عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ إلياس لمن المرسلين (123) إذ قال لقومه ألا تتّقون (124) أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين (125) اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (126) فكذّبوه فإنّهم لمحضرون (127) إلاّ عباد اللّه المخلصين (128) وتركنا عليه في الآخرين}.
يقول تعالى ذكره: {وإنّ إلياس} وهو إلياس بن تسبى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران فيما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق. وقيل: إنّه إدريس؛
- حدّثنا بذلك، بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: كان يقال: إلياس هو إدريس وقد ذكرنا ذلك فيما مضى قبل.
وقوله: {لمن المرسلين} يقول جلّ ثناؤه: لمرسلٌ من المرسلين). [جامع البيان: 19/611-612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 123 - 132.
أخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن إلياس لمن المرسلين} الآيات، قال: إنما سمي بعلبك لعبادتهم البعل وكان موضعهم البدء فسمي بعلبك). [الدر المنثور: 12/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وإن إلياس} قال: إن الله تعالى بعث إلياس إلى بعلبك وكانوا قوما يعبدون الأصنام وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة على العامة كل ملك على ناحية يأكلها وكان الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره ويقتدي برأيه وهو على هدى من بين أصحابه حتى وقع إليهم قوم من عبدة الأصنام فقالوا له: ما يدعوك إلا إلى الضلالة والباطل وجعلوا يقولون له: أعبد هذه الأوثان التي تعبد الملوك ودع ما أنت عليه . فقال الملك لإلياس: يا إلياس والله ما تدعو إلا إلى الباطل إني أرى ملوك بني إسرائيل كلهم قد عبدوا الأوثان التي تفيد الملوك، وهم على ما نحن عليه، يأكلون ويشربون وهم في ملكهم يتقلبون وما تنقص دنياهم، من ربهم الذي تزعم أنه باطل وما لنا عليهم من فضل، فاسترجع إلياس فقام شعر رأسه وجلده فخرج عليه إلياس، قال الحسن رضي الله عنه: وإن الذي زين لذلك الملك امرأته وكانت قبله تحت ملك جبار وكان من الكنعانيين في طول وجسم وحسن فمات زوجها فاتخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب وجعلت له حدقتين من ياقوتتين وتوجته بتاج مكلل بالدر والجوهر ثم أقعدته على سرير تدخل عليه فتدخنه وتطيبه وتسجد له ثم تخرج عنه فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان إلياس معه وكانت فاجرة قد قهرت زوجها ووضعت البعل في ذلك البيت وجعلت سبعين سادنا فعبدوا البعل فدعاهم إلياس إلى الله فلم يزدهم ذلك إلا بعدا، فقال إلياس: اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك وعبادة غيرك فغير ما بهم من نعمتك فأوحى الله إليه: إني قد جعلت أرزاقهم بيدك، فقال: اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين فأمسك الله عنهم القطر وأرسل إلى الملك فتاه اليسع فقال: قل له إن إلياس يقول لك إنك اخترت عبادة البعل على عبادة الله واتبعت هوى امرأتك فاستعد للعذاب والبلاء فانطلق اليسع فبلغ رسالته للملك فعصمه الله تعالى من شر الملك وأمسك الله عنهم القطر حتى هلكت الماشية والدواب وجهد الناس جهدا شديدا، وخرج إلياس إلى ذروة جبل فكان الله يأتيه برزقه وفجر له عينا معينا لشرابه وطهوره حتى أصاب الناس الجهد فأرسل الملك إلى السبعين فقال لهم: سلوا البعل أن يفرج ما بنا فأخرجوا أصنامهم فقربوا لها الذبائح وعطفوا عليها وجعلوا يدعون حتى طال ذلك بهم فقال لهم الملك: إن إله إلياس كان أسرع إجابة من هؤلاء فبعثوا في طلب إلياس فأتى فقال: أتحبون أن يفرج عنكم قالوا: نعم، قال: فأخرجوا أوثانكم فدعا إلياس عليه السلام ربه أن يفرج عنهم فارتفعت سحابة مثل الترس، وهم ينظرون ثم أرسل الله عليهم المطر فأغاثهم فتابوا ورجعوا). [الدر المنثور: 12/454-456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن ابن مسعود قال {إلياس} هو إدريس). [الدر المنثور: 12/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: كان يقال أن {إلياس} هو إدريس عليه السلام). [الدر المنثور: 12/456-457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن كعب رضي الله عنه قال: أربعة أنبياء اليوم أحياء، اثنان في الدنيا، إلياس والخضر، واثنان في السماء، عيسى وإدريس). [الدر المنثور: 12/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب رضي الله عنه قال: الخضر عليه السلام من وفد فارس وإلياس عليه السلام من بني إسرائيل يلتقيان كل عام بالموسم). [الدر المنثور: 12/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن وهب رضي الله عنه قال: دعا إلياس عليه السلام ربه أن يريحه من قومه فقيل له: أنظر يوم كذا