عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:11 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأمليت} أي أطلت لهم، ومنه المليّ والملاوة من الدهر، ومنه تمليت حيناً، ويقال: لليل والنهار الملوان لطولهما،
وقال ابن مقبل:
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان= ألّح عليها بالبلى الملوان
ويقال: للخرق الواسع من الأرض ملاً مقصور،
قال:
حلاً لا تخطّاه العيون رغيب
وقال:
أمضى الملا بالشاحب المتبدّل). [مجاز القرآن: 1/333]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأمليت للّذين كفروا} أي أمهلتهم وأطلت لهم). [تفسير غريب القرآن: 228]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت...}
ترك جوابه ولم يقل: ككذا وكذا لأن المعنى معلوم. وقد بيّنه ما بعده إذ قال: {وجعلوا للّه شركاء} كأنه في المعنى قال: كشركائهم الذين اتّخذوهم،
ومثله قول الشاعر:

تخيّري خيّرت أمّ عال =بين قصير شبره تنبال
أذاك أم منخرق السربال= ولا يزال آخر الليالي
* متلف مال ومفيد مال *
تخيّري بين كذا وبين منخرق السربال. فلمّا أن أتى به في الذكر كفى من إعادة الإعراب عليه.
وقوله: {في الأرض أم بظاهرٍ مّن القول} باطل المعنى، أي أنه ظاهر في القول باطل المعنى.
ويقرأ: {وصدّوا عن السّبيل} وبعضهم (وصدّوا) يجعلهم فاعلين). [معاني القرآن: 2/65-64]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ} أي دائم قوامٌ عدلٌ). [مجاز القرآن: 1/333]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت وجعلوا للّه شركاء قل سمّوهم أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهرٍ مّن القول بل زيّن للّذين كفروا مكرهم وصدّوا عن السّبيل ومن يضلل اللّه فما له من هادٍ}
وقال: {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت وجعلوا للّه شركاء} فهذا في المعنى "أفمن هو قائم على كل نفس مثل شركائهم"، وحذف فصار {وجعلوا لله شركاء} يدل عليه). [معاني القرآن: 2/58]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل المدينة {وصدوا عن السبيل} بالفتح.
يحيى بن وثاب "وصدوا" بالكسر، وكذلك في الأنعام "ولو ردوا لعادوا" وقد أخبرنا عن هذه اللغة في يوسف.
وقالوا في الفعل: صد يصد ويصد بالكسر؛ واصد بوجهه إصدادًا). [معاني القرآن لقطرب: 762]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت}. هو اللّه القائم على كل نفس بما كسبت يأخذها بما جنت ويثيبها بما أحسنت.
وقد بينت [معنى] القيام في مثل هذا في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 228]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} أي آخذ لها بما كسبت). [تأويل مشكل القرآن: 182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}
قال قتادة هو الله جل جلاله
وقال الضحاك يعني نفسه جل وعز وهو القائم على عباده من كان منهم برا ومن كان منهم فاجرا يرزقهم ويطعمهم وقد جعلوا لله شركاء
قال الله: {قل سموهم} ولو سموهم لكذبوا وأنبؤه بما لا يعلمه وذلك قوله تعالى: {أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض} ). [معاني القرآن: 3/501-500]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولعذاب الآخرة أشقّ} أي أشدّ.
{للّذين استجابوا لربّهم الحسنى} ثم قال: {مثل الجنّة الّتي وعدّ المتّقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائمٌ وظلّها تلك عقبى الّذين اتّقوا وعقبى الكافرين النّار} مجازه مجاز المكفوف عن خبره، والعرب تفعل ذلك في كلامها، وله موضع آخر مجازه: للذين استجابوا لربهم الحسنى مثل الجنة، موصول صفة لها على الكلام الأول). [مجاز القرآن: 1/334-333]


رد مع اقتباس