم} قال قتادة يعني الدروع
وروى عثمان بن عطاء عن أبيه قال إنما خوطبوا بما يعرفون قال جل وعز: {وجعل لكم من الجبال أكنانا} وما جعل لهم من السهل أكثر وأعظم ولكنهم كانوا أصحاب جبال وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وما يقي البرد أكثر ولكنهم أصحاب حر
وقال الفراء يحيى بن زياد المعنى تقيكم الحر وتقيكم البرد ثم حذف كما قال الشاعر:
فما أدري إذا يممت وجها = أريد الخير أيهما يليني
والمعنى أي الخير والشر لأنه إذا أراد الخير أتقى الشر). [معاني القرآن: 4/99-97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} روى عن ابن عباس لعلكم تسلمون وقال أي من الجراحات وإسناده ضعيف رواه عباد بن العوام عن حنظلة عن شهر بن حوشب عن ابن عباس وظاهر القرآن يدل على الإسلام لأنه عدد النعم ثم قال لعلكم تسلمون). [معاني القرآن: 4/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} السرابيل: القمص، واحدها: سربال،
وقوله: تقيكم الحر - أراد: الحر والبرد، ولكنه حذف، كما قال: تمر بنا رياح الصيف دوني
أراد: والشتاء، وهذا اختصار، كما قال - عز وجل: {لا يسألون الناس إلحافا} أراد: ولا غير إلحاف، فحذف، وكما قال - جل وعز: {وأشربوا في قلوبهم العجل} معناه: وأشربوا في قلوبهم حب العجل، فحذف، كما قال: {واسأل القرية التي كنا فيها} أراد: أهل القرية، وكما قال: {والعير التي أقبلنا فيها} أراد: أهل العير). [ياقوتة الصراط: 297-300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مما خلق ظلالا} يعني الشجر والجبال.
{والسرابيل} القمص.
{تقيكم بأسكم} يعني الدروع، يعني بأس الحرب، واكتفى في أول الكلام بذكر الحر عن البرد لدلالته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 132]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَرَابيلُ}: قمص). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
يقول: وليس عليك أن تهديهم كقوله: {ليس عليك هداهم ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} أي عليك أن تبلغ الرسالة وتأتي بالآيات الدالة على النبوة). [معاني القرآن: 3/216]

تفسير قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يعرفون نعمت اللّه ثمّ ينكرونها} يعرفون ويقرّون أنّ اللّه الّذي خلقهم وخلق السّموات والأرض، وأنّه هو الرّزّاق،
ثمّ ينكرونها بتكذيبهم.
وقال مجاهدٌ: يعني نعمته الّتي قصّ في هذه السّورة.
قال: {وأكثرهم الكافرون} ، يعني: جماعتهم كلّهم، كقوله: {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون}، يعني كلّهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/81-80]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يعرفون نعمت اللّه...}
يعني الكفار إذا قيل لهم، من رزقكم؟ قالوا: الله، ثم يقولون: بشفاعة آلهتنا فيشركون فذلك إنكارهم {نعمت اللّه} ). [معاني القرآن: 2/112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يعرفون نعمت اللّه} أي يعلمون أن هذا كله من عنده، ثم ينكرون ذلك، بأن يقولون: هو شفاعة آلهتنا).
[تفسير غريب القرآن: 248]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يعرفون نعمت اللّه ثمّ ينكرونها وأكثرهم الكافرون}
أي يعرفون أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق ثم ينكرون ذلك). [معاني القرآن: 3/216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين *يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} روى سفيان عن السدي
قال يعني محمدا صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر وهذا القول حسن والمعنى يعرفون أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حق ثم ينكرونه
وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني المساكين والأنعام وما يرزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب أنعم الله بذلك عليهم فلم يشكروا وقالوا إنما كان لآبائنا وورثناها عنهم). [معاني القرآن: 4/100-99]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ} يعني من كلّ أمّةٍ.
{شهيدًا} وهم الأنبياء، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: شهيدًا، يعني نبيّهم يشهد عليهم أنّه قد بلّغهم.
{ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا ولا هم يستعتبون} هي مثل قوله: {هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون} بحجّةٍ، وهي مواطن لا يؤذن لهم في موطنٍ في الكلام، ويؤذن لهم في موطنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/81]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} يروى أن نبي كل أمة شاهد عليها). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا رأى الّذين ظلموا العذاب} وإذا دخل الّذين ظلموا العذاب، يعني المشركين.
{فلا يخفّف عنهم} العذاب.
{ولا هم ينظرون} سألوا اللّه أن ينظرهم، أن يؤخّرهم فيردّهم إلى الدّنيا حتّى يتوبوا، فلم ينظرهم، أي فلم يؤخّرهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/82-81]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم} إذا رأوا الشّياطين الّذين كانوا يضلّونهم في الدّنيا، يعرف كلّ إنسانٍ شيطانه.
{قالوا} يقول بنو آدم.
{ربّنا هؤلاء شركاؤنا} يعنون بني إبليس.
{الّذين كنّا ندعو من دونك} لأنّهم هم الّذين دعوهم إلى عبادة الأوثان.
قال: {وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا}.
وقال قتادة: {الّذين كنّا ندعو من دونك}
{فألقوا إليهم القول} فألقى بنو آدم إلى بني إبليس القول، حدّثوهم.
تفسير مجاهدٍ.
ذكره عاصم بن حكيمٍ وابن مجاهدٍ فقالوا لهم: {إنّكم لكاذبون}، أي: إنّكم كذّبتمونا في الدّنيا وغرّرتمونا). [تفسير القرآن العظيم: 1/82]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( [قوله]: {فألقوا إليهم القول...}
آلهتهم ردّت عليهم قولهم {إنّكم لكاذبون} أي لم ندعكم إلى عبادتنا). [معاني القرآن: 2/112]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون...}
فكسرت لأنها من صلة القول. ومن فتحها لو لم تكن فيها لام في قوله لكاذبون جعلها تفسيراً للقول: ألقوا إليهم أنكم كاذبون فيكون نصباً لو لم يكن فيها لام؛ كما تقول:
ألقيت إليك أنك كاذب. ولا يجوز إلاّ الكسر عند دخول اللام، فتقول: ألقيت إليك إنّك لكاذب). [معاني القرآن: 2/112]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون} أي قالوا: إنكم لكاذبون، يقال: ألقيت إليه كذا، أي قلت له كذا). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون}
أي لما رأى الذين أشركوا ما كانوا يشركون باللّه غير نافعهم وجحدتهم آلهتهم كما قال الله جلّ وعزّ: {كلّا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّا} ). [معاني القرآن: 3/216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون} أي جحدتم آلهتهم كما قال تعالى: {سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا} ). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} أعطوا الإسلام يومئذٍ واستسلموا له، آمنوا باللّه وكفروا بالشّيطان والأوثان.
وقال قتادة: ذلّوا واستسلموا يومئذٍ.
{وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} عبادتهم إيّاهم في الدّنيا افتراءً على اللّه وهو الكذب وهو كقوله: {ثمّ قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا} ).
[تفسير القرآن العظيم: 1/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقوا إلى الله يومئذٍ السّلم} أي المسالمة). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
روى سعيد عن قتادة قال استسلموا وذلوا وضل عنهم ما كانوا يفترون أي يشركون). [معاني القرآن: 4/101-100]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال يحيى: بلغني عن عبد اللّه بن مسعودٍ،
قال: حيّاتٌ وعقارب لها أنيابٌ مثل النّخل الطّوال تنهشهم.
وقال الحسن هو كقوله: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}
روي في التفسير أن الّذي زيدوا عقارب لها أنياب كالنحل الطوال.
وقيل أيضا: إنهم يخرجون من حرّ النار إلى الزمهرير، فيبادرون من شدة برده إلى النّار). [معاني القرآن: 3/216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب}
روى مسروق عن عبد الله قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال). [معاني القرآن: 4/101]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم} ، يعني: نبيّهم هو شاهدٌ عليهم.
{وجئنا بك} يا محمّد.
{شهيدًا على هؤلاء} ، يعني: أمّته.
قوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} ما بيّن فيه من الحلال والحرام، والكفر، والإيمان، والأمر والنّهي، وكلّ ما أنزل اللّه فيه.
