عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:57 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقالوا مال هذا الرّسول} [الفرقان: 7] فيما يدّعي أنّه رسولٌ.
{يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا} [الفرقان: 7] هلا.
{أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا} [الفرقان: 7] فيصدّقه بمقالته). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه...}

جواب بالفاء لأن (لولا) بمنزلة هلاّ). [معاني القرآن: 2/262]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا}
(ما) منفصلة من اللام، المعنى أي شيء لهذا الرسول في حال أكله الطعام ومشيه في الأسواق.
التمسوا أن يكون الرسول على غير بنية الآدميين.
والواجب أن يكون الرسول إلى الآدميين آدميّا ليكون أقرب إلى الفهم عنه.
وقوله: {لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا}.
طلبوا أن يكون في النبوة شركة، وأن يكون الشريك ملكا، واللّه عز وجل يقول: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} أي لم يكن ليفهمهم حتى يكون رجلا،
ومعنى لولا: هلّا وتأويل هلّا الاستفهام، وانتصب فيكون على الجواب بالفاء للاستفهام). [معاني القرآن: 4/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق}
أي أي شيء له آكلا وماشيا
ثم طلبوا أن يكون معه ملك شريكا فقالوا لولا أنزل إليه ملك وقد قال عز وجل: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون}
أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل). [معاني القرآن: 5/10-9]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو يلقى إليه كنزٌ} [الفرقان: 8] فإنّه فقيرٌ.
{أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 8] وبعض الكوفيّين يقرأها: نأكل منها.
{وقال الظّالمون} [الفرقان: 8] المشركون، يعنيهم.
{إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الفرقان: 8] قال الكلبيّ: بلغني أنّ أبا سفيان بن حربٍ، وأبا جهل بن هشامٍ، وعتبة بن ربيعة في رهطٍ من قريشٍ، قاموا من المسجد إلى دارٍ في أصل الصّفا فيها نبيّ اللّه يصلّي فاستمعوا.
فلمّا فرغ نبيّ اللّه من صلاته، قال أبو سفيان: يا أبا الوليد، لعتبة أنشدك باللّه، أتعرف شيئًا ممّا يقول؟ فقال عتبة: اللّهمّ أعرف بعضًا وأنكر بعضًا.
فقال أبو جهلٍ: فأنت يا أبا سفيان، هل تعرف شيئًا ممّا يقول؟ فقال: اللّهمّ نعم.
فقال أبو سفيان لأبي جهلٍ: يا أبا الحكم، هل تعرف ممّا يقول شيئًا؟ فقال أبو جهلٍ: لا، والّذي جعلها بنيةً، يعني الكعبة، ما أعرف ممّا يقول قليلًا ولا كثيرًا و {إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الفرقان: 8] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون...}

له مرفوعان على الرّدّ على (لولا) كقولك في الكلام أو هلاّ يلقى إليه وقد قرئت (نأكل منها) و(يأكل بالياء والنون) ). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنّة يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلّا رجلا مسحورا}
{أو تكون له جنّة} وإن شئت أو " يكون له جنّة "، ولا يجوز النّصب في (يكون له)، لأن يكون عطف على الاستفهام، المعنى: لولا أنزل إليه ملك أو يلقى إليه كنز، أو تكون له جنّة، والجنة البستان فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه لو شاء ذلك وخيرا منه لفعله، فقال:
{تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}. [معاني القرآن: 4/59]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} [الفرقان: 9] يعني قوله: {إن هذا إلا إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون} [الفرقان: 4]، وقولهم: {أساطير الأوّلين اكتتبها} [الفرقان: 5]، {مال هذا الرّسول
يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] وقولهم: ساحرٌ، {شاعرٌ} [الأنبياء: 5] ومجنونٌ
[تفسير القرآن العظيم: 1/470]
وكاهنٌ {لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا {7} أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 7-8] قال اللّه: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الفرقان: 9] يعني مخرجًا من الأمثال الّتي ضربوا لك، في تفسير مجاهدٍ.
وقال بعضهم: إلى الخير). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يستطيعون سبيلاً...}

يقول: لا يستطيعون في أمرك حيلةً). [معاني القرآن: 2/263]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} [الفرقان: 10] ممّا قالوا، يعني المشركين، وتمنّوا له: {أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 8] أي يجعل لهم مكان ذلك خيرًا من ذلك.
{جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} [الفرقان: 10] فإنّما قالوا هم جنّةٌ واحدةٌ.
{ويجعل لك قصورًا} [الفرقان: 10] مشيّدةً في الدّنيا إن شاء.
كلّ هذا قالته قريشٌ في تفسير مجاهدٍ.
وهذا على مقرأ من لم يرفعها.
ومن قرأها بالرّفع: ويجعل لك قصورًا في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك...}

جزاء {ويجعل لّك قصوراً} مجزومةٌ مردودةٌ على (جعل) و(جعل) في معنى جزم، وقد تكون رفعاً وهي في ذلك مجزومةٌ لأنها لام لقيت لام فسكنت. وإن رفعتها رفعاً بيّناً فجائز (ونصبها جائز على الصّرف) ). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}
أي لو شاء لفعل أكثر ممّا قالوا، وقد عرض اللّه - عزّ وجلّ - على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الدنيا فزهد وآثر أمر الآخرة.
فأما " يجعل " فبالجزم، المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات، ويجعل لك قصورا ومن رفع فعلى الاستئناف، المعنى وسيجعل
لك قصورا، أي سيعطيك اللّه في الآخرة أكثر ممّا قالوا.
وقوله: (أو تكون له جنّة يأكل منها) و (يأكل منها) ). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار}
روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة
فأنزل الله عز وجل تبارك: {الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} ). [معاني القرآن: 5/11-10]

رد مع اقتباس