وكذا، فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار فاركبها فجعل يتوقع ذلك اليوم فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس لونه كلون النار حتى وقف بين يديه فوثب عليه فانطلق به فكان آخر العهد به فكساه الله الريش وكساه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار في الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 12/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال: إلياس عليه السلام موكل بالفيافي، والخضر عليه السلام بالجبال وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى وإنهما يجتمعان كل عام بالموسم). [الدر المنثور: 12/457-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن كعب رضي الله عنه قال: كان إلياس عليه السلام صاحب جبال وبرية يخلو فيها يعبد ربه عز وجل وكان ضخم الرأس خميص البطن دقيق الساقين في صدره شامة حمراء وإنما رفعه الله تعالى إلى أرض الشام لم يصعد به إلى السماء وهو الذي سماه الله ذا النون). [الدر المنثور: 12/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخضر هو إلياس). [الدر المنثور: 12/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل وضعفه عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها فأشرفت على الوادي فإذا طوله ثلثمائة ذراع وأكثر، فقال: من أنت قلت: أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين هو قلت: هو ذا يسمع كلامك قال: فأته وأقره مني السلام وقل له أخوك إلياس يقرئك السلام، فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان فقال له: يا رسول الله إني إنما آكل في كل سنة يوما وهذا يوم فطري فكل أنت وأنا فنزلت عليهما مائدة من السماء وخبز وحوت وكرفس فأكلا وأطعماني وصليا العصر ثم ودعني وودعه ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وقال الذهبي: بل هو موضوع قبح الله من وضعه، قال: وما كنت أحسب ولا أجوز أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح هذا). [الدر المنثور: 12/458-459]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إذ قال لقومه ألا تتّقون}؟ يقول حين قال لقومه في بني إسرائيل: ألا تتّقون اللّه أيّها القوم، فتخافونه، وتحذرون عقوبته على عبادتكم ربًّا غير اللّه وإلهًا سواه). [جامع البيان: 19/612]

تفسير قوله تعالى: (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله أتدعون بعلا قال ربا). [تفسير عبد الرزاق: 2/154]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال موسى يا رب إن بني إسرائيل يدعونك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فيم أعطيتهم ذلك قال إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلا اختارني عليه وإن إسحاق جاد بنفسه لي فهو بغيرها أجود وإن يعقوب لم ابتله ببلاء قط إلا ازداد بي حسن ظن). [تفسير عبد الرزاق: 2/154]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {بعلًا} [الصافات: 125] : «ربًّا»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بعلًا ربًّا ثبت هذا للنّسفيّ وحده وقد وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عطاء بن السّائب عن عكرمة عن بن عبّاسٍ أنّه أبصر رجلًا يسوق بقرةً فقال من بعل هذه قال فدعاه فقال من أنت فقال من أهل اليمن قال هي لغةٌ أتدعون بعلًا أي ربًّا وصله إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من هذا الوجه مختصرًا إلخ ولمّح المصنّف بهذا القدر من قصّة إلياس وقد ذكرت خبره في أحاديث الأنبياء عند ذكر إدريس). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا الحسن بن محمّد بن شيبة الواسطيّ ثنا يزيد ثنا شريك عن عطاء بن السّائب عن عكرمة عن ابن عبّاس أنه أبصر رجلا يسوق بقرة قال فقال من بعل هذه قال فدعاه فقال ممّن أنت قال من أهل اليمن قال هي لغة أتدعون بعلا أي ربًّا
ورواه إبراهيم الحربيّ في غريبه عن إسحاق بن إسماعيل عن وكيع عن شريك ولفظه عن ابن عبّاس {أتدعون بعلا} 125 الصافات قال ربًّا). [تغليق التعليق: 4/294-295]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بعلاً: ربّا
أشار به إلى قوله تعالى: {أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين} (الصافات: 125) وفسّر: (بعلاً) بقوله: (ربًّا) وهو اسم صنم كانوا يعبدونه، ومنه سميت مدينتهم، بعلبك، ولم يثبت هذا إلاّ للنسفي). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بعلًا}) في قوله: {أتدعون بعلًا} [الصافات: 125] أي (ربًّا) بلغة اليمن سمع ابن عباس رجلًا ينشد ضالة فقال آخر أنا بعلها فقال الله أكبر وتلا الآية). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وتذرون أحسن الخالقين} يقول: وتدعون عبادة أحسن من قيل له خالقٌ.