- النّضر بن معبدٍ عن أبي قلابة عن أبي الدّرداء، قال: نزل القرآن على ستّ آياتٍ: آية مبشّرةٍ، وآيةٍ منذرةٍ، وآية فريضةٍ، وآيةٍ تأمرك، وآيةٍ تنهاك، وآية قصصٍ وأخبارٍ.
قال: {وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين} للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تبياناً لكلّ شيءٍ} أي بياناً). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويوم نبعث في كلّ أمّة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
كل نبي شاهد على أمّته، وهو أعدل شاهد عليها.
وقوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء}.
تبيان: اسم في معنى البيان، ومثل التّبيان التّلقاء، ولو قرئت تبيانا على وزن تفعال لكان وجها، لأن التبيان في معنى التبيين، ولا تجوز القراءة به لأنه لم يقرا به أحد من القراء).
[معاني القرآن: 3/217-216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} روى أبان بن ثعلب عن مجاهد قال تبيانا للحلال من الحرام). [معاني القرآن: 4/101]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} أي: بيانا لكل شيء). [ياقوتة الصراط: 300]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} حقّ القرابة.
أبو الأشهب عن الحسن قال: حقّ الرّحم ألا تحرمها ولا تهجرها.
سعيدٌ عن قتادة قال: كان يقال: إذا لم يكن لك مالٌ تعطيه فامش إليه برجلك.
- فطرٌ عن أبي يحيى عن مجاهدٍ عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الرّحم معلّقةٌ بالعرش، وليس الواصل المكافي، ولكنّ الّذي إذا انقطعت رحمه وصلها».
قوله: {وينهى عن الفحشاء} المعاصي.
{والمنكر} الكذب.
{والبغي} أن يبغي بعضهم على بعضٍ.
هو من المعاصي.
وتفسير السّدّيّ: والبغي يعني: والظّلم.
{يعظكم لعلّكم تذكّرون}
- فطرٌ عن أبي يحيى عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ، قال: لو أنّ جبلا بغى على جبلٍ لدكّ الباغي منهما.
- خداشٌ عن عيينة بن عبد الرّحمن الثّقفيّ عن أبيه عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من ذنبٍ أجدر أن تعجّل لصاحبه العقوبة في الدّنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرّحم».
قال يحيى: بلغني أنّه لمّا نزلت هذه الآية قال بعض المشركين: إنّ هذا الرّجل ليأمر بمحاسن الأخلاق). [تفسير القرآن العظيم: 1/84-83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإيتاء ذي القربى} يعني وإعطاؤه). [مجاز القرآن: 1/367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وإيتاء ذي القربى}: إعطاء). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَإِيتَاءِ}: إعطاء ). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم} ، يعني المؤمنين، على السّمع والطّاعة.
{ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} يعني بعد توكيد العهد.
قال قتادة: بعد تشديدها وتغليظها.
{وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا إنّ اللّه يعلم ما تفعلون} تفسير الحسن: عهد الأنبياء.
{وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا} يقول: وقد تكفّل لكم بالجنّة إذا تمسّكتم بدينه.
أبو الأشهب عن الحسن قال: الإيمان حقيقةٌ في الإسلام والإيمان...
قال اللّه.
كما قال: إنّ اللّه أعطى ذمّته في عهدٍ، فمن صدق...
فإنّ له خيرًا في الدّنيا، وخيرًا له في الآخرة، ومن كذب...
أكل به وناكح به ووارث به أتى اللّه به يوم القيامة لا عهد.....). [تفسير القرآن العظيم: 1/84]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} قال مجاهدٌ: توكيدٌ في الحلفاء.
وهو تقديمٌ، وفيه إضمارٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/85]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتّم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلاً إنّ اللّه يعلم ما تفعلون}
وقال: {وأوفوا بعهد اللّه} تقول: "أوفيت بالعهد" و"وفيت بالعهد" فإذا قلت "العهد" قلت "أوفيت العهد" بالألف). [معاني القرآن: 2/67]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (واليمين: عهد، قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} ). [تأويل مشكل القرآن: 447]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا إنّ اللّه يعلم ما تفعلون}
{ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}.
يقال: وكدت الأمر، وأكّدت الأمر. لغتان جيّدتان، والأصل الواو.
