عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقال الرسول} حكاية عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وتشكيه ما يلقاه من قومه، هذا قول الجمهور، وهو الظاهر. وقالت فرقة: هو حكاية عن قول ذلك في الآخرة. وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو: "قومي" بتحريك الياء، والباقون بسكونها. و"مهجورا" يحتمل أن يريد: مبعدا مقصيا، [ويحتمل أن يكون] من الهجر (بضم الهاء) إشارة إلى قولهم: شعر وكهانة وسحر، وهذا قول مجاهد، والنخعي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويقول ابن زيد: هو تنبيه للمؤمنين على ملازمة المصحف، وألا تكون الغبرة تعلوه في البيوت ويشتغل بغيره، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من علق مصحفا ولم يتعاهده أتى يوم القيامة متعلقا به، يقول: هذا اتخذني مهجورا، اقض يا رب بيني وبينه). [المحرر الوجيز: 6/436]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آنسه عن فعل قومه بأن أعلمه أن غيره من الرسل كذلك امتحن بأعداء في زمنه، أي: فاصبر كما صبروا، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، و"عدوا" يراد به الجمع،
[المحرر الوجيز: 6/436]
تقول: "هؤلاء عدو لي"، فتصف به الجمع والواحد والمؤنث، ثم وعده تعالى بقوله: {وكفى بربك هاديا ونصيرا}، والباء في "بربك" للتأكيد، دالة على المعنى، إذ هو: اكتف بربك). [المحرر الوجيز: 6/437]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا}
روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره أن كفار قريش قالوا في بعض معارضاتهم: لو كان هذا القرآن من عند الله تعالى لنزل جملة كما نزلت التوراة والإنجيل، وقوله: كذلك يحتمل أن يكون من قول الكفار، [ويحتمل أن يكون مستأنفا من كلام الله تبارك وتعالى لا من كلامهم]، وهو أولى، ومعناه: كما نزل أردناه، فالإشارة إلى نزوله متفرقا، وجعل الله تعالى السبب في نزوله متفرقا في الزمان تثبيت فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم، وليحفظه. وقال مكي، والرماني: من حيث كان أميا لا يكتب، وليطابق الأسباب المؤقتة، فنزل في نيف وعشرين سنة، وكان غيره من الرسل يكتب فنزل جملة واحدة، وقرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ليثبت" بالياء، و"الترتيل": التفريق بين الشيء المتتابع، ومنه قولهم: بقر رتل، ومنه ترتيل القراءة. وأراد الله تبارك وتعالى أن ينزل القرآن في النوازل والحوادث التي قدرها وقدر نزوله فيها). [المحرر الوجيز: 6/437]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى نبيه أن هؤلاء الكفرة لا يجيئون بمثل -يضربونه على جهة المعارضة- مبهم -كتمثيلهم في هذه بالتوراة والإنجيل- إلا جاء القرآن بالحق في ذلك، أي بالذي هو حق، ثم هو أحسن تفسيرا، أو أفصح بيانا وتفصيلا). [المحرر الوجيز: 6/437]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أوعد الله تعالى الكفار بما ينزل بهم يوم القيامة من الحشر على وجوههم إلى النار. وذهب الجمهور إلى أن هذا المشي على الوجوه حقيقة، وروي في ذلك -من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه-
[المحرر الوجيز: 6/437]
حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: يا رسول الله، كيف يقدرون على المشي على وجوههم؟ قال: "إن الذي أقدرهم على المشي على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم وقالت فرقة: المشي على الوجوه استعارة للمذلة المفرطة والهوان والخزي، وقوله تعالى: {شر مكانا} القول فيه كالقول في قوله تعالى: {خير مستقرا} ). [المحرر الوجيز: 6/438]

رد مع اقتباس