عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وإلياس نبي من أنبياء الله تعالى، قال قتادة، وابن مسعود: هو إدريس عليه السلام، وقال الطبري: هو إلياس بن ياسين، بن فنحاص، بن العيزار، بن هارون، بن عمران. وقالت فرقة: هو من ولد هارون عليه السلام. وقرأ جمهور القراء: "وإن إلياس" بهمزة مكسورة، وهو اسم، وقرأ ابن عامر، وابن محيصن. وعكرمة، والحسن، والأعرج: "وإن الياس" بغير همز وبصلة الألف، وذلك يتجه على أحد وجهين: إما أن يكون حذف الهمزة، كما حذفها ابن كثير من قوله: ([إنها لحدى الكبر])، أراد: لإحدى، فنزل المنفصل منزلة المتصل، كما قد ينزل في كثير من الأمور، وإما أن يجعلها الألف التي تصحب اللام للتعريف، كاليسع، وفي مصحف أبي بن كعب: "وإن إيليس" بألف مكسورة الهمزة وياء ساكنة بعدها وسين مفتوحة، وكذلك فيه: [سلام على إيليس]، وقرأ نافع، وابن عامر، "سلام على آل ياسين"، وقرأ الباقون: "سلام على إلياسين" بألف مكسورة ولام ساكنة، وجعلها الحسن، وأبو رجاء موصولة، فوجه الأولى أنها - فيمايزعمون - مفصولة في المصحف، فدل ذلك على أنها بمعنى "أهل" و"ياسين" اسم أيضا لإلياس، وقيل: هو اسم لمحمد صلى الله عليه وسلم، ووجه الثانية أنه جمع إلياسي، كما قالوا: أعجمي أعجميون، قال أبو علي: والتقدير: إلياسيين، فحذف كما حذف من أعجميين، ونحوه من الأشعريين والنميريين والمهلبيين، ونحوه. وحكى أبو عمرو أن مناديا نادى يوم الكلاب: هلك اليزيديون، ويروى قول الشاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي
بكسر الباء الثانية، نسبة إلى أبي خبيب. ويقال: سمي كل واحد من آل ياسين إلياس، كما قالوا: شابت مفارقه، فسمي كل جزء من المفرق مفرقا، ومنه قولهم: "جمل ذو عثانين"، وعلى هذا أنشد ابن جني:
مرت بنا أول من أموس ... تميس فينا مشية العروس
فسمي كل جزء من أمس أمسا، ثم جمع. وقال أبو عبيدة: لم يسلم على آل أحد من الأنبياء المذكورين قبل، فلذلك ترجح قراءة من قرأ: "إلياسين" إذ هو اسم واحد له. وقرأ ابن مسعود. والأعمش: "وإن إدريس لمن المرسلين" و"سلام على إدراسين"، وهي لغة في "إدريس" كإبراهيم وإبراهام). [المحرر الوجيز: 7/ 306-308]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) }

تفسير قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله" "أتدعون" معناه: أتعبدون؟ و"البعل": الرب بلغة اليمن، قاله عكرمة، وقتادة. وسمع ابن عباس رضي الله عنهما رجلا ينشد ضالة، فقال له آخر: أنا بعلها، فقال ابن عباس: الله أكبر أتدعون بعلا. وقال الضحاك، وابن زيد، والحسن: البعل اسم صنم كان لهم، وله يقال: بعل بك، وإليه نسب الناس، وذكر ابن إسحاق عن فرقة أن "بعلا" اسم امرأة كانت أتتهم بضلالة. وقوله: {أحسن الخالقين} من حيث قيل للإنسان على التجوز: إنه يخلق، وجب أن يكون تعالى أحسن الخالقين; إذ خلقه اختراع وإيجاد من عدم، وخلق الإنسان مجاز، كما قال الشاعر:
ولأنت تفري ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفري). [المحرر الوجيز: 7/ 308]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * وإن لوطا لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين * ثم دمرنا الآخرين * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون}
قرأ حمزة، والكسائي، وعاصم بنصب الجميع على البدل من قوله: "أحسن"، وقرأ الباقون وعاصم أيضا برفعهم على القطع والاستئناف). [المحرر الوجيز: 7/ 308-309]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "كذبوه" عائد على قوم إلياس. و"محضرون" معناه: مجمعون لعذاب الله). [المحرر الوجيز: 7/ 309]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد تقدم تفسير مثل ما بقي من الآية، وتقدم القول أيضا في قوله تعالى: {سلام على إل ياسين}). [المحرر الوجيز: 7/ 309]

رد مع اقتباس