والهمزة بدل منها). [معاني القرآن: 3/217]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} قال مجاهد يعني تغليظ اليمين). [معاني القرآن: 4/101]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثًا} تنكثون العهد، يعني المؤمنين، ينهاهم عن ذلك.
قال: فيكون مثلكم إن نكثتم العهد مثل الّتي نقضت غزلها من بعد ما أبرمته، فنقضته من بعد ما كان غزلا قويًّا أنكاثًا عن العهد). [تفسير القرآن العظيم: 1/85]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {تتّخذون أيمانكم}، أي: عهدكم.
{دخلا بينكم} قال قتادة: خيانةً وغدرًا.
قال الحسن: كما صنع المنافقون، فلا تصنعوا كما صنع المنافقون فتظهروا الإيمان وتسرّوا الشّرك.
والدّخل: إظهار الإيمان وإسرار الشّرك.
{أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} هي أكثر من أمّةٍ، يقول: فتنقضوا عهد اللّه لقومٍ هم أكثر من قومٍ.
قال قتادة: أن يكون قومٌ هم أعدّ وأكثر من قومٍ.
وقال السّدّيّ: أن يكون قومٌ أكثر من قومٍ.
وبعضهم يقول: العهد فيما بين النّاس فيما وافق الحقّ.
- عبد القدّوس بن حبيبٍ عن مكحولٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه يوصيكم بأمّهاتكم فالأقرب الأقرب.الدّين مقضيٌّ، والأمانة مؤدّاةٌ، وأحقّ ما وفى به العبد العهد، عهد اللّه»
- جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: قال ابن مسعودٍ: ما نزلت بعبدٍ شديدةٌ إلا قد عاهد اللّه عندها، فإن لم يتكلّم بلسانه فقد أضمر ذلك في قلبه، فاتّقوا اللّه وأوفوا بما عاهدتم له.
- الحسن بن دينارٍ عن الحسن أنّ ابن مسعودٍ قال: يا أهل المواثيق انظروا ما تعاهدون عليه ربّكم.
كم من مريضٍ قد قال: إن اللّه شفاني فعلت كذا، فعلت كذا.
قال: والمرأة الّتي ضربت مثلا في غزلها كانت حمقاء تغزل الشّعر، فإذا غزلته رجعت نقضته ثمّ عادت فغزلته.
وتفسير مجاهدٍ قال: هذا في الحلفاء، كانوا يحالفون الحلفاء، ثمّ يجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون الّذين هم أعزّ منهم، فنهوا عن ذلك.
قوله: {إنّما يبلوكم اللّه به} بالكثرة.
يبتليكم، يختبركم.
{وليبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون} من الكفر والإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 1/86-85]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ...}:
من بعد إبرام. كانت تغزل الغزل من الصوف فتبرمه ثم تأمر جارية لها بنقضه. ويقال: إنها ريطة {تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم} يقول: دغلا وخديعة.
قوله: {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} يقول: هي أكثر، ومعناه لا تغدروا بقوم لقلّتهم وكثرتكم أو قلّتكم وكثرتهم، وقد غررتموهم بالأيمان فسكنوا إليها. وموضع (أدنى) نصب.
وإن شئت رفعت؛ كما تقول: ما أظن رجلاً يكون هو أفضل منك وأفضل منك، النصب على العماد، والرفع على أن تجعل (هو) اسماً.
ومثله قول الله عزّ وجلّ: {تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً} نصب، ولو كان رفعا كان صواباً). [معاني القرآن: 2/113-112]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قوّةٍ أنكاثاً} كل حبل وغزل ونحو ذلك نقضته فهو نكث، وهو من قولهم نكثت قال المسيّب بن علس:
من غير مقليةٍ وإنّ حبالها= ليست بأنكاثٍ ولا أقطاع
{دخلاً بينكم} كل شيء وأمر لم يصح فهو دخلٌ: {هي أربى من أمّةٍ} أي أكثر). [مجاز القرآن: 1/367]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثاً تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ إنّما يبلوكم اللّه به وليبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}
وقال: {أنكاثاً} وواحدها "النّكث). [معاني القرآن: 2/67]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أنكاثا}: كل شيء نقضته فهو أنكاث واحدة نكث.
{دخلا بينكم}: كل شيء لم يصح في كلام فهو دخل.
