عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18 ذو القعدة 1431هـ/25-10-2010م, 08:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 22]

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22) }

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ حم }: مجازها مجاز أوائل السور , وقال بعض العرب: بل هو اسم، واحتج بقول شريح بن ابي أوفى العبسي:
يذكّرني حاميم والرمح شاجر= فهّلا تلا حاميم قبل التقدمّ
وقال الكميت بن زيد الأسدي:
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً = تأوّلها منا تقيٌّ ومعرب
قال يونس: ومن قال هذا القول فهو منكسرٌ عليه ؛ السورة حم ساكنة الحروف , فخرجت مخرج التهجي , وهذه أسماء سور خرجن متحركات , وإذا سميت سورة بشيء من هذه الأحرف المجزومة , دخله الإعراب). [مجاز القرآن: 2/193-194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} , {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً ؛إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول} , فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول}, فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة ؛ لأنه معرفة, و"التوب" هو جماعة التوبة , ويقال "عومةٌ", و"عومٌ" في "عوم السّفينة", وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم)[معاني القرآن: 4/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وجاء في التفسير عن ابن عباس - رحمه اللّه - ثلاثة أقوال في :حم.
قال: حم : اسم اللّه الأعظم، وقال: حم : قسم.
وقال: حم: حروف الرحمن مقطعة.
والمعنى: " الر ", و "حم " , و " نون " : بمنزلة الرحمن, وقد فسرنا إعراب حروف الهجاء في أول البقرة, والقراءة فيها على ضربين:
حم بفتح الحاء، وحم بكسر الحاء.
فأمّا الميم فساكنة في قراءة القراء كلهم إلا عيسى بن عمر , فإنه قرأ: {حم والكتاب} ، بفتح الميم، وهو على ضربين: أحدهما أن يجعل حم اسما للسّورة، فينصبه , ولا ينوّنه ؛ لأنه على لفظ الأسماء الأعجمية نحو هابيل وقابيل، ويكون المعنى :اتل حم.
, والأجود أن يكون فتح لالتقاء السّاكنين ؛ حيث جعله اسما للسورة، ويكون حكاية حروف هجاء). [معاني القرآن: 4/365]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم}
روى معمر, عن قتادة قال: حم : اسم من أسماء القرآن
, وقيل معنى حم : حم الأمر.
وفي رواية عكرمة , عن ابن عباس قال: آلر, وحم, ونون : حروف الرحمن جل وعز , مقطعة .
وقرأ عيسى بن عمر : حاميم تنزيل, والمعنى على قراءته اتل حاميم , ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة
, ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين , والمعنى : هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم). [معاني القرآن: 6/202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (قال ابن عباس: {الر} , و{حم} , و{ن}: الرحمن , وقيل هو اسم من أسماء الله عز .). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} , {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين.
ثم قال: {ذي الطّول} فيكون على البدل , وعلى الصفة ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} , فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب} :هو جماعة التوبة , ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم) [معاني القرآن: 4/1] (م)

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم}
روى معمر, عن قتادة قال: حم : اسم من أسماء القرآن.
وقيل معنى حم : حم الأمر
وفي رواية عكرمة , عن ابن عباس قال: آلر , وحم , ونون: حروف الرحمن جل وعز , مقطعة .
وقرأ عيسى بن عمر : حاميم تنزيل , والمعنى على قراءته اتل حاميم , ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة
, ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين , والمعنى : هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم.). [معاني القرآن: 6/201-202] (م)


