عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 03:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قالوا فأتوا به على أعين النّاس} أي: على رءوس الأشهاد في الملإ الأكبر بحضرة النّاس كلّهم، وكان هذا هو المقصود الأكبر لإبراهيم أن يتبيّن في هذا المحفل العظيم كثرة جهلهم وقلّة عقلهم في عبادة هذه الأصنام الّتي لا تدفع عن نفسها ضرًّا، ولا تملك لها نصرًا، فكيف يطلب منها شيءٌ من ذلك؟).[تفسير ابن كثير: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا} يعني: الّذي تركه لم يكسره {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} وإنّما أراد بهذا أن يبادروا من تلقاء أنفسهم، فيعترفوا أنّهم لا ينطقون، فإنّ هذا لا يصدر عن هذا الصّنم، لأنّه جمادٌ.
وفي الصّحيحين من حديث هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ إبراهيم، عليه السّلام، لم يكذب غير ثلاثٍ: ثنتين في ذات اللّه، قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله {إنّي سقيمٌ} قال: "وبينا هو يسير في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة، إذ نزل منزلًا فأتى الجبّار رجلٌ، فقال: إنّه قد نزل بأرضك رجلٌ معه امرأةٌ أحسن النّاس، فأرسل إليه فجاء، فقال: ما هذه المرأة منك؟ قال: هي أختي. قال: فاذهب فأرسل بها إليّ، فانطلق إلى سارة فقال: إنّ هذا الجبّار سألني عنك فأخبرته أنّك أختي فلا تكذّبيني عنده، فإنّك أختي في كتاب اللّه، وأنّه ليس في الأرض مسلمٌ غيري وغيرك، فانطلق بها إبراهيم ثمّ قام يصلّي. فلمّا أن دخلت عليه فرآها أهوى إليها، فتناولها، فأخذ أخذًا شديدًا، فقال: ادعي اللّه لي ولا أضرّك، فدعت له فأرسل، فأهوى إليها، فتناولها فأخذ بمثلها أو أشدّ. ففعل ذلك الثّالثة فأخذ، [فذكر] مثل المرّتين الأوليين فقال ادعي اللّه فلا أضرّك. فدعت، له فأرسل، ثمّ دعا أدنى حجّابه، فقال: إنّك لم تأتني بإنسانٍ، وإنّما أتيتني بشيطانٍ، أخرجها وأعطها هاجر، فأخرجت وأعطيت هاجر، فأقبلت، فلمّا أحسّ إبراهيم بمجيئها انفتل من صلاته، قال: مهيم؟ قالت: كفى اللّه كيد الكافر الفاجر، وأخدمني هاجر" قال محمّد بن سيرين وكان: أبو هريرة إذا حدّث بهذا الحديث قال: فتلك أمّكم يا بني ماء السّماء).[تفسير ابن كثير: 5/ 349-350]

تفسير قوله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنّكم أنتم الظّالمون (64) ثمّ نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضرّكم (66) أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون (67)}.
يقول تعالى مخبرًا عن قوم إبراهيم حين قال لهم ما قال: {فرجعوا إلى أنفسهم} أي: بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم، فقالوا: {إنّكم أنتم الظّالمون} أي: في ترككم لها مهملةً لا حافظ عندها).[تفسير ابن كثير: 5/ 350]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ نكسوا على رءوسهم} أي: ثمّ أطرقوا في الأرض فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} قال قتادة: أدركت القوم حيرة سوءٍ فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}.
وقال السّدّيّ: {ثمّ نكسوا على رءوسهم} أي: في الفتنة.
وقال ابن زيدٍ: أي في الرّأي.
وقول قتادة أظهر في المعنى؛ لأنّهم إنّما فعلوا ذلك حيرةً وعجزًا؛ ولهذا قالوا له: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، فكيف تقول لنا: سلوهم إن كانوا ينطقون، وأنت تعلم أنّها لا تنطق، فعندها قال لهم إبراهيم لـمّا اعترفوا بذلك: {أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضرّكم} أي: إذا كانت لا تنطق، وهي لا تضرّ ولا تنفع، فلم تعبدونها من دون اللّه). [تفسير ابن كثير: 5/ 350]

تفسير قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون} أي: أفلا تتدبّرون ما أنتم فيه من الضّلال والكفر الغليظ، الّذي لا يروّج إلّا على جاهلٍ ظالمٍ فاجرٍ؟ فأقام عليهم الحجّة، وألزمهم بها؛ ولهذا قال تعالى: {وتلك حجّتنا آتيناها إبراهيم على قومه} الآية [الأنعام:83]). [تفسير ابن كثير: 5/ 350-351]

رد مع اقتباس