عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:06 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

عمل الفعل الجامد في (إذ)

في عمل الفعل الجامد في الظرف خلاف حكاه ابن هشام. [المغني:2/76].
وقال أبو حيان في [البحر:5/259] تعمل نعم، وبئس في الظروف المتأخرة.
وأجاز أبو الفتح أن يتعلق الظرف بليس قال في [الخصائص:2/400]: «فإن قلت: فكيف يجوز لليس أن تعمل في الظرف وليس فيها تقدير حدث؟ قيل: جاز ذلك فيها من حيث جاز أن ترفع وتنصب، وكانت على مثال الفعل، فكما عملت الرفع والنصب وإن عريت من معنى الحدث، كذلك تنصب الظرف لفظًا، كما عملت الرفع والنصب لفظًا، ولأنها على وزن الفعل.
وعلى ذلك وجه أبو علي قول الله سبحانه: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} لأنه أجاز في نصب (يوم) ثلاثة أوجه...».
وقال الرضي في [شرح الكافية:2/276]: «ولا منع أن يقال: إن {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ} ظرف لليس؛ فإن الأفعال الناقصة تنصب الظروف لدلالتها على الحدث».
وقال ابن هشام في [المغني:2/140]: «وقد يجاب بأن الظرف يتعلق بالوهم، وفي (لَيْسَ) رائحة قولك: انتفى».
1- {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [38: 30-31].
في [العكبري:2/109]: «يجوز أن يكون العامل في (إذ) نعم».
2- {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} [56: 1-4]
في [الكشاف:4/55] فإن قلت بم انتصب (إذا) ؟
قلت: ب(ليس)؛ كقولك: يوم الجمعة ليس لي شغل، أو بمحذوف، يعني إذا وقعت كان كيت وكيت، أو بإضمار اذكر».
في [البحر:8/203]: «أما نصبها بليس فلا يذهب نحوي، ولا من شدا شيئًا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا؛ لأن (ليس) في النفي كـ(ما) و (ما) لا تعمل، فكذلك (ليس)، وذلك أن (ليس) مسلوبة الدلالة على الحدث والزمان، والقول بأنها فعل هو على سبيل المجاز؛ لأن حد الفعل لا ينطبق عليها والعامل في الظرف هو ما يقع فيه من الحدث، فإذا قلت: يوم الجمعة أقوم فالقيام واقع في يوم الجمعة. و(ليس) لا حدث لها فكيف يكون لها عمل في الظرف...».
ذكرنا أن أبا الفتح والرضي وابن هشام يرون تعلق الظرف بليس فقول أبي حيان في الرد على الزمخشري: «فلا يذهب نحوي ولا من شدا شيئًا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا، كلام فيه تحامل وادعاء».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص126]


رد مع اقتباس