عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:12 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إنّي رسول ربّ العالمين (46) فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم مّنها يضحكون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا يا محمّد موسى بحججنا إلى فرعون وأشراف قومه، كما أرسلناك إلى هؤلاء المشركين من قومك، فقال لهم موسى: إنّي رسول ربّ العالمين، كما قلت أنت لقومك من قريشٍ إنّي رسول اللّه إليكم). [جامع البيان: 20/607]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون} يقول: فلمّا جاء موسى فرعون وملأه بحججنا وأدلّتنا على حقيقة ما دعاهم إليه كما جئت أنت قومك بحججنا على صدق قولك فيما تدعوهم إليه من توحيد اللّه والبراءة من عبادة الآلهة، إذا فرعون وقومه ممّا جاءهم به موسى من الآيات والعبر يضحكون؛ كما أنّ قومك ممّا جئتهم به من الآيات والعبر يسخرون، وهذا تسليةٌ من اللّه عزّ وجلّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا كان يلقى من مشركي قومه، وإعلامٌ منه له أنّ قومه من أهل الشّرك لن يعدو أن يكونوا كسائر الأمم الّذين كانوا على منهاجهم في الكفر باللّه وتكذيب رسله، وندبٌ منه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الاستنان في الصّبر عليهم بسنن ذوي العزم من الرّسل، وإخبارٌ منه له أنّ عقبى مردتهم إلى البوار والهلاك كسنّته في المتمرّدين عليه قبلهم، وإظفاره بهم، وإعلائه أمره، كالّذي فعل بموسى عليه السّلام، وقومه الّذين آمنوا به من إظهارهم على فرعون وملئه). [جامع البيان: 20/607]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 420-421]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نريهم من آيةٍ إلاّ هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: وما نري فرعون وملأه آيةً، يعني: حجّته لنا عليه بحقيقة ما يدعوه إليه رسولنا موسى {إلاّ هي أكبر من أختها} يقول: إلاّ الّتي نريه من ذلك أعظم في الحجّة عليهم وأوكد من الّتي مضت قبلها من الآيات، وأدلّ على صحّة ما يأمره به موسى من توحيد اللّه.
وقوله: {وأخذناهم بالعذاب} يقول: وأنزلنا بهم العذاب، وذلك كأخذه تعالى ذكره إيّاهم بالسّنين، ونقصٍ من الثّمرات، وبالجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم؛ {آياتٍ مّفصّلاتٍ}.
وقوله: {لعلّهم يرجعون} يقول: ليرجعوا عن كفرهم باللّه إلى توحيده وطاعته، والتّوبة ممّا هم عليه مقيمون من معاصيهم
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأخذناهم بالعذاب لعلّهم يرجعون} أي يتوبون، أو يذكرون). [جامع البيان: 20/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 56.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} قال: الطوفان وما معه من الآيات). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {وأخذناهم بالعذاب} قال: هو عام السنة). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} قال: يتوبون أو يذكرون). [الدر المنثور: 13/214]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون (49) فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون}.
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون وملؤه لموسى: {يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك} وعنوا بقولهم {بما عهد عندك}: بعهده الّذي عهد إليك أنّا إن آمنّا بك واتّبعناك، كشف عنّا الرّجز.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {بما عهد عندك} قال لئن آمنّا ليكشفنّ عنّا العذاب.
إن قال لنا قائلٌ: وما وجه قولهم يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك، وكيف سمّوه ساحرًا وهم يسألونه أن يدعو لهم ربّه ليكشف عنهم العذاب؟
قيل: إنّ السّاحر كان عندهم معناه: العالم، ولم يكن السّحر عندهم ذمًّا، وإنّما دعوه بهذا الاسم، لأنّ معناه عندهم كان: يا أيّها العالم.
وقوله: {إنّنا لمهتدون} يقول: قالوا: إنّا لمتّبعوك فمصدّقوك فيما جئتنا به، وموحّدو اللّه فمبصرو سبيل الرّشاد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون} قال: قالوا يا موسى: ادع لنا ربّك لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك). [جامع البيان: 20/608-609]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك أي لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب). [تفسير مجاهد: 581-582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {ادع لنا ربك بما عهد عندك} لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب). [الدر المنثور: 13/214]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} يقول تعالى ذكره: فلمّا رفعنا عنهم العذاب الّذي أنزلنا بهم، الّذي وعدوا أنّهم إن كشف عنهم اهتدوا لسبيل الحقّ، إذا هم بعد كشفنا ذلك عنهم ينكثون العهد الّذي عاهدونا: يقول: يغدرون ويصرّون على ضلالهم، ويتمادون في غيّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إذا هم ينكثون} أي يغدرون). [جامع البيان: 20/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إذا هم ينكثون} قال: يغدرون). [الدر المنثور: 13/214]


رد مع اقتباس