وقد اختلف في معنى (بعلٍ)، فقال بعضهم: معناه: أتدعون ربًّا؟ وقالوا: هي لغةٌ لأهل اليمن معروفةٌ فيهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا حرميّ بن عمارة، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن عكرمة، في قوله: {أتدعون بعلاً} قال: إلهًا.
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا عمارة، عن عكرمة، في قوله: {أتدعون بعلاً} يقول: أتدعون ربًّا، وهي لغة أهل اليمن، تقول: من بعل هذا الثّور: أي من ربّه.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، ومحمّد بن عمرٍو، قالا: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أتدعون بعلاً} قال: ربًّا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أتدعون بعلاً} قال: هذه لغةٌ باليمانيّة: أتدعون ربًّا دون اللّه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {أتدعون بعلاً} قال: ربًّا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن عبد اللّه بن أبي يزيد، قال: كنت عند ابن عبّاسٍ فسألوه عن هذه الآية: {أتدعون بعلاً} قال: فسكت ابن عبّاسٍ، فقال رجلٌ: أنا بعلها، فقال ابن عبّاسٍ: كفاني هذا الجوّاب.
وقال آخرون: هو صنمٌ كان لهم يقال له بعلٌ، وبه سمّيت بعلبك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أتدعون بعلاً} يعني: صنمًا كان لهم يسمّى بعلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين}؟ قال: بعلٌ: صنمٌ كانوا يعبدون، كانوا ببعلك، وهم وراء دمشق، وكان بها البعل الّذي كانوا يعبدون.
وقال آخرون: كان بعلٌ: امرأةٌ كانوا يعبدونها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: سمعت بعض أهل العلم يقول: ما كان بعلٌ إلاّ امرأةً يعبدونها من دون اللّه.
وللبعل في كلام العرب أوجهٌ يقولون لربّ الشّيء هو بعله، يقال: هذا بعل هذه الدّابّة، يعني به ربّها؛ ويقولون لزوج المرأة بعلها؛ ويقولون لما كان من الغروس والزّروع مستغنيًا بماء السّماء، ولم يكن سقيًا بل هو بعلٌ، وهو العذي.
وذكر أنّ اللّه بعث إلى بني إسرائيل إلياس بعد مهلك حزقيل بن بوزى، وكان من قصّته وقصّة قومه فيما بلغنا ما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ، قال: إنّ اللّه قبض حزقيل، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث، ونسوا ما كان من عهد اللّه إليهم، حتّى نصبوا الأوثان وعبدوها دون اللّه، فبعث اللّه إليهم إلياس بن تسبى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيًّا وإنّما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التّوراة، فكان إلياس مع ملكٍ من ملوك بني إسرائيل، يقال له: أحاب، كان اسم امرأته: أربل، وكان يسمع منه ويصدّقه، وكان إلياس يقيم له أمره، وكان سائر بني إسرائيل قد اتّخذوا صنمًا يعبدونه من دون اللّه يقال له بعلٌ.
قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول: ما كان بعلٌ إلاّ امرأةً يعبدونها من دون اللّه؛ يقول اللّه لمحمّدٍ: {وإنّ إلياس لمن المرسلين (123) إذ قال لقومه ألا تتّقون (124) أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين (125) اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} فجعل إلياس يدعوهم إلى اللّه، وجعلوا لا يسمعون منه شيئًا إلاّ ما كان من ذلك الملك، والملوك متفرّقةٌ بالشّام، كلّ ملكٍ له ناحيةٌ منها يأكلها، فقال ذلك الملك الّذي كان إلياس معه يقوّم له أمره، ويراه على هدًى من بين أصحابه يومًا: يا إلياس، واللّه ما أرى ما تدعو إليه إلاّ باطلاً، واللّه ما أرى فلانًا وفلانًا يعدّد ملوكًا من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون اللّه إلاّ على مثل ما نحن عليه، يأكلون ويشربون وينعمون مملّكين، ما ينقص دنياهم أمرهم الّذي تزعم أنّه باطلٌ، وما نرى لنا عليهم من فضلٍ؛ فيزعمون واللّه أعلم أنّ إلياس استرجع وقام شعر رأسه وجلده، ثمّ رفضه وخرج عنه، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه: عبد الأوثان، وصنع ما يصنعون، فقال إلياس: اللّهمّ إنّ بني إسرائيل قد أبوا إلاّ أن الكفر بك، والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك، أو كما قال.