عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:50 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}


تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو الّذي يرسل الرّياح نشراً...}
والنشر من الرياح: الطيبة اللينة التي تنشئ السحاب. فقرأ بذلك أصحاب عبد الله. وقرأ غيرهم (بشرا) ... حدثني قيس بن الربيع الأسديّ عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي عبد الرحمن السلميّ عن عليّ أنه قرأ (بشرا) يريد بشيرة، و(بشرا) كقول الله تبارك وتعالى: (يرسل الرياح مبشّرات).
وقوله: {فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات كذلك نخرج الموتى} جواب لأنزلنا فأخرجنا به. يقال: إن الناس يموتون وجميع الخلق في النفخة الأولى. وبينها وبين الآخرة أربعون سنة. ويبعث الله المطر فيمطر أربعين يوما كمنيّ الرجال، فينبتون في قبورهم؛ كما ينبتون في بطون أمّهاتهم. فذلك قوله: {كذلك نخرج الموتى} كما أخرجنا الثمار من الأرض الميتة). [معاني القرآن: 1/ 382-383]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يرسل الرّياح نشراً}؛ أي متفرقة من كل مهب وجانب وناحية.
(أقلّت سحاباً) أي ساقت). [مجاز القرآن: 1/ 217]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحاباً ثقالاً سقناه لبلدٍ مّيّتٍ فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات كذلك نخرج الموتى لعلّكم تذكّرون}
وقال: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته} لأنّها جماعة "النشور" وتقول: "ريحٌ نشور" و"رياحٌ نشر". وقال بعضهم "نشرا" من "نشرها" "نشراً".
وقال في أول هذه السورة {كتابٌ أنزل إليك}{لتنذر به}{فلا يكن في صدرك حرجٌ مّنه} هكذا تأويلها على التقديم والتأخير. وفي كتاب الله مثل ذلك كثير قال: {اذهب بّكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} والمعنى - والله أعلم - {فانظر ماذا يرجعون} {ثمّ تولّ عنهم} وفي كتاب الله: {وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نّوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون [43] بالبيّنات والزّبر} والمعنى - والله أعلم - {وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نّوحي إليهم} {بالبيّنات والزّبر} {فاسألوا أهل الذّكر} {إن كنتم لا تعلمون} وفي "حم المؤمن" {فلمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنات فرحوا بما عندهم مّن العلم} والمعنى - والله أعلم - {فلمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنات} {مّن العلم} {فرحوا بما عندهم}. وقال بعضهم {فرحوا بما} هو {عندهم من العلم} أي: كان عندهم العلم وهو جهل ومثل هذا في كلام العرب وفي الشعر كثير في التقديم والتأخير. يكتب الرجل: "أمّا بعد حفظك الله وعافاك فإنّي كتبت إليك" فقوله "فإنّي" محمول على "أمّا بعد" [و] إنما هو "أمّا بعد فإنّي" وبينهما كما ترى كلام. قال الشاعر:
خيرٌ من القوم العصاة أميرهم ....... يا قوم فاستحيوا النساء الجلّس

والمعنى: خيرٌ من القوم العصاة أميرهم النّساء الجلّس يا قوم فاستحيوا. قال الآخر:
الشّمس طالعةٌ ليست بكاسفةٍ ....... تبكي عليك نجوم اللّيل والقمرا
ومعناه: الشمس طالعةٌ لم تكسف نجوم الليل والقمرا لحزنها على "عمر". وذلك أن الشمس كلما طلعت كسفت القمر والنجوم فلم تترك لها ضوءا.
ومن معاني القرآن قول الله عزّ وجل: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم مّن النّساء إلاّ ما قد سلف} فليس المعنى: انكحوا ما قد سلف. وهذا لا يجوز في الكلام والمعنى - والله أعلم - "لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء فإنّكم تعذّبون به إلاّ ما قد سلف فقد وضعه الله عنكم" وكذلك قوله: {حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم} ثم قال: {وأن تجمعوا بين الأختين إلاّ ما قد سلف} والمعنى - والله أعلم - أنّكم تؤخذون بذلك إلاّ ما قد سلف فقد وضعه الله عنكم.
وقوله: {ألم تر إلى الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه} ثم قال: {أو كالّذي مرّ على قريةٍ} فـ"الكاف" تزاد في الكلام. والمعنى: ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه أو الذي مرّ على قريةٍ. ومثلها في القرآن {ليس كمثله شيءٌ} والمعنى: ليس مثله شيء. لأنه ليس لله مثل. وقال الشاعر:
* فصيّروا مثل كعصفٍ مأكول *
والمعنى: صيّروا مثل عصفٍ، والكاف زائدة. وقال الآخر:
* وصالباتٍ ككما يؤثفين *
إحدى الكافين زائدة.