تفسير قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز جل: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب...}
جعلها كالنعت للمعرفة , وهي نكرة؛ ألا ترى أنك تقول: مررت برجل شديد القلب، إلاّ أنه وقع معها قوله: {ذي الطول}، وهو معرفة فأجرين مجراه. وقد يكون خفضها على التكرير فيكون المعرفة والنكرة سواء. ومثله قوله: {وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعّالٌ لما يريد} فهذا على التكرير؛ لأن فعّال نكرة محضة، ومثله قوله: {رفيع الدرجات ذو العرش}، فرفيع نكرة، وأجرى على الاستئناف، أو على تفسير المسألة الأولى).[معاني القرآن: 3/5]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({غافر الذّنب وقابل التّوب }: مجازها أن يكون مصدراً وجماعاً.
{ذي الطول }: ذي التفضل , تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه, أي: ذو فضل عليهم.). [مجاز القرآن: 2/194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول}: فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} ,فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب}: هو جماعة التوبة ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم) [معاني القرآن: 4/1] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذي الطول}: التفضل).[غريب القرآن وتفسيره: 327]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الطّول}: التفضل, يقال: طل علي برحمتك، أي: تفضل.). [تفسير غريب القرآن: 385]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير (3)}: على صفات اللّه، فأما خفض {شديد العقاب} فعلى البدل لأنه مما يوصف به النكرة.
وقوله: {ذي الطّول} : معناه : ذي الغنى , والفضل , والقدرة.
تقول: لفلان على فلان طول ؛ إذا كان له عليه فضل.). [معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {غافر الذنب وقابل التوب}
ويجوز أن يكون التوب : جمع توبة , كما قال:-
=فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة , ثم قال جل وعز: {شديد العقاب ذي الطول}
روى ابن أبي نجيح : ذي الطول , قال: ذي الغنى .
وروى سعيد , عن قتادة قال : ذي النعمة .
قال أبو جعفر : الطول في اللغة الفضل والاقتدار , يقال: لفلان على فلان طول, واللهم طل علينا برحمتك
وروى علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ذي الطول , قال: ذي السعة والغنى.). [معاني القرآن: 6/202-203]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{قابل التوب} : جمع: توبة، والتوب مصدر: تاب, {ذي الطول}:أي: الغنى والفضل.). [ياقوتة الصراط: 449]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: التفضل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: الفضل). [العمدة في غريب القرآن: 263]


تفسير قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلا يغررك تقلّبهم في البلاد} :أي , تصرفهم في البلاد للتجارة، وما يكسبون, ومثله: {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد متاعٌ قليلٌ}.). [تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا فلا يغررك تقلّبهم في البلاد (4)}
المعنى: في دفع آيات اللّه بالباطل ليدحض به الحق، إلا الذين كفروا.
ومعنى {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} : أي: فلا تغررك سلامتهم بعد كفرهم حتى إنهم يتصرفون كيف شاءوا، فإن عاقبة كفرهم العذاب والهلاك.). [معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد}
قال قتادة: أي: فلا يغررك إقبالهم, وإدبارهم, وتصرفهم في أسفارهم.
قال أبو جعفر: مثله قوله جل وعز: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل} , والمعنى : لا يغرنك سلامتهم , وأناة الله لهم ؛ فإن عاقبتهم مذمومة ومصيرهم إلى النار.). [معاني القرآن: 6/203-204]


تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم...}.: ذهب إلى الرجال، وفي حرف عبد الله : {برسولها}، وكلّ صواب). [معاني القرآن: 3/5]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب}
قال: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم} , فجمع على "الكلّ" ؛ لأن "الكلّ" : مذكر معناه معنى الجماعة.). [معاني القرآن: 4/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه}: ليهلكوه, من قوله: {فأخذتهم فكيف كان عقاب}.
ويقال: ليحبسوه , ويعذبوه, ويقال للأسير: أخيذ.).[تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأخذ: التعذيب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} أي: تعذيبه. وقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي عذبنا.
وقال: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليعذبوه أو ليقتلوه). [تأويل مشكل القرآن: 503] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ثم بين كيف ذلك، وأعلم أن الأمم التي كذبت قبلهم أنهم أهلكوا بقوله:
{كذّبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمّت كلّ أمّة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب (5)}

يعني: عادا, وثمود, وقوم لوط , والأمم التي أهلكت بين ذلك.
{وهمّت كلّ أمّة برسولهم ليأخذوه} : أي: ليتمكنوا منه , فيقتلوه.
{وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} :أي: ليدفعوا به الحق.
{فأخذتهم}: أي: جعلت جزاءهم على إرادة أخذ الرسل أن أخذتهم, فعاقبتهم.
{فكيف كان عقاب} :أي: إنهم يجتازون بالأمكنة التي أهلك فيها القوم , فيرون آثار الهلاك.). [معاني القرآن: 4/366-367]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم بين أن ذلك كان سبيل من قبلهم , فقال: {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} : وهم ثمود , وعاد, وقوم لوط , ومن كان مثلهم.
, وقوله جل وعز: {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه}
روى معمر, عن قتادة قال: ليأخذوه , فيقتلوه .
قال أبو جعفر, ويبين هذا قوله تعالى: {فأخذتهم}: أي: أهلكتهم , ويقال للأسير: أخيذ.). [معاني القرآن: 6/204]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِيَأْخُذُوهُ}: أي: ليهلكوه , كما قال تبارك وتعالى: {فأخذتهم فكيف كان عقاب}: أي: فأهلكتهم, وقيل: معناه : ليحبسوه , ويعذبوه.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]



تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وكذلك حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار}
, وقال: {وكذلك حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار}: أي: لأنهم , أو بأنّهم, وليس {أنّهم} في موضع مفعول, ليس مثل قولك : أأحقّت أنهم لو كان كذلك كان أحقّت أنّهم). [معاني القرآن: 4/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكذلك حقّت كلمت ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار (6)}
أي: ومثل ذلك حقت كلمة ربك , يعني به قوله {لأملأن جهنّم}
{أنّهم أصحاب النّار} : ويجوز " إنهم ".).[معاني القرآن: 4/367]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار}
أي: بقوله: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}
قال قتادة : حق عليهم العذاب بكفرهم.). [معاني القرآن: 6/204-205]



تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رّحمةً وعلماً فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم}
وقال: {وسعت كلّ شيءٍ رّحمةً وعلماً} , فانتصابه كانتصاب "لك مثله عبداً" ؛ لأنك قد جعلت "وسعت" لـ"كلّ شيءٍ" , وهو مفعول به , والفاعل التاء , وجئت بـ"الرّحمة" و"العلم" ؛ تفسيرا قد شغل عنها الفعل كما شغل "المثل" بالهاء , فلذلك نصبته تشبيها بالمفعول بعد الفاعل.).[معاني القرآن: 4/2]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر - جلّ وعز - بفضل المؤمنين فقال:{الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7)}: يعني الملائكة.
{يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا} : فالمؤمن تستغفر له الملائكة المقرّبون.
ويعني: {ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك}
المعنى يقولون: ربنا وسعت كل شيء، أي: تقول الملائكة.
وقوله: {رحمة وعلما} : منصوب على التمييز.
{فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك} : أي: لزموا طريق الهدى التي دعوت إليها). [معاني القرآن: 4/367-368]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أخبر أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين فقال: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم}
روى معمر , عن قتادة:{ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك } , قال: تابوا من الشرك , واتبعوا طاعتك.).[معاني القرآن: 6/205]



تفسير قوله تعالى:{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأدخلهم جنّات عدنٍ...}.
وبعضهم يقرأ {جنة عدن} واحدة، وكذلك هي في قراءة عبد الله: واحدة.
وقوله: {ومن صلح من آبائهم...}
من نصبٌ من مكانين: إن شئت جعلت {ومن} مردودة على الهاء والميم "وأدخلهم"، وإن شئت على الهاء والميم في: "وعدتهم"). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم (8)}
{ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم} : " من " في موضع نصب، عطف على الهاء والميم في قوله: {ربّنا وأدخلهم جنّات عدن}: أي، وأدخل من صلح.
ويصلح أن يكون عطفا على الهاء والميم في قوله: {وعدتهم} فيكون المعنى وعدتهم , ووعدت من صلح من آبائهم.). [معاني القرآن: 4/368]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم}
يروى أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار :ما جنات عدن ؟.
قال : قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون , والصديقون, والشهداء , وأئمة العدل .
قال أبو جعفر : العدن في اللغة : الإقامة , وقد عدن بالمكان : أقام به). [معاني القرآن: 6/205-206 ]