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: فذكر لي أنّه أوحي إليه: إنّا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك حتّى تكون أنت الّذي تأذن في ذلك، فقال إلياس: اللّهمّ فأمسك عنهم المطر؛ فحبس عنهم ثلاث سنين، حتّى هلكت الماشية والهوامّ والدّوابّ والشّجر، وجهد النّاس جهدًا شديدًا. وكان إلياس فيما يذكرون حين دعا بذلك على بني إسرائيل قد استخفى، شفقًا على نفسه منهم، وكان حيثما كان وضع له رزقٌ، وكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دارٍ أو بيتٍ، قالوا: لقد دخل إلياس هذا المكان فطلبوه، ولقي منهم أهل ذلك المنزل شرًّا ثمّ إنّه أوى ليلةً إلى امرأةٍ من بني إسرائيل لها ابنٌ يقال له اليسع بن أخطوب به ضرٌّ، فآوته وأخفت أمره، فدعا إلياس لابنها، فعوفي من الضّرّ الّذي كان به، واتّبع اليسع إلياس، فآمن به وصدّق ولزمه، فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسنّ وكبر، وكان اليسع غلامًا شابًّا، فيزعمون واللّه أعلم أنّ اللّه أوحى إلى إلياس: إنّك قد أهلكت كثيرًا من الخلق ممّن لم يعص سوى بني إسرائيل ممّن لم أكن أريد هلاكه بخطايا بني إسرائيل من البهائم والدّوابّ والطّير والهوامّ والشّجر بحبس المطر عن بني إسرائيل، فيزعمون واللّه أعلم أنّ إلياس قال: أي ربّ، دعني أنا الّذي أدعو لهم وأكون أنا الّذي آتيهم بالفرج ممّا هم فيه من البلاء الّذي أصابهم، لعلّهم أن يرجعوا وينزعوا عمّا هم عليه من عبادة غيرك، قيل له: نعم، فجاء إلياس إلى بني إسرائيل فقال لهم: إنّكم قد هلكتم جهدًا، وهلكت البهائم والدّوابّ والطّير والهوامّ والشّجر بخطاياكم، وإنّكم على باطلٍ وغرورٍ، أو كما قال لهم، فإن كنتم تحبّون أن تعلموا ذلك، وتعلموا أنّ اللّه عليكم ساخطٌ فيما أنتم عليه، وأنّ الّذي أدعوكم إليه الحقّ، فاخرجوا بأصنامكم هذه الّتي تعبدون وتزعمون أنّها خيرٌ ممّا أدعوكم إليه، فإن استجابت لكم، فذلك كما تقولون، وإن هي لم تفعل علمتم أنّكم على باطلٍ، فنزعتم، ودعوت اللّه ففرّج عنكم ما أنتم فيه من البلاء، قالوا: أنصفت؛ فخرجوا بأوثانهم، وما يتقرّبون به إلى اللّه من إحداثهم الّتي لا يرضى، فدعوها فلم تستجب لهم، ولم تفرّج عنهم ما كانوا فيه من البلاء حتّى عرفوا ما هم فيه من الضّلالة والباطل، ثمّ قالوا لإلياس: يا إلياس إنّا قد هلكنا فادع اللّه لنا، فدعا لهم إلياس بالفرج ممّا هم فيه، وأن يسقوا، فخرجت سحابةٌ مثل التّرس بإذن اللّه على ظهر البحر وهم ينظرون، ثمّ ترامى إليه السّحاب، ثمّ أدجنت ثمّ أرسل المطر، فأغاثهم، فحيّيت بلادهم، وفرّج عنهم ما كانوا فيه من البلاء، فلم ينزعوا ولم يرجعوا، وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه؛ فلمّا رأى ذلك إلياس من كفرهم، دعا ربّه أن يقبضه إليه، فيريحه منهم، فقيل له فيما يزعمون: انظر يوم كذا وكذا، فاخرج فيه إلى بلد كذا وكذا، فماذا جاءوك من شيءٍ فاركبه ولا تهبه؛ فخرج إلياس وخرج معه اليسع بن أخطوب، حتّى إذا كان في البلد الّذي ذكر له في المكان الّذي أمر به، أقبل إليه فرسٌ من نارٍ حتّى وقف بين يديه، فوثب عليه، فانطلق به، فناداه اليسع: يا إلياس ما تأمرني؟ فكان آخر عهدهم به، فكساه اللّه الرّيش، وألبسه النّور، وقطع عنه لذّة المطعم والمشرب، وطار في الملائكة، فكان إنسيًّا ملكيًّا أرضيًّا سماويًّا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} فقرأته عامّة قرّاء مكّة والمدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: (اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين) رفعا على الاستئناف، وأنّ الخبر قد تناهى عند قوله: {أحسن الخالقين} وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} نصبًا، على الرّدّ على قوله: {وتذرون أحسن الخالقين} على أنّ ذلك كلّه كلامٌ واحدٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان متقاربتا المعنى، مع استفاضة القراءة بهما في القرّاء، فبأيّ ذلك قرأ القارئ فمصيبٌ وتأويل الكلام: ذلك معبودكم أيّها النّاس الّذي يستحقّ عليكم العبادة: ربّكم الّذي خلقكم، وربّ آبائكم الماضين قبلكم، لا الصّنم الّذي لا يخلق شيئًا، ولا يضرّ ولا ينفع). [جامع البيان: 19/612-618]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أتدعون بعلا يعني ربا). [تفسير