عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 4 شوال 1434هـ/10-08-2013م, 10:14 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}


قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (
(قالوا نعم) [44] حسن.
ومثله: (يعرفون كلا بسيماهم) [46].
وقوله: (لم يدخلوها وهم يطمعون) فيه وجهان: إن شئت قلت: الوقف على قوله: (لم يدخلوها) ثم تبتدئ: (وهم يطمعون) أي «وهم يطمعون في دخولها» وإن شئت قلت: المعنى دخلوها وهم لا يطمعون في دخولها، فيكون الجحد منقولاً من «الدخول» إلى «الطمع» كما تقول في الكلام: «[ما] ضربت عبد الله وعنده
أحد» فمعناه «ضربت عبد الله وليس عنده أحد» فالجحد منقول من الضرب إلى آخر الكلام. حُكي عن العرب: «ما كأنها أعرابية» بمعنى «كأنها ليست أعرابية» وأنشد الفراء:
ولا أراها تزال ظالمة = تحدث لي نكبة وتنكؤها
أراد: «وأراها لا تزال ظالمة» فمعنى الجحد الأول التأخير، وأنشد الفراء أيضًا:
إذا أعجبتك الدهر حال من امريء = فدعه وأوكل حاله واللياليا
يجئن على ما كان من صالح به = وإن كان فيما لا يرى الناس أليا
أراد: «وإن كان فيما لا يرى الناس لا يألو» فعلى هذا
المذهب الثاني لا يحسن الوقف على قوله: (لم يدخلوها). والوقف على قوله: (أن سلام عليكم) حسن. ...
(فما كان لكم علنيا من فضل) [39] حسن. ومثله: (وبينهما حجاب) [46]. (لا ينالهم الله برحمة) [49] وقف حسن: (ولا أنتم تحزنون) [تام]. والوقف على قوله: (ادخلوا الجنة) حسن غير تام.).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/655-657]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({قالوا نعم} كاف. ومثله {وبينهما حجاب} ومثله {كلاً بسيماهم}. ومثله {أن سلامٌ عليكم}. {لم يدخلوها} كاف. والمعنى: لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها. فيكون الجحد واقعًا على الدخول، فإن نقل الجحد من الدخول إلى الطمع بتقدير: دخلوها وهم لا يطمعون في دخولها. لم يكف الوقف على (لم يدخلوها). ورؤوس الآي كافية.
{لا ينالهم الله برحمةٍ} كاف، وقيل: تام. والتفسير يدل على ذلك.
حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن سلام في قوله: {لا ينالهم الله برحمة} قال: انقطع كلام الملائكة. وقال الله لهم: {ادخلوا الجنة}.
{ادخلوا الجنة} كاف. {تحزنون} تام، ورءوس الآية كافية).
[المكتفى: 271]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({حقًا- 44- ط} لانتهاء الاستفهام. {نعم- 44- ج} للعطف مع الابتداء بالتأذين على التعظيم. {الظالمين- 44- لا} لأن {الذين} صفتهم. {عوجًا- 45- ج} لأن الواو استئناف أو حال. {كافرون- 45- ط}
لأن ما بعده لم يدخل في التأذين، [ولا جائز أن يكون] حالاً، لقوله: {كافرون}، ولو وصل اشتبه بالحال. {حجاب- 46- ج} لتناهى حال الفئتين مع اتفاق الجملتين. {بسيماهم- 46- ج}. {أصحاب النار- 47- لا} لأن {قالوا} جواب {إذا}. {برحمة- 49- ط}. لتناهي الاستفهام والأقسام).
[علل الوقوف: 2/502-503]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (
حقًا (كاف) لأنه آخر الاستفهام
قالوا نعم (أكفى ) منه
الظالمين (كاف) وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فكاف إن جعل الذين في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني وليس بوقف إن جر نعتًا لما قبله أو بدلاً منه ومن حيث كونه رأس آية يجوز
عوجًا (جائز)
[منار الهدى: 145]
ومثله كافرون من حيث كونه رأس آية يجوز
حجاب (كاف)
بسيماهم (حسن) وقيل كاف
أن سلام عليكم (حسن) وقيل الوقف لم يدخلوها ثم يبتديء وهم يطمعون أي في دخولها فقوله وهم يطمعون مستأنف غير متصل بالنفي لأنَّ أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم أي سلمتم من الآفات لأنَّهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة فيكون المعنى على هذا لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها فيكون النفي واقعًا على الدخول لا على الطمع وهذا أولى وإن جعلت النفي واقعًا على الطمع لم يجز الوقف على لم يدخلوها وذلك إنك تريد لم يدخلوها طامعين وإنَّما دخلوها في غير طمع فيكون النفي منقولاً من الدخول إلى الطمع أي دخلوها وهم لا يطمعون كما تقول ما ضربت زيدًا وعنده أحد معناه ضربت زيدًا وليس عنده أحد والأول أولى عند الأكثر
يطمعون (كاف)
الظالمين (تام)
بسيماهم ليس بوقف لأنَّ ما بعده نعت رجالاً
تستكبرون (تام)
برحمة (حسن) لتناهي الاستفهام والأقسام وكلام الملائكة قد انقطع ثم قال الله لهم ادخلوا الجنة فحسنه باعتبارين فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامًا وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنًا وقيل ليس بوقف لأنَّ أهل الأعراف قالوا لأهل النار ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون فأقسم أهل النار أنَّ أهل الأعراف لا يدخلون الجنة فقال الله تعالى أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون فعلى هذا لا يوقف على برحمة للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة وكلام أهل النار أو كلام الله تعالى والحكاية والمحكي كالشيء الواحد اهـ نكزاوي مع زيادة للإيضاح
يحزنون (تام))
[منار الهدى: 145-146]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس