عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 09:29 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أولم ير الّذين كفروا} [الأنبياء: 30] هذا على الخبر في تفسير الحسن.
وقال السّدّيّ: {أولم ير} [الأنبياء: 30] يعني: أو لم يعلم الّذين كفروا.
{أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما} [الأنبياء: 30] كانتا ملتزقتين إحداهما على الأخرى في تفسير الحسن، {ففتقناهما} [الأنبياء: 30] فوضع الأرض، ورفع السّماء.
وقال الكلبيّ: إنّ السّماء كانت رتقًا لا ينزل منها ماءً، ففتقها اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/308]
بالماء، وفتق الأرض بالنّبات.
وتفسير قتادة: كانتا جميعًا، ففصل اللّه بينهما بهذا الهواء فجعله بينهنّ.
وتفسير مجاهدٍ: كنّ مطبقاتٍ ففتقهنّ، أحسبه قال: بالمطر.
وقاله غيره.
قال مجاهدٌ: ولم تكن السّماء والأرض متماسّتين.
وفي حديث المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: كنّ منطبقاتٍ ففتقهنّ.
قوله: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون} [الأنبياء: 30] يعني المشركين.
وكلّ شيءٍ حيٍّ فإنّما خلق من الماء.
- حدّثني همّامٌ، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة أنّه قال: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّي إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كلّ شيءٍ.
فقال: «كلّ شيءٍ خلق من الماء»
- قلت: أنبئني بعملٍ إذا أخذت به دخلت الجنّة.
قال: «أفش السّلام، وأطب الكلام، وصل الأرحام، وقم باللّيل والنّاس نيامٌ، وادخل الجنّة بسلامٍ»). [تفسير القرآن العظيم: 1/309]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما...}

فتقت السماء بالقطر والأرض بالنبت (وقال) {كانتا رتقاً} ولم يقل: رتقين (وهو) كما قال {مهما جعلناهم جسداً}.
وقوله: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ} خفض ولو كانت: حيّا كان صوابا أي جعلنا كلّ شيء حيّاً من الماء). [معاني القرآن: 2/201]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما} فالسموات جميع والأرض واحدة فخرج لفظ صفةٍ الجميع على تقدير لفظ صفة الواحد كما ترى ولم يجيء: " أنّ السموات والأرض كنّ رتقاً " ولا " ففتقاهن "، والعرب قد تفعل هذا إذا كان جميع مواتٍ أو جميع حيوانٍ ثم أشركوا بينه وبين واحد من الموات أو من الحيوان جعلوا لفظ صفتهما أو لفظ خبرهما على لفظ الاثنين،
وقال الأسود بن يعفر:
أن المنيّة والحتوف كلاهما=يوفى المخارم يرقبان سوادي
فجميع وواحد جعلهما اثنين،
وقال الراعي:
أخليد إنّ أباك ضاف وساده= همّان باتا جنبةً ودخيلا
[مجاز القرآن: 2/36]
ثم جعل الاثنين جميعا فقال:
طرقا فتلك هماهمي أفريهما= قلصاً لواقح كالقسيّ وحولا
فجعل الهماهم وهي جميع واحدا وجعل الهمين جميعاً وهما اثنان وأنشدني غالبٌ أبو علي النفيلي للقطامي.
ألم يحزنك أن حبال قيسٍ=وتغلب قد تباينتا انقطاعا
فجعل " حبال قيس " وهي جميع وحبال تغلب وهي جميع اثنين). [مجاز القرآن: 2/37]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كانتا رتقاً} مجازه مجاز المصدر الذي يوصف بلفظه الواحد والاثنان والجميع من المؤنث والمذكر سواء،
ومعنى الرتق الذي ليس فيه ثقب ثم فتق الله السماء بالمطر وفتق الأرض بالشجر). [مجاز القرآن: 2/37]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون}
وقال: {أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً} قال: {كانتا} لأنه جعلهما صنفين كنحو قول العرب: "هما لقاحان سودان"
وفي كتاب الله عز وجل: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}.