تفسير قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} : {وقهم السيئات} قال قتادة: أي: العذاب , {ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته قال العذاب}). [معاني القرآن: 6/205-206]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ينادون لمقت اللّه...}.
المعنى فيه: ينادون أنّ مقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم يوم القيامة؛ لأنهم مقتوا أنفسهم إذ تركوا الإيمان، ولكن اللام تكفي من أن تقول في الكلام: ناديت أن زيداً قائم، وناديت لزيد قائم، ومثله: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات} الآية، اللام بمنزلة أنّ في كل كلام ضارع القول مثل: ينادون، ويخبرون، وما أشبه ذلك). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ الّذين كفروا ينادون لمقت اللّه أكبر من مّقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون}
وقال: {ينادون لمقت اللّه أكبر} : فهذه اللام هي لام الابتداء كأنه "ينادون", فيقال لهم لأنّ النداء قول, ومثله في الإعراب: يقال: "لزيدٌ أفضل من عمرٍو"). [معاني القرآن: 4/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ينادون لمقت اللّه أكبر من مقتكم أنفسكم}.
قال قتادة: يقول: لمقت اللّه إياكم في الدنيا , حين دعيتم إلى الإيمان، فلم تؤمنوا أكبر من مقتكم أنفسكم , حين رأيتم العذاب). [تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا ينادون لمقت اللّه أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (10)}
معناه: إن الذين كفروا ينادون إذا كانوا في حال العذاب لمقت اللّه إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون {أكبر من مقتكم أنفسكم} إذ عذبتم في النار.). [معاني القرآن: 4/368]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون}
في الكلام تقديم وتأخير , وقد بينه أهل التفسير :-
قال الحسن : يعطون كتابهم فإذا نظروا في سيئاتهم , مقتوا أنفسهم , فينادون لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم
وقال مجاهد : إذا عاينوا أعمالهم السيئة , مقتوا أنفسهم , فنودوا لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار). [معاني القرآن: 6/206-207]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({ينادون لمقت الله أكبر }: المقت: البغض , والبراءة). [ياقوتة الصراط: 449-450]



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين }: مجازها مجاز قوله: { كنتم أمواتاً فأحييناكم ثمّ يميتكم ثمّ يحيكم ثمّ إليه ترجعون }: فها هنا موتتان , وحياتان.). [مجاز القرآن: 2/194]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}: مثل قوله {كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}). [غريب القرآن وتفسيره: 327]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {{قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}، مثل قوله:
{وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} , وقد تقدم ذكر ذلك في سورة البقرة). [تفسير غريب القرآن: 385-386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (11)}
{ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا} :أي: قد أريتنا من الآيات ما أوجب أن علينا أن نعترف , وقالوا في {أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}:أي: خلقتنا أمواتا , ثم أحييتنا , ثم أمتّنا بعد، ثم بعثتنا بعد الموت.
وقد جاء في بعض التفاسير أن إحدى الحياتين، وإحدى الموتتين أن يحيا في القبر ثم يموت، فذالك أدل على أحييتنا وأمتنا، والأول أكثر في التفسير). [معاني القرآن: 4/368]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}
روى أبو إسحاق , عن أبي الأحوص , عن ابن مسعود قال : هي مثل قوله تعالى: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}
قال أبو جعفر : المعنى على هذا في أمتنا اثنتين : خلقتنا أمواتا , أي : نطفا , ثم أحييتنا , ثم أمتنا , ثم أحييتنا للبعث
وقيل : إحدى الحياتين , وإحدى الموتتين الإحياء في القبر , ثم الموت , وأنهم لم يعنوا حياتهم في الآخرة).). [معاني القرآن: 6/207-208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ}: حين كنا نطفاً , وحين أمتنا , {وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}: حين أخرجنا إلى الدنيا وحين يعيدنا). [العمدة في غريب القرآن: 263]



تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلكم بأنّه إذا دعي اللّه وحده كفرتم}: كذبتم, {وإن يشرك به تؤمنوا} :أي: تصدقوا.). [تفسير غريب القرآن: 386]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا}، أي: تصدّقوا. والعبد مؤمن بالله، أي مصدّق). [تأويل مشكل القرآن: 481]



تفسير قوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم} :أي : كذبتم , وإن يشرك به تؤمنوا , أي : تصدقوا.). [معاني القرآن: 6/208]



تفسير قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده...}.
الروح في هذا الموضع: النبوة؛ لينذر من يلقى عليه الروح يوم التلاق, وإنما قيل "التلاق"؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء , وأهل الأرض.). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق}
وقال: {رفيع الدّرجات ذو العرش} :رفيع ,رفع على الابتداء, والنصب جائز لو كان في الكلام على المدح). [معاني القرآن: 4/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يلقي الرّوح من أمره}: أي: الوحي).[تفسير غريب القرآن: 386]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكلام الله: روح؛ لأنه حياة من الجهل وموت الكفر، قال: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}، وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} ). [تأويل مشكل القرآن: 487]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («من» مكان «الباء»
قال الله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي بأمر الله.
وقال تعالى: {يلقي الرّوح من أمره}، أي بأمره.
وقال: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ}، أي بكل أمر). [تأويل مشكل القرآن: 574]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق (15)}

جاء في التفسير : أن الروح : الوحي، وجاء أن الروح : القرآن , وجاء أن الروح : أمر النبوة.