وقوله: {بدّلناهم جلوداً غيرها} يعني غيرها في النضج، لأنّ الله عز وجل يجددها فيكون أشد للعذاب عليهم. وهي تلك الجلود بعينها التي عصت الله تعالى ولكن أذهب عنها النضج، كما يقول الرجل للرجل: "أنت اليوم غيرك أمس" وهو ذلك بعينه إلا أنه نقص منه شيء أو زاد فيه. وفي كتاب الله عز وجل: {ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون} فيسأل السائل فيقول كيف كانوا كاذبين ولم يعودوا بعد. [و] إنما يكونون كاذبين إذا عادوا. وقد قلتم إنه لا يقال له كافر قبل أن يكفر إذا علم أنه كافر. وهذا يجوز أن يكون أنّهم الكاذبون بعد اليوم كما يقول الرجل: "أنا قائمٌ" وهو قاعد يريد "إني سأقوم" أو يقول {إنّهم لكاذبون} يعني ما وافوا به القيامة من كذبهم وكفرهم لأن الذين دخلوا النار كانوا كاذبين كافرين.
وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ [22] إلى ربّها ناظرةٌ} يقول "تنظر في رزقها وما يأتيها من الله" كما يقول الرجل: "ما أنظر إلاّ إليك" ولو كان نظر البصر كما يقول بعض الناس كان في الآية التي بعدها بيان ذلك. ألا ترى أنه قال: {ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ [24] تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ} ولم يقل: "ووجوهٌ لا تنظر ولا ترى" وقوله: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ} يدلّ "الظن" ههنا على أن النظر ثم الثقة بالله وحسن اليقين ولا يدل على ما قالوا. وكيف يكون ذلك والله يقول {لاّ تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} وقوله: {وما تشاءون إلاّ أن يشاء اللّه} يعني ما تشاؤون من الخير شيئاً إلاّ أن يشاء الله أن تشاؤوه.
وقوله: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} حمل على المعنى وذلك أنه لا يراها وذلك أنك إذا قلت: "كاد يفعل إنما. تعني قارب الفعل ولم يفعل فإذا قلت "لم يكد يفعل" كان المعنى أنه لم يقارب الفعل ولم يفعل على صحة الكلام وهكذا معنى هذه الآية. إلاّ أنّ اللّغة قد أجازت: "لم يكد يفعل" في معنى: فعل بعد شدة، وليس هذا صحة الكلام [لـ] أنه إذا قال: "كاد يفعل" فإنما يعني: قارب الفعل. وإذا قال: "لم يكد يفعل" يقول: "لم يقارب الفعل" إلا أنّ اللغة جاءت على ما فسرت لك وليس هو على صحة الكلمة). [معاني القرآن: 2/ 8-12]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {نشرا} بضم الشين.
وقراءة أخرى {نشرا} وهي جائزة كثيرة، يسكن الضمة؛ وقد فسرنا ذلك.
قراءة زر بن حبيش بفتح النون وإسكان الشين {نشرا}؛ وقالوا في المصدر: نشره نشرًا ونشرًا؛ لغتان في المصدر). [معاني القرآن لقطرب: 565]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {نشرا}: منتشرة متفرقة من كل جانب وقرىء
{بشرا}: أي مبشرات). [غريب القرآن وتفسيره: 146-147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بشراً بين يدي رحمته} كأنه تبشر. ورحمته هاهنا: المطر، سماه رحمة: لأنه كان برحمته.
ومن قرأها نشرا بين يدي رحمته أراد جمع نشور، ونشر الشيء ما تفرق منه. يقال: اللهم اضمم إليّ نشرى. أي ما تفرق من أمري.
{حتّى إذا أقلّت سحاباً} أي حملت. ومنه يقال: ما أستقل به). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد توضع (الرحمة) موضع (المطر) لأنه ينزل برحمته.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} يعني المطر). [تأويل مشكل القرآن: 146]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميّت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات كذلك نخرج الموتى لعلّكم تذكّرون (57)}
{بشرا بين يدي رحمته}.
و (نشرا) أيضا بضم النون وفتحها - وقرأ عاصم بشرى بالياء.
فمن قرأ (نشرا) فالمعنى وهو الذي ينشر الرياح منشرة نشرا.
ومن قال نشرا فهو جمع نشور ونشر.
ومن قرأ بشرا فهو جمع بشيرة وبشر كما قال جلّ وعزّ: {وهو الّذي يرسل الرياح بشرا}.
وقوله: {بين يدي رحمته}.
أي بين يدي المطر الذي هو رحمة، (حتّى إذا أقلّت سحابا) أي حتى إذا أقلّت الريح سحابا، يقال: أقل فلان الشيء إذا هو حمله، وفلان لا يستقلّ بحمله.
فالمعنى حتى إذا حملت سحابا ثقالا، والسحاب جمع سحابة.
(ثقالا) أي ثقالا بالماء.
{سقناه لبلد ميّت}.
وميت جميعا.
{فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات}.
جائز أن يكون: فأنزلنا بالسحاب الماء، فأخرجنا به من كل الثمرات.