وقال الشاعر:
رأوا جبلاً فوق الجبال إذا التقت = رؤوس كبيريهنّ ينتطحان
فقال "رؤوس" ثم قال "ينتطحان" وذا نحو قول العرب "الجزرات" و"الطرقات" فيجوز في ذا أن تقول: "طرقان" للاثنين و"جزران" للاثنين.
وقال الشاعر:
وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم = خضع الرّقاب نواكسي الأبصار
والعرب تقول: "مواليات" و"صواحبات يوسف". فهؤلاء قد كسروا فجمعوا "صواحب" وهذا المذهب يكون فيه المذكر "صواحبون"، ونظيره "نواكسي".
وقال بعضهم "نواكس" في موضع جرّ كما تقول "حجر ضبٍّ خربٍ"). [معاني القرآن: 3/6-7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({رتقا}: مسدودا والأنثى فيه والذكر والجميع سواء، والرتقة السداد
{ففتقناهما}: فتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات). [غريب القرآن وتفسيره: 254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كانتا رتقاً} أي كانتا شيئا واحدا ملتئما. ومنه يقال: هو يرتق الفتق، أي يسدّه. وقيل للمرأة: رتقاء.
{ففتقناهما} يقال: كانتا مصمتتين، ففتقنا السماء بالمطر، والأرض بالنبات). [تفسير غريب القرآن: 285-286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والرؤية: عِلْم، كقوله: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} أي: ألم يعلموا).[تأويل مشكل القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون}
قال (كانتا) لأن السّماوات يعبر عنها بلفظ الواحد، وأن السّماوات كانتا سماء واحدة، وكذلك الأرضون كانت أرضا واحدة، فالمعنى أن السّماوات كانتا سماء واحدة مرتتقة ليس فيها ماء، ففتق اللّه السماء فجعلها سبعا وجعل الأرض سبع أرضين.
وجاء في التفسير أن السماء فتقت بالمطر، والأرض بالنبات، ويدلّ على أنه يراد بفتقها كون المطر فيها قوله - عزّ وجلّ -: {وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ}.
وقيل {رتقا} ولم يقل رتقين، لأن الرتق مصدر.
المعنى كانتا ذواتي رتق فجعلتا ذواتي فتق.
ودلّهم بهذا على توحيده - جلّ وعزّ - ثم بكّتهم فقال: (أفلا يؤمنون) ). [معاني القرآن: 3/390-389]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {كانتا رتقا} أي: مصمتة، ففتقت السماء بالمطر، وفتقت الأرض بالنبات). [ياقوتة الصراط: 360-359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كانتا رَتْقًا}: أي ملتئمة. {فَفَتَقْنَاهُمَا}: أي السماء بالمطر والأرض بالنبات. وقيل: فتق من السماء سبع سموات،
ومن الأرض سبع أرضين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَتْقاً}: مسدودة.
{فَفَتَقْنَاهما}: السماء بالمطر والأرض بالنبات). [العمدة في غريب القرآن: 206-207]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي} [الأنبياء: 31] يعني الجبال.
{أن تميد بهم} [الأنبياء: 31] لأن لا تحرّك بهم.
{وجعلنا فيها فجاجًا سبلا} [الأنبياء: 31] قال قتادة: طرقًا أعلامًا.
{لعلّهم يهتدون} [الأنبياء: 31] لكي يهتدوا الطّرق.
[تفسير القرآن العظيم: 1/309]
وقال السّدّيّ: لعلّهم يعرفون الطّرق). [تفسير القرآن العظيم: 1/310]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فجاجاً} الفجاج المسالك واحدها فج، وقال العجاج لحميد الأرقط: " الغجاج "، وتنازعا أرجوزتين على الطاء،

فقال له الحميد: الخلاط يا أبا الشعثاء، فقال له العجاج. الفجاج أوسع من ذلك يابن أخي، أي لا تخلط أرجوزتي بأرجوزتك). [مجاز القرآن: 2/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (والفجاج): المسالك واحدها فج). [غريب القرآن وتفسيره: 254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك جعلوا (عسى) شكّا ويقينا، (ولعلّ) شكّا ويقينا. كقوله: {فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}،
أي ليهتدوا). [تأويل مشكل القرآن: 188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقول: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلّهم يهتدون}
المعنى كراهة أن تميد بهم، وقال قوم: معناه ألا تميد بهم.