مجاهد: 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أتدعون بعلا} قال: صنما). [الدر المنثور: 12/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أتدعون بعلا} قال: ربا). [الدر المنثور: 12/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال: من بعل هذه فدعاه فقال: ممن أنت قال: من أهل اليمن، فقال: هي لغة {أتدعون بعلا} أي ربا). [الدر المنثور: 12/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه، استام بناقة رجل من حمير فقال له: أنت صاحبها قال: أنا بعلها فقال ابن عباس {أتدعون بعلا} أتدعون ربا، ممن أنت قال: من حمير). [الدر المنثور: 12/459-460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: مر رجل يقول: من يعرف البقرة فقال رجل: أنا بعلها فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: تزعم أنك زوج البقرة قال الرجل: أما سمعت قول الله {أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين} قال: تدعون بعلا وأنا ربكم فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: صدقت). [الدر المنثور: 12/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أتدعون بعلا} قال: ربا بلغة ازدة شنوأة). [الدر المنثور: 12/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {أتدعون بعلا} قال: صنما لهم كانوا يعبدونه في بعلبك وهي وراء دمشق فكان بها البعل الذي يعبدونه). [الدر المنثور: 12/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {أتدعون بعلا} قال: ربا باليمانية يقول الرجل للرجل: من بعل الثوب). [الدر المنثور: 12/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قيس بن سعد قال: سأل رجل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله {أتدعون بعلا} فسكت عنه ابن عباس رضي الله عنهما ثم سأله فسكت عنه فسمع رجلا ينشد ضالة فسمع آخر يقول: أنا بعلها، فقال ابن عباس: أين السائل اسمع ما يقول السائل، أنا بعلها، أنا ربها {أتدعون بعلا} أتدعون ربا). [الدر المنثور: 12/460-461]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وتذرون أحسن الخالقين} يقول: وتدعون عبادة أحسن من قيل له خالقٌ.
وقد اختلف في معنى (بعلٍ)، فقال بعضهم: معناه: أتدعون ربًّا؟ وقالوا: هي لغةٌ لأهل اليمن معروفةٌ فيهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا حرميّ بن عمارة، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن عكرمة، في قوله: {أتدعون بعلاً} قال: إلهًا.
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا عمارة، عن عكرمة، في قوله: {أتدعون بعلاً} يقول: أتدعون ربًّا، وهي لغة أهل اليمن، تقول: من بعل هذا الثّور: أي من ربّه.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، ومحمّد بن عمرٍو، قالا: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أتدعون بعلاً} قال: ربًّا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أتدعون بعلاً} قال: هذه لغةٌ باليمانيّة: أتدعون ربًّا دون اللّه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {أتدعون بعلاً} قال: ربًّا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن عبد اللّه بن أبي يزيد، قال: كنت عند ابن عبّاسٍ فسألوه عن هذه الآية: {أتدعون بعلاً} قال: فسكت ابن عبّاسٍ، فقال رجلٌ: أنا بعلها، فقال ابن عبّاسٍ: كفاني هذا الجوّاب.
وقال آخرون: هو صنمٌ كان لهم يقال له بعلٌ، وبه سمّيت بعلبك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أتدعون بعلاً} يعني: صنمًا كان لهم يسمّى بعلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين}؟ قال: بعلٌ: صنمٌ كانوا يعبدون، كانوا ببعلك، وهم وراء دمشق، وكان بها البعل الّذي كانوا يعبدون.
وقال آخرون: كان بعلٌ: امرأةٌ كانوا يعبدونها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: سمعت بعض أهل العلم يقول: ما كان بعلٌ إلاّ امرأةً يعبدونها من دون اللّه.
وللبعل في كلام العرب أوجهٌ يقولون لربّ الشّيء هو بعله، يقال: هذا بعل هذه الدّابّة، يعني به ربّها؛ ويقولون لزوج المرأة بعلها؛ ويقولون لما كان من الغروس والزّروع مستغنيًا بماء السّماء، ولم يكن سقيًا بل هو بعلٌ، وهو العذي.