{هي أربا من أمة}: أي أكثر). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( الأنكاث: ما نقض من غزل الشعر وغيره. واحدها نكث، يقول: لا تؤكدوا على أنفسكم الإيمان والعهود ثم تنقضوا ذلك وتحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت ونسجت، ثم نقضت ذلك النسخ فجعلته أنكاثا.
{تتّخذون أيمانكم دخلًا بينكم} أي دخلا وخيانة.
{أن تكون أمّةٌ} أي فريق منكم.
{أربى من أمّةٍ} أي أغنى من فريق). [تفسير غريب القرآن: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ}.
هذا مثل لمن عاهد الله وحلف به، فقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فتكونوا إن فعلتم كامرأة غزلت غزلا وقوّت مرّته وأبرمته، فلما استحكم نقضته، فجعلته أنكاثا.
والأنكاث: ما نقض من أخلاق بيوت الشعر والوبر ليغزل ثانية ويعاد مع الجديد، وكذلك ما نقض من خلق الخزّ.
ومنه قيل لمن أعطاك بيعته على السمع والطاعة ثم خرج عليك: ناكث، لأنه نقض ما وكّد على نفسه بالإيمان والعهود، كما تنقض النّاكثة غزلها.
ثم قال: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}. أي: دغلا وخيانة وحيلا {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} أي: لأن يكون قوم أغنى من قوم، وقوم أعلى من قوم،
تريدون: أن تقتطعوا بأيمانكم حقوقا لهؤلاء، فتجعلوها لهؤلاء.
وقال المفسرون في التي نقضت غزلها: هي امرأة من قريش وكانت حمقاء، فكانت تغزل الغزل من الصوف والشّعر والوبر بمغزل في غلظ الذّراع، وصنّارة في قدر الإصبع، وفلكة عظيمة، فإذا أحكمته أمرت خادمها فنقضته). [تأويل مشكل القرآن: 387-386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمّة هي أربى من أمّة إنّما يبلوكم اللّه به وليبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}
{أنكاثا} منصوب لأنه في معنى المصدر لأن معنى نكثت نقضت، ومعنى نقضت نكثت، وواحد الأنقاض نكث وهو ما نقض بعد أن غزل.
قال الشاعر:.
ترعيّة تعرف الأرباع ضجعته= له نكاث من الأنجاد والفضل
وقوله: {تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم} أي غشا بينكم وغلّا.
و{دخلا} منصوب لأنه مفعول له.
المعنى: تتخذون أيمانكم للغش والدّخل، وكل ما دخله عيب قيل هو مدخول، وفيه دخل.
وقوله: {أن تكون أمّة هي أربى من أمّة}.
لتغتز إحداهما بالأخرى، وأربى مأخوذ من ربا الشيء يربو إذا كثر). [معاني القرآن: 3/217]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة} هذه آية مشكلة تحتاج إلى تدبير قال قتادة الدخل الخيانة
وقال غيره المعنى لا تحلفوا أو تؤكدوا عليكم الأيمان ثم تحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت غزلا فأبرمته وأحكمته ثم نقضته والأنكاث ما نقض من الخز والوبر وغيرهما ليغزل ثانية ومنه قيل ناكث
وروى في التفسير أن امرأة يقال لها ربطة ابنة سعد كانت تغزل بمغزل كبير فإذا أبرمته وأتقنته أمرت جارتها فنقضته
قال الضحاك في قوله تعالى: {أن تكون أمة هي أربى من أمة} أي أكثر قال فأمروا بوفاء العهد وإن كانوا كثيرا
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كانوا يحلفون القوم ويعاهدونهم فإذا علموا أن غيرهم أكثر منهم وأقوى نقضوا عهدهم وحالفوا غيرهم فنهاهم الله جل ذكره عن ذلك
والمعنى عند أهل اللغة لأن تكون أمة وبأن تكون أمة هي أربى من أمة أي هي أغنى وأكثر أي لا تعاهدوا قوما فإذا أمنوا نقضتم العهد ليكون أصحابكم أغنى وأقوى).
