عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:43 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}


تفسير قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاصدع بما تؤمر...}
ولم يقل: بما تؤمر به - والله أعلم - أراد: فاصدع بالأمر. ولو كان مكان (ما) من أو ما مما يراد به البهائم لأدخلت بعدها الباء كما نقول: اذهب إلى من تؤمر به واركب ما تؤمر به، ولكنه في المعنى بمنزلة المصدر؛ ألا ترى أنك تقول: ما أحسن ما تنطلق لأنك تريد: مما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أمرت لأنك تريد ما أحسن أمرك.
ومثله قوله: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله} كأنه قيل له: افعل الأمر الذي تؤمر.ولو أريد به إنسان أو غيره لجاز وإن لم يظهر الباء لأن العرب قد تقول: إني لآمرك وآمر بك وأكفرك وأكفر بك في معنى واحد.
ومثله كثير، منه قولهم:
إذا قالت حذام فأنصتوها = فإنّ القول ما قالت حذام
يريد: فانصتوا لها، وقال الله تبارك وتعالى {ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم} وهي في موضع {يكفرون بالله} و{كفروا بربهم} واصدع: أظهر دينك). [معاني القرآن: 2/94-93]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاصدع بما تؤمر} أي افرق وامضه، قال أبو ذؤيب:
وكأنهن ربابةٌ وكأنه يسرٌ= يفيض على القداح ويصدع
أي يفرّق على القداح أي بالقداح). [مجاز القرآن: 1/355]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فاصدع بما تؤمر} صدعًا؛ يقال: صدع بالحق؛ أي فرق به). [معاني القرآن لقطرب: 799]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر}: أي امض لما تؤمر به). [غريب القرآن وتفسيره: 203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر} أي أظهر ذلك. وأصله الفرق والفتح.
يريد: أصدع الباطل بحقّك). [تفسير غريب القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }
قيل في التفسير اجهر بالقرآن، ويكون - واللّه أعلم - فاصدع بما تؤمر.
أي أبن ما تؤمر به، وأظهره، وأخذ ذلك من الصّديع وهو الصبح.
قال الشاعر:
كأنّ بياض غرّته الصديع
وتأويل الصّدع في الزّجاج، أو في الحائط، أن يبين بعض الشيء عن بعض). [معاني القرآن: 3/187-186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} قال مجاهد أي اجهر بالقرآن في الصلاة
قال ومنه تصدع القوم إذا افترقوا قال ومنه الصداع لأنه انفراق قبائل الرأس
قال أبو جعفر ومعروف عند أهل اللغة أنه يقال صدع بالحق إذا أبانه وأظهره وكأنه أبن وأظهر وأنشد أبو عبيدة لأبي ذؤيب يصف عيرا وأتنا وأنه يحكم فيها:
وكأنهن ربابه وكأنه = يسر يفيض على القداح ويصدع
ومن هذا قيل للصبح صديع كما قال
كأن بياض لبته صديع
وأبو العباس يذهب إلى أن المعنى فاصدع الباطل بما تؤمر به أي افرق). [معاني القرآن: 4/45-44]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر}: فاقصد). [ياقوتة الصراط: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاصدع بما تؤمر} أي أظهره. وقيل: افرق به بين الحق والباطل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاصْدَعْ}: امض لما أمرت). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّا كفيناك المستهزئين }
قيل هؤلاء جماعة من المشركين، خمسة نفر كانوا يستهزئون برسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنزلت بهم آفات مات أكثرهم منها، وعمي واحد منهم.
والخمسة سمّوا في التفسير منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث.
أعلم اللّه أنهم من المشركين بقوله:{الّذين يجعلون مع اللّه إلها آخر} ). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنا كفيناك المستهزئين}
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن نافع قال نا سلمة بن شعيب بن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين} قالا المستهزئون الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب مروا رجلا رجلا على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام فإذا رجل منهم قال له جبريل كيف تجد هذا فيقول بئس عبد الله فيقول جبريل كفيناكه
فأما الوليد ابن المغيرة فتردى فتعلق سهم بردائه فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف فمات
وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه وكان يقول دعوت على محمد دعوة ودعى علي دعوة فاستجيب لي واستجيب له دعا علي أن أعمى فعميت ودعوت عليه أن يكون وحيدا طريدا في أهل يثرب فكان كذلك
وأما العاص بن وائل فوطئ على شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك
وأما الأسود بن المطلب وعدي بن قيس فإن أحدهما قام في الليل وهو مطمئن ليشرب من جرة فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات وأما الآخر فلدغته حية فمات).[معاني القرآن: 4/48-46]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)}

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين} أي كن من المصلين). [معاني القرآن: 4/48]

تفسير قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حتّى يأتيك اليقين} أي الموت). [تفسير غريب القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين}
أي: حتّى يأتيك الموت، كما قال عيسى ابن مريم:{وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّا}.
فإن قال قائل كيف تكون عبادة لغير الحي، أي كيف يعبد الإنسان وهو ميّت؟
فإنّ مجاز هذا الكلام مجاز " أبدا "، المعنى اعبد ربك أبدا، واعبده إلى الممات، لأنه لو قيل: اعبد ربك - بغير التوقيت - لجاز إذا عبد الإنسان مرة أن يكون مطيعا،
فإذا قال حتى يأتيك اليقين، أي أبدا وما دمت حيّا، فقد أمرت بالإقامة على العبادة). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
قال سالم بن عبد الله ومجاهد أي الموت
قال أبو جعفر ونظير هذا وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا
والفائدة في هذا أنه لو قال واعبد ربك مطلقا ثم عبده مرة واحدة كان مطيعا وإذ ا قال ما دمت حيا أو أبدا أو حتى يأتيك اليقين كان معناه لا تفارق هذا). [معاني القرآن: 4/48-7]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اليقين} هاهنا: الموت). [ياقوتة الصراط: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليقين} الموت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليَقِينُ}: الموت). [العمدة في غريب القرآن: 175]


رد مع اقتباس