وذكر أنّ اللّه بعث إلى بني إسرائيل إلياس بعد مهلك حزقيل بن بوزى، وكان من قصّته وقصّة قومه فيما بلغنا ما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ، قال: إنّ اللّه قبض حزقيل، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث، ونسوا ما كان من عهد اللّه إليهم، حتّى نصبوا الأوثان وعبدوها دون اللّه، فبعث اللّه إليهم إلياس بن تسبى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيًّا وإنّما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التّوراة، فكان إلياس مع ملكٍ من ملوك بني إسرائيل، يقال له: أحاب، كان اسم امرأته: أربل، وكان يسمع منه ويصدّقه، وكان إلياس يقيم له أمره، وكان سائر بني إسرائيل قد اتّخذوا صنمًا يعبدونه من دون اللّه يقال له بعلٌ.
قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول: ما كان بعلٌ إلاّ امرأةً يعبدونها من دون اللّه؛ يقول اللّه لمحمّدٍ: {وإنّ إلياس لمن المرسلين (123) إذ قال لقومه ألا تتّقون (124) أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين (125) اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} فجعل إلياس يدعوهم إلى اللّه، وجعلوا لا يسمعون منه شيئًا إلاّ ما كان من ذلك الملك، والملوك متفرّقةٌ بالشّام، كلّ ملكٍ له ناحيةٌ منها يأكلها، فقال ذلك الملك الّذي كان إلياس معه يقوّم له أمره، ويراه على هدًى من بين أصحابه يومًا: يا إلياس، واللّه ما أرى ما تدعو إليه إلاّ باطلاً، واللّه ما أرى فلانًا وفلانًا يعدّد ملوكًا من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون اللّه إلاّ على مثل ما نحن عليه، يأكلون ويشربون وينعمون مملّكين، ما ينقص دنياهم أمرهم الّذي تزعم أنّه باطلٌ، وما نرى لنا عليهم من فضلٍ؛ فيزعمون واللّه أعلم أنّ إلياس استرجع وقام شعر رأسه وجلده، ثمّ رفضه وخرج عنه، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه: عبد الأوثان، وصنع ما يصنعون، فقال إلياس: اللّهمّ إنّ بني إسرائيل قد أبوا إلاّ أن الكفر بك، والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك، أو كما قال.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: فذكر لي أنّه أوحي إليه: إنّا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك حتّى تكون أنت الّذي تأذن في ذلك، فقال إلياس: اللّهمّ فأمسك عنهم المطر؛ فحبس عنهم ثلاث سنين، حتّى هلكت الماشية والهوامّ والدّوابّ والشّجر، وجهد النّاس جهدًا شديدًا. وكان إلياس فيما يذكرون حين دعا بذلك على بني إسرائيل قد استخفى، شفقًا على نفسه منهم، وكان حيثما كان وضع له رزقٌ، وكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دارٍ أو بيتٍ، قالوا: لقد دخل إلياس هذا المكان فطلبوه، ولقي منهم أهل ذلك المنزل شرًّا ثمّ إنّه أوى ليلةً إلى امرأةٍ من بني إسرائيل لها ابنٌ يقال له اليسع بن أخطوب به ضرٌّ، فآوته وأخفت أمره، فدعا إلياس لابنها، فعوفي من الضّرّ الّذي كان به، واتّبع اليسع إلياس، فآمن به وصدّق ولزمه، فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسنّ وكبر، وكان اليسع غلامًا شابًّا، فيزعمون واللّه أعلم أنّ اللّه أوحى إلى إلياس: إنّك قد أهلكت كثيرًا من الخلق ممّن لم يعص سوى بني إسرائيل ممّن لم أكن أريد هلاكه بخطايا بني إسرائيل من البهائم والدّوابّ والطّير والهوامّ والشّجر بحبس المطر عن بني إسرائيل، فيزعمون واللّه أعلم أنّ إلياس قال: أي ربّ، دعني أنا الّذي أدعو لهم وأكون أنا الّذي آتيهم بالفرج ممّا هم فيه من البلاء الّذي أصابهم، لعلّهم أن يرجعوا وينزعوا عمّا هم عليه من عبادة غيرك، قيل له: نعم، فجاء إلياس إلى بني إسرائيل فقال لهم: إنّكم قد هلكتم جهدًا، وهلكت البهائم والدّوابّ والطّير والهوامّ والشّجر بخطاياكم، وإنّكم على باطلٍ وغرورٍ، أو كما قال لهم، فإن كنتم تحبّون أن تعلموا ذلك، وتعلموا أنّ اللّه عليكم ساخطٌ فيما أنتم عليه، وأنّ الّذي أدعوكم إليه الحقّ، فاخرجوا بأصنامكم هذه الّتي تعبدون وتزعمون أنّها خيرٌ ممّا أدعوكم إليه، فإن استجابت لكم، فذلك كما