فيكون المعنى : تلقي الروح , أو أمر النبوة على من تشاء، على من تختصه بالرسالة.
{لينذر يوم التّلاق} : أي : لينذر النبي صلى الله عليه وسلم بالذي يوحى إليه يوم التلاق، ويجوز أن يكون لينذر اللّه يوم التلاق، والأجود - واللّه أعلم - أن يكون لينذر النبي صلى الله عليه وسلم .
والدليل على ذلك : أنه قرئ لتنذر يوم التلاق بالتاء , ويجوز يوم التلاقي بإثبات الياء، والحذف جائز حسن لأنه آخر آية, ومعنى التلاقي: يوم يلتقي أهل الأرض , وأهل السماء.
وتأويل الروح فيما فسّرنا : أنه به حياة الناس، لأن كل مهتد حيّ، وكل ضالّ كالميّت، قال الله عز وجل: {أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون}, وقال: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في النّاس}.: وهذا جائز في خطاب الناس، يقول القائل لمن لا يفقه عنه ما فيه صلاحه: أنت ميّت). [معاني القرآن: 4/368-369]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}
روى عكرمة , عن ابن عباس قال: الروح : النبوة.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: الروح: الوحي .
وروى معمر , عن قتادة : يلقي الروح , قال: الوحي والرحمة .
قال أبو جعفر يلقي الوحي على من يختص من عباده وسمي الوحي روحا لأن الناس يحيون به أي يهتدون والمهتدي حي والضال ميت على التمثيل ومنه يقال لمن لم يفقه إنما أنت ميت وقال الله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى}
ثم قال جل وعز: {لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون} :أي: لينذر الذي يوحى إليه , ويجوز أن يكون المعنى لينذر الله يوم التلاق .
قال قتادة: أي: يوم يتلاقى أهل السماء , وأهل الأرض , ويلتقي الأولون والآخرون .
{يوم هم بارزون }: قال قتادة : أي لا يسترهم جبل, ولا شيء.).[معاني القرآن: 6/208-210]



تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم هم بارزون...}.
هم في موضع رفع بفعلهم بعده، وهو مثل قولك: آتيك يوم أنت فارغ لي.). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لّمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}
وقال: {يوم هم بارزون} فأضاف المعنى , فلذلك لا ينون اليوم كما قال: {يوم هم على النّار يفتنون}، وقال: {هذا يوم لا ينطقون} : معناه: هذا يوم فتنتهم, ولكن لما ابتدأ الاسم , وبقي عليه لم يقدر على جرّه , وكانت الإضافة في المعنى إلى الفتنة, وهذا إنما يكون إذا كان "اليوم" في معنى "إذ" وإلا فهو قبيح.
ألا ترى أنك تقول "لقيتك زمن زيدٌ أميرٌ" أي: إذ زيدٌ أمير, ولو قلت "ألقاك زمن زيدٌٍ أمير" لم يحسن.
وقال: {لّمن الملك اليوم} : فهذا على ضمير "يقول".). [معاني القرآن: 4/2-3]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم} أي: يقال هذا.
روى أبو وائل , عن عبد الله بن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة, لم يعص الله جل وعز عليها قط , فأول ما يقال : {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}, ثم أول ما ينظر من الخصومات في الدماء , فيحضر القاتل والمقتول ,فيقول : سل هذا لم قتلني؟, , فإن قال: قتلته لتكون العزة لفلان , قيل للمقتول : اقتله كما قتلك , وكذلك إن قتل جماعة أذيق القتل كما أذاقهم في الدنيا , قال : {لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب}.). [معاني القرآن: 6/210-211]



تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الآزفة...}, وهي: القيامة.
وقوله: {كاظمين...}: نصبت على القطع من المعنى الذي يرجع من ذكرهم في القلوب والحناجر، والمعنى: إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين. وإن شئت جعلت قطعه من الهاء في قوله: {وأنذرهم} ، والأول أجود في العربية.
ولو كانت "كاظمون" مرفوعة على قولك: إذ القلوب لدى الحناجر : إذ هم كاظمون، أو على الاستئناف كان صوابا.
وقوله: {ما للظّالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع...}: تقبل شفاعته). [معاني القرآن: 3/6-7]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظّالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع}
وقال: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}, فانتصاب {كاظمين} على الحال ؛ كأنه أراد "القلوب لدى الحناجر في هذه الحال".). [معاني القرآن: 4/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({الآزفة} : القيامة. سميت بذلك: لقربها, يقال: أزفت , فهي آزفة، وأزف: شخوص فلان، أي قرب.). [تفسير غريب القرآن: 386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع (18)}
معنى أنذرهم خوّفهم، والآزفة يوم القيامة، كذا جاء في التفسير.
وإنما قيل لها آزفة لأنها قريبة وإن استبعد الناس مداها.
يقال قد أزف الأمر إذا قرب.
وقوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}
نصب{كاظمين}على الحال، والحال محمولة على المعنى لأن القلوب لا يقال لها كاظمة، وإنّما الكاظمون أصحاب القلوب والمعنى إذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كظمهم.
وجاء في التفسير : أن القلب من الفزع يرتفع , فيلتصق بالحنجرة , فلا يرجع إلى مكانه , ولا يخرج ؛ فيستراح من كرب غمّه.
{ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع}ْ : {يطاع} من صفة شفيع، أي ولا من شفيع مطاع.). [معاني القرآن: 4/369-370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}
قال مجاهد , وقتادة: أي: القيامة.
قال الكسائي : يقال أزف الشيء يأزف , أي: دنا , واقترب .
قال أبو جعفر : قيل للقيامة الآزفة لقربها , وإن بعدت عن الناس , ومنه يقال: أزف رحيل فلان .
ثم قال جل وعز: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}
قال قتادة: شخصت من صدورهم , فنشبت في حلوقهم فلم تخرج , ولم ترجع .
وقال غيره: تزحزحت قلوبهم من الفزع , فلم تخرج فيستريحوا , ولم ترجع .
ثم قال تعالى: {كاظمين} :أي: مغتاظين , ولا شيء يزيل غيظهم , يقال : كظم البعير بجرته إذا رددها في حلقه , وكظم غيظه إذا حبسه .
ثم قال جل وعز: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} :أي :ليس لهم شفيع مطاع.
قال الحسن: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين , فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه , فإذا رأى الكفار ذلك , قالوا: فما لنا من شافعين , ولا صديق حميم). [معاني القرآن: 6/211-212]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْآزِفَةِ}: القيامة سميت بذلك لقربها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]



تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {يعلم خائنة الأعين} : يعني: الله عز وجل، يقال: إنّ للرجل نظرتين: فالأولى مباحة له، والثانية محرمة عليه، فقوله: {يعلم خائنة} : الأعين في النظرة الثانية، وما تخفى الصدور في النظرة الأولى, فإن كانت النظرة الأولى تعمّداً , كان فيها الإثم أيضاً، وإن لم يكن تعمّدها فهي مغفورة). [معاني القرآن: 3/7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يعلم خائنة الأعين}, قال قتادة: هي همزه بعينه , وإغماضه فيما لا يحب اللّه.
والخيانة والخائنة واحد, قال اللّه تعالى: {ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم} ). [تفسير غريب القرآن: 386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور (19)}
إذا نظر الناظر نظرة خيانة علمها اللّه، فإذا نظر أول نظرة غير متعمد خيانة فذلك غير إثم، فإن عاد ونيته الخيانة في النّظر علم الله ذلك، والله عزّ وجلّ عالم الغيب والشهادة، ولكنه ذكر العلم ههنا ؛ ليعلم أن المجازاة لا محالة واقعة). [معاني القرآن: 4/370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور}
قال ابن عباس : (هو الرجل ينظر إلى المرأة , فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره , فإذا رأى منهم غفلة تدسس , فإذا نظروا إليه غض بصره , وقد علم الله جل وعز منه أن بوده أن لو نظر إلى عورتها) .
وقال جرير بن عبد الله : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة , فأمرني أن أغض بصري).). [معاني القرآن: 6/212-213]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}: أي: خيانة , وهو همزه , وإغماضه بعينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 216]



تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآثارا في الأرض}
قال مجاهد: هو مشيهم , وتأثيرهم في الأرض.). [معاني القرآن: 6/213]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22) }


رد مع اقتباس