والمعنى كذلك، إلا أن " لا " لا تضمر والاسم المضاف يحذف، وكراهة أن تميد بهم يؤدي عن معنى ألّا تميد بهم.
ومعنى تميد في اللغة تدور، ويقال للذي يدار به إذا ركب البحر مائد. وميدى والرواسي تعني الجبال الثوابت.
(وجعلنا فيها فجاجا سبلا) فجاج: جمع فجّ، وهو كل منخرق بين جبلين، وسبلا: طرقا). [معاني القرآن: 3/390]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الفِجاج}: الطرق). [العمدة في غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا السّماء سقفًا محفوظًا} [الأنبياء: 32] على من تحتها، محفوظًا من كلّ شيطانٍ رجيم كقوله: {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ} [الحجر: 17].
وإنّما كانت هاهنا محفوظًا لأنّه قال: {سقفًا محفوظًا} [الأنبياء: 32]، فوقع الحفظ فيها على السّقف، وفي الآية الأخرى على السّماء.
نا سعيدٌ، عن قتادة قال: هي سقفٌ محفوظٌ، وموجٌ مكفوفٌ.
قوله: {وهم عن آياتها} [الأنبياء: 32] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: يعني الشّمس، والقمر، والنّجوم.
{معرضون} [الأنبياء: 32] لا يتفكّرون فيما يرون فيها، فيعرفون أنّ لهم معادًا فيؤمنوا.
وقال في آيةٍ أخرى: {قل انظروا ماذا في السّموات والأرض وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} [يونس: 101] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/310]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وجعلنا السّماء سقفاً مّحفوظاً...}

ولو قيل: محفوظة يذهب بالتأنيث إلى السّماء وبالتذكير إلى السقف كما قال {أمنةً نعاساً تغشى} و(يغشى) وقيل (سقفاً) وهي سموات لأنها سقف على الأرض كالسّقف على البيت.
ومعنى قوله {مّحفوظاً}: حفظت (من الشياطين) بالنجوم.
وقوله: {وهم عن آياتها معرضون} فآياتها قمرها وشمسها ونجومها. قد قرأ مجاهد (وهم عن آياتها معرضون) فوحّد (وجعل) السماء بما فيها آية وكلٌ صواب). [معاني القرآن: 2/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سقفاً محفوظاً} من الشياطين، بالنجوم.
{وهم عن آياتها معرضون} أي عمّا فيها: من الأدلة والعبر). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلنا السّماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون}
حفظه اللّه من الوقوع على الأرض (إلا بإذنه) وقيل محفوظا، أي محفوظا بالكواكب كما قال عزّ وجلّ: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كلّ شيطان مارد }.
{وهم عن آياتنا معرضون}.
معناه وهم عن شمسها وقمرها ونجومها، وقد قرئت عن آيتها، وتأويله أن الآية فيها في نفسها أعظم آية لأنها ممسكة بقدرته عزّ وجلّ، وقد يقال للذي ينتظم علامات كثيرة آية،
يراد به أنه بجملته دليل على توحيد اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/390-391]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي خلق اللّيل والنّهار والشّمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون} [الأنبياء: 33] قال قتادة: في فلك السّماء.
حدّثني الصّلت بن دينارٍ، عن أبي صالحٍ، عن عوفٍ البكاليّ قال: إنّ السّماء خلقت مثل القبّة، وإنّ الشّمس والقمر والنّجوم ليس منها شيءٌ لازقٌ، وإنّها تجري في فلكٍ دون السّماء، وإنّ أقرب الأرض إلى السّماء بيت المقدس باثني عشر ميلًا، وإنّ أبعد الأرض من السّماء الأبلّة.