تقولون، وإن هي لم تفعل علمتم أنّكم على باطلٍ، فنزعتم، ودعوت اللّه ففرّج عنكم ما أنتم فيه من البلاء، قالوا: أنصفت؛ فخرجوا بأوثانهم، وما يتقرّبون به إلى اللّه من إحداثهم الّتي لا يرضى، فدعوها فلم تستجب لهم، ولم تفرّج عنهم ما كانوا فيه من البلاء حتّى عرفوا ما هم فيه من الضّلالة والباطل، ثمّ قالوا لإلياس: يا إلياس إنّا قد هلكنا فادع اللّه لنا، فدعا لهم إلياس بالفرج ممّا هم فيه، وأن يسقوا، فخرجت سحابةٌ مثل التّرس بإذن اللّه على ظهر البحر وهم ينظرون، ثمّ ترامى إليه السّحاب، ثمّ أدجنت ثمّ أرسل المطر، فأغاثهم، فحيّيت بلادهم، وفرّج عنهم ما كانوا فيه من البلاء، فلم ينزعوا ولم يرجعوا، وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه؛ فلمّا رأى ذلك إلياس من كفرهم، دعا ربّه أن يقبضه إليه، فيريحه منهم، فقيل له فيما يزعمون: انظر يوم كذا وكذا، فاخرج فيه إلى بلد كذا وكذا، فماذا جاءوك من شيءٍ فاركبه ولا تهبه؛ فخرج إلياس وخرج معه اليسع بن أخطوب، حتّى إذا كان في البلد الّذي ذكر له في المكان الّذي أمر به، أقبل إليه فرسٌ من نارٍ حتّى وقف بين يديه، فوثب عليه، فانطلق به، فناداه اليسع: يا إلياس ما تأمرني؟ فكان آخر عهدهم به، فكساه اللّه الرّيش، وألبسه النّور، وقطع عنه لذّة المطعم والمشرب، وطار في الملائكة، فكان إنسيًّا ملكيًّا أرضيًّا سماويًّا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} فقرأته عامّة قرّاء مكّة والمدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: (اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين) رفعا على الاستئناف، وأنّ الخبر قد تناهى عند قوله: {أحسن الخالقين} وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} نصبًا، على الرّدّ على قوله: {وتذرون أحسن الخالقين} على أنّ ذلك كلّه كلامٌ واحدٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان متقاربتا المعنى، مع استفاضة القراءة بهما في القرّاء، فبأيّ ذلك قرأ القارئ فمصيبٌ وتأويل الكلام: ذلك معبودكم أيّها النّاس الّذي يستحقّ عليكم العبادة: ربّكم الّذي خلقكم، وربّ آبائكم الماضين قبلكم، لا الصّنم الّذي لا يخلق شيئًا، ولا يضرّ ولا ينفع). [جامع البيان: 19/612-618] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فكذّبوه فإنّهم لمحضرون} يقول: فكذب إلياس قومه، فإنّهم لمحضرون: يقول: فإنّهم لمحضرون في عذاب اللّه فيشهدونه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإنّهم لمحضرون} في عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/618]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إلاّ عباد اللّه المخلصين} يقول: فإنّهم يحضرون في عذاب اللّه، إلاّ عباد اللّه الّذين أخلصهم من العذاب). [جامع البيان: 19/618]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وتركنا عليه في الآخرين} يقول: وأبقينا عليه الثّناء الحسن في الآخرين من الأمم بعده). [جامع البيان: 19/618]

تفسير قوله تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سلامٌ على إلياسين (130) إنّا كذلك نجزي المحسنين (131) إنّه من عبادنا المؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: أمنةٌ من اللّه لآل ياسين.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {سلامٌ على إلياسين} فقرأته عامّة قرّاء مكّة والبصرة والكوفة: {سلامٌ على إلياسين} بكسر الألف من {إلياسين}، فكان بعضهم يقول: هو اسم إلياس، ويقول: إنّه كان يسمّى باسمين: إلياس، وإلياسين مثل إبراهيم، وإبراهام؛ يستشهد على ذلك أنّ ذلك كذلك بأنّ جميع ما في السّورة من قوله: {سلامٌ} فإنّما هو سلامٌ على النّبيّ الّذي ذكر دون آله، فكذلك إلياسين، إنّما هو سلامٌ على إلياس دون آله.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: إلياس: اسمٌ من أسماء العبرانيّة، كقولهم: إسماعيل وإسحاق، والألف واللاّم منه، ويقول: لو جعلته عربيًّا من الإليس، فتجعله إفعالاً، مثل الإخراج والإدخال أجري؛ ويقول: قال: سلامٌ على إلياسين، فتجعله بالنّون، والعجميّ من الأسماء قد تفعل به هذا العرب، تقول: ميكال وميكائيل وميكائين، وهي في بني أسدٍ تقول: هذا إسماعين قد جاء، وسائر العرب باللاّم؛ قال: وأنشدني بعض بني نميرٍ لضبٍّ صاده:
يقول أهل السّوق لمّا جينا = هذا وربّ البيت إسرائينا
قال: فهذا كقوله: {إلياسين} قال: وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعًا، فتجعل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول لقومٍ رئيسهم المهلّب: قد جاءتكم المهالبة والمهلّبون، فيكون بمنزلة قولهم الأشعرين بالتّخفيف، والسّعديّن بالتّخفيف وشبهه، قال الشّاعر:
أنا ابن سعدٍ سيّد السّعدينا
قال: وهو في الاثنين أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسمًا كقول الشّاعر:
جزاني الزّهدمان جزاء سوءٍ = وكنت المرء يجزى بالكرامه
واسم أحدهما: زهدم؛ وقال الآخر:
جزى اللّه فيها الأعورين ذمامةً = وفروة ثفر الثّورة المتضاجم
واسم أحدهما أعور.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة: {سلامٌ على آل ياسين} بقطع آل من ياسين، فكان بعضهم يتأوّل ذلك بمعنى: سلامٌ على آل محمّدٍ. وذكر عن بعض القرّاء أنّه كان يقرأ قوله: {وإنّ إلياس} بترك الهمز في إلياس ويجعل الألف واللاّم داخلتين على ياس للتّعريف، ويقول: إنّما كان اسمه ياس أدخلت عليه ألف ولامٌ ثمّ يقرأ على ذلك: سلامٌ على إلياسين.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه: {سلامٌ على إلياسين} بكسر ألفها على مثال إدراسين، لأنّ اللّه تعالى ذكره إنّما أخبر عن كلّ موضعٍ ذكر فيه نبيًّا من أنبيائه عليهم السّلام في هذه السّورة بأنّ عليه سلامًا لا على آله، فكذلك السّلام في هذا الموضع ينبغي أن يكون على إلياس كسلامه على غيره من أنبيائه، لا على آله، على نحو ما بيّنّا من معنى ذلك.
فإن ظنّ ظانٌ أنّ (إلياسين) غير (إلياس)، فإنّ فيما حكينا من احتجاج من احتجّ بأنّ (إلياسين) هو (إلياس) غنًى عن الزّيادة فيه.
- مع أنّ فيما: حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {سلامٌ على آل ياسين} قال: إلياس.
وفي قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (سلامٌ على إدراسين) دلالةٌ واضحةٌ على خطأ قول من قال: عنى بذلك: سلامٌ على آل محمّدٍ، وفساد قراءة من قرأ: (وإنّ إلياس) بوصل النّون من (إنّ) بالياس، وتوجيه الألف واللاّم فيه إلى أنّهما أدخلتا تعريفًا للاسم الّذي هو ياس، وذلك أنّ عبد اللّه كان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: (وإنّ إدريس لمن المرسلين)، ثمّ يقرأ على ذلك: (سلامٌ على إدراسين) كما قرأ الآخرون: سلامٌ على آل ياسين فلا وجه على ما ذكرنا من قراءة عبد اللّه لقراءة من قرأ ذلك: (سلامٌ على آل ياسين) بقطع (الآل) من (ياسين)، ونظير تسمية إلياس بآل ياسين: {وشجرةٌ تخرج من طور سيناء}، ثمّ قال في موضعٍ آخر: {وطور سينين} وهو موضعٌ واحدٌ سميّ بذلك). [جامع البيان: 19/619-621]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس وابن مسعود - رضي الله عنهما -): يذكر عنهما:أنّ إلياس: هو إدريس، وكان ابن مسعودٍ يقرأ: {سلام على إدراسين} [الصافات: 130]. أخرجه رزين). [جامع الأصول: 2/334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله {سلام على إل ياسين} قال: هو إلياس). [الدر المنثور: 12/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه قرأ سلام على ادراسين وقال: هو مثل إلياس مثل عيسى والمسيح ومحمد وأحمد وإسرائيل ويعقوب). [الدر المنثور: 12/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سلام على إل ياسين} قال: نحن آل محمد {إل ياسين} ). [الدر المنثور: 12/461]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا كذلك نجزي المحسنين} يقول تعالى ذكره: إنّا هكذا نجزي أهل طاعتنا والمحسنين أعمالاً). [جامع البيان: 19/622]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّه من عبادنا المؤمنين} يقول: إنّ إلياس عبدٌ من عبادنا الّذين آمنوا، فوحّدونا، وأطاعونا، ولم يشركوا بنا شيئًا). [جامع البيان: 19/622]


رد مع اقتباس