[معاني القرآن: 4/103102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم} أي: فسادا بينكم). [ياقوتة الصراط: 300]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هي أربى من أمة} أي: هي أي أزيد). [ياقوتة الصراط: 300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والأنكاث} ما نقض من غزل. يقول الله تبارك وتعالى: لا تؤكدوا على أنفسكم الأيمان والعهود، ثم تنقضوا ذلك وتحنثوا،
فتكونوا كامرأة غزلت ونسجت ثم نقضت ذلك.
{دخلا بينكم} أي دغلا وخيانة.
{أربى من أمة} أي أغنى من فريق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 133]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَنْكَاثُ}: النقض.
{دَخَلاً}: فسادا ودغلاً.
{أَرْبَى}: أكثر). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو شاء اللّه لجعلكم أمّةً واحدةً} يعني على...
وهو تفسير السّدّيّ: على الإيمان.
قال يحيى: مثل قوله: {ولو شئنا لآتينا كلّ نفسٍ هداها}.
ومثل قوله: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا}.
قال: {ولكن يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألنّ عمّا كنتم تعملون} يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمّة: الدّين، قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على دين.
قال النابغة:
حلفتُ فَلَمْ أتركْ لنفسكَ رِيبَةً = وهل يَأْثَمَن ذُو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟
أي: ذو دين.
والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد: أمة، فتقام الأمة مقام الدين، ولهذا قيل للمسلمين: أمّة محمد، صلّى الله عليه وسلم، لأنهم على أمر واحد،
قال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}. مجتمعة على دين وشريعة.
وقال الله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، أي: مجتمعة على الإسلام). [تأويل مشكل القرآن: 446] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أمة واحدة} أي: دينا واحد، وملة واحدة). [ياقوتة الصراط: 301]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تتّخذوا أيمانكم دخلا بينكم} تفسير الحسن: أن تسرّوا الشّرك، فترتدّوا عن الإسلام.
{فتزلّ قدمٌ بعد ثبوتها} تزلّ إلى الكفر بعد ما كانت على الإيمان فتزلّ إلى النّار.
{وتذوقوا السّوء بما صددتم عن سبيل اللّه ولكم عذابٌ عظيمٌ} والسّوء: عذاب الدّنيا، القتل بالسّيف.
يقول: إن ارتددتم عن الإسلام قتلتم في الدّنيا، ولكم في الآخرة عذابٌ عظيمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/87]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: قدم وفدٌ من كندة وحضرموت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فبايعوه على الإسلام ولم يهاجروا،
وأقرّوا بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة.
ثمّ إنّ رجلا من حضرموت قام فتعلّق برجلٍ من كندة يقال له: امرؤ القيس، فقال: يا رسول اللّه إنّ هذا جاورني في أرضٍ لي، فقطع طائفةً منها فأدخلها في أرضه.
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ألك بيّنةٌ بما تزعم؟ فقال: القوم كلّهم يعلمون أنّي صادقٌ وأنّه كاذبٌ، ولكنّه أكرم عليهم منّي.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا امرأ القيس، ما يقول هذا؟ فقال: ما يقول إلا الباطل.
قال: فقم فاحلف باللّه الّذي لا إله إلا هو ما له قبلك شيءٌ ممّا يقول، وأنّه الكاذب فيما يقول.
فقال: نعم.
فقال الحضرميّ: إنّا للّه، تجعلها يا رسول اللّه إليه؟ إنّه رجلٌ فاجرٌ، لا يبالي بما حلف عليه.
فقال رسول اللّه عليه السّلام: إنّه من اقتطع مال رجلٍ مسلمٍ بيمينٍ كاذبةٍ لقي اللّه وهو عليه ساخطٌ.
فقام امرؤ القيس ليحلف، فنزلت هاتان الآيتان: {ولا تشتروا بعهد اللّه ثمنًا قليلا إنّما عند اللّه هو خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد وما عند اللّه باقٍ ولنجزينّ الّذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} فقام الأشعث بن قيسٍ فأخذ بمنكبي امرئ القيس فقال: ويلك يا امرأ القيس، إنّه قد نزلت آيتان فيك وفي صاحبك، خيرتهما له،
والأخرى لك.
وقد قال رسول اللّه عليه السّلام: «من اقتطع مال امرئٍ مسلمٍ بيمينٍ كاذبةٍ لقي اللّه وهو عليه ساخطٌ».