- همّامٌ، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: إنّ
[تفسير القرآن العظيم: 1/310]
الشّمس والقمر وجوههما إلى السّماء، وأقفاؤهما إلى الأرض يضيئان في السّماء كما يضيئان في الأرض ثمّ تلا هذه الآية: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سمواتٍ طباقًا {15} وجعل القمر فيهنّ نورًا وجعل الشّمس سراجًا {16}} [نوح: 15-16]
- وحدّثني ابن لهيعة، عن أبي قبيلٍ، عن يزيد بن أبي جحض قال: قلت لعبد اللّه بن عمرٍو: ما بال الشّمس تصلانا أحيانًا وتبرد أحيانًا؟ قال: أمّا في الشّتاء فهي في السّماء الخامسة، وأمّا في الصّيف فهي في السّماء السّابعة فقلت: إنّما كنّا نراها في هذه السّماء الدّنيا.
قال: لو كانت في هذه السّماء الدّنيا لم يقم لها شيءٌ.
الحسن، عن صاحبٍ له، عن الأعمش ذكره بإسناده قال: إنّ الشّمس أدنيت من أهل الأرض في الشّتاء لينتفعوا بها، ورفعت في الصّيف لئلا يؤذيهم حرّها.
قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} [الأنبياء: 33] حدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: {يسبحون} [الأنبياء: 33] يدورون كما يدور فلك المغزل.
وتفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {يسبحون} [الأنبياء: 33]، يجرون كهيئة حديدة الرّحى.
وفي تفسير الحسن: إنّ الشّمس والقمر والنّجوم في طاحونةٍ بين السّماء والأرض كهيئة فلك المغزل يدورون فيها، ولو كانت ملتصقةً في السّماء لم تجر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/311]
وقال الكلبيّ: {يسبحون} [الأنبياء: 33] يجرون.
قال: وأخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} [الرحمن: 5] قال: حسبانٌ كحسبان الرّحى). [تفسير القرآن العظيم: 1/312]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقال: {في فلكٍ يسبحون...}

لغير الآدميّين للشمس والقمر والليل والنهار، وذلك أن السّباحة من أفعال الآدميين فقيلت: بالنون، كما قيل: {والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} لأنّ السجود من أفعال الآدميّين. ويقال: إن الفلك موج مكفوف يجرين فيه). [معاني القرآن: 2/201]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} الفلك: القطب الذي تدور به النجوم قال:
باتت تناصي الفلك الدوارا= حتى الصباح تعمل الأقتارا).
[مجاز القرآن: 2/38]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يسبحون} أي يجرون، و " كل " تقع صفته وخبره وفعله على لفظ الواحد لأن لفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع لأن معناه معنى الجميع وكذلك " كلاهما "
قال الشاعر:
أن المنيّة والحتوف كلاهما= يوفى المخارم يرقبان سوادي
قال " يوفى " على لفظ الواحد ثم عاد إلى المعنى فجعله اثنين فقال: يرقبان سوادي، ومعنى كل المستعمل يقع أيضاً على الآدميين فجاء هنا في غير جنس الآدميين والعرب قد تفعل ذلك قال النابغة الجعدي:
تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه= إذا ما بنو نعشٍ دنوا فتصوّبوا
وفي رواية أخرى: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} وفي آية أخرى: {والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} وفي آية أخرى: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم} ). [مجاز القرآن: 2/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وهو الّذي خلق اللّيل والنّهار والشّمس والقمر كلّ في فلك يسبحون}
{كلّ في فلك يسبحون} قيل يسبحون كما يقال لما يعقل، لأن هذه الأشياء وصفت بالفعل كما يوصف من يعقل، كما قالت العرب - في رواية جميع النحويين –
أكلوني البراغيث لما وصفت بالأكل قيل أكلوني.
قال الشاعر:
شربت بها والدّيك يدعو صباحه= إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا).
[معاني القرآن: 3/391]

رد مع اقتباس