عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم للإنسان ما تمنّى} أي: ليس كلّ من تمنّى خيرًا حصل له، {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} [النّساء: 123]، ما كلّ من زعم أنّه مهتدٍ يكون كما قال، ولا كلّ من ودّ شيئًا يحصل له.
قال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا تمنّى أحدكم فلينظر ما يتمنّى، فإنّه لا يدري ما يكتب له من أمنيته". تفرّد به أحمد). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فللّه الآخرة والأولى} أي: إنّما الأمر كلّه للّه، مالك الدّنيا والآخرة، والمتصرّف في الدّنيا والآخرة، فهو الّذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وكم من ملكٍ في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}، كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ: 23]، فإذا كان هذا في حقّ الملائكة المقرّبين، فكيف ترجون أيّها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند اللّه، وهو لم يشرّع عبادتها ولا أذن فيها، بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله، وأنزل بالنّهي عن ذلك جميع كتبه؟). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به من علمٍ إن يتّبعون إلا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا (28) فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدّنيا (29) ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى (30)}
يقول تعالى منكرًا على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى، وجعلهم لها أنّها بنات اللّه، كما قال: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} [الزّخرف: 19]؛ ولهذا قال: {وما لهم به من علم} أي: ليس لهم علمٌ صحيحٌ يصدّق ما قالوه، بل هو كذب وزور وافتراء، وكفر شنيع. {إن يتّبعون إلا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا} أي: لا يجدي شيئًا، ولا يقوم أبدًا مقام الحقّ. وقد ثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث"). [تفسير ابن كثير: 7/ 459]

تفسير قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا} أي: أعرض عن الّذي أعرض عن الحقّ واهجره.
وقوله: {ولم يرد إلا الحياة الدّنيا} أي: وإنّما أكثر همّه ومبلغ علمه الدّنيا، فذاك هو غاية ما لا خير فيه. ولذلك قال: {ذلك مبلغهم من العلم} أي: طلب الدّنيا والسّعي لها هو غاية ما وصلوا إليه.
وقد روى الإمام أحمد عن أمّ المؤمنين عائشة [رضي اللّه عنها] قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له" وفي الدّعاء المأثور: "اللّهمّ لا تجعل الدّنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا".
وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} أي: هو الخالق لجميع المخلوقات، والعالم بمصالح عباده، وهو الّذي يهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء، وذلك كلّه عن قدرته وعلمه وحكمته، وهو العادل الّذي لا يجور أبدًا، لا في شرعه ولا في قدره). [تفسير ابن كثير: 7/ 459]

رد مع اقتباس