الأحسن - واللّه أعلم - فأخرجنا بالماء من كل الثمرات، وجائز أن يكون أخرجنا بالبلد من كل الثمرات، لأن البلد ليس يخصّ به ههنا بلد سوى سائر البلدان.
وقوله عز وجلّ: {كذلك نخرج الموتى}.
أي مثل ذلك الإخراج الذي أشرنا إليه نخرج الموتى.
وقوله: {لعلّكم تذكّرون}.
لعل ترج، وإنما خوطب العباد على قدر علمهم، وما يرجوه بعضهم من بعض، واللّه يعلم أي تذكرون أم لا.
وقوله: {لعلّكم تذكّرون}.
أي لعلكم بما بينّاه لكم تستدلّون على توحيد اللّه وأنه يبعث الموتى). [معاني القرآن: 2/ 345-346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته}
نشر جمع نشور يقال ريح نشور إذا أتت من ههنا وههنا وقيل نشر مصدر.
ومن قرأ نشرا بضم النون وإسكان الشين فإلى هذا المعنى يذهب عند البصريين.
وأما الفراء فزعم أنها لغة بمعنى النشر كما يقال خسف وخسف.
ومن قرأ نشرا فإنه يذهب إلى أن المعنى تنشر نشرا.
ومن قرأ بشرا فهو جمع بشير عنده مخففة وقد تكون جمع بشرة وقد يكون مصدرا مثل العمر وتقرأ {بشرا} وبشرا مصدر بشره يبشره بمعنى بشره
ومعنى بين يدي رحمته بين يدي المطر الذي هو من رحمته تعالى.
ثم قال جل وعز: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء}
حتى إذا أقلت سحابا ثقالا أي حتى إذا حملت الريح سحابا ثقالا بالماء سقناه يعني السحاب لبلد ميت فأنزلنا به الماء.
يجوز أن يكون المعنى فأنزلنا بالبلد الماء.
ويجوز أن يكون المعنى فأنزلنا بالسحاب الماء فأخرجنا به من كل الثمرات أي بالماء ويجوز أن يكون المعنى بالبلد.
وقوله تعالى: {كذلك نخرج الموتى}
قال مجاهد يبعث الله مطرا فيمطر فينبت الناس كما ينبت الزرع
ثم قال جل وعز: {لعلكم تذكرون}
أي لتكونوا على رجاء من الاتعاظ بما تذكرون وتخبرون به). [معاني القرآن: 3/ 44-46]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً} أي حملت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نشرا}: من كل جانب.
{بُشْرى}: البشارة). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذي خبث لا يخرج إلاّ نكداً...}
قراءة العامة؛ وقرأ بعض أهل المدينة: نكدا؛ يريد: لا يخرج إلا في نكدٍ. والنكد والنكد مثل الدنف والدنف. قال: وما أبعد أن يكون فيها نكد، ولم أسمعها، ولكني سمعت حذر وحذر وأشر وأشر وعجل وعجل). [معاني القرآن: 1/ 383]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا يخرج إلاّ نكداً (57)} أي قليلاً عسراً في شدة قال:
لا تنجز الوعد إن وعدت وإن ....... أعطيت أعطيت تافهاً نكدا
تافه: قليل). [مجاز القرآن: 1/ 217]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعرج {إلا نكدا} وقد نكد ينكده.
أبو جعفر {نكدا} بفتح الكاف؛ كأنه أراد مصدر نكد نكدا.
وطلحة بن مصرف "لا يخرج إلا نكدا" بإسكان الكاف؛ كأنه أسكنها عن نكد؛ مثل: فخذ وفخذ، وكبد وكبد). [معاني القرآن لقطرب: 565]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يخرج إلّا نكداً} أي إلّا قليلا. يقال: عطاء منكود: منزور). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (ألا ترى أنك لو أردت أن تنقل قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]- لم تستطع أن تأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي أودعته حتى تبسط مجموعها، وتصل مقطوعها وتظهر مستورها، فتقول: إن كان بينك وبين قوم هدنة وعهد، فخفت منهم خيانة ونقضا، فأعلمهم أنك قد نقضت ما شرطت لهم، وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنّقض على استواء). [تأويل مشكل القرآن: 21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والبلد الطّيّب يخرج نباته بإذن ربّه والّذي خبث لا يخرج إلّا نكدا كذلك نصرّف الآيات لقوم يشكرون (58)}
وقرأها أهل المدينة نكدا - بفتح الكاف - ويجوز فيه وجهان آخران: إلّا نكدا ونكدا - بضم النون وإسكان الكاف ولا يقرأ بالمضمومة، لأنه لم تثبت به رواية في القرآن). [معاني القرآن: 2/ 346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}
النكد في اللغة النزر القليل وهذا تمثيل.
قال مجاهد يعني إن في بني آدم الطيب والخبيث). [معاني القرآن: 3/ 46]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلاَّ نَكِداً} إلا قليلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]


رد مع اقتباس