فأقبل امرؤ القيس فقال: يا رسول اللّه ما نزل فيّ؟ فتلا عليه الآيتين، فقال امرؤ القيس: أمّا ما عندي فينفد، وأمّا صاحبي فيجزى بأحسن ما كان يعمل.
اللّهمّ إنّه صادقٌ، وإنّي أشهد اللّه أنّه صادقٌ، ولكن واللّه ما أدري ما يبلغ ما يدّعي من أرضه في أرضي فقد أصبتها منذ زمانٍ، فله ما ادّعى في أرضي، ومثلها معها.
فنزلت هذه الآية: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
فقال امرؤ القيس: ألي هذه يا رسول اللّه؟ قال: نعم.
فكبّر امرؤ القيس). [تفسير القرآن العظيم: 1/88-87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فتزلّ قدمٌ بعد ثبوتها} مثل يقال: لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة ونحو ذلك: زلّت قدمه.
{من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً} ). [مجاز القرآن: 1/367]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تشتروا بعهد اللّه ثمنًا قليلا} من الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/87]

تفسير قوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: قدم وفدٌ من كندة وحضرموت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فبايعوه على الإسلام ولم يهاجروا،
وأقرّوا بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة.
ثمّ إنّ رجلا من حضرموت قام فتعلّق برجلٍ من كندة يقال له: امرؤ القيس، فقال: يا رسول اللّه إنّ هذا جاورني في أرضٍ لي، فقطع طائفةً منها فأدخلها في أرضه.
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ألك بيّنةٌ بما تزعم؟ فقال: القوم كلّهم يعلمون أنّي صادقٌ وأنّه كاذبٌ، ولكنّه أكرم عليهم منّي.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا امرأ القيس، ما يقول هذا؟ فقال: ما يقول إلا الباطل.
قال: فقم فاحلف باللّه الّذي لا إله إلا هو ما له قبلك شيءٌ ممّا يقول، وأنّه الكاذب فيما يقول.
فقال: نعم.
فقال الحضرميّ: إنّا للّه، تجعلها يا رسول اللّه إليه؟ إنّه رجلٌ فاجرٌ، لا يبالي بما حلف عليه.
فقال رسول اللّه عليه السّلام: إنّه من اقتطع مال رجلٍ مسلمٍ بيمينٍ كاذبةٍ لقي اللّه وهو عليه ساخطٌ.
فقام امرؤ القيس ليحلف، فنزلت هاتان الآيتان: {ولا تشتروا بعهد اللّه ثمنًا قليلا إنّما عند اللّه هو خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد وما عند اللّه باقٍ ولنجزينّ الّذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} فقام الأشعث بن قيسٍ فأخذ بمنكبي امرئ القيس فقال: ويلك يا امرأ القيس، إنّه قد نزلت آيتان فيك وفي صاحبك، خيرتهما له،
والأخرى لك.
وقد قال رسول اللّه عليه السّلام: «من اقتطع مال امرئٍ مسلمٍ بيمينٍ كاذبةٍ لقي اللّه وهو عليه ساخطٌ».
فأقبل امرؤ القيس فقال: يا رسول اللّه ما نزل فيّ؟ فتلا عليه الآيتين، فقال امرؤ القيس: أمّا ما عندي فينفد، وأمّا صاحبي فيجزى بأحسن ما كان يعمل.
اللّهمّ إنّه صادقٌ، وإنّي أشهد اللّه أنّه صادقٌ، ولكن واللّه ما أدري ما يبلغ ما يدّعي من أرضه في أرضي فقد أصبتها منذ زمانٍ، فله ما ادّعى في أرضي، ومثلها معها.
فنزلت هذه الآية: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} فقال امرؤ القيس: ألي هذه يا رسول اللّه؟
قال: نعم فكبّر امرؤ القيس). [تفسير القرآن العظيم: 1/88-87] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما عندكم ينفد وما عند اللّه باق ولنجزينّ الّذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
يقال نفد الشيء ينفد نفادا ونفدا إذا فني). [معاني القرآن: 3/217]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} يقال: نفد الشيء ينفد، إذ فني، ونفذ ينفذ، إذا خرج). [ياقوتة الصراط: 301]


رد مع اقتباس